فضاء الرأي

رجعوا التلامذة وهرب مبارك يا عم حمزة!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هذه هي نهاية الطغاة والمستبدين. نهاية لا تشرف أحدا حتى اللصوص لا يتمنونها. تصوروا ماذا تستطيع إرادة الشعوب أن تفعل؟. بعد حكم فردي استبدادي صادر مصر شعبا وأرضا وثروة، استمر لمدة زادت عن ثلاثين عاما، فجأة يقرّر الديكتاتور التنحي أو الأدق الهرب، خاصة أنّه تأكد هروبه لشرم الشيخ ساعات قبل خطابه الأخير مساء الجمعة الذي ناور فيه، فصعّد الشعب الغاضب من ثورته، إلى أن صدر الخطاب الرابع الذي توقعته في مقالتي السابقة، ولكن ليس عن الديكتاتور، وإنما عن اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية الذي عيّنه في خطابه الثالث نائبا له، وقد جاء خطاب اللواء الموجه للشعب المصري في ثلاثين كلمة فقط منها ثلاثة كلمات هي اسم (محمد حسني مبارك):
(أيها المواطنون. في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ فيها البلاد، قرّر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلّف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شؤون البلاد. والله الموفق والمستعان). والمفارقة أنّ عدد كلمات الخطاب هي نفس عدد سنوات طغيان مبارك، ثلاثون سنة. وبالتالي فالنتيجة هي تنحي أو رحيل أو سقوط الديكتاتور الثالث في عالم العرب الاستبدادي. ما هي أهم دروس هذا السقوط المهين الذي يليق بكل ديكتاتور؟

أولا: الشعب هو من يقرر ديكتاتورا أو ديمقراطيا

وهذا ما أطلقت عليه في أكثر من دراسة (صناعة الاستبداد العربية)، لأنّ هذا المستبد لم ينزل على شعبه من سماوات أو مجرات أخرى، بل هو قد استولى على السلطة غالبا عبر انقلاب عسكري، ولم يسكت الشعب على ذلك فقط، بل خرج يهتف لهذا الانقلابي (بالروح نفديك يا...). فماذا نتوقع منه؟ أن يكون ديمقراطيا أم مستبدا كي يبقى في السلطة حتى اللحد وتوريث ابنه من بعده؟. بدليل أنّ الشعب العراقي لم يتظاهر مطلقا ضد الديكتاتور صدّام رغم كل جرائمه بحق العرب والكرد، بل كانت مظاهرات (هوسات) التأييد والتصفيق له، لم يشهد مثلها صلاح الدين الأيوبي أو خالد بن الوليد.

وهذا ليس رأيي فقط بل هناك من القراء من له نفس الرؤية، فمن ضمن التعليقات على مقالتي الأخيرة (رحل مبارك..لم يرحل..في انتظار خطابه الرابع) المنشورة يوم الجمعة الحادي عشر من نوفمبر الحالي، كتب الدكتور سعد منصور القطبي تعليقا قال فيه: " ليشهد التاريخ أن الجيش المصري البطل لم يطلق طلقة واحدة على شعبه بعكس جيش صدام الذي قصف مدن الشيعة وألأكراد بكل قسوة، ولم نشهد أو نسمع عن أي ضابط امتنع أوحتى تقاعس عن قتل المدنيين الشيعة وألأكراد في العراق، لا بل بالعكس كانوا يتسابقون في ارضاء الجرذ صدام بقتل ألأبرياء من أجل أن يحصلوا على سيارة برازيلي مكافئة لهم ). هذا بالإضافة لرشاوي ما عرف ب (كوبونات النفط) التي ارتزق منها العديد من الكتاب والصحفيين والسياسيين العرب، الذين أطلق عليهم بعد إعدامه (أيتام صدام).

وقارىء آخر هو عمر المهاوشة، كتب يعقّب على هذا التعليق:
(أضيف لجيش صدام البعثي جيش الأسد (العلويون) الذين قصفوا مدينة حماة بالمدفعية وبقيت مغلقة لأكثر من ثلاث سنوات لحين تم إعادة بنائها وثبتت الخراسانات الأسمنتية فوق جثث آلاف الذين سقطوا. وحدّث شاهد عيان من الذين كتب لهم العيش كيف كان رجال المخابرات..... يجمعون العشرات في دكاكين الأسواق التجارية بمن حضر، ويتمّ رميهم بالرشاشات ويرموا في حفر تحت الأبنية فيما بعد. وكلنا يتذكر المقبرة الجماعية التي أكتشفت في مقر المخابرات السورية في لبنان بعد رحيل سوريامن لبنان وعلى شاشات التلفزيون، فكيف بالله عليكم عشرات بل مئات فروع المخابرات المتوزعة في كل أنحاء سورية والتي يهيؤها النظام السوري لتحرير الجولان ثم فلسطين وليس لقمع الشعب السوري المقهور).
ولكن عندما امتلك الشعب وجيشه الجرأة والشجاعة، فقد ثار الشعب التونسي أولا ثم الشعب المصري ثانيا، ورفض الجيش في البلدين الانحياز للطاغية بل للشعب، فكانت النتيجة هروب زين الهاربين بن علي ثم لحق به مبارك. إذن فالشعب هو من يقررمن يحكمه: طاغية مستبدا، أم مدنيا ديمقراطيا.

