أصداء

الشتاء العراقي الملبّد بالغيوم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لم تظهر مذكرة الإعتقال الصادرة بحقّ نائب رئيس الجمهورية وما أثارته من تداعيات وردود أفعال رسمية، إلاّ جانبا واحدا من طبيعة الأزمة الشاملة التي تمرّ بها البلاد منذ نتائج الإنتخابات التشريعية عام 2010 على وجه الخصوص، والتي ظلت مضاعفاتها السياسية، دون أية معالجة حقيقية، وكان من المحتّم لها، أن تدخل الكتلتين البارزتين، العراقية ودولة القانون، في طور جديد من التصادم والصراع الحادّين، إثر المتغيرات المحلية والإقليمية المتمثلة بإنسحاب القوات الأمريكية من العراق وأحداث الربيع العربي، بالإضافة الى التوجهات السياسية الأمريكية والغربية عموما لدعم ومساندة قوى الإسلام السياسي "المعتدل" في هذه المرحلة.

وبعيدا عن تأكيد ذلك الإتهام أو نفيه، الذي هو من إختصاص القضاء المستقل بطبيعة الحال، إلاّ أنّ تفاقم الأزمة ووصولها الى ذروتها الراهنة، قد أظهر جوانب أخرى من الصراعات على حقيقتها العارية، بعد أن كانت محلّ شكوك الرأي العام لفترة طويلة، وأتّضح معها، أنّ جلّ إهتمامات هاتين الكتلتين، تكاد تنصبّ عمليا، على جمع الملفات السرّية ومراقبة تحركات الخصوم وتحيّن الفرص للإيقاع بهم بأي ثمن وبأية وسيلة، كتعويض عن غياب سياسة حقيقية لدى الطرفين.

فلا إئتلاف العراقية قد نجح خلال العامين السابقين في الخروج من العباءة الطائفية التي نسجتها قبلها "جبهة التوافق"، ولا عمل على صياغة برنامج سياسي يقوم على إرساء مبدأ المواطنة بغض النظر عن الإنتماءات الفرعية والولاءات المناطقية، ولا طهّر صفوفه التي تعجّ بكوادر وأنصار النظام الديكتاتوري السابق من خلال إصلاحات داخلية جذرية تتفق مع المبادئ والأسس التي قامت عليها الدولة الجديدة، قدر ما كانت المواقف والسياسات والتصريحات المتكررة لقادة العراقية البارزين تركّز في مناسبات ولقاءات عديدة على مسألة إجتثاث البعث وإطلاق سراح المعتقلين "الأبرياء" ومواصلة إدّعاء التفويض للمكوّن السنّي، دون تقديم أية مكاسب وإنجازات وخدمات فعلية، عملا بوعودها الإنتخابية التي باتت وراء الظهور.

ولا إئتلاف دولة القانون قد نجح بدوره، في إشاعة مفاهيم الحقّ والعدالة ومساواة الأفراد والجماعات أمام القانون وإطلاق الحرّيات العامّة والحفاظ على إستقلالية القضاء والصحافة والإعلام وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني والسعّي الجدّي لإدارة المرحلة الإنتقالية والتأسيس للتحوّلات الديمقراطية والكفّ عن محاولاتها المستمرّة لمصادرة الدولة وإعتبارها كأداة خاصة لصيانة مصالحها ومراكمة ثرواتها، لا كإطار عمومي قانوني وإنساني يستظلّ به جميع المواطنين.

