أصداء

الرئيس الذي تذکر انه جندي مطيع

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


ضبط الزعيم النازي ادولف هتلر أحد جنوده متلبسا بالجرم المشهود وهو يقوم بإنتهاك نظام التعتيم الليلي الصارم عندما وجده يکتب رسالة الى أهله في ضوء شمعة، وصعق الجندي من هول المفاجأة حينما وجد نفسه أمام الفوهرر وجها لوجه لکن الدکتاتور الالماني طالبه بالاستمرار في کتابة رسالته، غير ان الجندي قد أخبره بأنه قد أکملها ولم يبق سوى أن يختتمها، فأمره بأن يختتمها بالعبارة التالية: وفي هذه اللحظة ضبطني الفوهرر متلبسا بجريمة إنتهاك نظام التعتيم الليلي عندما وجدني وقد أوقدت شمعة کي أکتب في ضوئها هذه الرسالة لکم، وأمر بإعدامي فورا!

يبدو ان الرئيس المصري حسني مبارك، تذکر فجأة أنه جندي مطيع للنظام العسکري المصري قبل أن يکون رئيسا للجمهورية، وان الواجب المناط به يحتم عليه بأن يمضي في مهمته لآخر الشوط، وانه عندما وجد"قسما"من الشعب المصري منتفضا بوجه نظامه"کما يفسر بحسب خطاباته الاخيرة"، فإنه يعتبر الامر من وجهة النظر العسکرية التي يلتزم بها و يخضع لها، مسألة فيها نظر و ثمة نقص فاضح، ذلك أن خروج کل هذه الحشود الجماهيرية وفي مختلف المدن المصرية، لايمکن أن يعبر عن رأي و موقف الشعب المصري بشکل عام، ويبدو جليا أن الرئيس مبارك لايٶمن بأن الاب قد يعبر عن وجهة نظر بقية أفراد العائلة، او ان الابن او البنت قد لايعبران بالضرورة عن وجهة نظر و موقف العائلة، وواضح ان الرئيس مبارك ينطلق من مرتکزات قانونية و فقهية بحتة، ذلك انه قد يکون يفسر خروج الاب او الام من وجهة النظر القانونية المدنية، أما خروج الابن او البنت فإنه ينظر و يحکم عليها من وجهة النظر الفقهية، وفي کلتا الحالتين فإن للرئيس ثمة حق فيما يطرح و يرى، وإلا فماذا يعني رفضه للإذعان لکل هذه الحشود الکبيرة التي تنادي مطالبة بذهابه و ترکه للسلطة، ويجد أن المنطق يفرض خروج کل الاسرة المصرية کي يکتمل نصاب رفض رئاسته و نظام حکمه.

العسکري الذي صار رئيسا للجمهورية بعد تلك النهاية التراجيدية للرئيس السابق أنور السادات، يتعامل مع الشعب الرافض لرئاسته و نظامه بشکل عام، بمنطق عسکري بحت، ويبدو أن المنطق العسکري الذي يؤمن به الرئيس مبارك، يحتم أن يخرج کل أفراد الشعب من دون أي نقص حتى يکتمل نصاب رفضه و عندها فقط سيترك الرئاسة ومن دونها فإن الامر يعتبر خروجا على الشرعية و القانون.

الرئيس مبارك، يفترض أن خروج کل هذه الجماهير المصرية ضده، أشبه بمخالفة ذلك الجندي الالماني للزعيم النازي، لکنه و بسبب من ترکيبة النظام الدولي الجديد و إنکسار جدران العزلة التي کانت تفرض قسرا على الشعوب"ومن ضمنها الشعب المصري"، يسعى لمحاسبة الشعب باسلوب آخر يتجسد في المطاولة و طول النفس معه، غير ان الامر الذي يجب أن يتذکره الرئيس مبارك و يحذر منه، هو أن الشعب في هکذا حالة يصبح صاحب القرار وانه ليس سوى رئيس مجرد من الشرعية لأن الشعب هو اساسا مصدر السلطات و عمادها الاساسي، وبنائا على ذلك فيجب عليه أن يتيقن من أن الطرف الذي يجب ان ينتظر محاسبته هو ذلك الذي يرفض إرادة الشعب و لاينزل عندها.

