مبارك يستخدم أحدث الأسلحة المصرية: "الخيل والجمال"!!

فوجئ المتظاهرون فى ميدان التحرير بموكبة من الخيل المطهمة والجمال تدخل ميدان التحرير بدون أن يوقفها أحد، ويبدو أنها قادمة لتوها من القرن السادس الميلادى، ويركبها رجال مغبرة وجوههم ويحملون فى أيديهم العصى وتقدم زعيمهم إلى المتظاهرين قائلا:
-ياقوم...
ويرد متظاهر:
-إنت مين ياحاج، إنت جاى منين ؟ إبن مين فى مصر أنت؟ وإيه الجمل إللى إنت راكبه؟
-صه ياصاح ثكلتك إمك
متظاهر يسأل متظاهر آخر:
-يعنى ياوللا ثكلتك دى؟ إمك دى أنا عارفها .. لكن يعنى إيه ثكلتك؟
-الظاهر إنها شتيمة وحشة لإنه قال "أمك"
(موجها كلامه لراكب الجمل): أهو إنت إللى ثكلتك ميت أمك
متظاهر آخر: ياعم كلمنا عربى بالصلاة ع النبى
-أنا أتكلم الفصحى ولا أدرى بأى لغة تتكلمون
-الأرض بتتكلم عربى .. وإحنا كمان بنتكلم عربى
-كيف تتكلم الأرض اللغة العربية
-ياعم خلصنا عاوز إيه، وبعدين إنزل كلمنا من على الجمل ده، مش كان أحسن تيجى راكب حمار عشان تبقى قريب شوية ونعرف نكلمك، ضرورى يعنى تيجى لنا راكب حيوان بدورين .
متظاهر آخر: أول مرة أشوف حمار راكب جمل!!

متظاهرة: ياى.. ياى.. خيل وجمال فى ميدان التحرير دى حاجة أوريجنال خالص، يلا يادودى Take some pictures
راكب الجمل: من أنت يا حرمة؟ وماذا تفعلين فى ميدان القتال؟
المتظاهرة: حرمة فى عينك قليل الأدب، وبعدين ده ياجاهل أسمه ميدان التحرير مش ميدان القتال.
راكب الجمل: لقد أمرنا أميرنا ومن وليناه علينا أن نقاتلكم أينما كنتم.
متظاهر: والنبى الواد ده بيفكرنى بممثل من كفار قريش فى مسلسل جند الله
متظاهرة: وإيه دول يادودى؟ أنا سمعت إنهم بيمثلوا فيلم "فى بيتنا جمل"
...
راكبى الخيل والجمال يشقون جموع المتظاهرين بسرعة ومهارة ويضربون ذات اليمين وذات الشمال، يتدخل بعض المتظاهرون وينزلون بعض راكبى الخيل ويوسعونهم ضربا، ويبدأون فى تحقيق معهم:
متظاهر: إنت مين جابك هنا يا إبن ال....
راكب الخيل: لن أتكلم حتى لو وضعتم الأحجار فوق صدرى
متظاهر: الواد ده لابس الدور قوى ... بعد شوية حتلاقيه يقول ... أحد ...أحد...
متظاهر آخر يلسع راكب الخيل على قفاه ويقول له:
-لو ما إتكلمتش يا إبن .... حنحط السيخ المحمى فى صرصور ودنك
راكب الخيل (يبدأ أخيرا فى الكلام بالمصرى): ما أنتم واقفين حالنا فى الهرم من 10 أيام، السياح كلهم طفشوا من البلد، ومش لاقين نأكل عيالنا، جم ولاد الحلال بتوع الحزب أعطوا كل واحد مننا 500 جنيه وقالوا لنا إن فيه فيلم حيصوروه وعاوزين شوية خيل وجمال، ما كناش نعرف إن الحكاية حتقلب بجد.
ينال راكب الخيل قفا آخر، ويعقبه سؤال: مين الحزب إللى بعتك يا إبن ...
راكب الخيل: ما خبرش، واحد جاى يعطينى 500 جنيه وعاوزنى أشوف بطاقته الشخصية؟
متظاهر: أنا رأئى يا جماعه نسلمه لقوات الجيش وهم يتصرفوا معاه.
...
يتجه المتظاهرون نحو أحد راكبى الجمال ويحاولون إنزاله من على الجمل، ولكن ارجل الجمل العالية والسريعة تكاد تدهمهم.
متظاهر: الجمل ده عالى قوى... ما حدش عنده سلم نطلع له
متظاهر آخر: لو فيه حد عنده شومة طويلة شوية ممكن نكعبل الجمل ده...
....
وتستمر المعركة حتى ساعة متأخرة من الليل ويسقط مئات الجرحى، ويموت ثلاثة من أثر المعركة، والجيش كان يراقب المعركة من داخل الدبابات وكأنه يشاهد فيلما سينمائيا.
