أصداء

سوريا والسبات الأميركي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نظام بشار الاسد بدأ بتلقي ضربات موجعة من تركيا ومنظمة التعاون الاسلامي بعد رفضه مبادرة الجامعة العربية، والوضع الانساني المأساوي بدأ يستدعى اهتماما وتدخلا عربيا واقليميا ودوليا لوقف نزيف الدم بفعل التعامل الدموي والحل الامني والخيار العسكري العنيف للحكم المستبد في دمشق تجاه ثورة السوريين المطالبة باسقاط النظام، ولكن مقابل هذه التطورات نجد ان الموقف الامريكي يمر بسبات عميق تجاه الثورة السورية، ولا ندري ما أسرار هذا السبات والجمود عن الوضع الانساني المتدهور والسكوت عن المذابح الجماعية التي يرتكبها النظام بحق المدنيين.

والكل يعلم ان النجاح الحاسم للثورة الليبية تم بفعل التعاون والتنسيق والاسناد الجوي لحلف ناتو، ولكن هذا الدعم السخي ترك أسئلة كبيرة مقارنة بالوضع السائد في سوريا، منها لماذا قدم دعم دولي للمجلس الانتقالي الليبي وثواره على طبق من ذهب ولم يقدم للسوريين لحماية المدنيين وتدعيم المجلس الوطني الممثل للمعارضة، ولماذا غاب تدخل المجتمع الدولي لوقف البطش العسكري الدموي لنظام الاسد الذي يستخدم شتى صنوف الاسلحة الثقيلة وامام عيون العالم، وبينما الشعب يدفع يوميا ارواحا ودماءا زكية لنيل الحرية والكرامة الانسانية.

وقبل فترة لغرض تأمين نجاح الثورة في سوريا من خلال الاستفادة من نجاح الثورتين في تونس ومصر واستنباط الدروس والعبر والأدوات والوسائل من هاتين التجربتين انسانيا وامميا، طرحنا مسودة مبادرة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما لدعم ثورات الربيع العربي من خلال "ايلاف" بعنوان "بادرة اممية الى باراك اوباما"، لتبنيها على مستوى مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة، تضمنت خارطة طريق لدعم الشعبين السوري واليمني والشعوب العربية والاسلامية الثائرة ضد انظمتها المستبدة لنيل الحرية والكرامة وارساء الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبطبيعة الحال فان افكار المبادرة استنبطت من الاحداث التي عايشتها ثورات الربيع العربي.

والافكار الرئيسية التي وردت في مسودة المبادرة الاممية تضمنت اللجوء الى الوسائل السلمية والمدنية والدبلوماسية لدعم السوريين والثورات العربية من خلال قرار ملزم لمجلس الامن الدولي استنادا الى الاطار العام للوثائق واللوائح الدولية، ولاهميتها نعيد اهم ما جاء فيها: وهي سحب الاعتراف السياسي الدولي بنظام اي دولة يلجأ الى استخدام الوسائل العسكرية ضد المتظاهرين والمحتجين المدنيين، وسحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والمالية ووقف المساعدات والمنح والقروض المالية، وقف عمليات شراء النفط والغاز والمواد التي تحسب ضمن المواد الاستراتيجية، وتجميد الحسابات والاصول المالية في المصارف والبنوك لجميع المسؤولين في حكومة ومؤسسات النظام المعني بهذه الاجراءات الاممية، وضع خارطة طريق والية عملية دولية واقليمية لحماية المدنيين في الدول المعنية بهذه الاجراءات الدولية، واللجوء الفوري الى المحكمة الجنائية الدولية للتدخل القضائي واتخاذ الاجراءات بحق المسؤولين في نظام الدولة المعنية بهذه الاجراءات عند حصول قتل فردي وجماعي وجرائم ابادة انسانية ضد المدنيين والمتظاهرين والمحتجين، وتشكيل هيئة دولية ضمن اطار واشراف الامم المتحدة خاصة بالتحولات الانتقالية لضمان ارساء النظام الديمقراطي وفق مساره الصحيح في الدول التي تتحرر شعوبها من حكامها المستبدين، وتخصيص مساعدات وبرامج دولية سريعة للعمليات الانسانية العاجلة في مرحلة التحولات.

