فضاء الرأي

تحياتي من مصر الجديدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أياً كانت نتيجة ما يحدث على أرض مصر الآن، فإنني بفضل الشباب المصري الواعد والبطل، قد صرت بالفعل في مصر الجديدة. . مصر التي كان جيلي يحلم بها حلماً باهتاً بعيد المنال، ويجدر الآن بي أن أتحلى بقدر من الشجاعة الأدبية، تكفل لي أن أعترف بأنني لم أتصور أن الشعب المصري قادر على إنجاب مثل هذا الجيل. . الجيل الذي أعاد لمصر الحياة التي ماتت طوال ستة عقود، وأعاد سريان الكرامة والعزة بالنفس في دمائنا، التي كانت قد يتبست على الذلة والخنوع. . نعم أنا من كنت أعتقد أن الشعب المصري لا يستحق أكثر مما يرزح فيه من فقر وذلة وهوان. . لهذا بالتحديد كنت أبكي بكاء مراً خلال مسيري في أول مظاهرة التحقت بها. . نعم كان بكائي يرجع في جزء منه لفرح غامر بما يتجسد حولي من عظمة الشعب المصري، الذي شعرت لأول مرة في حياتي بفخري بالانتماء إليه. . لكن الجزء الأكبر من انفعالي غير القابل للكبح، كان يرجع لفشلي في اكتشاف تلك الإمكانيات الهائلة الكامنة في شعبي العريق، صاحب أقدم حضارة في تاريخ الإنسانية. . هذا هو اعترافي الصريح بتقصيري وعجزي، المصحوب بفرح غامر بأن العمر قد امتد بي، حتى رأيت الجماهير المصرية تهتف للحرية، وترتفع أصواتها عالية بالهتاف بسقوط الطغيان.
أكتب هذه الكلمات في غمرة الأحداث، وسدنة الطغيان يلفظون (فيما آمل) أنفاسهم الأخيرة، وهم يحاولون ضرب ثورة الشباب. . وفيما الطاغية يحاول البقاء على كرسيه بأي ثمن، حتى لو كان هذا الثمن هو دماء ومقدرات حياة الشعب الذي سيده عليه لثلاثة عقود. . مهما تكن نتيجة ما يجري، فما أنجزه شبابنا لا رجعة فيه، ولن تعود مصر ثانية بأي حال لخنوعها، ولا لركوعها تحت أقدام الطغاة. . كما لن يقبل هذا الشباب ومن طالتهم روحه الوثابة الوقوع بين براثن طغاة جدد، من بين هؤلاء الذين ينتظرون أن تسقط الثمرة بين أيدهم. . لن يقع أحرار مصر بين براثن المتأسلمين إخوان الإرهاب، الذين نحجوا في خداع البعض من جيلنا، فساروا من ورائهم مسير العبيد، الذين لا حيلة لهم إلا الانتقال من تحت أقدام طاغية إلى أقدام طاغية آخر يرفع شعارات دينية، تمنحه قداسة تعفيه من المراجعة والحساب، وتجعل الخارج عليه كافر وعدو للإله. . لا يطأ الشباب بأقدامهم الطاهرة الآن نظام مبارك وحده، لكنهم يطأون معه على فزاعته التي أخافنا بها وأخاف العالم دهراً. . الشباب الآن تجاوز كل طغمات الطغيان عسكرية ودينية، وينطلق نحو فجر الحرية والحداثة، ويفتح أحضانه للأحرار في سائر بقاع الأرض.
