أصداء

لا حصانة لآل الأسد وحاشيتهم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


هدر كرامة الوطن والمواطن أدخلت السلطة السورية إلى مأزق اللاعودة، مواقف شباب الثورة في كل الساحات واضحة، والشعارات أمام المسيرات بينة للعالم أجمع. والمجموعات التي تقفز على هذه المبادئ تتغاضى عن جوهر الحقائق المترسخة في ماهية الثورات. الحراك السياسي من قبل الأطياف المتعددة تبحث في مصالح وإصلاحات أصبحت في العدم بالنسبة للشارع السوري، والذين يخرجون بقرارات تتلائم وغاياتهم ومصالحهم الذاتية الأنانية، لا يهمهم إذا كان الإتفاق مع الطغاة على بنود تعدم فيها أرواح الشهداء إلى الأبد. التوقيع على مشروع تحفظ للطغاة مراكزهم، ليجولوا في الوطن وخارجه وعلى جثث الشهداء وبحصانة، إنتقاص لقيم الثورة الشبابية الذين وضعوا الحاجز النهائي لكل هذه التجاوزات، حيث لا حل إلا بإسقاط النظام، ولا حصانة للمجرمين.

هذا ما وحصل عليه طاغية اليمن وعائلته، بعد كل الإجرام والنهب والتدمير الذي ألحقوه بالوطن، وهذا ما تود آل الأسد بالحصول عليه من خلال إجرامهم الدموي ضد شباب الثورة السورية، والغريب بأن السلطة السورية لم تبحث عن مخرج آخر وكأن مداركهم والحاشية المحيطة بهم لم ترى لنفسها طريقاً أنسب، إلا بالمزيد من العنف والترهيب والقتل.

الفوضى واللاوعي في تدمير الإنسان والوطن من قبل قوى الفرقة الرابعة الماهرية الأسدية والشبيحة والتابعين لهم من القوى اللاأمنية وضعت نهاية لكل إتفاقية، وأغلقت جميع المنافذ أمام أي مواطن شريف في هذا الوطن للجلوس مع هذه السلطة على طاولة واحدة، خارج نطاق شعار " أرحل يابشار " ولا حصانة، والبحث عن الطرق التي يؤمل أن تؤدي إلى اتفاقيات توازن بين الشباب الثوري والسلطة اصبحت عدمية البنية. والكتل التي تبحث هناك في أروقة السياسة الخارجية عن مخارج مغايرة ومنها التي تحاول أن تحفظ لسلطة الرئيس اللاشرعي مكانته تضع نفسها في خانة السلطة نفسها، فإن لم يحاكموا اليوم سيحاكمون في الزمن القادم على تخاذلهم ومحاولاتهم في تغيير مسارات الثورة السورية.

لا بنود يمكن أن تدرج بين الإتفاقيات لإعطاء الحصانة لآل الأسد وحاشيته والمجرمين والفاسدين وناهبي الوطن الذين برزت اسمائهم في السجلات العربية والعالمية، علماً بإن مثل هذه المواقف البعيدة عن المرونة السياسية أغلقت الطريق لآل الأسد بالهروب من الوطن إلى مكان آمن، لكن الثورات منذ إنطلاقتها لا تتعرف على خبث السياسة مع المجرمين، لذلك حملت الشعار الأوحد " اسقاط النظام " وتلتها شعارات واضحة برزت بعد الإجرام المنظم بحق الشعب، وهي " لا حصانة للمجرمين والفاسدين ".

