كتَّاب إيلاف

النظام السوري والكمّاشة الايرانية- الاسرائيلية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


يمكن ان تشكل موافقة النظام السوري على المبادرة العربية خطوة في الاتجاه الصحيح شرط ان تكون هذه الخطوة مقدمة لمرحلة انتقالية تؤدي بطريقة او باخرى الى التخلص من النظام القائم. المهمّ توقف العنف ووضع حدّ للظلم الذي يتعرّض له المواطن السوري ولعملية استخدام سوريا قاعدة لضرب بقايا كلّ ما هو عربي في المنطقة. والمقصود بكلمة عربي هنا، العروبة الحضارية المنفتحة على العالم والبعيدة كل البعد عن العنصرية وسياسة الابتزاز والغاء الآخر التي لم يعرف النظام السوري غيرها.
تحتاج سوريا الى مراقبين عرب يمكن ان يساهم وجودهم في حقن الدماء وتوقف عملية القمع المنظمة التي يواجه بها النظام شعبه. ولكن يفترض بالعرب منذ الآن التفكير في الخطوة المقبلة، اي في اخراج سوريا من ازمتها التي هي ازمة نظام اوّلا معطوفة على الازمة التاريخية للكيان السوري. انهما ازمتان متلازمتان ادتا الى جعل سوريا في حال هرب مستمرّة الى امام توجت بتحولّها تدريجا، منذ العام 2005 تحديدا، الى بلد عربي تحت الوصاية الايرانية. عمليا، يلعب النظام السوري حاليا، بكل بساطة، دورا يقود الى وضع العرب في اسر فكّي الكمّاشة الايرانية- الاسرائيلية!
سيذهب المراقبون العرب الى سوريا. ماذا بعد ذلك؟ هل يتوقف القمع والقتل ام يلجأ النظام الى مزيد من المراوغة والى تركيب افلام، من النوع الساقط طبعا، لتبرير نظريته القائلة ان هناك مسلّحين ينتمون الى جماعات سنّية متطرفة يطلقون النار على قوى الامن ويعتدون على المنشآت الحكومية.
من يعرف ماذا يدور فعلا في سوريا، يدرك تماما ان ليس في استطاعة النظام تقديم ادلّة على وجود مسلحين سلفيين في مواجهة مع ادواته القمعية. لا وجود سوى لجنود منشقين يدافعون عن حياتهم وعن حياة المواطنين العاديين الذين انتفضوا في وجه الظلم والقهر وقرروا استعادة كرامتهم وحريتهم لا اكثر. لو لم يكن الامر كذلك، لما كان وزير الخارجية السوري السيّد وليد المعلّم اضطر الى عرض اشرطة عن اعمال عنف جرت في لبنان وليس في سوريا. بعض هذا العنف في لبنان مصدره النظام السوري الذي لم يتوقف لحظة عن اثارة النعرات الطائفية والمذهبية في الوطن الصغير بغية تبرير دور الاطفائي الذي كان مدعوا الى لعبه في لبنان في مراحل معيّنة. كان يفعل ذلك من اجل الظهور في مظهر من يحمي المسيحيين من المسلحين الفلسطينيين ومن المسلمين تارة وحماية المسلمين من المسلمين تارة اخرى. بكلام اوضح كان يسلّح المسيحيين، ثم يأتي بمن يعتدي عليهم كي يبرر الفائدة من وجوده في لبنان.
هذه مرحلة انقضت. هذه الاعيب عفى عنها الزمن. لم يعد النظام السوري قادرا على لعب دور الاطفائي في لبنان لتبرير وضع اليد عليه. كلّ ما يستطيع عمله الآن هو الاستنجاد بايران عن طريق الميليشيا المسلحة التي هي في امرتها من اجل استعادة بعض نفوذه وارهاب اهل السنّة في الوطن الصغير ومعهم معظم المسيحيين والدروز وقسم لابأس به من ابناء الطائفة الشيعية الكريمة الذين يرفضون الاستقواء على الشريك في الوطن عن طريق السىلاح المذهبي الايراني الذي يمر عبر سوريا!
تمتّع النظام السوري بقبوله مجيء المراقبين العرب بروح رياضية عالية. مطلوب منه الآن التمسك بهذه الروح الرياضية وقبول المرحلة الانتقالية. لذلك يفترض في جامعة الدول العربية ان لا تمرّ عليها حيلته الاخيرة. يفترض بها الانتقال الى مرحلة اخرى تتجاوز المبادرة الاخيرة التي لن يتمكن النظام السوري من تطبيقها. لن يتمكن من ذلك لانّ المبادرة تستهدف وقف القمع والقتل في حين ان النظام السوري لا يتكلّم لغة اخرى.
كيف الانتقال الى مرحلة اخرى؟ الجواب ان من الافضل لجامعة الدول العربية التفكير منذ الآن بالمرحلة الانتقالية في سوريا. لا يمكن لسوريا ان تبقى خنجرا في خاصرة الامن العربي. لا يمكن لسوريا ان تكون مصدرا لاثارة القلاقل في البحرين وذلك نيابة عن النظام الايراني في معظم الاحيان. لا يختلف اثنان على ان هناك اصلاحات لا بدّ منها في البحرين. لكنّ ذلك لا يبرر في اي شكل اثارة النعرات المذهبية في منطقة حساسة تطمح ايران الى وضع اليد عليها والتحكم بثرواتها على طريقة ما تقوم به حاليا في العراق...
تكمن مشكلة النظام السوري في انه في مواجهة مع شعبه اوّلا. هذا الشعب الابيّ هو الذي اخذ المبادرة وقرر التخلص من النظام الذي لا يزال يراهن على عامل الوقت وعلى الدعم الايراني الآتي عبر العراق... او لبنان. مثل هذا الرهان لا يمكن ان يؤدي سوى الى مزيد من الدماء ومزيد من الاحتقان الطائفي والمذهبي. وحدها المرحلة الانتقالية الواضحة المعالم والمآل يمكن ان تؤدي الى وضع حدّ للعنف الذي يمارس في حق الناس العاديين. وحدها المرحلة الانتقالية التي تعني الانتهاء من النظام الحالي يمكن ان توفّر للسوري العادي املا بمستقبل افضل يستعيد فيه بلده وحريته وكرامته.
من دون المرحلة الانتقالية التي يمكن ان تتضمن ضمانات لاهل النظام، متى صاروا خارج السلطة، سيأتي المراقبون العرب الى سوريا وسيغادرونها بصفة كونهم شهود زور على جولات جديدة من العنف والقتل لا طائل منها لا االيوم ولا غدا ولا بعد غد...
هل يتجرّأ على طرح المرحلة الانتقالية التي يمكن ان تعطي معنى لمبادرتهم الاخيرة، ام يوفّرون للنظام شهود زور ستقتصر مهمّتهم على تسجيل عدد الشهداء على يد آلة القتل التي يمتلكها والتي تشكّل راسماله شبه الوحيد؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحليل بلا دلائل
محمد علي -