ولكن بالرغم من تدخل الجامعة العربية واصدارها لمبادرة حماية المدنيين السوريين لوقف القتل والعنف من قبل النظام تجاه المتظاهرين، ورفض توقيع البروتوكول الملحق بالمبادرة لارسال المراقبيين من قبل نظام الاسد، فان الضغط الدولي لم يحصل مثلما حصل في ليبيا وخاصة من قبل الولايات المتحدة وهي القوة المؤثرة الفعالة في السياسة العالمية، وأقل ما يمكن قوله بخصوص الموقف الامريكي انه يمر بسبات عميق تجاه الثورة السورية التي تجابه بالحديد والنار من قبل بشار وعلى مرأى عيون المجتمع الدولي.

ولا يعقل ان يستمر هذا الموقف المتسم بالبرود والخذلان وعدم الاهتمام للوضع الانساني الذي يمر به الشعب الثائر في المدن السورية، لا سيما وان موقف النظام أخذ بالعناد يوما بعد يوم واللجوء الى استخدام وسائل اكثر عنفا وبطشا للقضاء على المدنيين المحتجين في كثير من المدن السورية خاصة في درعا وحمص وحماه.
ولهذا نجد ان المجابهات التي تحصل في الحدث السوري تسايرها اضطرابات وتدهورات حياتية وخدماتية مؤثرة في حياة المدنيين، لاسباب ترتبط بشدة الرد العنيف للنظام وتمسك الشعب بالتغيير الجذري للحكم لنيل الحرية والكرامة وتحقيق الذات والمواطنة الحقيقية، والتطورات البطيئة التي تشهدها الساحة السياسية الاقليمية من خلال الجامعة العربية لا تلبي الوضع الراهن في سوريا وهي ليست بمستوى الوضع الانساني المتدهور مما ساعد على تمسك السوريين بالثورة بصلابة أكثر وبوسائل سلمية ومدنية لاستمرار الاحتجاجات والمظاهرات، والمشهد الميداني بدأ ينقل للعالم اوضاعا انسانيا مأساويا في المدن السورية.

لذلك حان الوقت لتحريك الضمير الانساني العالمي، خاصة الضمير السياسي الامريكي، وحانت اللحظة الحاسمة لخروج الرئيس باراك اوبما من سباته وجموده غير المبرر تجاه الثورة السورية خاصة وان هذه الثورة تعتبر موازية للثورة المصرية في أهميتها التاريخية لشعوب المنطقة، وتوزايا مع الثورات والتغييرات التي شهدتها بداية العقد الثاني للالفية الثالثة لاحداث تحولات جذرية في واقع العالم العربي، ولا شك ان ثورة الشعب السوري تحظى باهمية بالغة اقليميا وعربيا واسلاميا وعالميا لتعلقها بتحديد مصير شعب ومنطقة لها اهميتها الاستراتيجية بالنسبة للوضع الشرق الأوسطي.

ولابد في حالة نجاح وانتصار الثورة السورية فان العقد الجاري بعد نجاح جميع ثورات الربيع العربي سيتميز بمرحلة مستقرة، ولكن ضمان انتصار الثورة في سوريا بحاجة الى وقفة فورية وموقف دولي سريع لاسيما من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي وحلف ناتو لانقاذ المدنيين السوريين، ولهذا نأمل موقفا جديا من الرئيس الامريكي لدعم الثورة في مدن بلاد الشام، والموقف التركي الداعم للحركة الشعبية التحررية السورية والمناهض للنظام عامل اقليمي مؤثر لتنظيم وتقديم الدعم الدولي للسوريين الثائريين للقضاء على النظام المتسبد لارساء واقع جديد منعم بالحرية والعيش الكريم والأمل والأمان والكرامة الانسانية والديمقراطية والعدالة للشعب السوري بعيدا عن حكم طاغية فاق ممارسات القذافي في عدوانيته تجاه الشعب، وهنا لابد من القول والتأكيد انه مهما استبد بشار الاسد فلابد للثورة ان تنتصر ولابد "للقيد ان ينكسر ولابد للشعب السوري ان يتحرر".