وللخلاص من هذا المأزق تلاعبت السلطة السورية بقوى المعارضة والحقتها بكتلة من الداخل تحت مسميات عديدة وشعارات غوغائية كأسقاط السلطة الأمنية وليست الرئاسية، وكأننا امام سلطة نزيهة ضمن سلطة فاسدة! السلطة تدرك بأن بنيانها ومراكز قوتها من السلطات الأمنية، والبقية، السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية عبارة عن دمى لا حول لها ولا قوة، تعلم السلطة بما تعول عليه من خلال بثها لهذه الكتل إلى الشارع ومعها هذه الشعارات، والتي تحوي في ضمنها حصانة كاملة لآل الأسد إلى مستوى الحفاظ على السلطة الرئاسية مع شرعية دستورية كاملة، لولا إن السلطة تقف وراء هذه الغايات لكانت مصير هؤلاء المعارضين كمصير الكثير من الشهداء الذين أغتالتهم الشبيحة بدون تردد، ومثال الشهيد مشعل تمو واضح للجميع.

لكن الظروف المرحلية تظهر وكأنها تتحكم بالمسيرة الثورية، ومن المتوقع بأن الحصانة قد تعطى لآل الأسد من قبل الأحزاب الكلاسيكية التي تمتطي المعارضة الخارجية والداخلية، وكثيراً ما لا تستشير شباب الثورة، وهذا ما لوحظ من خلال الفترات التمهيدية الطويلة التي سخرتها جامعة الأنظمة العربية للسلطة السورية، ولا تزال رغم قراراتها تبحث لهذه السلطة عن مخارج، ومواقف الدول الأوربية وأمريكا على تلكأها في حسم قراراتها، وتلكأ الدبلوماسية المتبادلة مع روسيا والصين، والإعتراضات التركية على ما ستكون عليه سوريا بعد سقوط السلطة، ومن ضمنها القضية الكردية، ونوعية القوى بعد سقوط بشار! تثبت هذه الحقيقة، وهي التي مددت من عمر السلطة السورية.

وإلا فدخول القوى العربية والدولية إلى سوريا لوقف الإجرام والتدمير أصبح أكثر من ضروري من جميع النواحي ومنها الإنسانية والحضارية، وكل من يقف في وجه التدخل الدولي يشارك بشكل أو آخر في هذه الجرائم والفساد والنهب، والذين يقارنون الوضع بالعراق وليبيا يتناسون وعن سابق قصد وتصميم الحقائق والقوى التي كانت تقف وراء التدمير الذي حصل في الدولتين، فبالقضاء على السلطة السورية سيكون قضاءً نهائياً على أكبر بؤرة من بؤر الإرهاب والإجرام المنظم في منطقة الشرق الأوسط، والقضاء على آل الأسد سيكون نهاية لنهب منظم لثروة الوطن السوري الذي هدر ونهب بنسبة تجاوز النصف من أجمالي الدخل القومي وعلى مدى عقود من الزمن وكل من سمع بشعار الأسد الأب " النفط في يد أمينة فلا تسأل عنها " سيعرف عن أي نهب نتحدث.

فأي القوى أفظع إجراماً وأوسع نهباً وفساداً، القوى الدولية أم آل الأسد وحاشيتهم؟! وأي البنى التحتية أغلى ثمناً من الإنسان؟!. الشارع وشباب الثورة والشعب أصبحوا يستغيثون ومنذ شهور فهل من مجيب؟!.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أين المفر لا بحر ولا بر
معاوية -

أين سيهربون؟ من ضمائرهم إن كانت موجودة أصلاً، أم من أولادهم أم من أهلهم أم من طائفتهم أم من شعبهم؟ سيلعنون أنفسهم قبل أن يلعنهم أولادهم ثم أهلهم ثم طائفتهم وقبل أن يحاكمهم شعبهم على أحقر إرث تركوه خلفهم من أحقاد وجرائم ومجازر وخراب ودمار ، الموت رحمة لهم وأسوأ عقاب هو تركهم في مشفى للأمراض العقلية للأبحاث والدراسات مع نافذة ليروا سوريا الثورة وسوريا الحضارة وسوريا الرقيّ تنهض من بعدهم وبدونهم.

من
بن يعفور -

بن يعفور اخبرني عن من من صدر الحكم بانه لا حصانه لا الى ال الاسد لانني شبه متاكد انك تنقل كلام كلامك من عمك في البيت الاابيض.

