أصداء

الفريق عمر سليمان: الوقت يداهم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تفوق المرء في عالم السياسة في منصب او مجال ما لايعني انه سيكون ناجحاُ في امور ومناصب اخرى.

المهندس بدرالدين دالان وصل الى رئاسة بلدية استانبول في ثمانينات القرن الماضي. هذا المنصب هو اهم وارفع من منصب العديد من الوزراء. عدد سكان المدينة يتجاوز العشرين مليون نسمة في النهار.

المهندس دالان غير وجه المدينة وادخلها العصر الجديد. تفوق على كل من سبقوه في تلك الرئاسة باستثناء السيد طيب اردوغان رئيس الحكومة التركية الحالية. شهرة دالان بلغت الآفاق. كان عضواً في حزب المرحوم توركوت اوزال. كل الاحزب الاخرى حاولت ضمه الى صفوفها للاستفادة من شهرته وذكائه.

منصب العمدة اصبح ضيقا على المهندس وصار يطمح الى مناصب اعلى. دخل عضواً في البرلمان كعضو في حزب سليمان ديمريل كخطوة اولى للتسلق الى مناصب ارقى.

فشل فشلاً ذريعاً في الحزب والبرلمان والوسط السياسي بشكل عام.

احتار الناس في امره. ولكن هذه هي سنة الحياة، فـ "دالان" كان داهية كـ"عمدة"، إلا انه كان اكثر من فاشل في عالم السياسة.

عاد الى القطاع الخاص وانشأ جامعة خاصة ونجح أيما نجاح فيها.

طموحه الاعمى في السياسة لم يغادر مخيلته وانضم لاحقاً الى عصابة "ارغنكون" الانقلابية للوصول الى السلطة. هارب من الوطن منذ اكثر من عام ومطلوب للقضاء بتهمةّ "التآمر للاطاحة بالنظام الديمقراطي".

لايزال مختبئاً ومتنقلاً بين امريكا وروسيا و شوهد اخيراً في المانيا.

سيرة دالان تدفع بالمرء الى المقارنة بينه وبين نائب الرئيس المصري السيد عمر سليمان.

اللواء عمرسليمان نجح في مهماته التي اوكلت اليه في العقود السابقة، أي "ادارة" الازمات الفلسطينية الاسرائيلية وليس في حلها.

مضت ثلاثة اسابيع على الانتفاضة المصرية واللواء سليمان لازال ناجحاً في "ادارة الازمة"، وفاشلاً في ايجاد مخرج لها. الذي يعصف الآن بمصر ليست مجرد ازمة، إنما هي مرحلة مصيرية للشعب والدولة.

حتى الآن لم ينجح اللواء سليمان من الحصول على ثقة الشعب فيه.

بشكل عام نجد ان معظم بطانات الحاكم واصحاب المناصب الرفيعة في الانظمة الشمولية لا يتمتعون بالكفاءة والقدرة على المبادرة واتخاذ القرارات الشجاعة في الاوقات الصعبة والاستثنائية. سبب ذلك هو انهم لم يصلوا الى مناصبهم بمواهبهم او عن طريق المنافسة من خلال مبدأ "تكافؤ الفرص".

اللواء سليمان جُل همه مُنصب الآن على ايجاد منفذ "لائق وكريم" لرئيس سرق المليارات من افواه الجائعين من شعبه و بمشاركة بطانة اشد فساداً.

اذا اراد السيد نائب الرئيس الحصول على ثقة الشعب ولعب دور الرجل الاول، عليه البدء فوراً بتقديم تصريح واضح الى القضاء المصري يعلن فيه عن ثروته من النقد والاملاك وغيرها حسب الاصول ومذيلاً بتوقيعه على"ان كل ما يعود الي من ثروات اخرى غير واردة في التصريح سيعود الى الشعب المصري". طبعاً هذا مطلوب من جميع من تقلد سابقاً او سوف يتقلد المناصب الكبيرة لاحقاً.

ماورد آنفاً حول تقديم التصاريح ليس اختراعاً، إنما هو عمل روتيني عادي لكل انسان شريف يبدأ بتقلد منصب هام في الدول الديمقراطية.

المنفذ "اللائق والكريم" والوحيد لمغادرة مبارك السلطة يمر عبر"التصريح عن ثروة اسرته"، عدا ذلك سيبقى في اعين الشعب "لصاً"ليس ظريفاً. اللواء سليمان لم يُقدمْ على اية خطوة بالتحقيق في قضية مليارات الرئيس واسرته وهو سيتحمل المسؤولية الاخلاقية والحقوقية في المستقبل.

الوقت يداهم وليس امام اللواء سليمان مزيد من الوقت حيث البلد مهدد بكارثة اقتصادية خطيرة. مصر تحتاج الى زعيم أو فريق عمل نزيه قادرعلى لعب دور الرجل الاول والذي لم نجده على الساحة حتى الآن؟.

د. بنكي حاجو
طبيب كردي سوري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الرئيس المخلوع مع و
د. عبدالحكيم الزعبي -

قول السيد كاتب المقال أن عمر سليمان (نجح في مهماته التي اوكلت اليه في العقود السابقة) غير دقيق: عمر سليمان نجح فقط في قمع الشعب المصري وكذالك في الخط الساخن مع قتلة أطفال غزة، والذي كان يستعمل يومياً حسب مصادر مطلعة في وزارة الحرب الإسرائيلية. . وعمر سليمان، مثله مثل غيره من ضباط الأمن والمخابرات في الدول العربية، يرى المواطن مشروع مشتبه به للتحقيق معه. وعمر سليمان هذا يسعى الآن فقط لإيجاد (مخرج لائق وكريم) للرئيس المخلوع مع وقف التنفيذ حسني مبارك. والسيد كاتب المقال محق في قوله أن (المنفذ اللائق والكريم والوحيد لمغادرة مبارك السلطة يمر عبرالتصريح عن ثروة اسرته). ووقاحة الرئيس المخلوع مع وقف التنفيذ حسني مبارك تجلت في أبشع صورها في تصريح صحفي له أنه (يحكم بلداً فقير الموارد) في حين أنه تمكن، هو وعائلته من السطو على 70 مليار دولار في مصر، التي إدعى زوراً وبهتاناً أنها (بلد فقير الموارد).

لقد ضربت في العمق
ولاء كردستاني -

كم أنت رائع يا بنكي بهذا التشبيه الذي تفضلت به. هناك مم من في الظلام يعيش وينظر اللحظة المناسبة ليأكل الثورة وما عمر سليمان إلا أحد أولئك الذين تدربوا على هذا الأنقضاض.