ثانيا: موقف الدول الأوربية وأمريكا مع من يختاره الشعب

من الأسئلة الدائمة في الأقطار العربية هو: لماذا تقف الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية مع الأنظمة الديكتاتورية العربية؟. ونحن عندما نسأل هذا السؤال ننسى أو نتجاوز عن أن العلاقات الدولية لا تسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول، فليس من حق أو واجب الدول الأوربية أو الولايات المتحدة أن تختار للعرب نوع الأنظمة التي تحكمهم. هي كدول مستقلة تتعامل مع النظام الذي يرضى به شعب كل دولة، بدليل رضاهم الكامل وعملهم المشترك مع نظامي زين الهاربين بن علي وحسني اللامبارك، وعندما خلعهما الشعبان التونسي والمصري، باركوا ذلك وطالبوا بديمقراطية يختارها الشعب. وقد كان خطاب الرئيس الأمريكي بعد سقوط الطاغية المصري اللامبارك، أبلغ واشجع من أي رد فعل عربي. المقصود هو أنّ نوع النظام الذي يحكمنا هو من اختيارنا ومسؤوليتنا نحن، وليس مسؤولية الآخرين.فالدول تتعامل مع النظام الذي نختاره نحن، ديمقراطيا أم ديكتاتوريا، فلنتوقف عن سؤال الديمقراطية من الآخرين، نحن من نقرر من يحكمنا ديكتاتورا من المهد إلى اللحد، أم مدنيا ديمقراطيا لفترة محددة لا تزيد عن ثماني سنوات وعبر فترتين انتخابيتين بنزاهة وشفافية، وبعد اختيارنا لا تملك كافة دول العالم أن ترفض نظاما اختاره الشعب، بدليل التأييد الدولي العارم لرحيل مبارك والتأكيد على احترام خياري الشعبين التونسي والمصري.

هل يجب ملاحقة المطرود حسني مبارك؟

نعم..وألف نعم..يجب على الحكومة المصرية القادمة التي يختارها الشعب المصري، أن تلاحقه وإن أمكن جلبه للمحاكمة على خلفية العديد من القضايا، وأهمها:

1. الفساد والسرقة التي من خلالهما سرق ما لا يقلّ عن سبعين مليار دولارا من ثروة الشعب المصري، وكافة الدول مستعدة لهذه المحاكمة، بدليل أنّ حكومة سويسرا قد أعلنت تجميد كافة الأرصدة التي بإسمه وأفراد عائلته.

2. بيعه الغاز المصري طوال ثلاثين عاما للاحتلال الإسرائيلي بسعر يقل عن السعر العالمي بحوالي ستين بالمائة. فسعربيعه للاحتلال الإسرائيلي هو 1.5 دولارا لكل مليون وحدة حرارية، علما انّ سعر تكلفة انتاجه على الخزينة المصرية هو 2.65 دولارا، أي أن سعر التكلفة أكثر من سعر بيعه للاحتلال الإسرائيلي ب 1.15 دولارا لكل مليون وحدة حرارية. وتعتمد دولة الاحتلال الإسرائيلي على حوالي خمس حاجتها من الغاز على ما كان يورده نظام حسني اللامبارك، وتؤكد تقارير مصرية لو أنه كان يبيع الغاز لدولة الاحتلال بالسعر العالمي لوفّر على الخزينة المصرية عشرة مليارات دولار سنويا، والمضحك المبكي أنّ أنبوبة الغاز كانت تباع للمواطن المصري بسعر يزيد عن ثلاثة اضعاف السعر الذي يبيعه لدولة الاحتلال الإسرائيلي. ألا يستحق المحاكمة على هذه الخيانة الأخلاقية والاقتصادية؟.

3. مساهمته الفاعلة المخطط له مقابل هذه الخيانة في حصار قطاع غزة بالاتفاق مع جيش الاحتلال، والدليل على التنسيق الكامل بينه وبين الاحتلال أن هذا حسني اللامبارك أثناء الأسابيع الثلاثة التي سبقت وهو يناور مع شعبه، يتصل بالنائب العمالي الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر مساء الخميس العاشر من فبراير قبل إلقاء خطابه الثالث، ويخبره بأن أمره قد انتهى وأنّه يبحث عن مخرج مشرف فقط، كما أعلن النائب الإسرائيلي نفسه. تصوروا بدلا من أن يخاطب شعبه ويلبي فورا طلباته، يتصل ويخاطب النائب الإسرائيلي.

هل يتعظ باقي الطغاة العرب؟

هذا هو السؤال المهم لمن تبقى منهم سواء كان اسمه يبدأ بحرف (الباء) أو (الميم) أو أي حرف آخر، فمن كان منهم يتصور ثورة الشعب المصري الشجاعة هذه؟ فعليه أن يتوقع مثيلها من شعبه مهما اعتقد أنه شعب خائف من قمعه وسجونه. الشعب المصري يكتب تاريخا عربيا جديدا، فرّض احترامه على الدول العظمى في العالم، بدليل أنّ الرئيس أوباما قال معلقا على رحيل وهروب مبارك : (إنّ مصرلن تعود أبدا كما كانت، لأن الشعب قال كلمته ويطالب بـديموقراطية حقيقية. إن عجلات التاريخ كانت تدور بسرعة فائقة خلال الأسابيع الماضية عندما طالب الشعب بالتغيير ورأينا محتجين يطلقون هتافات سلمية كما رأينا قوات مسلحة لا تطلق النار على المتظاهرين، وشاهدنا متطوعين يهتفون سوية مسلمين ومسيحيين، كما رأينا جيلا جديدا يظهر ويستخدم إبداعه ومواهبه في التكنولوجيا التي حركت ثورة الشبا ب. هذه هي قوة الكرامة الإنسانية..إن المصريين ألهمونا....إن الشعب الأميركي تأثر من هذه الثورة وأن كلمة التحرير لها معنى في أرواحنا وأرواح الشعب المصري ومن خلال ذلك كله غيّر المصريون العالم).