أين المفر لا بحر ولا بر
معاوية -

أين سيهربون؟ من ضمائرهم إن كانت موجودة أصلاً، أم من أولادهم أم من أهلهم أم من طائفتهم أم من شعبهم؟ سيلعنون أنفسهم قبل أن يلعنهم أولادهم ثم أهلهم ثم طائفتهم وقبل أن يحاكمهم شعبهم على أحقر إرث تركوه خلفهم من أحقاد وجرائم ومجازر وخراب ودمار ، الموت رحمة لهم وأسوأ عقاب هو تركهم في مشفى للأمراض العقلية للأبحاث والدراسات مع نافذة ليروا سوريا الثورة وسوريا الحضارة وسوريا الرقيّ تنهض من بعدهم وبدونهم.

سنحاسبهم
رهف -

ستحاسب هذه الطغمة الحاكمة من رأسها اي بشار الاأسد وحتى اصغر عنصر فيها بما في ذلك عم بشار الأسد رفعت وأولاده على كل الجرائم التي ارتكبوها وكل الأموال التي نهبوها . اننا ننتظر اليوم الذي ستنتصر فيه الثورة لنرى قصاصهم أمام اعيننا ولن نسمح لاي دولة او جهة ان تحميهم او تنقذهم من العقاب مهما طال الزمن أو حاولت الجامعة العربية والغرب التلكؤ في مساعدة الشعب السوري

مقال سخيف
كريم -

هذا الكاتب الغير معروف والذي قد يحمل دكتوراة مثل الكثيرين لايعرف ان يكتب ولا ماذا يكتب .هو يريد ان ينسب نفسه إلى المعارضة ويعتبر نفسه رمزا من رموز المعارضة المقيمة في احضان المخابرات الأميركية والفرنسية ةالتركية .

سنحاسبهم
رهف -

ستحاسب هذه الطغمة الحاكمة من رأسها اي بشار الاأسد وحتى اصغر عنصر فيها بما في ذلك عم بشار الأسد رفعت وأولاده على كل الجرائم التي ارتكبوها وكل الأموال التي نهبوها . اننا ننتظر اليوم الذي ستنتصر فيه الثورة لنرى قصاصهم أمام اعيننا ولن نسمح لاي دولة او جهة ان تحميهم او تنقذهم من العقاب مهما طال الزمن أو حاولت الجامعة العربية والغرب التلكؤ في مساعدة الشعب السوري

مناضلوا الغرف الخلفية للغرب !!
عمار تميم -

سبحان الله في خلقه فعندما يكثر الناعقون من غرفهم في الخارج يحرضون الناس على التظاهر وقتال النظام بدعوى التحرر والثورة وأنه لاشرعية لهذا النظام ولاحصانة فهذا الكلام هو كلام أسيادهم في البلاد القابعين فيها ، كنا نرى أن نسمع كلاماً من حضرتك عن مطالبة منظمة العفو الدولية لاعتقال سيدك وسيد الكثيرين من المنسلخين عن أوطانهم لانتهاكه حقوق الناس وإجرامه بحق الشعبين العراقي والأفغاني (مليوني قتيل) لكن هيهات فالعبد دائماً يحتمي بسيده الذي يمكن أن يرميه في أي لحظة من اللحظات غير آسفاً عليه ، تتباكون على 4000 ألاف شهيد سوري وقطرة الدم السورية تعني الكثير لكن تتعامون عمن يسلح (بالعلن) ويمول لمجموعات تقاتل النظام وتقتل عناصره بدعوى التحرر ، والأنكى من ذلك غض البصر عن ملايين القتلى في العراق وأفغانستان وباكستان ، وأكثر من 60 ألف ليبي بدعوى التحرر من الطغاة ، ما هذه المفاهيم التي تسوق أقل ما يمكن القول عنها أنها غير إنسانية فإذا أدنا سلوك الأنظمة في البطش فهل نتعامى عن حقائق وأرقام موثقة وتصريحات أمريكية وفرنسية وتركية بدعم من يسمون أنفسهم بالجيش الحر الذين يقومون أيضاً بقتل الجيش وأفراد الأمن ، سيبقى الكثيرون في مخادعهم يقاتلون من تحت سرائرهم يحرضون لأنهم يؤدون الدور المطلوب منهم ، هلا سألت نفسك ومثلك كثيرون هل أمريكا التي تحتضنكم التي قتلت مئات الألوف من الهنود الحمر والملايين من اليابانيين والفيتناميين نقبل أن تسوق لنا أنها حريصة على الدماء السورية أو العربية وغيرها ، إنها حرب المفاهيم التي يقوم بها مثقفو المارينز في زمن الهوان والعار ، ولكن هيهات فقد فهمت الشعوب حقيقتكم ووعيت الأخطار وقرأت الأحداث أفضل منكم ومن الأنظمة وممن يسمون أنفسهم معارضين واختارت بمحض إرادتها الحفاظ على الأوطان ، حبذا لو أضفت إلى عنوانك تحت باب حرية الرأي لاحصانة لأل الأسد وحاشيتهم وكذلك بوش ورامسفيلد وتشيني ورايس عندها قد نقبل قراءة مقالك بتمعن وحيادية ، مع الشكر .