ولا يختلف الطرفان كثيرا في التوهّم بمصادر القوّة الإنتخابية التي يتبجّحان بها ويعتمدان عليها والتي هي في واقع الأمر، ليست لها منابع محلية حقيقية، وإنّما كانت ثمرة تفاهمات دولية وإقليمية بالدرجة الأولى أتاحت لهما تفويضا خارجيا لا علاقة له بالقوّة الخاصة والنابعة من التعبير عن الإرادة الشعبية الداخلية. كما أنهما لا يختلفان في جملة أخرى من الأمور لعلّ من أهمّها، التمويه المشترك على هوية الدولة الجديدة وإبقاء ملامحها وتوجهاتها الأساسية دون تحديد واضح وبالتالي إستمرارها كغنيمة صالحة للتقاسم، بما أدّى ذلك كلّه، الى جمود وشلل سياسي وركود إجتماعي عام، وضعف في التواصل بين مكوّنات المجتمع، وتعطيل إرساء دعائم الدولة ومؤسساتها الحديثة وإنفتاحها على المشاركة الشعبية الواسعة بحيث بدا معها كلّ ما يمتّ بصلة للمعاني الدستورية ومفاهيم المواطنة والقانون تتعرّض للضياع نتيجة التمسّك بالأفكار القديمة والتوجهات المضمرة والتنكرّ للوعود الإنتخابية التي ضاعت بدورها في بحر النزاعات العقيمة.

ولا شكّ أنّ العراقية سوف تعاني من تصدّعات كبيرة في تنظيماتها وخصوصا لو قادت الأمور الى إدانة نائب رئيس الجمهورية في التهم الموجهة اليه من قبل القضاء العراقي أو أخفق المؤتمر الوطني العام المزمع عقده في الأيام المقبلة في الخروج بصيغة تراضي غير تقليدية لا تعيد معها الأوضاع الى نفس الدائرة المغلقة، إلاّ أنّ مفترق الطرق الذي فرضته الأحداث الأخيرة على زعماء العراقية لا يعني تماما نتائج أفضل وشروطا محسنة لصالح دولة القانون، كما لا يعني كذلك، بأنّ النظام السياسي سوف لن يظلّ معطوبا وبحاجة ماسّة الى الإصلاح والتغيير ومراجعة الأسس العميقة التي قامت عليها منذ البداية.

sulimaner@yahoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا هو سبب تلبد الغيوم
حمورابي -

المالكي وان صعد وان نزل فهو في كل احواله انسان .. واي انسان؟ انه ريفي بسيط يعيش في مدينة بسيطه كانت كل احلامه ان يركب دراجة هوائية يمتطيها بدل الحصان الابيض ويطير بها فوق الريح وربما كان جل اهتمامه في ان يحصل على دشداشه مقلمه كما كانت الموده في ذاك الزمان او ربما في ان يركب الباص الخشبي ليزور كربلاء واتخيله عندما زار بغداد اول مره جن جنونه حيث رأى في ام عينيه ما لم يراه في حياته ... التلفزيون او ربما الصندوق الذي يقرأ الاخبار ويبث اغاني حضيري ابو عزيز والسافرات يجلن في الاسواق وفي شوارع المدينة المرعبه . وصدمة النساء البغداديات وتلك النظرة الجافلة التي كان يلقيها القادم الى بغداد اول مره ....في هذه الاجواء المخيفة الماحقة لم يجد نوري من عشيرة بني مالج نفسه وحيدا مع نفسه وليس من ينقذه من خوالج النفس وهواها الا ان يرمي نفسه في احظان العالم الخفي العالم المظلم عالم التقوي الناتجة عن ارتداد النفس الامارة بالسوء .. لكنه لم ياخذ ابدا الحذر من النفس بل امعن في ان يلتجأ الى الشق الثاني هم (السوء )... اخواني العتب ليس على السيد المالكي لآنه يشطح في قراراته الانفعالية الان. او هجماته العدوانيه ليس ضد الخصوم بل وضد الخلان احيانا .. لانه في اعماق اعماقه تكمن عقد الخوف الابدية من الاخرين مهما كانت صلة الحنية به وهي خلاصة الروح المتفردة الوحدانيه الروح الصفرية لاجدادنا البدو حيث الغنيمة او الفريسة لاتقبل القسمة على اثنين وهاهو يصرح بان الوطن لايمكن قسمته عل اثنين وهو لايعلم بان الاوطان تقسم على كل المواطنين بينما يرى جنابة ان الوطن بستان ورثها عن اجداده الاقنان ... العتب كل العتب على من بايع المالكي ونصبه وهوغير جدير بالتحكم بتصرفاته فكيف اذا امتلك العراق او كما يظن هو ... العتب كل العتب على رجالات في تحالفهم ((الوطني ))كنا نعتبرهم رموزا للعلم والثقافة والادب يتركون اعوان مثل على الشلاه والبياتي والمتلون الشاهبندر وغيرهم كثر من شلة المنتفعين يقودونهم وبالتالي الشعب كله الى الهلاك وهم يتفرجون اللهم الا اذا كان قد رتب لكل منهم ملفا تحت البند الاسود ذي العدد اربعة ارهاب الذي صار يذكرنا بالمكارثية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية في امريكا لمكافحة الشيوعية كما يدعون(واجزم ان كل من هلل ورقص مع المالكي لايعرفون ماهي المكارثية)..... اخواني ارجوكم لاتعتبوا على السيد المالكي الذي يت