نعم إنه تثمين لدور الشعب المصري لم يجرؤ مسؤول عربي على قوله..الشعب المصري لك التحية والاحترام فقد أعدت مصر لدورها القيادي الرائد في العالم العربي. وقد بدأ العدّ التنازلي لزوال وهروب الطغاة والمستبدين العرب. فانتظر يا من عليك الدور منهم، ف (رعب أكثر من هذا سوف يجيء).
ahmad.164@live.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بشار خارج العالم
Amar -

الكل سيفهم الدرس و لو بشكل جزئي ما عدا بشار، يقول مؤيدوا بشار أنهم سيحرقون العالم كي يبقى رئيسهم على كرسيه، إحدى عشر عاماً لم تكف بشار أن يعيد إلى سورية حريتها التي سرقها أبوه و عمه و المرتزقة ممن حولهم، و هو لا يفطن أن حديثه عن الاصلاح إدانة لسنوات حكمه فضلاً عن سنوات حكم أبيه، فجميع زبانيته يتغنون بمنجزاته و حكمته البهلوانية، و قدرته على الفلسفة و صف الكلمات، و حديثه عن الفساد يدينه أخلاقياً و اجتماعياً، فالمجتمع السوري بمختلف شرائحه يعلم من هو اللص الأكبر و الفاسد الأكبر، فبشار طاغية و هو نسخة عن أبيه و عن صدام، و وحشية حسني و زين الهاربين نقطة من تراث أل أسد الدموي، ففي مزرعة بشار لا يمكنك دخول مقهى انترنت إلا بإبراز بطاقتك الشخصية و يدون صاحب المقهى اسمك و رقم الجهاز الذي تستخدمه، بشار و نظامه لا يتوان عن سجن الفتيات الحرائر، و في نظام بشار عليك دفع الرشاوي من مرتبك القليل كي تسير معاملتك، و في نظام بشار كي تحصل على خط هاتف أرضي عليك الانتظار لسنوات، و كانت تصل في عصر أبيه صاحب الحركة التصحيحية عشرون عاماً، في نظام بشار التهم جاهزة إن كنت موظفاً صالحاً لا تقبل الرشاوي و أقلها تجميدك على طاولة في زاوية الدائرة، و كي تحصل على وظيفة عند بشار تجرى لك دراسة أمنية يتأكدون فيها أنك و أقرياءك من الدرجة الأولى و الثانية و حتى الثالثة كانوا من غير المعارضين للاحتلال الأسدي لسورية، و بعدها تدفع المعلوم كي تستلم وظيفتك، و مؤهلاتك كي ترقى في وظيفتك هي التزلف و الرشاوى، و إقصاء الموظفين الأكفياء، و ووووو القائمة تطول في الحديث عن منجزات أربعين عاماً من الاحتلال الأسدي لسورية، و كل هذه المنجزات هي ضرورية للاستعداد للزمن المناسب الذي سيرد فيه بشار و نظامه و يستعيدون فيه الجولان الذي باعه حافظ!!!

نحن من يفرعنهم
ميسون المالحي-فلسطين -

الشعب هو من يفرعن الفرعون انظر الى الجرائد الحكومية او حتى شبه الحكومية ستجد المساحات الواسعة التي تتحدث عن حكمة وذكاء الحاكم مع الكاتب والحاكم يعرفان جيدا ان ما يقال نفاق و (مسح جوخ)...لندع الحكام ...اذهب الى اي مدرسة او دائرة حكومية عربية ستجد كل يمدح رئيسه ويكيل الهدايا المادية والكلامية لشخص وصل الى منصبه بنفاق اخر مارسه لشخص منافق اخر...والعجيب انه ما يذهب ذلك الفرعون سواء كان صغيرا او كبيرا حتى تجد الالسنة تاكل بمن كان امس ربا معبودا... وشاهدنا اشد المنافقين لمبارك والمصفقين له كيف تجرؤوا على يستديروا دورة كاملة ليصبح الرئيس الذي كان بالمس رئيسا وطنيا حاميا ليصبح اليوم فاسدا خائنا ..هي للاسف ثقافتنا العربية من المهد الى اللحد ومن المحيط الى الخليج

اثبت الجيش
برواري -

لولم يكن دور الجيش الحياد او مع مطالب الشعب لأستخدمه مبارك لقمع المظاهرات كما فعل ابن عمه صدام حسين . الدكتور احمد ابومطر ومنذ سنوات ينادي بأن يقوم الشعب وليقوال كلمته بوجه الطغاة , نعم كانت إحدى شعرات المنتفظين في مصر ( قالوا عنا شعب جبان ) ها هم أثبتوا هم شجعان . والآن الكل تحسس خطورة عدم الأهتمام برأي الشعب وأيقن ان الحاشية وأن الحاشية وتملقها لايفيد

نعم تجب محاكمته
مصري ميدان التحرير -

شكرا لك على هذه المقالة الجريئة.ثورتنا شباب مصر أثبتت مقولتك،نحن من نصنع ديكتاتوريين أو ديمقراطيين..بدليل أننا قبلنا هذا الديكتاتور السارق حسني مبارك ثلاثين سنة..ولولا ثورتنا هذه لظلّ حتى موته ولنجح في توريث ابنه جمال..ولكن عندما قررنا الإطاحة به، هرب ..ويجب محاكمته على كل الجرائم التي أوردتها خاصة بيعه الغاز المصري للعدو الإسرائيلي بهذه الطريقة اللاأخلاقية كما وصفتها...شكرا لك وصلتنا تحيتك ونحن نعرف أنك تعرف مصر كأهلها...والموت العاجل لكل الطغاة الباقين، وحسب الأولوية: بشار سورية، علي اليمن، بوتفليقة الجزائر.

السودان
عاشور الليبي -

وماذا عن عمر البشير والدكتاتور الاخر22 عام من الدكتاتورية والاستبداد للأول و 42 عام من الظغيان والاضطهاد للثاني.