تمنيت منك ياعزيزي المحلل ان تستشهد بدلائل ووقائع ثابته وليس مجرد التخمين والكتابة لملأ الفراغ فلم اجد في موضوعك سوى تفنيد لبعض الحقائق وادعائات فمثلاً اول مرة نسمع بتدخلات سورية بالبحرين؟ بلعنا البعبع الايراني على مضض من الاعلام الخليجي والسعودي بالخصوص لكن سوريا والبحرين؟! لم نسمع بهذا الا من خلالك شخصياً والامر سيان بالاشرطة المصورة التي تقول انها بلبنان وتمنيت منك ان تذكر مصدرك ومكان التصوير لكي نثق انها مفبركة او مزورة. انا لست مع النظام او ضده بل مع الموضوعية والاعلام الصادق لا المسيس والمكشوف فالبكاء بالخفاء على موقف روسيا المفاجيء للمشروع الصهيوأمريكي ومن ورائهم من قطيع لايجدي نفعاً للتلاعب بالحقائق او فبركة الاخبار او صناعة الخبر كما يحلو للعربية ان تلمع وتجمل الكذب او تحرف الحقائق اتمنى للسوريون ان يحلو مشاكلهم بنفسهم واتمنى نفس الموقف منك ياعزيزي الكاتب يتوجه لليمن والبحرين بلا طائفية او عنصرية وموضوعية تامة خارج تيار الاعلام الرسمي الثمل للغاية بكذبة العمالة الرخيصة

