أصداء

الإمام الحسين والربيع العربي.. بين الثورة والدولة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


هناك فرق شاسع بين مصطلح الدولة ومصطلح الثورة، فالدولة هي نظام سياسي تسيطر عليه حكومة بشكل من الأشكال، وهي التي تحتكر حق تطبيق القانون وأستخدام القوة. ويتكون ذلك النظام السياسي من مؤسسات تحكمها قوانين لها قيمها وثقافتها ومعايرها التي ورثتها جيل بعد جيل. فالدولة تعبر عن حالة من حالات الثبات والنظام في مجتمع مستقر لتمشية شؤونه اليومية. فيمكن للحكومات أن تتبدل أما الدول فتبقى ثابتة. أما الثورة فهي حالة من حالات الحركة أو التغير المفاجئ التي يتم فيها قلب النظام السياسي من قبل الشعب وتحول السلطة في فترة قصيرة. فالثورة حالة طارئة والدولة حالة دائمة، فيمكن للثورة أن تؤسس للدولة وليس العكس.

لقد أنقسم التراث الإسلامي حول شرعية الثورة وشرعية الدولة، فالتراث الإسلامي السني أعطى الشرعية للدولة وحرم منطق الثورة بإعتبارها تقود للفوضى، حيث تجد الأحاديث الكثيرة التي تؤكد وتحرم الخروج على الظالم مهما طغى وتجبر إذ يجب الصبر على الظالم حتى يفتح الله بابا ً للنجاة. وعلى مدى قرون طويلة كانت المؤسسة الدينية السنية في صف الحاكم تدعمه بمواقفها وفتاواها والحاكم بدوره يدعمها بالمال ويحميها ممن يخرج بخطاب جديد خارج اطار المؤسسة الدينية. أما التراث الإسلامي الشيعي فقد أجل موضوع الدولة حتى خروج الإمام المهدي إلى فترة زمنية قريبة. فقد ركز الفكر الشيعي على منطق الثورة الذي أستند على شرعية ثورة الإمام الحسين في كربلاء في القرن الهجري الأول. فقد ضل الشيعة على مدى قرون يعيشون كمعارضين سياسيين لدول مختلفة في العالم الإسلامي يقيمون الثورات فيستثمرها غيرهم من أصحاب منطق الدولة. لكن، هذا لايعني على الدوام بأن السنة لايثورون وأن الشيعة لايؤسسون الدول، فهناك بالتأكيد إستثنائات، كثورة بني العباس على بني أمية، أو إنشاء الدولة الفاطمية من قبل الشيعة في مصر. فالإسلام السياسي السني يستعير منطق الثورة من الإسلام الشيعي في حالات كثيرة، وكذلك الشيعي يستعير منطق الدولة فيصير بنفس الموقف.

أما اليوم، وبالرغم من أن الربيع العربي يرفع شعار الحرية والديمقراطية والمساواة، والتي تنسجم مع مفاهيم وشعارات الثورة الفرنسية وشرعية الثورة لكارل ماركس، فأن ذلك الربيع العربي ليس بعيدا ً أيضا ً عن شعارات ثورة الإمام الحسين في الإصلاح...إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي...ومبدأ الحرية...كونوا أحرارا ً في دنياكم. فمن جديد، يفرض منطق الثورة شرعيته بإعتباره الحل الوحيد للنهوض من جديد والدخول في عالم الحداثة بعد أن دخل العالم العربي غيبوبة على مدى عقود طويلة. لقد وقف أصحاب منطق الدولة مشككين بدوافع الثوار ونواياهم حيث لم يعطوا لتلك الثورة شرعية دينية بإعتبارها خروج على الحاكم. هم أولئك نفسهم المشككين بخروج الإمام الحسين على الحاكم من أجل رفع الظلم والحيف الذي وقع على فقراء المسلمين. وعلى هذا الأساس، يمكن القول بأن منطق الثورة هو حالة طبيعية لإعادة الأمور لنصابها وترتيبها بإعادة تقسيم الثروة والسلطة بشكل لايظلم أحد.