....
والحقيقة اننى لم أتمالك نفسى من الضحك وخاصة وأنا أراقب مذيع ال سى إن إن على التليفزيون الأمريكى وهو يعلق بذهول وهو يشاهد مشهدا من القرون الوسطى أو أحد أفلام إنديانا جونز أو أفلام رعاة البقر عندما تندفع جموع عصابة الأشرار فى وسط المدينة يطلقون النار فى الهواء لإرهاب الناس، ويدخل الناس بيوتهم يراقبون من خصاص النوافذ، ثم يظهر الشجيع مرديا كل أفراد العصابة قتلا بمسدس واحد، ولكن يبدو أن شجيع السيما وقف يشاهد مثله مثلنا.
...
وأنا شخصيا كنت أعتقد أن عرض عمر سليمان للكلام مع المعارضة كان يجب أن يقابل بإيجابية، ولكن للأسف تم رفض هذا العرض حتى بعد خطاب الرئيس الثانى، غير أن حزب الوفد والتجمع والناصرى وافقوا بالأمس على الحوار.
وأنا أرى النقاط التالية:
أولا: حسنى مبارك هو الذى سمح فى السنوات الأخيرة بصدرو عشرات من جرائد المعارضة الحرة وقنوات التليفزيون الخاصة والتى تهاجمه وعائلته بصفة يومية من دون أن يضع أحد وراء الشمس
ثانيا: غلطة مبارك الأساسية هى أنه دفع بإبنه فى الواجهة السياسية وفجأة وجدنا جمال مبارك أهم شخصية فى مصر، ولولا معارضة الجيش المصرى لرأينا جمال مبارك مرشحا للرئاسة فى سبتمبر القادم.
ثالثا: لما أصبح جمال مبارك مركز قوة فى البلد أتى بأصدقائه من رجال الأعمال فى الوزارة والحزب، وفيهم الطالح والصالح، ولكن مع إنتشار مراكز القوى الجديدة شاهدنا موجة من الفساد وشاهدنا إزدياد الغنى الفاحش مع إنتشار الفقر المتقع فى نفس الوقت.
رابعا: وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير هو التزوير الفاجر للإنتخابات الأخيرة، والتى قادها بعض أصدقاء جمال فى الحزب، طيب ياجماعة نحن نعرف أنكم تزورون الإنتخابات منذ عام 1952، فيها إيه لو دخلتم 100 معارض فى البرلمان يعنى أقل من الربع، على الأقل يصبح منظركم حلو أمام العالم.
خامسا: مبارك لم يقرأ تلك الثورة قراءة صحيحة، يعنى لو كان خطابه الثانى قاله بدلا من خطابه الأول لأراح وإستراح، ولكن مبارك أحد عيوبه أنه متأخر خطوة دائما.
سادسا: يجب أن نحترم تاريخ مبارك فى السنين التى سبقت دخول إبنه جمال إلى الساحة السياسية، هو مقاتل لا غبار عليه ومخلص لبلده إلى حد كبير وحقق إستقرارا معقولا لمصر، وجنبها مغامرات عسكرية هوجاء فى منطقة فى مهب الريح، وأن من حق مبارك أن يكون له مؤيدين، وإذا ضربنا مؤيدى مبارك فى الشارع، فإن هذا يثبت أننا لا نفهم الديموقراطية، الديموقراطية لا تعنى أبيض أو أسود هذا هو التفكير الدكتاتورى الذى تربينا عليه، الديموقراطية تعنى التعددية وقبول الآخر طالما إلتزم بالقانون، نحن فقط نضرب الخارجين عن القانون بيد القانون وليس بايدينا، أى مواجهات مقبلة ستكون دمارا على البلد وستنتهى تلك الثورة نهاية محزنة.
سابعا: آن الأوان لشباب ثورة 25 يناير أن يأخذوا دورهم فى المرحلة المقبلة بشكل اساسى، ويجب ألا يتركوا أيا من الأحزاب أو الأخوان المسلمين سرقة ثورتهم الرائعة، وليس من المعقول أن تأتى حكومة مبارك الأخيرة بمجموعة من الأشبال متوسط أعمارهم 70 سنة، البرادعى يقترب من السبعين، معظم زعماء المعارضة المرموقين ما بين الستين والسبعين، هذا يحدث فى بلد يمثل الشباب فيه تحت سن 30 سنة الأغلبية العددية.
ثامنا: أنا نفسى ياعالم يكون لدينا شخص حى نطلق عليه الرئيس السابق بدلا من الرئيس الراحل، وقد ذهب الرئيس السابق كذا وحضر الإحتفال الرئيس السابق كذا، وأعتقد أن الرئيس السابق حسنى مبارك هو أقرب الأشخاص الذين سيقومون بدور الرئيس السابق!!
samybehiri@aol.com