مناضلوا الغرف الخلفية للغرب !!
عمار تميم -

سبحان الله في خلقه فعندما يكثر الناعقون من غرفهم في الخارج يحرضون الناس على التظاهر وقتال النظام بدعوى التحرر والثورة وأنه لاشرعية لهذا النظام ولاحصانة فهذا الكلام هو كلام أسيادهم في البلاد القابعين فيها ، كنا نرى أن نسمع كلاماً من حضرتك عن مطالبة منظمة العفو الدولية لاعتقال سيدك وسيد الكثيرين من المنسلخين عن أوطانهم لانتهاكه حقوق الناس وإجرامه بحق الشعبين العراقي والأفغاني (مليوني قتيل) لكن هيهات فالعبد دائماً يحتمي بسيده الذي يمكن أن يرميه في أي لحظة من اللحظات غير آسفاً عليه ، تتباكون على 4000 ألاف شهيد سوري وقطرة الدم السورية تعني الكثير لكن تتعامون عمن يسلح (بالعلن) ويمول لمجموعات تقاتل النظام وتقتل عناصره بدعوى التحرر ، والأنكى من ذلك غض البصر عن ملايين القتلى في العراق وأفغانستان وباكستان ، وأكثر من 60 ألف ليبي بدعوى التحرر من الطغاة ، ما هذه المفاهيم التي تسوق أقل ما يمكن القول عنها أنها غير إنسانية فإذا أدنا سلوك الأنظمة في البطش فهل نتعامى عن حقائق وأرقام موثقة وتصريحات أمريكية وفرنسية وتركية بدعم من يسمون أنفسهم بالجيش الحر الذين يقومون أيضاً بقتل الجيش وأفراد الأمن ، سيبقى الكثيرون في مخادعهم يقاتلون من تحت سرائرهم يحرضون لأنهم يؤدون الدور المطلوب منهم ، هلا سألت نفسك ومثلك كثيرون هل أمريكا التي تحتضنكم التي قتلت مئات الألوف من الهنود الحمر والملايين من اليابانيين والفيتناميين نقبل أن تسوق لنا أنها حريصة على الدماء السورية أو العربية وغيرها ، إنها حرب المفاهيم التي يقوم بها مثقفو المارينز في زمن الهوان والعار ، ولكن هيهات فقد فهمت الشعوب حقيقتكم ووعيت الأخطار وقرأت الأحداث أفضل منكم ومن الأنظمة وممن يسمون أنفسهم معارضين واختارت بمحض إرادتها الحفاظ على الأوطان ، حبذا لو أضفت إلى عنوانك تحت باب حرية الرأي لاحصانة لأل الأسد وحاشيتهم وكذلك بوش ورامسفيلد وتشيني ورايس عندها قد نقبل قراءة مقالك بتمعن وحيادية ، مع الشكر .