من هذا المنطلق، هل من حقنا أن نعيد النظر بمفاهيم سياسية وإجتماعية تعودنا عليها، كعدم الخروج على الظالم، من أجل تصحيح المسار الإجتماعي وليس السياسي فحسب؟ من المفاهيم التي يجب إعادة النظر فيها هي مايتعارض في جوهره مع مفاهيم الحرية والديمقراطية والمساواة كالحكم بإسم الله من مبدأ الحاكمية لله أو أن الرجل يجب أن يتقدم على المرأة في كل الميادين بإعتبارها ناقصة دين وعقل. لقد حرم الإسلاميون الخروج على الظالم بإعتباره حرام شرعا ً، إلا أنهم في السياسة براغماتيون إذ يركبون موجة الثوار وهاهم يحصدون أصوات الناخبين في دول كمصر وتونس. ومنهم من خرج فعلا ً في الثورة إذ يرفعون شعارات لايؤمنون بها كالديمقراطية وغيرها، فهم كبني لعباس الذين رفعوا شعار...يالثارات الحسين...ولما سقطت الدولة الأموية أدار العباسيون ظهورهم لأبناء الحسين بل لاحقوهم وقتلوهم في كل مكان. فهل سيعيد الإسلاميون منطق الدولة على الطريقة التقليدية من خلال صناديق الإقتراع فلما يستأثروا يبدأ الإقصاء السياسي الذي سيبدأ بالليبراليين ولا ينتهي عند الإسلاميين المعتدلين.

رب سائل يسئل: لماذا هذا الخوف من الإسلاميين ولما هذا التشاؤم أصلا ً؟ أن مايدعو إلى التشاؤم هو أن الإسلاميين سيسيرون بدرب الإقصاء حتما ً إذا ما وصلوا لسدة الحكم إذ لايوجد هناك طريق آخر لهم من خلال التجارب السابقة في إيران والسودان وافغانستان والسبب هو أن هناك قضيتان إشكاليتان لم يتم حلهما إلى الآن على المستوى الفكري. الأولى هي أن النظام الديمقراطي، بشكله الحالي، سيصطدم بفكرة حاكمية الله عند الإسلاميين إذ لايملك الإسلاميون ولم يطوروا إلى اللآن نظرية تجعل من الناس مصدرا ً للسلطة. فحتى نظرية الشورى فهي تعتمد على النخبة في جوهرها وليس الجماهير العريضة. أما الإشكالية الثانية هي فخ الإسلام السياسي الذي تحول إلى أيدلوجيا في حين أن الأيدلوجيا تموت في أماكن أخرى من العالم، فالأيدلزجية تستخدم الإقصاء كأحد أدواتها إذ تصطدم بمدأ التعددية في المجتمع.

عماد رسن
Imad_rasan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفرق بين الثائر و العاصي
ابو العتاهيه -

الحاكم القوي الشرس الباطش بشعبه،الذي يملك المال الوفير ويشتري به ضمائر العتاة لتكون له السند القوي وبشتري أقلام وحناجر وأكف أراذل القوم لتكتب وتسطر الأساطير له كذبا وبهتانا وتمدحه وتغني له وتصفق بمجيئه ورواحه،،حينها يكون عدو السلطان عاص وخارج عن المله ويجب إقامة الحد عليه،وهذا ماكان ليزيد وماحصل لحسين(ع),,وإذا كانت هناك مجموعه لها السطوه والدعم ولا تخشى في الله لومة لائم فخروجها عن السلطان هو ثوره وواجب مقدس

