أصداء

هل يجب الخوف من وصول الإسلاميين إلى الحكم في مصر؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بات المشهد الإعلامي المصري مضطرباً وغير قادر علي تشخيص العوارض السياسية المصرية الجديدة ،التي راحت تطيح بكل أشكال الفساد السياسي القديم لتفرض واقعاً سياسياً جديداً ، تلعب في فضائه أطرافا كانت محظورة أو مطرودة أو قابعة في غياهب السجون ،أتت بها الثورة المصرية ومن ثم صناديق الإنتخابات البرلمانية لتضعها في صدارة المشهد السياسي والإعلامي المصري الآن.

لكن الإعلام المصري للأسف لم يستطيع مواكبة ذلك التطور السريع الجاري في السياسة المصرية ،ولم يكن بمقدوره مضاعفة حجم مهنيته المتواضعة ليسبر أغوار ذلك المشهد السياسي عميق الدلالة ،لاينحاز لطرف بعينه إنما يكون إنحيازة لمصر فقط ، لكنه لم يستطيع فعل ذلك علي ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية في مرحلتها الأولي ،التي دفعت بالإسلاميين الي صدارة المشهد وحصولهم علي نسب معتبرة في البرلمان القادم فغلبت العاطفة الإعلامية علي العقلية المهنية الصحفية وتقاربت وسائل الإعلام كلها في رسم صورة موحدة لما حدث وكأن البلاد تعرضت لغزو ديني لانعرف مصدره ، يحمل في طياته ما يهدد حياتنا ويجبرنا علي أن نسلك ما نكره ، وأن نحتمل ما لانطيق.

فالأمور يجب أن لا تسير علي هذا النهج الهزلي ، فسياسة الدولة هي التي تفرض واقعها المتشعب والمتشابك المصالح مع دول العالم الأخري من أجل مصلحة البلد أولاً ومن أجل تبادل المصالح ثانياً في وقت لايستطيع فيه أحد سواء كان إسلامي أو غير إسلامي علي التنصل من واقع تفرضه المصالح التي يجب أن تكون لها الأولوية لأنها تنعكس بالإيجاب علي المواطنين وهو الهدف الأسمي لأي حكم رشيد.

إذن فإن مهاجمة الإسلاميين اللذين أتي بهم صندوق الإنتخاب الي البرلمان ليس له ما يبرره الأن ، ولا يجب التنكيل بهم إعلامياً ، فالأمر في محل الإختبار ، والشعب الذي تعلم الإطاحة بحكامه الطغاة ، قادر علي محاسبة نواب برلمانه وعزلهم في حالة الإعراض عن تلبية مطالبهم التي قالوها جهارا نهارا العيش والحرية والعدالة الإجتماعية.

المسؤلية جد جسيمة علي نواب البرلمان الجدد ، فمصر هي أشلاء دولة ينتظرها عمل لاهوادة فيه حتي تعود للتماسك ويتملك زمام الأمور فيها الصادقين والشرفاء من أبناء هذا البلد الذي غابت عنه العدالة وساد فيه الظلم الإجتماعي وأصبح الفقراء فيه محرومين من كل شئ، يسكنون القبور ولايرون الشمس ،محرمون من شواطئ بحاره الممتدة، لايعرفون من شواطئه إلا الترع والمصارف ، يبيتون ليلهم في غرف صغيرة غير صحية كعلب السردين وغيرهم من الفاسدين مصاصي دماء الشعوب يمرحون في قصور غناء تفترش الجهات الأربع ما بين الشمال والجنوب وما بين الشرق والغرب وكلها من أموال هذا الشعب الصابر المبتلي.

ليس هذا هو الوقت المناسب لإجراء المحاكمات للإسلامين ، بل هو الوقت المناسب لإعطائهم الفرصة ، وليست فتاواهم المتضاربة الغريبة في الماضي ، إلا إنعكاساً لما كانوا يشعرون به في ظل التضيق عليهم ومحاصرتهم والحجر علي فكرهم ، وهو في أغلب الأحوال كان فكراً فرديا يصعب بناء رأي موحد عليه ، ذلك انه لا ينضوي تحت لواء حزب أوكيان سياسي كما أصبح واقعاً الأن.