واضح ان الرئيس مبارك يعتبر خروج کل هذه الحشود بمثابة مخالفة او ثمة إخلال بالنظام العام و يجزم بأن الإيغال في رفض المطلب الاساسي لها هو القاعدة وان الثورة و الانتفاضة بوجه نظامه هو الاستثناء، ومن هنا، فإنه يصر على إجهاض و وأد الثورة العارمة للشعب المصري وهي في عنفوانها ظنا منه بأنه سيقدر على ذلك مع مرور الزمن، متناسيا من أن الزمن في هکذا مرحلة ليس في صالح الطرف المطالب"بضم الميم و فتح اللام" و الاجدر به أن يتعض و يأخذ العبرة من شاه إيران و الرئيس التونسي، وأن لايبقى متشبثا بکرسي الرئاسة حتى يجد نفسه في النهاية في موقف لايحسد عليه أبدا حينها يندم کثيرا ولکن لات مندم حين مناص!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قصيدة الحرية
علي -

أخبرنا أستاذي يوماً عن شيء يدعى الحريةفسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربيةما الحرية ؟!هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية ؟!أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية؟!فأجاب معلمنا حزناً وانساب الدمع بعفويةقد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلويةأسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحريةلا تملك سيفاً أو قلماً ، لا تحمل فكراً وهوية ***وعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفرديةونذرت لئن أحياني الله وكانت في العمر بقيةلأجوب الأرض بأكملها بحثاً عن معنى الحريةوقصدت نوادي عروبتنا أسألهم أين الحرية ؟فتواروا عن بصري هلعاً وكأن قنابل ذريةستفجر فوق رءوسهم وتبيد جميع البشريةفدنا رجل يبدو أن ذاق عذاب الشُرَط السريةلا تسأل عن هذا أبداً أحرف كلماتك شوكيةهذا رجس ، هذا شرك في دين دعاة الوطنيةارحل؛ فتراب مدينتنا يحوي آذاناً مخفيةتسمع مالم يحك أبداً وترى قصصاً بوليسيةويكون المجرم حضرتكم والخائن حامي الشرعيةستبوء بكل مؤامرة وبقلب نظام الثوريةوببيع روابي بلدتنا يوم الحرب التحريريةوبأشياء لا تعرفها وخيانات للقوميةوتساق إلى ساحات الموت عميلاً للصهيونيةواختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيريةلم أسمع شيئاً لم أرَكُمْ ما كنا نذكر حريةهل تفهم ؟ عندي أطفال كزغاب الطير البرية ***وسألت جموع المغتربين أناشدهم ما الحرية ؟فأجابوا بصوت قد دوى : فَجَّرت هموماً منسيةلو ذقناها ما هاجرنا وتركنا الشمس الشرقيةبل طالعنا معلومات في المخطوطات الأثريةأن الحرية أزهار ولها رائحة عطريةكانت تنمو بمدينتنا وتفوح على الإنسانيةترك الحراس رعايتها فرعتها الحمر الوحشية ***وسألت أديباً من بلدي هل تعرف معنى الحرية ؟.فأجاب بآهات حرّى : لا تسألنا ، نحن رعية!ووقفت بمحراب التاريخ وقلت له ما الحرية؟فأجاب بصوت مهدود يشكو من وقع الهمجيةالـحــريــة :أن يحيا الناس كما شاء الرحمن لهم بالأحكام الربانيةوفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبويةلا وفق قوانين الطغيان وتشريعات أرضيةوضعت كي تحمي أشخاصاً تقفو الأهواء الشخصيةالـحــريــة :ليست نصباً تذكارياً يغسل في الذكرى المئويةالحرية لا تستجدى من سوق النقد الدوليةالحرية لا تمنحها هيئات البر الخيريةالحرية نبت ينمو بدماء حرَّى وزكيةالحرية تنزع نزعاًتؤخذ قسراًتبنى صرحاًيعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحريةإن تغفل عن سيفك يوماً فلقد ودعت الحرية

Thank you Ali
Mouhager -

Thank you Ali for this text

شوفوا الكدب .
جمو روباري . -

مبارك - يريد التنحي - لكنه يخشى الفوضى الرئيس المصري: ضاق ذرعي من الرئاسة وارغب بمغادرة منصبي الان، لكن لا يمكنني ذلك خوفا على البلاد. قال الرئيس المصري حسني مبارك الخميس لشبكة ايه بي سي التلفزيونية الاميركية انه يود مغادرة السلطة لكنه لا يستطيع خشية ان تنتشر الفوضى عندئذ في البلاد.وقال مبارك ضاق ذرعي من الرئاسة وارغب بمغادرة منصبي الان لكن لا يمكنني ذلك خوفا من غرق البلاد في الفوضى على ما نقلت عنه مراسلة ايه بي سي كريستيان امانبور بعد مقابلة معه استمرت 20 دقيقة في القاهرة.

هتلر استاذ البرازي
فاضل عثمان -

يبدا الكردي الجاف مقالة بذكر هتلر والحقبة النازية والظاهر ان العصابات الكردية التي يدافع عنها الجاف تعلمت الكتثير وتبنت الفكر النازي وبثته كفكر عنصري كردي خبيث في رؤوس اعضائها وتمارس الاعمال الفاشية في المناطق التي سيطرت عليها بمساعدة الامريكان واسرائيل في مناطق من شمال العراق كعمليات التطهير العرقي وممارسة ودعم الارهاب في العراق لخلق الفوضى حتى يتسنى لهل تحقيق الاجندة الصهيونية في العراق