للمقارنة فقط
سوري مالح وملوحي -

عند المقارنة بين نظام مبارك وعائلته، ونظام الأسد الأب والإبن وعائلتيهما، يتفوق النظام الأسدي في حجم الجرائم وقمع الحريات وعدد السجناء السياسيين سوريين وعرباخاصة من لبنان والأردن. وبالتالي فهذا النظام أحق بالسقوط العاجل رحمة بالشعب السوري الذي ذاق أكثر مما ذاق الشعب المصري. نأمل أن يكون سقوط الأسد هو القادم...أسد على الشعب السوري..ونعامة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للجولان من عام 1967 ورغم ذلك يسميه بعض العرب نظام الممانعة...نعم إنه نظام منع الشعب السوري من الحرية..ومنع الشعب السوري من الحياة الكريمةلتتضخم ثروة آل مخلوف وباقي العائلة...ليت العرب الذين يصفقون لهذا الممانع يعيشون بيننا ويسمعون آهات الشعب السوري.

الثورة على الصهاينه
سوري و افتخر -

عاش سوريا الاسد...عاش حسن صرالله...عاش احمدي نجاد...

ثورة الشعب
بهاء -

مبروك للمصريين وللتونسيين ولكل المظلومين. هذه الثورة هي ثورة فريدة من نوعها! وليست كأي ثورة حصلت سابقا. ففي ثورات التحرر من الاحتلال الاجنبي كان هناك عدو واضح حتى بلباسه وكان هناك دائما قيادات وتنظيمات تقود الثورة. وفي ثورات التغيير كان هناك دائما احزاب وتنظيم وقيادات سياسية. بل حتى سقوط جدار برلين والشيوعية السوفيتية، ومهما اختلفت الاراء بتحليلها واسبابها، إلا انه كان هناك عدو واضح قوي جدا يحاربها سرا وعلنا اي حلف الناتو، وانهارت الشيوعية بقرار فوقي ايضا (حتى لو كان القرار نتيجة للرغبة الشعبية). هذه ثورة حصلت بشكل جماعي دون قيادة واضحة ودون سيطرة تنظيم او حزب سياسي، هذه فعلا تستحق وصف، ثورة الشعب. أتمنى ان تستمر روح الوطنية والانسانية بحماية هذه الثورة من اعداء الخارج الذين دعموا الديكتاتور المطرود، ومن متسلقي السلطة الانتهازيين ممن سيحاولون سرقة نتائج الثورة لمصالحهم. اتمنى ان يتنبه الجميع لمحاولات الادلجة التي ستمارسها الجماعات الاسلامية وخاصة الاخوان المسلمون، لسرقة الثورة من ملاكها، ولمحاولات تدخل النظام العالمي الامبريالي الظالم للتحكم مرة ثانية بمصير الشعب المصري والتونسي العظيمين. فلتبارك كل الالهة هذه الثورة لانها مباركة بالانسان مصدر الخير والعدل.

اين كلامك السابق
بهاء -

يا دكتور ابو مطر، لم نسمع صوتك منتقدا لمبارك يوم كان بعزه وسؤدده سوى ضمن تعميمات وصف الديكتاتورية العربية! ولقد سميت ديكتاتوريين لم يعجبوك فنقدتهم بالاسم!! بل ساندت مواقف مبارك على الساحة العربية والدولية ومن سميتموهم المعتدلون أتسائل وبوادر الثورة الاردنية قادمة كيف ستعقب على من نال من مديح قلمك الكثير! بالطبع لوحصلت بسوريا وربما ستحصل، سنرى عشرة مقالات تكرر أرائك السابقة قبل السقوط!!!، ماهذا يا كتابنا المحترمين، احترموا قارئكم.

الطائفية المريضة
بهاء -

هل اعتبر عدم تعقيبك على تعليق (عمر المهاوشة) موافقة ضمنية أم خطأ مطبعي؟ كيف يا دكتور ابو مطر تمر بهدوء على كلمة (جيش العلويين) بتعقيب الاخ المذكور؟ بل وتضعها ضمن صلب مقالك؟ هل يوجد انسان عاقل وانساني يقبل هذا المنطق الطائفي البغيض؟ هذا الكلام الطائفي الذي يردده بعض السوريين والعرب هو بالواقع اهم ركائز حكم الديكتاتورية! لقد حاول مبارك لعب نفس اللعبة بمصر بين المسيحيين والمسلمين، ونجح لحد ما، لكن هذه الطائفية والعدائية الكاذبة التي فرخها النظام فشلت وتبين قطعا بثورة الشعب انه لا مسيحي ولا مسلم بل مصري مصري وحتى عربي!! والآن أراك يا دكتور تساعد النظام السوري ايضا بتمرير هذه العبارات الطائفية المريضة. هذه الافكار الطائفية ساعدت امريكا وايران والسعودية على تدمير العراق، ولا أرى الا انك تساعد قصدا أو جهلا على التحضير لتدمير آخرين. بالله عليكم يا سادة كونوا على مستوى انسانية شعوبكم