يخوض الآن الطاغية معركته الأخيرة، مستخدماً أشد التكتيكات خسة ونذالة، هو يضرب الشعب ببعضه البعض، موظفاً الخارجين على القانون لضرب الشباب الأعزل الغض. . هو أمر غير مستغرب على محاولة الطاغية المد ولو سويعات من عمر طغيانه. . لم نصدقه عشية وهو يعلن أنه لن يعيد ترشيح نفسه للانتخابات القادمة، ويتعهد بالإشراف على إجراء التغييرات الدستورية والقانونية التي تكفل حياة سياسية ديموقراطية حقيقية، وإن كان الكثيرون من أهالينا الطيبين المسالمين قد صدقوهم، وخدعهم تلاعبه بعواطفهم، ليأتي الصباح فنرى إطلاقه لجموع من الأبرياء مصحوبين بالمجرمين والبلطجية، ليهاجمون الشباب المنادي بالحرية والكرامة. . هذه هي النهاية المناسبة لهذا النظام، والتي تفتضح فيها حقيقته، كنظام للإجرام والفساد. . هذا هو ما قلته بالفعل في روايتي "زمن حودة تباتة"، فنحن كنا في زمن البلطجي "حودة تباتة"، وليس الطيار حسني مبارك الذي كان، والذي بدد خلال ثلاثين عاماً رصيده الذي كان مشرفاً في خدمة الوطن، لينقلب بعد جلوسه على كرسي العرش، فيلوث تاريخه وتريخ مصر كلها بالديكتاتورية والفساد والإجرام!!. . ونحن صغار نسعد بأن نلعب لعبة "عسكر وحرامية"، فنقسم أنفسنا إلى فريقين، فريق يلعب دور "العسكر"، والآخر يلعب دور "الحرامية"، ويدور الصراع الودي بيننا، لينتهي بالحتم بانتصار العسكر، الممثلين للشرعية والعدالة والشرف!!. . لكننا في الثلاثة عقود الأخيرة، وبفضل "حودة تباتة" الشهير بحسني مبارك، عشنا ثلاثة عقود تماهى فيها "العسكر" مع "الحرامية". . تبادلوا بين بعضهما الأدوار، وتخفوا خلف بعضهم البعض. . تقلد "الحرامية" المناصب السيادية والاقتصادية، وتحرك البلطجية بأوامر من العسكر، وتحرك العسكر بأوامر من البلطجية. . والشعب المسكين حائر وجائع وذليل. . لكنه كان في ذات الأثناء ينجب جيلاً جديداً. . جيلاً لم يعتد على الذل والهوان ولم يتأقلم معه. . هذا الجيل هو شمس مصر الجديدة، هو الذي يذكرني وجيلي بما كنا قد افتقدناه ونسينا. . يذكرنا بأننا كائنات حرة أبية!!
لا يستحق شباب مصر أن تسفك دماؤه الزكية في ميدان التحرير، لكن الطاغية يستحق بالتأكيد هذه النهاية، أن يسقط ودماء المصريين تقطر من يديه، وتلطخ وجهه وصدره. . سوف ندفع ثمن الحرية كاملاً أيها البلطجي "حودة تباتة"، فحريتنا تستحق أن نقدم أرواحنا ثمناً لها. . لن نركع ولن نخنع بعد اليوم، ولن نقبل أقدامك لكي ترحمنا وتكف عنا زبانيتك. . كنا نريدك أن ترحل معززاً مكرماً، لا لأنك تستحق هذه النهاية، ولكن لأننا شعب طيب ومسالم، وقد تعاملنا معك طويلاً بثقافتنا الأبوية وكأنك أب لنا، لكنك اخترت لنفسك النهاية الأنسب لك. . اخترت أن تنتهي قاتلاً واضحاً صريحاً، فمبارك عليك خيارك يا مبارك، ومبارك علينا مصرنا الجديدة!!
مصر- الإسكندرية
kghobrial@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
What New?
Lebanese -

