الإله في القصر الرئاسي لا يفهم!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سيكولوجية حسني مبارك، هي سيكولوجية إله _ فرعون. ووظيفة الإله هي فقط أن يأمر فيُطاع. لذلك من المستحيل أن يقول مبارك لشعبه، ما قاله ديغول، ومن بعده بن علي: "فهمتكم". فالإله يأمر ولا يعنيه الفهم، بل هو غير قادر عليه أصلاً. لذلك أيضاً سيطول انتظارنا قليلاً كي نرى نهاية طيبة لهذا الحدث الزلزالي.
في الأيام الأولى من حرب غزة، وصلنا بعضُ الأطباء المصريين، وكان بينهم دكتور اسمه محمد. سألته متى تقوم ثورة في مصر بعد كل هذا الخراب؟ متى يثور الشعب المصري؟ ردّ: يا بني، أنت لا تعرف شعب مصر. نحن نُرّبي الفرعون ثم نعبده.. سيطول انتظارك!
ومن حسن حظي، أنّ الانتظار لم يطل!
من حسن حظي، أنّ شباب مصر العظيم، خيّب كل حساباتنا، يأسنا وتشاؤمنا، وانتقل بشعبه من خانة عبدة الفرعون، إلى خانة عصر الشعوب. من عصر العبودية إلى عصر الحرية. من القرون الوسطى إلى قرن الأنوار. من الحاكم الإله إلى رئيس الدولة بوصفه أعلى "موظف في الدولة" لا أكثر_ أو هكذا آمل ونأمل.
لقد شهدتُ مقتل السادات وتنصيب مبارك. كنت في مصر أيامها، في الأيام الأولى من إقامة استمرّت ثلاث سنوات. كنا بالصدفة نجلس في مطعم أسماك بميدان الجيزة، أنا وأصدقاء. جاء الجرسون وقال: الأُسطى خلاص. لم أفهم معنى العبارة. ثم فهمناها وهرعنا إلى بيوتنا خائفين.
بعدها بأيام ثم تنصيب مبارك "رئيس الصدفة" في البرلمان، وكنا في مقهى بميدان العباسية، والجالسون بالآلاف يتابعون الحفل. لفت نظري نادلُ المقهى وهو يتمسخر على الرئيس الجديد وينعته ب "البقرة الضاحكة". أقول لفت نظري، لأنّه موقف فيه جرأة. موقف لا ينمّ عن خوف. ثم دارت الأيام، وبدأت أركان دولة الخوف تتأسس وتغور في باطن الأرض والروح. وبعد سنتين ونصف من إقامتي، وضعت في قسم الخليفة، بحجة عدم تجديد إقامتي في مصر [وهو في الحقيقة مجرد سهو لا أكثر]. أمضيت في ذلك القسم 24 يوماً، رأيت خلالها كيف يُعامل المساجين العرب والمصريين، وكأنهم من عصر ما قبل البشر وكرامة البشر. ما جعلني أقارن بين حالنا في سجون إسرائيل، وحالنا هنا. وأشتهي لو أنني هناك!
وقتها كان معي سجين سياسي سوري. أوضحت له طبيعة السجن في دولة الاحتلال، فحسدنا على تلك النعمة مقارنة بما يحدث في سجون سوريا!
المهمّ: دخلت القسم ب 400 جنية، وخرجت منه بصفر! ولولا تلك الجنيهات، لمت جوعاً وبرداً. ضباط يبيعوننا الطعام والتبغ بعشرين ضعف ثمنها الحقيقي. وفي الليل تبدأ جلسات التحقيق والإهانة والاحتقار. حتى صرت أتمنى لو أنني كنت في أحد سجون إسرائيل.
باختصار أنا في قبضة نظام قروسطي بربري. لا قوانين ولا محذورات ولا خطوط حمراء. نظام ما قبل عصر البشر!
لن أفيض أكثر. رُحّلت مقيّداً إلى غزة، ومنعت من دخول مصر مدة 25 عاماً، بعدها رُفع المنع جزئياً، ووافقوا على دخولي إنما بنظام الترحيل. أي من معبر رفح إلى المطار مباشرة!
هذه هي مصر مبارك. إله يحكم قطعاناً من العبيد، ونقطة.