المال السياسي
جورج -

البارحه كنت تمدح بنظام صدام لانه كان يدفع رحمه الله..و الان تشتم ببشار لانه لا يدفع و تمجد بالحريري لان مصرياته كتار...صحافة اخر زمان

زمن العهر السياسي !!
عمار تميم -

في الزمن المذكور أعلاه أصبحت سوريا خنجراً في الخاصرة الأمنية العربية ومن يتحدث جوقة 14 آذار التي شربت الشاي مع الإسرائيليين أثناء حرب تموز تتحدث الآن عن الكماشة الإيرانية والإسرائيلية ، يتحدثون عن المرحلة التالية وهم في المرحلة الأولى فشلوا بكل المقاييس بعد أن كانوا فاشلين في الداخل اللبناني (أعني جوقة 14 آذار) ، مشكلة هؤلاء الأخوة أنهم يظنون أن لهم وزناً في السياسة الإقليمية ولكن في الواقع هم مجرد غلمان لدى الممول (حالياً) وسابقاً لدى المهيمن (النظام السوري سابقاً) ، ويتحفك آخر في هذا الموقع أيضاً بأن بشار الأسد أصبح من التاريخ وتراه يحضر اجتماعات ما يسمى تيار المستقبل الذي يمول ويرسل مرتزقة إلى الداخل السوري فعلاً هو زمن العهر السياسي ، تحدث الرئيس السوري فسارعوا إلى التهكم ورفضها ، أخرجت الجامعة العربية مبادرةً اتهموا النظام في سوريا برفضها ثم أصبحوا يرددون كالببغاوات كلام مموليهم الجدد في المنطقة ، كل حديثهم السياسي أصبح مملاً لأنه ينحصر في أحقاد وزراعة الفرقة واللعب على الوتر الطائفي ، هذا الحقد الناجم عن إسقاطهم داخلياً عبر حزب الله (الممول إيرانياً) بطرق ديمقراطية ولو استمعنا إلى حديثهم في آخر تظاهر سلمية لهم لسمعنا نفس الأسطوانة عن إرسال المقاتلين لنصرة السوريين بينما هم كانوا يتسامرون مع كوندليزا رايس أثناء حرب تموز على جثث أبناء شعبهم ، ستدور الأيام وسنرى لاحقاً زعيم هذا التيار القابع في الخارج الذي رهن عودته عن طريق مطار دمشق كم سينتظر وكيف سيكون الشأن حينما يعلن الممول الجديد كما أعلن السابق بضرورة الذهاب إلى دمشق والتفاهم مع النظام حول المرحلة القادمة وطي صفحة الماضي ، مع الشكر والإعتذار لقسوة العنوان.

طغنوا
souri -

عندما يطعن العرب الأغبياء قلبهم القوي (سوريا ) يثبتون أنهم فقدوا الاحساس قبل فقدان القلب . و في النهاية سيؤذون أنفسهم لأن سورية لن ترحمهم أو ترحم غبرهم عندما تشعر بالخطر على سيادتها و على شعبها و على مبادئها الثابتة . كاتب متحامل على سوريا و قيادتها الوطنية البطلة .

تحالف سري وباطني بين سوريا وايران
كامل -

التعاون الخبيث بين سوريا وايران يقوم على حجج ونوايا مذهبية وعنصرية تسعى لضرب اليقظة العربية وتحويل البلاد العربية الى مقاطعات تتقاتل مع بعض,ابتداء من اليمن حتى لبنان فدعم النظام الايراني لاقلية لتحكم سوريا وتقوم بكل انواع القمع للشعب فيها وتحويله لشعب ذليل لا يملك اي حد ادنى من ادارة مصالحه ولا اي حرية في تحديد مصيره او دعم ايران لاي جماعة تخريبية في اليمن او البحرين واثارة الفوضى بين اهل فلسطين هو مخطط يجب كشفه وضربه بيد من حديد قبل ان يتمدد ويزداد