you offering what to whom? New Egypt with out history? Happy Egypt history deleting through slavery SYSTEMS??? love to whom?????????????????????? read historyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyy

رائع ما كتبته
محمد الناصر -

كلنا اكتشفنا مقدرة هذا الشعب العظيم ما اروع هذه الملحمة التاريخيى والتي سوف تغير وجه المنطقة وسوف يستلهم منها شباب العالم الكثير الكثير من العبر والثقة بالنفس وفعلا اذا الشعب اراد الحياة فلا بد ان يستجسب القدر ، ومن اروع الصور ان كل اطياف الشعب المصري من اقصى اليمين الى اقصى اليسار مسيحيه ومسلميه شبابه وعجائزه واطفاله نساءه ورجاله فنانيه وعلماء دينه وكافة الطبقات كلهم يد بيد بثورة ملحمية تاريخية سوف يسطرها التاريخ باحرف من نور ، نعم اننا نغبطكم ونحييكم ونشد على اياديكم وفي نفس الوقت نحسدكم على هذه المقدرة الجبارة وعلى هذا الانجاز العظيم انتم السابقون والكثير منا ومن غيرنا هم اللاحقون

من هو برادعي
سعيد -

تخشى واشنطن الآن من ان تفرز الانتفاضة المصرية قيادة ونظاما وطنيا مخلصا يعبر عن التطلعات الحقيقية للشعب المصري وللأمة العربية والاسلامية التي تنظر لدور مصر باهتمام وقلق كبيرين، والرئيس اللامبارك يستمد ما بقى له من قوة من خلال ولاء الجيش والاجهزة الامنية له، ولكن (ماما أمريكا) مستعدة لأن تتخلى عن طفلها المدلل وتلقيه في سلة القمامة إذا تخلى الجيش عن آخر الفراعنة.. وهذا يعني أن ألادارة الأمريكية ستسعى لاحتواء الانتفاضة المصرية واستباق الأحداث بدفع بدائل حليفة وموالية لها قبل أن تفرز ثورة الجماهير شخصية وطنية حقيقية قد تقلب كافة الموازين..! ومن هنا يأتي التسويق والتلميع لشخصية (محمد البرادعي) تحت شعار (رئيس حكومة انتقالية مؤقتة) ما تلبث أن تصبح دائمية ويرضى بها المصريون كأمر واقع. ونحن العراقيون لنا قصة (ثأر) مع البرادعي.. نرويها لكم يا أبناء مصر الثورة لكي لاتنخدعوا مرة ثانية، ولكي لاتسرق انتفاضتكم الباسلة: كانت البداية الفعلية في خطة الغزو الأمريكي للعراق- والتي كان يعلمها الجميع بمن فيهم الوكالة ومديرها العام – هي تجهيز أداته القانونية والتمهيد الاعلامي والنفسى للرأي العام العالمي لقبوله ووضع العالم علي شفا الحرب واستكمال إضعاف العراق والتأكد من خلوه من أسلحة الدمار . تمثلت تلك الأداة في قرار مجلس الأمن رقم 1441 لعام 2002 الذي فرض تفتيشا علي العراق للبحث عن أسلحة دمار شامل بما فيها الأسلحة النووية ، خلاصة القول أن البرادعي كان يدرك أن تقاريره وتصريحاته ستشكل الذريعة المطلوبة للتحضير للغزو وتنفيذه . من هنا يمكننا قراءة تصريحات البرادعي أثناء مهمة وكالته في العراق، فهو كان يعلم تماما بان اللجنة التي شارك فيها تحت رئاسة هانز بلكس ومن قبلها لجنة بتلر قد أتمتا تجريد العراق من كل قدراته على امتلاك تلك الأسلحة (فالبرادعي لم يكن بعيدا عن هذا الملف، فهو كان مستشار الوكالة القانوني ثم مسؤول العلاقات الخارجية فيها، وكانت تقارير فرق التفتيش تمرّ عليه منذ عام 1991 وهو يعرف تفاصيل إستخدام الولايات المتحدة لأعمال التفتيش من أجل تزوير الحقائق والتجسس عبر (ديفيد كي) وأمثاله . فقد أنجزت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمات التدمير والتفتيش في العراق منذ عام 1992، وصرّح كبير المفتشين النوويين في الوكالة السيد زفريرو ! يوم 2/9/1992 بان (برنامج العراق النووي يقف الآن عند نقطة الصفر).

عزيزي الكاتب
طباخ الرئيس -

من حقك كمصري أن تفخر بهؤلاء الشبان الشجعان، الذين خرجوا للشوارع مطالبين بالتغيير والحياة الكريمة. وأنا أؤيدك بالقلق مما تضمره الأيام القادمة حينما يحاول الأخوان وغيرهم تسلق موجة الاحتجاجات لكي يستولوا على الحكم ويكرروا ما فعله أصوليو ايران وغزة ولبنان. ولكنني أختلف معك بتوصيف فحكم حسني مبارك؛ خصوصاً حينما نقارنها بأمثالها في الدول العربية: فأي دولة ليس فيها فساد وبيروقراطية وشهوة السلطة؟ مبارك، على الأقل، دفع الحريات الأساسية للأمام طوال فترة عهده، كذلك لم يورّط بلده بالحروب على غرار عبد الناصر والأسد الأب وصدام. ثمّ أن القمع في مصر كان شبه ملحوظ فيها لو قارناه بالأنظمة العربية الديكتاتورية. الرجل متشبث بالكرسي، صحيح. يوجد بؤس وتشرد وبطالة وفساد، أيضا هذا صحيح. ولكن، لا يجوز محي صفحات تاريخ الرجل الناصعة وأن نسوّدها كلها بدافع الانفعال والعاطفة. خطأ السادات، كرره مبارك: وهو التملق للجماعات الاسلامية، رغبة منه في المزايدة عليها بمسألة الايمان والتقوى. والآن، صار المجتمع شبه أخوانيّ فيما الليبراليون والعلمانيون هم جزيرة صغيرة وسط محيط كبير.