والآن كل هذا البؤس انتهى.
كل هذا الإذلال انتهى.
كل هذا الرعب انتهى.
لأنّ شعب مصر كسر حاجز الخوف مرة واحدة وإلى الأبد. ومصر بعد يناير الفرح والبهجة هذا، لن تعود أبداً لما قبل هذا التاريخ. حدث فارق وأساسي واستثنائي، ليس من المبالغة تشبيهه بالثورة الفرنسية. الثورة التي نقلت أوروبا من عصر تحالف رجال الدين مع الإقطاع، إلى عصر الشعب والحرية والأنوار.
نعود إلى ذلك الإله المومياء في القصر الرئاسي. هو إلى لحظة كتابة هذا المقال، لم يفهم ولم يستوعب. فهو ليس ديغول بخلفيته الأوربية المتنورة. إنه ضابط عسكري تعوّد منذ 62 عاماً على تلقّي الأوامر وإزجاء الأوامر، وعلى أن يطيعه كل من حوله. بمن فيهم الدائرة المحيطة والدائرة الأوسع: الشعب. فكيف لرجل بهذه الوضعية أن يفهم ويستوعب ضخامة هذا الزلزال في عشرة أيام فقط؟
السادات عندما مات، كانت آخر كلمة قالها: "مش معقول". وأظنّ أنّ مبارك يقول الكلمة ذاتها الآن.
المقال بالطبع مفكك. معلش. أنا منفعل. ولا أستطيع إلا أن أكون منفعلاً. فمصر إن كانت بحال طيب، فسينعكس هذا علينا والعكس صحيح. بل إن كل شعب عربي يتحرر من أنظمة الفساد والاستبداد، من "الاحتلال الوطني"، سيعجّل بتحررنا نحن الفلسطينيين.
تحيا مصر.
والزمن أمامنا طويل لكي نحلّل ونتأمل ونجادل ونكتب.
تحيا مصر ويموت كل الطغاة.
التعليقات
Barking Dogsssssssss
Lebanese -Persians and Jews drugsssssssssssssssssss and bloody moneyyyyyyyyyyyyyy out to light how desparate to destroy Egypt is the Persians BLOOD CANCER no cure ever for it, Persians and these barking dogsssssssssssssssssssss free your occupationssssssssssssssssssssssss nowwwwwwwwwwwwwwwwwwwwwww
صعب يفهم زلزال الشعب
رمضان عيسى -في كتابي حينما أفكر وحيدا قلت ، اٍثنان لا يحسان بالظلم ، الظالم والمومياء . وكذلك الريس ، لا يستطيع أن يتصور أن يصبح لا ريس ، فعقله وتاريخه لايستوعب هذا ، انظر شاه ايران ، فقد عقله ، وهذا مصير مبارك الذي يريد أن يبقى مبارك مدى الحياة ويورث هذه البركة لأحفاده .
صدام وحسني !
د.درويش الخالدي -في واقع الامر ايها الاخ الكريم ان المجتمعات الغربيه وحتى العبريه هي ارحم من انظمتنا بكثير وذلك لان الانسان له قيمة كبيره فهذا الانسان كرمه الله قبل البشر! ولكن وللاسف اقولها نحن الذين نصنع الديكتاتوريات في العالم العربي وذلك للتملق الزائد الخارج عن الحدود والمحزن المبكي يجب ان تكون المعادله بالعكس حيث ان الرئيس يجب ان يتملق وليس الناس وذلك لان الناس هم الذين اوصلوه لما هو فيه! في عصر الديكتاتور الصدامي التقى صدام مع احد الشعراء وردد الشاعر هذه الابيات(تبارك وجهك الوضاء فينا ك وجه الله ينضح بالجلال) انظر الى هذه السفاله والمهزله! ناهيك عن الاغاني التي كانت تغنى له وكانت تسمى بالاغاني الوطنيه! حتى كلمة الوطنيه المقدسه اختزلها الطاغيه لنفسه! والكلام طويل بهذاالامر للاسف. كل التوفيق للاخوة المصريين بهذه الثورة الخالده...