كاتب صحفي - كردستان العراق
Office.baghdad@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا يتدخل
kurdo -

يا استاد جرجيس امريكا لا يتدخل لان العرب شعب غوغائي و لا يعرفون ماذا يريدون عندما امريكا يتحدث عن ضرورة التدخل الدولي يصرخون و يعيطون لا و الف لا ما نريد التدخل الامريكي الصهييوني الاستعماري الكافر الخبيث وما الي ذلك من الف نعت ونعوت اخري اما عندما تسكت امريكا و معهم الصهاينة حسب تعريفهم يصرخون و يعيطون و يوجهون آلاف الشتائم لهم و يعيرون بدمقراطيتهم لماذا لا يتدخلون لايقاف هذه المجازر التي ترتكب بحق الشعب العربي المسلم المقدس .. فذرهم يا استادي يذيقون العذاب بايدي هؤلاء الحكام الذين سلط الله عليهم بارادتهم لعلهم يعقلون.

بداْت تتقرب !!
ماجد -

بالامس كنت في اليمن !وهاهو اليوم انت في الشام..قريبجدا من ديارنا ..العراق وكردستانه نريده تحت مجهرك وسبق وان طلبنا منك ذلك ! دمت استاذ جرجيس كوليزادة ودام قلمك ..

لا يتدخل
kurdo -

يا استاد جرجيس امريكا لا يتدخل لان العرب شعب غوغائي و لا يعرفون ماذا يريدون عندما امريكا يتحدث عن ضرورة التدخل الدولي يصرخون و يعيطون لا و الف لا ما نريد التدخل الامريكي الصهييوني الاستعماري الكافر الخبيث وما الي ذلك من الف نعت ونعوت اخري اما عندما تسكت امريكا و معهم الصهاينة حسب تعريفهم يصرخون و يعيطون و يوجهون آلاف الشتائم لهم و يعيرون بدمقراطيتهم لماذا لا يتدخلون لايقاف هذه المجازر التي ترتكب بحق الشعب العربي المسلم المقدس .. فذرهم يا استادي يذيقون العذاب بايدي هؤلاء الحكام الذين سلط الله عليهم بارادتهم لعلهم يعقلون.

تحرير كردستان
ابوقتادة العراقي -

تحرير سوريا خطوة نحو تحرير كوردستان العراق وإعادة الفرع للاصل

تحرير كردستان
ابوقتادة العراقي -

تحرير سوريا خطوة نحو تحرير كوردستان العراق وإعادة الفرع للاصل

كل شيء اصبح واضح
عربي حر -

لقد بات النظام السوري مكشوفاً أمام الشارع العربي فهذا النظام لديه مهمة موسادية بإمتياز وهي حماية حدود إسرائيل كحليفه حزب الله المقاوم وهذا ما قاله السياسي المخضرم غسان سلامة في حديث تلفزيوني منذ حوالي اسبوع وبالتالي هناك حقيقتين يجب أن يعيها كل من الشعبين اللبناني والسوري اللذين ابتليا في حسن نصرالله وعائلة الأسد هذين النظامين التي تحميهما اسرائيل والنظام العالمي , وما تقتيل الشعب السوري منذ تسعة أشهر تحت عيون العالم أجمع بالرغم من أن العالم قد أصبح قرية صغيرة بفضل الأنترنت، ما لم يحصل في كوسوفو أو ليبيا فهل الدم السوري أرخص من دماؤهما ... ومن يدري أهمية اللوبي الصهيوني على العالم أجمع يدرك حقيقة الموقف الروسي والصيني استعمال حق الفيتو في مجلس الأمن لأن أميركا وهي حامية إسرائيل بوقاحة لا يجيز دستورها المدافع عن حقوق الإنسان وحريته استعمال الفيتو الذي جُيّر إلى روسيا والصين تلك المهمة بإمتياز . وما على الشعب السوري سوى الأستمرار في التضحية بدمائه حتى يرغم النظام الموسادي بالرحيل رغماً عن أنف الصهيونية ونظام الماسونية العالمي.

