ماذا وراء نزعة (الأقلمة) في العراق؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ظاهرة النزعة إلى (الأقلمة) في العراق ليست جديدة منذ أن سقط نظام صدام حسين، بل هي في بعض مفرداتها ـ كردستان ــ أمر واقع حتى قبيل سقوط هذا النظام الذي جلب البلاء على العراق والعرب، وقد زاد من حدتها وتسارع وتيرتها مشروع بايدن السيء الصيت، القاضي بتقسيم العراق أو إرساء نظام الفيدراليات الثلاث، وكانت هناك أصوات (بصرية) قبل مشروع بايدن وبعده تطالب بفيدرالية (بصرية) معللة ذلك بكونها المحافظة النفطية الاولى في العراق، والمتضررة الاكثر من غيرها من نظام صدام حسين، ولانها تعيش على هامش الاهمال رغم كل ذلك... واليوم يُطرح مشروع (الأقلمة) هذا في (ديالى) وقد خضع المشروع بين أبناء المحافظة لنقاشات وسجال ليس فكريا ودستوريا وحسب، بل سجال العنف والاتهامات والتهديدات بين أبناء هذه المحافظة التي كانت حقا برتقالية بمعنى الكلمة، وبين كل هذه الدعوات ظهرت دعوة إقليم (الانبار)، والاسباب كانت جاهزة، وفيما ينحاز بعضهم بشدة لمشروع (أقلمة) الأنبار، هناك من يعارضه بشدة أيضا...
السؤال الذي يطرحه مراقبون عن سر هذه النزعة، سواء نجحت في الاخيرأم لم تنجح ؟
يرى مراقبون أن السر الأول هو الدستور، فالدستور يجيز لكل ثلاث محافظات أن تعلن عن فيدراليتها وفق شروط معينة طرحها الدستور العراقي، آخرون يرون أن وراء هذه المطالب دول أقليمية مجاورة، بهدف تحويل المساحة المجاورة لها إلى مناطق حيوية فعلا، فإن الاقاليم التي تجاور تلك الدولة كثيرا ما تتجانس معها بالمذهبية والعادات والتقاليد والعلاقات المتداخلة، وربما هناك نية مبيتة من هذه ا لدولة الجارة أو تلك لتفتيت العراق، لاغراض كثيرة، منها اقتصادية ومنها سياسية، والقائمة تطول في هذا المجال، وهناك من يرى أن السبب القوي والموضعي وراء نزعة الا قلمة هو ضعف الدولة المركزية، بغداد لا تحكم العراق في تصور بعض المهتمين بالشان العراقي، فالموصل تتصرف وكأنها أقليم، ديالى ما زالت مسرحا للعمليات الارهابية، وهي منطقة ساخنة بالمفاجآت، كركوك ما زالت معلقة بالهواء بين العرب والكرد والتركمان، ومفردات هذه المفارقة كثيرة في العراق ومن الصعب إنكارها، هناك من يوعز أصل المشروع إلى طمع شخوص وعشائر ومؤسسات، فيما يرى مراقبون إن الفوضى الضاربة في العراق، والخوف من مفارقات المستقبل المنظورهي التي تحدو البعض من السيا سيين العراقيين ومعهم جمهورهم الكبير لطرح مشروع الأقلمة...
الجدال محتدم حول هوية هذه الأقلمة كما تطرح هنا وهناك، فمن الأطاريح أن تكون على شكل أقاليم ثلاثة، شيعية سنية كردية، ومنها منْ يختزل التركيبة إلى عربية كردية، ومنها من يطرح فكرة الاقاليم الاقتصادية، وآخرون يطرحون مشروع الاقاليم الادارية...
ماذا يعني كل هذا ؟
النزعة الاقليميية موجودة فعلا، ولها أنصارها ومعضِّداتها فعلا، وربما تساهم في حل بعض المشاكل فعلا.... ولكن هناك مشاكل صميمية تخص هذه (الاقلمة)، ومن أبرزها هوية (الاقلمة) التي تتراوح بين المذهبية والاقليمية والاقتصادية والجغرافية، على خلاف معقد في تفصيل مفهوم كل مفردة من هذه المفردات، سواء على صعيد المفهوم ذاته أو كيفية تطبيقه وتنفيذه، ومن المشاكل الصميمية أيضا التي تواجه الاقلمة هو العلاقة بالمركز، والاتجاه السائد أن تكون للاقاليم صلاحيات واسعة بحيث تشكل علاقة كونفدرالية وليس فيدرالية، وكثير من العراقيين يرون إن مثل هذه العلاقة متحققة فعلا بين كردستان العراق وبغداد، فما الذي يمنع من تكرارها مع غيرها من الأقاليم المقترحة، وبالتالي، ما الذي سيقى للمركز، وما هي قيمة العراق كدولة وهو يتاخم دولا قوية مستقرة نسبيا ؟
المشكلة أكبر من هذا السؤال، وأعقد من تصور أو تصورين، ولكن تتطلب بداية أن يتفاهم صناع القرار السياسي على معالجة القضية بروح علمية ووطنية، تأخذ بنظر الاعتبار الحفاظ على العراق دولة موحدة قوية حتى وإن تحول إلى أقاليم...