اعتراف بالمرض للعلاج
جاك عطالله -

لكى نتجنب الوقوع بنفس الاخطاء ,ولبداية العلاج الناجح علينا ان ننقد انفسنا و نبحث بالاسباب ولهذا اشكر الصديق الدكتور احمد على المبادرة وايلاف على النشر --اولا السلبية المصرية التى اعطت للديكتاتور فرصة السرقة والسيطرة وتعذيب المصريين وهدر كرامتهم وكرامة مصر انتهت بثورة 25 يناير ولن تعود وشكرا للشباب وتلاحم الشعب والجيش -- ثانيا افساد الحياة السياسية و اقحام الدين بالسياسة بطريقة فجة تم بمساعدات قيمة وتحالف عميق بين السلفية الاخوانية بقيادة السعودية وبين الحكم ورجال الاعمال و جزء ايضا كبير من الجيش - المظاريف المالية السعودية المتخمة لرجال الحكم والسياسة والدين والاعلام و الجامعات والجيش والشرطة ضعاف النفوس كانت معروفة مثلما عرفنا عن سيارات مرسيدس صدام و جرائم هتك عرض ولحم المصريات لم تحاكم لليوم رغم اثارها التدميرية على المجتمع المصرى اخلاقيا ودينيا وسياسيا وقتلها لروح الحضارة المصرية - الشعب المصرى اسقط رأس النظام فقط وجسم النظام مازال يحكمنا ويجب التخلص منه و اقامة الدولة العلمانية الديموقراطية بمرجعية مصرية نقطة على السطر لانها الضمان الوحيد للاستقرار والازدهار -- نرفض كمصريين المرجعية الدينية لدولة مدنية لانها تلغى الدولة المدنية من اساسها وتمهد لدولة دينية بمدى قريب وبهذا نعود اسوأ مما كنا - هذه الامور يجب ان يحسمها الجيش فورا وبصراحة وعليه ان يعلن رفع حالة الطوارىء المزمنة فورا و التمهيد الفورى لعودة الحكم للمدنيين باقامة حكومة تكنوقراط تقوم بكل التعديلات و تكتب الدستور الجديد - كرسى الرئاسة مغرى للعسكريين وخصوصا انه يربح اثنين ونصف مليار دولار سنويا ( ثروة مبارك 70 مليار بثلاثين سنة) وثروة السادات كانت بحدود خمسة وعشرين مليار بعشرة سنوات ومؤسسة الجيش تفرز دائما طامعين بالكرسى ومغامرين ضيقى الافق بعقلية لا تصلح اطلاقا ان تمسك بمقدرات بلد مثل مصر ولننظر ان البلد خربت و ابيدت الانتلجنسيا و التحضر بها بحكم عسكرى صارم -اخوانجى بانقلاب الاخوان 1952- وكما قلت الصراحة و النقد الذاتى ومعرفة المزالق والاخطاء اول طريق العلاج الشافى باذن الله واكرر شكرى للكاتب وايلاف

إلى السيد بهاء
أحمد أبو مطر -

السيد بهاء حفظه اللهأود أن أؤكد لك أنني لم أمدح ولم أدعم ولم أتملق نظام حسني مبارك مطلقا..بالعكس في الخامس عشر من يناير عام 2005 نشرت في إيلاف مقالة بعنوان (حسني مبارك ولاية خامسة..لماذا ؟ ). وتستطيع التأكد من ذلك بوضع اسم المقالة على محرك البحث جوجول، فتظهر لك مع تاريخها..وستجد أنني أنهيتها بشعارات ظهرت في القاهرة تقول ( لا للتمديد للرئيس مبارك، لا لتوريث الحكم ). ملاحظتي الثانية أنا لست طائفياولا أعترف إلا بالإسلام الواحد ، لأنه إذا كان مثالنا الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي زمانه لم يكن هناك سنيّ او شيعي أو علوي أو بهائي ..أو...بل إسلام ومسلم فقط..الكلمة التي جاءت بين قوسين أوردتها كما وردت في تعليق القارىء..وأوردتها كي لا يقال أنني حرّفت أقواله إذا شطبتها..وانا أؤيدك أنّ الطائفية مرض يجب أن نتعافى منه، فهي لا تجلب سوى الفتنة..والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها...ولك تحياتي والسلام لك وعليك.

لست منا
علي الأحمد -

أنت يا أبو مطر آخر شخص يمكن أن يبرئ نفسه من مساندة أؤلءك الطغلة لطالما كنت تصوب فقط على سوريا وحزب الله وتمتدح مبارك ومن لف لفه، الآن تأتي لتوهمنا بتأيدك للثورة

عام واحد وتسعين
احمد العراقي -

لاادري بماذا تسمى انتفاضة الشباب العراقي عام واحد وتسعين امام اعتي دكتاتور والة عسكرية نتيجتها ماتختلف عن انتفاضة مصر فقط مئة الف شهيد ومليونين ونصف مهجر وجرف الاف البيوت والاراضي الزراعية وتطوع ملايين العرب واكثرهم مصريين وفلسطينيين لحماية صدام من ثورة الشباب العراقي او انتفاضة الغوغائيين كما سماها الاعلام العربي. اقرأ ياعزيزي الكاتب قبل ان تجر قلمك حتى نصدق ان عندك معلومة تستحق القراءة.

الموت للقتلة
علوي -

لن يكون هناك اي ثورة قي سوريا .تعرف لماذا ايها الكاتب لانها بسبب المرض الطائفي النتن . لم يكن شيئا جيدا في تاريخ حافظ غير شي واحد وهو محاربته للزمرة القذرة من الاخوان .لما لم يذكراحد ماذا فعل هؤلاء المجرمون الحمويون من قتل ابناءسوريا من مختلف الطوائف (قتل التلاميذ ب كلية المدفعية بحلب تفجير الباصات ووسائل النقل العامة وقتل آلآف المواطنون او تفجير الاحياء السكنية بدمشق حادثة الازبكية مثلا و مئات الجرائم عاشت سوريا سنوات من الرعب بسبب هؤلاء القتلة .لقد اخطأ رفعت الاسد حين هاجم اوكار القتلة في حماة كان عليه ان يزيل هذه المدينة من الخارطة السورية. نحن العلويين لم ولن ننسى ابنائنا الذين قتلوا على ايدي المجرمون الحمويون. الرجاء يا ايلاف النشر تحقيقا لمبدأ الحرية والنفد