أفيقوا من سباتكم
عراقي متشرد -

ثورة الحسين كانت صراعا على السلطة كما حدث في تاريخ المسلمين بين الأمويين والعباسيين ودول الطوائف في الأندلس وحروب الخوارج ومعركة الجمل وصفين وفي العصر الحديث في الحجاز بين ال سعود والهاشميين.لولا دعوة العراقيين للحسين ومبايعته خليفة على المسلمين لما جاء الى العراق,وعند وصوله الى العراق خدعه العراقيون الذين يلطمون عليه اليوم ووجد نفسه أمام الأمر الواقع فاضطر الى قتال الأمويين.أما المهدي المنتظر فهو خرافة لا وجود لها وأكثر المؤرخين يذكرون أن الأمام العسكري لم يكن له ولد,حتى الذين يقولون أن له ولدا يذكرون اسما اخر غير المهدي.في العصر الحديث وبعد تحرير العراق من العثمانيين على أيدي الأنكليز وبالرغم من أن الشيعة ثاروا عليهم في ثورة العشرين وكان العثمانيون يضطهدونهم ايما اضطهاد وهو نكران للجميل البريطاني كما فعلوا اليوم مع أمريكا, طلب منهم البريطانيون تشكيل حكومة عراقية لكنهم رفضوا بانتظار المهدي المنتظر وحرموا على الشيعة الوظائف الحكومية ومنعوا ذهاب البنات الى المدارس كما فعل كبير المعممين اليازدي عندما افتتحت أول مدرسة بنات في النجف فأقام الدنيا ولم يقعدها.بالرغم من العرض البريطاني فأن الشيعة يعتبرون أنفسهم مظلومين ولا أدري لماذا هبوا بعد تحرير العراق من صدام الى الحكم وتقاتلوا فيما بينهم واعتبروا العراق غنيمة لهم فاستولوا على الزرع والضرع والثروة ,هل أنهم أفاقوا من سباتهم؟

اقلام يائسة
hussein -

اللهم صلى على محمد وال محمد ان ظهور الانبياء بين البشر ودعوته الى الشريعة او الدستور الذي بعث اليه من اجل تغير طبيعة الحياة في ذلك الوقت ما هو الا نوع من انواع الثورة لذى ترى يتبعه اناس ويحصل على انصار ويثور على الحاكم او الملك فتاره ينتصر ويؤسس دولته كابراهيم الخليل عليه السلام وموسى عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وتارة يقتل ويستشهد في سبيل دعوته كنبي الله يحيى عليه السلام الذي ذبح وعيسى عليه السلام والذي صلب فترى الانبياء واحد تلو الاخرى يكمل المسيرة الى ان وصل الى نبينا الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم وهو الذي يقول ما اوذي نبي قط مثلي فترى انه صبر وهاجر وجاهد الى ان انتصر وبنى دولته وحكومته وجيشه وقوي انصاره واصحابه وبعد رحيله استمر دولته الى ان وصل الى ايدي اناس كمعاوية بن ابي سفيان وابنه يزيد الذيين بداو بافساد الدولة الاسلامية ودستوره وشريعته وهظم حقوق الناس واغتصابه باسم الدين لذلك قامت ثورات كثيرة ضد دولة الاموية والعباسية كبني زبير واسسو دولتهم في الحجاز وكانت عاصمتهم مكة وهم ليسوا من الشيعة ودولة الاموية اسسها معاوية بعد ان خرج على امام زمانه الامام علي عليه السلام وهو الخليفة الرابع وقيام الدولة العباسية على انقاض الدولة الاموية وهم ليسوا من الشسيعة وثورة الامام الحسين ليست الا ثورة الحق على الباطل وثورة دين محمد صلى الله عليه واله على دين بني امية ولا يوجد اية قرانية في القران الكريم يحث الناس على تقبل الظلم والاضطهاد بل عشرات الايات يدعوا الى الجهاد ومحاربة الفراعنة في كل زمن وعاش رسول الله حياته مجاهدا في سبيل الله الى ان لحق برفيق الاعلى واليوم نرى الشعوب الاسلامية قد فاق من سباته شيعة كانت او سنية ويدك عروش الملوك ورؤساء وينتصرون وسينتصرون باذن الله