صناع القرار السياسي العراقي في ظل الوضع الحالي هل هم على مستوى هذه المسؤولية؟
المراقبون يشكون بذلك.
التعليقات
اكثر بقع العالم فوضىً وهمجية وتخلفا وعنفا ودمارا و
Rizgar -الكيان الكردي الوحيد بعد الامبراطورية الميدية الكردية، عدا دولة الايوبيين الاسلامية، هو اقليم جنوب كردستان، ولايضم اكثر من عُشر الشعب الكردي وارضه التاريخية (كردستان) هو اليوم بقعة مزدهرة اكثر من90% من بلاد العرب والمسلمين لتمتعه ببعض الاستقلالية والادارة الذاتية، رغم ارتباطها بالدولة العراقية العربية التي هي من اكثر بقع العالم فوضىً وهمجية وتخلفا وعنفا ودمارا وفقرا، فهل يمكن اعتبار ذلك مجرد صدفة؟ ام ترك الكرد لادارة انفسهم بانفسهم هو السبب؟ ولماذا بقي شمال كردستان وشرقها وغربها متخلفة عن الدول امحتلة لها من تركية فارسية وعربية سورية؟ اليست بسبب الاحتلال والضم الاستعماري الاجباري بموجب اتفاقية سايكس ـ بيكو البريطانية الفرنسية الاستعمارية الحقيرة التي يقدسها العرب والترك والفرس المحتلون ويتمسكون بها اكثر من تمسكهم بربهم، فقط لانها شرّعت لهم احتلال ارض شعوب غيرهم ظلما وعدوانا، رغم انها قسمت ارضهم الى فتاة مزق ٍ، وشعبهم الى فرق وجماعات وشيع متناحرة.
ماهو الجديد ؟
حازم البابلي -أستاذ غالب قدم لنا شرحا وتلخيصا ، لكن الغريب نسيّ ان مقالته يفترض ان تكون مقالة رأي تفتح للقاريء نافذة جديدة على القضية ، فأين الجديد في مقالة خلت من التحليل ؟ أعتقد الأستاذ غالب بحاجة الى نصيحة صديق مخلص له ومصارحته بأنه غير موهوب في حقل كتابة المقالة السياسية ، وهذا ليس عيبا ، فمواهبه في حقول أخرى قد تكون أفضل ، والموضوع ليس له علاقة بحجم الثقافة ، بل في الموهبة ، ومن يتتبع كتابات الإستاذ غالب السياسية يجدها ضعيفة على صعيد صواب التحليل ودقته ومعدومة المنطلقات والقواعد ، مرة تراه يمتدح مرجعية السيستاني التي هي شبه نظام ولاية فقيه غير معلن في العراق ، ومرة يمجد ويمدح بالشاب عمار الحكيم ويبشر به كسياسي واعد ويريد إيهامنا بأن إيران ليست هي من يشرف على عملية إعداده ، الخلاصة ان الشابندر حتى لو كان مثقفا كبيرا ولديه تجربة سياسية طويلة مع هذا فإنه لايجيد كتابة المقالة التحليلية.
صحيح
الناصر -الاستعراض في غاية الروعة وتحليل دقيق لاسباب هذه النزعة للاقلمة ، والحل بيد العراقيين ، بالحوار شريطة الحفاظ على وحدة ا لعراق ، كما قال الكاتب
من وراءالستار
الاشوروي -بعضهم يننتقد من وراء استار ، طيب احكوا اسماءكم صريحة حتى نشوف ، معلقين ايلاف احيانا في وادوالكتاب في واد ، يكفي ان تقرا للكاتب مطر او النابلسي وتشوف السب والشتم بيهم ، كذلك الاخرين ، شكرا لكتاب ايلاف قدموا لنا حقاهئق وتحليلات عميقة امضوا ولا تلتفتوا الى بعضهم لانه فاشل صدقوني
إ !! ماذا عن البسطاء ؟؟!!
Abd -أوجه سؤال للأخ الكاتب , .. إلى متى تريدون من الشعب العراق العيش بين دوامة الحروب وقتل وترويع!! أليس أفضل للعراق والعراقين التقسيم العادل على أساس حكومات فدرالية عصرية تحت سقف علم العراق الواحد , حتى كل طائفة يحكم نفسه بنفسه ويعم السلام والأخوة بين جميع أطياف الشعب بدلا من التفرد بالحكم وديكتاتورية لانه كل يعرف بأن زمن الديكتاتورية قد ولت وإلى الأبد .
Dear Mr Shabander
Iraqi -I am sunni, I feel no problem with who ever roll Iraq as far as they are good and do well to the country, the problem now after the 2003, all the Iraqi polititions are sticking to their sectarian zones and no body did a serious efforts to unify the people, I have one question for you, can islamic shia party roll all Iraq, or can Arabic or Kurdish parties do so the answer is no, every body know the shea are the majority they want to roll the country with shea islamic partyies they seems that they are not ready yet to practice a leadership by putting a new idiologies to be acceptable by all Iraqi.Regards to you