لايمكن الخوف علي مصر في ظل الديمقراطية فثوابت المجتمع وقيمه متغلغلة في نسيج هذا الشعب لايمكن التأثير فيها بأراء الإسلاميين إذا ما خالفت الواقع ، فهذا الفكر السلفي الذي كفّر نجيب محفوظ لايستطيع الجهر به الآن ،بل يحاول التنصل منه الأن ، فقيمة نجيب محفوظ هي قيمة مصرية عالمية حددتها كتاباته التي وصلت ترجمتها الي كل بلاد الأرض ، وأصبح النيل من تلك القيمة والتحايل عليها يرتد علي أصحابها اللذين هم في إمتحان صعب الآن، لأنهم ببساطة مطالبون بتحقيق العدالة الإجتماعية وتطهير البلاد من بؤر الفساد ، والإرتقاء بالإنسان المصري الي مرحلة الحياة الأدمية.

إن ثمة نذر ستأتي بخطر محدق إذا فشل المصريون في التصالح مع أنفسهم ، وإذا فشلوا في أن يصبح قرارهم واحد ، وأن يدفعوا بالأفضل الي مراكز القيادة ، أما التمسك بالأنانية من أجل الكرسي ، فإن كرامة هذا الشعب الذي حرر الجميع الا نفسه سيكون بمثابة الخطر القادم في ثورته الجديدة التي ستحرق الأخضر واليابس.

salah.soliman@gmx.de

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Fear with Povety
Rose -

Egypt is not a lab to give these people who carry out of date ideology a chance to rule.....look at other countries such as Sudan, Afghanstan, Iran....no freedom, , no respect for women, they adopt moral and values that eruppted before history , also they believe in selfrigtousness and being superior to others,......these guys must not go beyond the mosques, and leave politics to politicians and social experts......instead of helping poor to get a job they would cut his hand , they think and they have a program based on their retarded belive and customs..have nothng to do with modern societies but they would impose Gezya on the Christian, what a shem and ignorance...we , if they get in power , will remove them as a physican remove a tumor that the rest of the body can survive

Fear with Povety
Rose -

Egypt is not a lab to give these people who carry out of date ideology a chance to rule.....look at other countries such as Sudan, Afghanstan, Iran....no freedom, , no respect for women, they adopt moral and values that eruppted before history , also they believe in selfrigtousness and being superior to others,......these guys must not go beyond the mosques, and leave politics to politicians and social experts......instead of helping poor to get a job they would cut his hand , they think and they have a program based on their retarded belive and customs..have nothng to do with modern societies but they would impose Gezya on the Christian, what a shem and ignorance...we , if they get in power , will remove them as a physican remove a tumor that the rest of the body can survive

هل يجب الخوف
El Asmar -

هل يحق لإنسان ان يثق في الإخوان؟

...
كتكوت -

لا يخاف من الاسلاميين الا ملحد ......

هل يجب الخوف
El Asmar -

هل يحق لإنسان ان يثق في الإخوان؟

الاقباط في مصر
هادي -

اكثر من 10 مليون-وهذا الدليل- مصدر احصائي مصري يقول ان في مصر 60 الف عيادة والاقباط يستحوذون على 45%-اي 27 الف طبيب على الاقل الان في الغرب وامريكا لكل 350 فرد طبيب -لو طبق هذا على مصر فانه قريب من 10 مليون لماذا-لان 350 فرد في 27 الف طبيب,,, معقول وواقعي...

بص اربعة ونص !
كتكوت -

حسب احصائيات الفاتيكان يبلغ تعداد المسيحيين في مصر لا يتعدى اربعة مليون ونصف مليون. فإين أتى رقم العشرة ملايين ربما بإضافة مسيحيي جنوب السودان اليهم !

لهول الكارثه
AL-SAADY -

اذا الاسلاميين استلمو الحكم في ام الدنيا مصر فيا لهول الكارثهنحن في غنى عن هؤلاء صنيعت امريكا تتعتقد امريكاتقبل مثثل هولاء على حدود الحببه اسرائيل لو هؤلاء المجانينخارج السرب الامريكي.اين شباب الثوره هل كانو مغفلين لهذا الحد.