فداک روحی یاحسین
وجدی انور مردان -

روحی فداک یا حسین یا سید الشهداء وسید شباب اهل الجنه ویا روح الثوره فی مذهبنا الشیعی ویا رمز المقاومه ضد الاضطهاد والظلم.. سیدنا الحسین ابن فاطمه الزهراء وعلی ابن ابی طالب وحفید الرسول الاعظم قتل علی ایدی الکفار وفاجعه کربلاء تبقی مقدسه لیس فقط عند الشیعه بل عند اهل السنه الکرام.. الحسین ابن علی تزوج من بنت شاه ایران المسماه شاه زنان وانجب اربعه اولاد وبنتین والصحابه سلمان الفارسی کان ینادی الحسین بالنسیب وهنا اختلط الدم العربی القح مع الدم الفارسی القح ومنها خطب سیدنا الراحل الامام الخمینی امام الصحفین فی باریس: نحن من اهل البیت لان الحسین تزوج منا والصحابه سلمان الفارسی وصفه الرسول الاعظم: سلمان منا واهل البیت..تحیه اجلال واکرام لسید الشهداء الحسین ابن علی علیه الصلاه والسلامالحاج وجدی انور مردان من کرکوک

لو بعث الحسين من جديد
Tarek abo hamid -

لو بعث الحسين من جديد لقاتل هؤلاء المارقين المتاجرين بدمه الطاهر.وخروج طلاب كربلاء دليل على أن المتاجرين بدم الحسين لم يستطيعوا خداع كل الناس .الحسين براء من أمثال الزمرة الحاكمة فى العراق والمتاجرة بدم الحسين . **كلامك صحيح فالشيعة يعتقدون أنهم يتقربون إلى الله بالحقد والكراهية للآخرين والله سبحانه وتعالى بريء مما يفعلون . فملالي الشيعة بزرعون الكره فمن الطبيعي أن يحصدوا الكره ، ويكفيك أن تنظر كيف يحتفل به الناس لتعرف من الحق ومن الباطل ، ففئة تحتفل بعاشوراء بالذكر والصيام وقراءة القرآن ، وفئة أخرى تحتفل بالتطبير وفلق الرؤوس والحقد على الآخر ، هل يستويان ؟؟؟ كيف يمكن لشخص عاقل أن يفكر في الثأر من ما حصل من 1400 سنة *

رحمه الله على شهداء سوريا من جيش وشبيحه
احفاد البابليين -

كلام منطقي جدا ان اسال لماا ياتي الوهابي ويركب سيارته المفخخه وحزامه الناسف لقتل الابرياء؟؟وقتل الشيعه حصريا اسال شيوخكم لماا تقولون على يزيد رضي الله عنه وعن الامام الحسين رضيه الله عنه ؟؟؟عجيبه صح ؟؟ وكربلاء هي اطهر ارض على الكرة الارضيه ولم ينطلق منها ارهابيين يلبسون احزمه ناسفه لقتل السنه هل سمعت شيعي فجر نفسه؟؟لاننا نحن الدين الاسلامي الحقيقي ونسمع ونطبق كلام الله ...

باابي انت وامي يا ابا عبد الله
عابس اليشكري العراقي -

ثورتك سيدي ابا عبد الله لو باطلة لما ظلت ذكراها باقية 1400 سنه سيدي انت شهيد والحكام الطغاة خائفين منك لانك وحدك ثورة وعلم ومنار ونار نستضيء بها سيدي انت مظلوم مقتول في كربلاء في القارة الاسيويه وفي شمال اوربا وشمال الالسكا وجنوب النيوزلاندى خائفين منك لحد الان ستبقى ثورة وستبقى علما ومرشدا لا خوف علينا نحن شيعتك رغم العصاة المردة من بني جلدتنا من اولاد هند يكيدون كل يوم بنا ويفجروننا ويهجروننا ونصيح ونصرخ صرختك المدويه هيهات منا الذله وكما نقول مقولة زينب بنت علي ع كد كيدك وناصب جهدك فوالله ما تمحوا ذكرنا رغم المعرقلات والمنتفعين والماجورين بنقود سعودية بخسة زائلة نرفع هاماتنا ونصيح لبيك يا حسين نضرب الرؤوس ونفلق الهامات نضر انفسنا وخير ما نقتل اخوتنا المسلمين بطرق لا يرضى الله بها مثل ما فعلوا السفهاء من المجرميين الارهابيين يقطعون راس الطفل ويعطونه الى امه ويقولون لها ارضعيه تبا لكم ما اظلمكم واليوم يا سيدي سوف نهدي رؤوسهم لك والموعد قريب ان شاء الله تعالى