ناطق جديد باسم العراقية /معلق 1
عبد القادر الجنيد -

هذه أول مرة أسمع بشخص إسمه حمورابى ينطق باسم القائمة العراقية .بدأ تعليقه بهذه العبارة: (المالكي وان صعد وان نزل فهو في كل احواله انسان .. واي انسان؟ انه ريفي بسيط يعيش في مدينة بسيطه كانت كل احلامه ان يركب دراجة هوائية) وهى صفة الغالبية العظمى من الشعب العراقي . كمسلمين نحن نفخر بنبينا الذى كان (راعى غنم)، فهل يريدنا أن نسد الطريق أمام أبناء وبنات القرى والمدن الصغيرة لخدمة وطنهم وتحسين ضروفهم الاقتصادية والمشاركة فى بناء الوطن، وهم أكثر الناس شعورا ومعرفة بالفقر ، ونمهد الطريق فقط أمام أبناء الذوات الذين عاشوا مترفين لا يعرفون شعور المعدمين من الناس ولم يذوقوا طعم الجوع واستعباد الشيوخ ؟ لقد دأب الكثيرون على ذم المالكي على أنه كان يبيع السبح والخواتم عندما كان لاجئا فى سورية ، وكأن الأعمال الصغيرة سبة لأصحابها . ويمدحون فلانا لأنه من عائلة دينية ثرية وفلانا لأنه من عائلة غنية والعائلتان لم تعرفا طعم الفقر والعوز الذى تعانى منهما أغلبية العراقيين.وإذا صح كلام الناطق الجديد عن دكتاتورية المالكي فمرحبا بها لأن الشعب العراقي لا يعرف معنى الديموقراطية ولا يمكن إعادة بناء العراق بالسرعة المطلوبة وكل قرار يتخذه رئيس الوزراء يمر بمراحل لا حصر لها وتمر الأسابيع والأشهر بعد أن يراجع من قبل مختلف الأحزاب والفئات والمتنفذين والمعارضين ، فلا يقرونه إذا لم يكن يتماشى مع مصالحهم الشخصية أو أهدافهم ومطامعهم السياسية. ويتحدث الكثير من العراقيين أنه لو كان صدام حسين عاقلا عادلا لجعل من العراق بلدا من أغنى وأجمل بلدان العالم ، فبسبب دكتاتوريته كان يتخذ القرارات وينفذها فى نفس اليوم. ولكن لسوء حظ العراقيين كان صدام يطمح الى حكم العالم لأنه كان يتصور أنه (حمورابى) زمانه ولم يدرك أن العالم قد تطور عما كان عليه فى ذلك الزمان. فضيع موارد العراق الهائلة وضيع أرواح الملايين من أبناء شعبه فى حروب حمقاء جنونية.