شكرا للرد ولكن
بهاء -

شكرا دكتور ابو مطر للرد، فهذه حالة نادرة ضمن كتاب إيلاف الذين يهملون ردود قرائهم لحالة تعالٍ أو عداء على او مع القاريء، فشكرا لردك. لكن يا سيد ابو مطر، لا تتوقع اني احفظ مقالاتك، لكني ما اعرفه جيدا أنك أنشأت قصائد مدح بحكام عمان، وهاجمت بشدة حكام سوريا وليبيا، وتكلمت عن الطغيان الديكتاتوري العربي عموما ويبدو انك سميت مبارك مرة! لكن هل تقارن هجومك على حكام سوريا وليبيا (ولست ضدك بذلك بل ربما اوافقك) بما كتبته ضد مبارك ومن تحاشيتهم ممن توارثوا الملوكية والإمارة ببلدان العرب؟؟ ثم عندما تنتقي تعليقا ألا تتفحصه بدقة؟ أليست الدعوات الطائفية المريضة هي الداء القاتل لاي بلد أو امة؟ أنت نشرت تعليقا يحمل دعوة كراهية لطائفة كاملة فانت تتحمل مسؤولية تفنيده لان هذا النوع من التهييج الطائفي ذبح الامة منذ الف واريعمائة سنة ومازال. أما التبرير بامانة النقل وسياق الموضوع، فهو لا يكفي أمام خطر حقيقي يتهدد بلد كسوريا، وهو داء الطائفية البشع. خاصة بمرحلة ازدادت بها احتمالات التغيير وبالتالي ازدادت احتمالات استخدام الاحتقان الظائفي المريض لترسيخ السلطة أو تدمير البلد. هذا ما حاوله مبارك وفشل، لان ثورة الشعب فاقت كل التوقعات. لكن ببلدان أخرى لا احد يضمن النتائج. لذلك ايضا اسجل نفس الاحتجاج على تعليق السيد ;علوي; لانه يصب بنفس خانة الكذبة الكبرى حول الفتنة الطائفية. وشكرا لايلاف

حل منطقي وواقعي
الغضب الساطع اتي -

بالنسبة لسوريا...انا اقترح مايلي...مدام انو في شباب كثر يقولون بحبهم وولائهم للنظام ..وينزهزنه عن الاخطاء...وانه ..مثالي...والشعب كله يحبه..ويثق في قيادته الحكيمةوالمعطائة ..والوضع في سوريا جيد اقترح عليهم ..ان يطلبو من سيادة الرئيس..تنظيم انتخابات رئاسية..نزيها يشرف عليها الامم المتحدة ومراقبون دوليون...ومدام انو الشعب كلو يحب الرئيس فلا خوف اذا...هيا جميعا الى انتخابات والصندوق هو من يقرر...

لماذا يابو مطر
باسم -

استغربت كثيرا لمقالك ولارائك هنا عن اختيار الديكتاتوريات العربية .. لا الشعب العربي لم ينتخب اي حاكم فلماذا تقول انهم من نتاجنا .. ربما هم من نتاج نسقنا الثقافي ولكنهم ليسوا من اختيارنا وانما هم من اختيار الغرب المنحط .. وتقول ان العراقيين لم يثوروا بوجه صدام وانما كانوا يصفقون له .. لااعرف من اين اتيت بهذه المعلومة .. هل نسيت انتفاضة 1991 ؟ وهل تعلم بان كل عام من اعوام حكم الطاغية صدام كانت هناك انتفاضة او محاولة انقلاب عسكري ضده؟ كان صدام يقمع كل انتفاضات العراقيين بعيدا عن الفيسبوك وبعيدا عن وسائل الاعلام وقريبا من الغرب السياسي .. لا احد يزايد على شجاعة العراقيين بانتفاضاتهم ضد صدام .. الشعب التونسي والمصري الان انتفضوا بينما العراقيين كانو كل عام ينتفضون ضد صدام والعرب لايعرفون بذلك واذا عرفوا فانهم يفقون مع صدام حسين .. الغريب هو ان العراقيين يقفون مع الشعوب العربية ضد حكامهم بينما هذه الشعوب وقفت دائما مع صدام ضد شعبنا .. ارجوك ابو مطر ان تتامل الموضوع بشكل عميق ودعك من ان الغرب يتعامل بدلوماسية مع الانظمة العربية لان الغرب يعرف جيدا ان هذه الانظمة ظالمة وديكتاتورية .. انا معجب بكتاباتك كثيرا ولكن مقالك اليوم كان سيئا للغاية صديقي ، واعلم بانني اعيش في اوربا مثلك ولكنني اعتقد بان احتكاكي بالعقلية الغربية اعمق بكثير من احتكاكك بها .. الصورة الاستشراقية لدي الغربي عن العربي هي مازالت نفسها ولم تتغير ولهذا الغرب حكومات وشعوب مندهشين ومصعوقين مما جرى في تونس ومصر .. لاتنزه السياسة الغربية ارجوك .. معلومه اخيرة اقول لك بانني علماني حد العظم وعاشق للعديد من الجوانب المشرقة في الحضارة الغربية ولكن يجب ان تكون رؤيتك صافية لهذا الغرب كما راه الرائع الابدي ادوارد سعيد زز محبتي