بص اربعة ونص !
كتكوت -

حسب احصائيات الفاتيكان يبلغ تعداد المسيحيين في مصر لا يتعدى اربعة مليون ونصف مليون. فإين أتى رقم العشرة ملايين ربما بإضافة مسيحيي جنوب السودان اليهم !

كتكوت بندق الخ الخ
انور -

مخالف لشروط النشر

كتكوت بندق الخ الخ
انور -

مخالف لشروط النشر

بص 10مليون
هادي -

الارقام لايمكن تكذيبها-الدليل واضحفي رقم4 -يا سيد كتكوت

الأمخاخ الكتاكيتي
سيد هادي -

يا سيد هادي لا تشغل بالك بالأمخاخ الكتاكيتي

خطر حقيقي
نادر البغداي -

إن التطرف کان وما يزال سائدا في الکثير من المجتمعات. إن توجه انظار الشعوب الی العالم الأسلامی يرجع إلى التطورات السياسية الکبيرة. اصبح التطرف الإسلامي الذي يمارس باسم الدين المشکلة الکبيرة في العالم. يجب علی المثقفين في العالم الاسلامي الوقوف بوجه کافة الأعمال التي ممکن أن توشه اسم الاسلام والذي يمارس عادة من قبل قوة سياسية ليس لها صلة بالإسلام بتاتا. أن الخطر الکبير علی العالم الأسلامی اليوم هو محاولات بعض الجهات السياسية التي تحاول تشويه الأسلام بأسم الدين.

نعم
عبد الصمد -

نعم انا اتفق مع رأي الكاتب في انه يجب إعطائهم فرصة ثم نحكم عليهم فيما بعد

لااعتراض على الاسلام نعترض على الدين الوهابي
احفاد البابليين -

لايوجد اعتراض على الاسلاميين الاعتراض على قدوم الدين الوهابي والسلفي لانريد لشعب مصر الدمار والتفخيخ والارهاب مثلما حصل بالشعب العراقي المسلم وشعب الجزائر

تجريب المجرب
sa7ar -

لماذا نجرب الاسلاميين في دول الربيع العربي؟ ألم نجربهم في غزة والسودان وأفغانستان و العراق و إيران؟ أنسينا مجازر الجزائر حزناً على المنصب؟ أنسينا سياراتهم المفخخة في باكستان وإغتيال السياسيين في لبنان و الإرهاب التي طال كل أصقاع الأرض؟ الئن الاسلاميون يريدون نصيبهم من الكعكة؟ ألا تكفيهم أموال التبرعات؟ هم إقصائيون وغالباً ما كانوا دولة بداخل الدولة لهم مؤسساتهم ومدارسهم وجمعياتهم. نحن لن نرفض نتيجة الانتخابات، لكن الدعاية لهؤلاء وهم من هم من التعصب ورفض الآخر وكراهية المرأة والأقليات ..ألخ تكفيهم دعاية الفضائيات الاسلامية، يكفيهم الدعم الغربي الذي لايريد لدولنا أن تصبح في عداد الدول المتحضرة يكفيهم أيضاً منابر المساجد التي تحولت إلى مراكز تعبئة لأحزابهم! إلى كل من يكتب محاولاً اقناعنا بوجود الاسلام السياسي أقول، وصول الإسلاميين إلى المنصب لن يغير من ايديولوجيتهم شيء فالاسلاميون سواءً كانوا سنة أو شيعة، عرب أو فرس، اخوان أو سلفيين واحد. نحن اليوم نتساءل إن كنا سنحافظ عما تبقى من حقوق مدنية في عالمنا العربي وهذا بدل الكلام عن وضع إقتصادي/إجتماعي أفضل قامت الثورات من أجله. كل ما نطلبه اليوم هو أن لا نعود إلى الوراء فتتقلص حريتنا الشخصية ويتحول المال العام إلى _مال نظيف _ يخدم ايديولوجياتهم. تجرية الاسلاميين ستكون مضيعة لوقت ثمين نحن بأمس الحاجة إليه لنلحق بركب باقي الامم