إتركوا مصر
شكري فهمي -أكبر خدمة يقدمها العرب لمصر هي: ترك مصر وشأنها. والسبب هو أن مصر لم تجنِ من العرب سوى الغزو والهمجية والتخلف. وآخر غزوة تعرضت لها مصر من قبل العربان هي تلك التي نفذها جيش الإسلام الفلسطيني قبل الأحداث الأخيرة بأسبوعين، والتي راح ضحيتها 28 مصري في إحدى كنائس الإسكندرية. مصر دولة حضارية عريقة عمرها آلاف السنين، فأين منها العربان الذين لم يستطيعوا تأسيس دولة حقيقية طوال تاريخهم.
أكثر من النيل
ناصر عطا الله -في البيت نهر على جدار ..والعطاش من أهل النيلجاء وقت الريوللسواعد السمراء كفاح يشبه الزلزالهذا وقت ..ما بعد الصبر......................نحب مصر كل مصر
احتلال العلويين لسور
منار الادلبي -والله يااستاذ باسم نحن السوريون نحسدكم ياأهل غزة، العالم كله مشغول بقضيتكم ويسير لكم قوافل الحرية مع ان قضية كقضية حرية الشعب السوري وكرامته لاتثير احدا لا بالشرق والغرب، تعالوا استبدلوا احتلالكم في فلسطين باحتلال العلويين لمدننا وقرانا تحت اسم الوحدة الوطنية، ودعونا نرى من يستحق الشفقة والتضامن من قوى العالم الحرة ، احتلال العلويين لسورية لم يعرف مثله العالم في تاريخه من قبل، اذلال مستمر ممن يملكون السجون والمعتقلات من عصابة الرئيس ونهب مستمر للشعب السوري وثرواته ورئيس العصابة هو الرئيس نفسه عبر اقربائه واعوانه وهذا الرئيس يتسلح بضحكة ساذجة طفولية ومواقف كلها مزايدات عن الممانعة والصمود ويستثمر زواجه من امرأة بريطانية سورية الاصل راقية ومتعلمة ليظهر بمظهر المتحضرين ويعلم الله كيف لخمها لكي تتزوجه وتضع لها مستقبلا مظلما مع هكذا رجل اصم اذنيه عن سماع نداءات من يتعذبون في سجونه السوداء .... كان هناك يأس كامل لدى الشعب السوري من ان ينزاح الاخطبوط العلوي عن صدره ولكن ثورة الابطال التونسيين والمصريين احيت الامل بالنفوس، الشعب السوري يحتاج بعض الوقت فقط وسوف يتحرر ويثور وينعم بما تنعمون به ياابناء غزة من الحرية والخبز.
هيهات.......
مغترب سوري. -امنيتي للشعب السوري التحرر من طاغية القرن الواحد والعشرين ولكنني اقولها بحسره هيهات لان ذلك يتطلب الكثير من العمل.
أخبار مغالطة
خوليو -لا أدري لماذا هذا الهوس في مهاجمة الفرعون وأقصد الفرعون القديم الذي بُنيت الأهرامات على زمانه، هذه الأهرامات التي تدر قطعاً نادراً على عبدة الاله الآخر الذي لم يراه أحد، بل عرفوا أوامره وحدوده بالواسطة، وينفذون تلك الأوامر بدون أي اعتراض،كفى انتقاداً لفرعون الحضارة القديمة فحسني مبارك ليس من أتباعه، بل من أتباع الاله الآخر الذي لاتتجرأون على نقده وهو السبب في وجود كل الديكتاتورين في العالم العربي والاسلامي، ألم يقل أنه واحد أحد لاشريك له وهو صامد صمد؟ فلماذا لايصمد حسني تنفيذا لتعاليم إلهه ؟ كفى تهجماً على الفرعون الانساني فقد بنى حضارة على الأقل.
ملكمش دعوة
مصرية -سيبوا مصر و المصريين في حالهم كل واحد يخليه في روحه لو انتو عندكم راي و شخصية كنتوا عرفتوا تحرروا بلدكم. مصر قادرة علي تخطي الازمة بشعبها و قيادتها
ملكمش دعوة
مصرية -سيبوا مصر و المصريين في حالهم كل واحد يخليه في روحه لو انتو عندكم راي و شخصية كنتوا عرفتوا تحرروا بلدكم. مصر قادرة علي تخطي الازمة بشعبها و قيادتها