الانفجار الشامل
F.M -

(1979-1982م): الانفجار الشامل لقد نجح النظام فعلاً في تفجير المجتمع السوريّ، وحمّل الجماعة مسؤولية هذا التفجير، الذي كان وقوده شرائح مختلفةً من أبناء الشعب، الذين اتّبع هذا النظام معهم سياسة الأرض المحروقة، فوجد المجتمع نفسه أمام حرب إبادةٍ طاحنة، تدور رحاها تحت سمع القوى الدولية الفاعلة وبصرها، وبغطاء الصمت الذي مارسه المجتمع الدولي، وقد أدّت سياسة القمع والإرهاب والحقد التي كانت تتم في أقباء السجون، وتصفية بعض المعتقلين من علماء ومثقّفين، إلى أن يرى المواطن السوري نفسه بين خيارين اثنين: إما أن يموت تحت سياط الجلادين فيما لو وقع في قبضة أجهزة الأمن القمعية، أو أن يدافع عن نفسه بما يصل إلى يديه من وسائل الدفاع!.. وبذلك اختار الشعب خيار الدفاع عن النفس ومواجهة سياسات البطش، واختارت الحركة الإسلامية لنفسها موقف الثبات على المبدأ، والإصرار على نَيل حقوق الشعب الإنسانية والمدنية والسياسية!.. علماً بأنّ القمع لم يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين وحدها، بل شمل أطراف المعارضة كلها، من إسلاميةٍ وقوميةٍ ويسارية، لكنّ حظ الجماعة والإسلاميين من القمع كان الأضخم والأشدّ قسوة!.. وللتدليل على عمق الكارثة التي أخذت تنذر بالانفجار الشامل، وسعي بعض الشرفاء في الوطن -عبثاً- لاستدراك ما يمكن استدراكه، نعيد إلى الأذهان الحقائق التاريخية التالية: 1- ما سطّره نقيب المحامين السوريين، في مذكّرةٍ خاصةٍ إلى المسؤولين في النظام الحاكم بتاريخ (17/8/1978م)، التي تضمنت مطالب عدة، أهمها: (.. توفير مناخ الحرية وسيادة القانون، وإطلاق سراح الموقوفين دون مذكّراتٍ قضائية، أو إحالتهم إلى القضاء..). 2- صدور القرار رقم (2) بتاريخ (1/12/1978م) عن المؤتمر العام للمحامين في سورية، الذي (يكلِف بموجبه مجلسَ النقابة، بمقابلة رئيس الجمهورية، للمطالبة بإنهاء حالة الطوارئ في البلاد، وللتأكيد على مبادئ الحرية وسيادة القانون..). 3- صدور بيان مجلس نقابة المحامين في سورية بتاريخ (29/9/1979م) جاء فيه: (إنّ ممارسات النظام نشرت جوّ الهلع والخوف والقلق، وأخلّت بميزان الأمن، وانتهكت حريات الأفراد والجماعات، واستباحت حُرُمات المنازل، فأصبحت أرواح المواطنين عرضةً للإزهاق على يد سلطات الأمن، وباتت شرعة الرهائن وتهديم البيوت وسيلة تأديبٍ جماعية، حتى امتلأت السجون بالرجال والنساء والأطفال، وبالأعداد الضخمة من صفو

الانفجار الشامل
F.M -

(1979-1982م): الانفجار الشامل لقد نجح النظام فعلاً في تفجير المجتمع السوريّ، وحمّل الجماعة مسؤولية هذا التفجير، الذي كان وقوده شرائح مختلفةً من أبناء الشعب، الذين اتّبع هذا النظام معهم سياسة الأرض المحروقة، فوجد المجتمع نفسه أمام حرب إبادةٍ طاحنة، تدور رحاها تحت سمع القوى الدولية الفاعلة وبصرها، وبغطاء الصمت الذي مارسه المجتمع الدولي، وقد أدّت سياسة القمع والإرهاب والحقد التي كانت تتم في أقباء السجون، وتصفية بعض المعتقلين من علماء ومثقّفين، إلى أن يرى المواطن السوري نفسه بين خيارين اثنين: إما أن يموت تحت سياط الجلادين فيما لو وقع في قبضة أجهزة الأمن القمعية، أو أن يدافع عن نفسه بما يصل إلى يديه من وسائل الدفاع!.. وبذلك اختار الشعب خيار الدفاع عن النفس ومواجهة سياسات البطش، واختارت الحركة الإسلامية لنفسها موقف الثبات على المبدأ، والإصرار على نَيل حقوق الشعب الإنسانية والمدنية والسياسية!.. علماً بأنّ القمع لم يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين وحدها، بل شمل أطراف المعارضة كلها، من إسلاميةٍ وقوميةٍ ويسارية، لكنّ حظ الجماعة والإسلاميين من القمع كان الأضخم والأشدّ قسوة!.. وللتدليل على عمق الكارثة التي أخذت تنذر بالانفجار الشامل، وسعي بعض الشرفاء في الوطن -عبثاً- لاستدراك ما يمكن استدراكه، نعيد إلى الأذهان الحقائق التاريخية التالية: 1- ما سطّره نقيب المحامين السوريين، في مذكّرةٍ خاصةٍ إلى المسؤولين في النظام الحاكم بتاريخ (17/8/1978م)، التي تضمنت مطالب عدة، أهمها: (.. توفير مناخ الحرية وسيادة القانون، وإطلاق سراح الموقوفين دون مذكّراتٍ قضائية، أو إحالتهم إلى القضاء..). 2- صدور القرار رقم (2) بتاريخ (1/12/1978م) عن المؤتمر العام للمحامين في سورية، الذي (يكلِف بموجبه مجلسَ النقابة، بمقابلة رئيس الجمهورية، للمطالبة بإنهاء حالة الطوارئ في البلاد، وللتأكيد على مبادئ الحرية وسيادة القانون..). 3- صدور بيان مجلس نقابة المحامين في سورية بتاريخ (29/9/1979م) جاء فيه: (إنّ ممارسات النظام نشرت جوّ الهلع والخوف والقلق، وأخلّت بميزان الأمن، وانتهكت حريات الأفراد والجماعات، واستباحت حُرُمات المنازل، فأصبحت أرواح المواطنين عرضةً للإزهاق على يد سلطات الأمن، وباتت شرعة الرهائن وتهديم البيوت وسيلة تأديبٍ جماعية، حتى امتلأت السجون بالرجال والنساء والأطفال، وبالأعداد الضخمة من صفو

ايلول الاسود
rami -

ذكرت مجزرة حماة ونسيت مجزررة ايلول الاسود حين كان الجندي الاردني يبقر بطن المراة الحامل الفلسطينية

ايلول الاسود
rami -

ذكرت مجزرة حماة ونسيت مجزررة ايلول الاسود حين كان الجندي الاردني يبقر بطن المراة الحامل الفلسطينية

سبحان مغير الاحوال
OMAR -

كم مقالة قرأنا أحمد أبو مطر في مدح النظام المصري؟؟الكثير طبعا، وهذا ليس افتراء فمن حسن الحظ ارشيف ايلاف غير معطل ,,,كاتب يركب الموجه العاليه يعني شطاره