من هو برادعي
سعيد -

تخشى واشنطن الآن من ان تفرز الانتفاضة المصرية قيادة ونظاما وطنيا مخلصا يعبر عن التطلعات الحقيقية للشعب المصري وللأمة العربية والاسلامية التي تنظر لدور مصر باهتمام وقلق كبيرين، والرئيس اللامبارك يستمد ما بقى له من قوة من خلال ولاء الجيش والاجهزة الامنية له، ولكن (ماما أمريكا) مستعدة لأن تتخلى عن طفلها المدلل وتلقيه في سلة القمامة إذا تخلى الجيش عن آخر الفراعنة.. وهذا يعني أن ألادارة الأمريكية ستسعى لاحتواء الانتفاضة المصرية واستباق الأحداث بدفع بدائل حليفة وموالية لها قبل أن تفرز ثورة الجماهير شخصية وطنية حقيقية قد تقلب كافة الموازين..! ومن هنا يأتي التسويق والتلميع لشخصية (محمد البرادعي) تحت شعار (رئيس حكومة انتقالية مؤقتة) ما تلبث أن تصبح دائمية ويرضى بها المصريون كأمر واقع. ونحن العراقيون لنا قصة (ثأر) مع البرادعي.. نرويها لكم يا أبناء مصر الثورة لكي لاتنخدعوا مرة ثانية، ولكي لاتسرق انتفاضتكم الباسلة: كانت البداية الفعلية في خطة الغزو الأمريكي للعراق- والتي كان يعلمها الجميع بمن فيهم الوكالة ومديرها العام – هي تجهيز أداته القانونية والتمهيد الاعلامي والنفسى للرأي العام العالمي لقبوله ووضع العالم علي شفا الحرب واستكمال إضعاف العراق والتأكد من خلوه من أسلحة الدمار . تمثلت تلك الأداة في قرار مجلس الأمن رقم 1441 لعام 2002 الذي فرض تفتيشا علي العراق للبحث عن أسلحة دمار شامل بما فيها الأسلحة النووية ، خلاصة القول أن البرادعي كان يدرك أن تقاريره وتصريحاته ستشكل الذريعة المطلوبة للتحضير للغزو وتنفيذه . من هنا يمكننا قراءة تصريحات البرادعي أثناء مهمة وكالته في العراق، فهو كان يعلم تماما بان اللجنة التي شارك فيها تحت رئاسة هانز بلكس ومن قبلها لجنة بتلر قد أتمتا تجريد العراق من كل قدراته على امتلاك تلك الأسلحة (فالبرادعي لم يكن بعيدا عن هذا الملف، فهو كان مستشار الوكالة القانوني ثم مسؤول العلاقات الخارجية فيها، وكانت تقارير فرق التفتيش تمرّ عليه منذ عام 1991 وهو يعرف تفاصيل إستخدام الولايات المتحدة لأعمال التفتيش من أجل تزوير الحقائق والتجسس عبر (ديفيد كي) وأمثاله . فقد أنجزت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمات التدمير والتفتيش في العراق منذ عام 1992، وصرّح كبير المفتشين النوويين في الوكالة السيد زفريرو ! يوم 2/9/1992 بان (برنامج العراق النووي يقف الآن عند نقطة الصفر).

الشعب اولا وأخيرا
ashrafishak -

احيك سيدى الكاتب دائما لايصح الا الصحيح والنصر لاصحاب النوايا والافعال الطيبه وعقبال الكنيسه القبطيه لما تتغير ويكون فيها فكر وتعليم صحيح واصيل لبنيان النفوس لان الديكتاتوريه مرفوضه بكل انواعها واشكالها وما يحدث هو رساله واضحه للقادم الجديد سواء لقيادة مصر الدوله او مصر الكنيسه وشكرا لمن ضحوا وسيضحوا من اجل الحريه والعدل والحق والجمال

الشعب اولا وأخيرا
ashrafishak -

احيك سيدى الكاتب دائما لايصح الا الصحيح والنصر لاصحاب النوايا والافعال الطيبه وعقبال الكنيسه القبطيه لما تتغير ويكون فيها فكر وتعليم صحيح واصيل لبنيان النفوس لان الديكتاتوريه مرفوضه بكل انواعها واشكالها وما يحدث هو رساله واضحه للقادم الجديد سواء لقيادة مصر الدوله او مصر الكنيسه وشكرا لمن ضحوا وسيضحوا من اجل الحريه والعدل والحق والجمال