كل شيء اصبح واضح
عربي حر -

لقد بات النظام السوري مكشوفاً أمام الشارع العربي فهذا النظام لديه مهمة موسادية بإمتياز وهي حماية حدود إسرائيل كحليفه حزب الله المقاوم وهذا ما قاله السياسي المخضرم غسان سلامة في حديث تلفزيوني منذ حوالي اسبوع وبالتالي هناك حقيقتين يجب أن يعيها كل من الشعبين اللبناني والسوري اللذين ابتليا في حسن نصرالله وعائلة الأسد هذين النظامين التي تحميهما اسرائيل والنظام العالمي , وما تقتيل الشعب السوري منذ تسعة أشهر تحت عيون العالم أجمع بالرغم من أن العالم قد أصبح قرية صغيرة بفضل الأنترنت، ما لم يحصل في كوسوفو أو ليبيا فهل الدم السوري أرخص من دماؤهما ... ومن يدري أهمية اللوبي الصهيوني على العالم أجمع يدرك حقيقة الموقف الروسي والصيني استعمال حق الفيتو في مجلس الأمن لأن أميركا وهي حامية إسرائيل بوقاحة لا يجيز دستورها المدافع عن حقوق الإنسان وحريته استعمال الفيتو الذي جُيّر إلى روسيا والصين تلك المهمة بإمتياز . وما على الشعب السوري سوى الأستمرار في التضحية بدمائه حتى يرغم النظام الموسادي بالرحيل رغماً عن أنف الصهيونية ونظام الماسونية العالمي.

اوافق رقم 4
ناديا -

اوافق رقم 4 فيما قال تماما فالنظام الموسادي الاسدي حامي حدود اسرائيل لايمكن الاطاحة به بسهولة . تقاعس الجميع عن مد يد العون للشعب السوري لان النظام هو افضل جار لاسرائيل واستبداله بآخر فيه خطر كبير عليها . لهذا تراه يقتل ويروع ويشرد ويشوه ويسرق وينهب يعني تاركين له الحبل على الغارب افعل مابدا لك الى ان تقضي على الثورة .لكن هيهات خرج المارد السوري من القمقم ولن يعود الا برأس بشار الاسد وروؤس حاشيته غصبا عن اهل الشرق والغرب والجامعة العربية والصين وروسيا اللتين اختبأت امريكا وراءهما للتغطية على جرائم النظام

اوافق رقم 4
ناديا -

اوافق رقم 4 فيما قال تماما فالنظام الموسادي الاسدي حامي حدود اسرائيل لايمكن الاطاحة به بسهولة . تقاعس الجميع عن مد يد العون للشعب السوري لان النظام هو افضل جار لاسرائيل واستبداله بآخر فيه خطر كبير عليها . لهذا تراه يقتل ويروع ويشرد ويشوه ويسرق وينهب يعني تاركين له الحبل على الغارب افعل مابدا لك الى ان تقضي على الثورة .لكن هيهات خرج المارد السوري من القمقم ولن يعود الا برأس بشار الاسد وروؤس حاشيته غصبا عن اهل الشرق والغرب والجامعة العربية والصين وروسيا اللتين اختبأت امريكا وراءهما للتغطية على جرائم النظام

السياسية التشبيحية للدولة الروسية
متابع -

من الواضح أن السياسة الروسية قد أفلست تماماً وفقدت بوصلتها وتحولت إلى سياسة تشبيحية ، و روسيا هذه الدولة العملاقة قد أصبحت عبئاً على المجتمع الدولي بعد أن أثبتت بدون مواربة دعمها للأنظمة الديكتاتورية ووقوفها ضد حرية الشعوب ،أماالأمم المتحدة فتحولت إلى نادي للطغاة وهؤلاء الطغاة( روسيا والصين ) يتفاخرون بامتلاكهم للفيتو وتعطيلهم لأي قرار لايوافق مزاجهم الديكتاتوري، وعليه فلابد للدول الحرة أن توسع من نطاق تحالفاتهاوشراكاتها خارج نطاق الامم المتحدةالتي تعيش شتاء قارساً لاعلاقة له بالربيع الذي تعيشه الشعوب .

السياسية التشبيحية للدولة الروسية
متابع -

من الواضح أن السياسة الروسية قد أفلست تماماً وفقدت بوصلتها وتحولت إلى سياسة تشبيحية ، و روسيا هذه الدولة العملاقة قد أصبحت عبئاً على المجتمع الدولي بعد أن أثبتت بدون مواربة دعمها للأنظمة الديكتاتورية ووقوفها ضد حرية الشعوب ،أماالأمم المتحدة فتحولت إلى نادي للطغاة وهؤلاء الطغاة( روسيا والصين ) يتفاخرون بامتلاكهم للفيتو وتعطيلهم لأي قرار لايوافق مزاجهم الديكتاتوري، وعليه فلابد للدول الحرة أن توسع من نطاق تحالفاتهاوشراكاتها خارج نطاق الامم المتحدةالتي تعيش شتاء قارساً لاعلاقة له بالربيع الذي تعيشه الشعوب .