سبحان مغير الاحوال
OMAR -

كم مقالة قرأنا أحمد أبو مطر في مدح النظام المصري؟؟الكثير طبعا، وهذا ليس افتراء فمن حسن الحظ ارشيف ايلاف غير معطل ,,,كاتب يركب الموجه العاليه يعني شطاره

افتراءOMAR -
F.M -

ظواهر عربية بامتياز GMT 6:45:00 2009 السبت 15 أغسطس أحمد أبو مطر -------------------------------------------------------------------------------- تزخر الحياة العربية بالعديد من الظواهر والممارسات التي تكاد تكون حكرا على العرب، إذ حسب ملاحظتي لا وجود لهذه الظواهر في الحياة والثقافة الأوربية والأمريكية، ومن أشهرها عربيا وعالميا لدرجة ضرورة دخولها موسوعة جينس باسم العرب والعروبة: أولا: في السلطة من المهد إلى اللحد من هذه الظواهر ممارسات الطبقة السياسية التي تعودت على أن يبقى الشخص في السلطة أي الكرسي والنفوذ (من المهد إلى اللحد). فعند المقارنة نتذكر أن أعظم دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية لا يجوز لأي رئيس أمريكي أن يبقى في البيت الأبيض أكثر من دورتين مجموعها ثماني سنوات، وفي غالبية الدول الأوربية هناك مدة محددة لرئاسة الوزراء تتبع نتائج الانتخابات الدورية، فيشكل الحزب الفائز الوزارة ويتركها عند خسارة الانتخابات التي لا تزيد عن ستة سنوات في أغلب هذه الدول. بينما في الدول العربية تكفي هذه الأمثلة: جمال عبد الناصر بقي في الرئاسة من عام 1952 حتى وفاته عام 1970. أنور السادات بقي في الرئاسة من عام 1970 حتى وفاته عام 1981. حافظ الأسد بقي في الرئاسة من عام 1970 حتى وفاته في عام 2000. الحبيب بورقيبة بقي في الرئاسة من عام 1957 حتى وفاته في عام 2000. ومن المؤكد أن الرؤساء الأربعة لو امتد بهم العمر حتى اليوم لبقوا في الرئاسة. معمر القذافي في السلطة منذ عام 1968 وحتى اليوم.الرئيس علي عبد الله صالح في السلطة منذ عام 1978 وحتى اليوم.حسني مبارك في السلطة من عام 1981 وحتى اليوم.عمر حسن البشير في السلطة منذ عام 1989 وحتى اليوم. عبد العزيز بوتفليقة في السلطة منذ عام 1999 وحتى اليوم. وأكاد أجزم أن هؤلاء الرؤساء الخمسة سوف يبقون في السلطة حتى الموت (من المهد إلى اللحد)، وهناك احتمالات كبيرة أن يتم توريث أبناء الرؤساء (حسني مبارك و القذافي و علي عبد الله صالح) على غرار توريث بشار الأسد بعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد، وبالتالي يصبح لا فرق بين الأنظمة الجمهورية العربية والأنظمة الملكية إلا في الاسم والشكل فقط. حالة فريدة اسمها سوار الذهب ومن باب الإنصاف من الضروري الإشارة إلى حالة واحدة فريدة في التاريخ العربي لم تتكرر لا سابقا ولا لاحقا، وهي حالة ا

افتراءOMAR -
F.M -

ظواهر عربية بامتياز GMT 6:45:00 2009 السبت 15 أغسطس أحمد أبو مطر -------------------------------------------------------------------------------- تزخر الحياة العربية بالعديد من الظواهر والممارسات التي تكاد تكون حكرا على العرب، إذ حسب ملاحظتي لا وجود لهذه الظواهر في الحياة والثقافة الأوربية والأمريكية، ومن أشهرها عربيا وعالميا لدرجة ضرورة دخولها موسوعة جينس باسم العرب والعروبة: أولا: في السلطة من المهد إلى اللحد من هذه الظواهر ممارسات الطبقة السياسية التي تعودت على أن يبقى الشخص في السلطة أي الكرسي والنفوذ (من المهد إلى اللحد). فعند المقارنة نتذكر أن أعظم دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية لا يجوز لأي رئيس أمريكي أن يبقى في البيت الأبيض أكثر من دورتين مجموعها ثماني سنوات، وفي غالبية الدول الأوربية هناك مدة محددة لرئاسة الوزراء تتبع نتائج الانتخابات الدورية، فيشكل الحزب الفائز الوزارة ويتركها عند خسارة الانتخابات التي لا تزيد عن ستة سنوات في أغلب هذه الدول. بينما في الدول العربية تكفي هذه الأمثلة: جمال عبد الناصر بقي في الرئاسة من عام 1952 حتى وفاته عام 1970. أنور السادات بقي في الرئاسة من عام 1970 حتى وفاته عام 1981. حافظ الأسد بقي في الرئاسة من عام 1970 حتى وفاته في عام 2000. الحبيب بورقيبة بقي في الرئاسة من عام 1957 حتى وفاته في عام 2000. ومن المؤكد أن الرؤساء الأربعة لو امتد بهم العمر حتى اليوم لبقوا في الرئاسة. معمر القذافي في السلطة منذ عام 1968 وحتى اليوم.الرئيس علي عبد الله صالح في السلطة منذ عام 1978 وحتى اليوم.حسني مبارك في السلطة من عام 1981 وحتى اليوم.عمر حسن البشير في السلطة منذ عام 1989 وحتى اليوم. عبد العزيز بوتفليقة في السلطة منذ عام 1999 وحتى اليوم. وأكاد أجزم أن هؤلاء الرؤساء الخمسة سوف يبقون في السلطة حتى الموت (من المهد إلى اللحد)، وهناك احتمالات كبيرة أن يتم توريث أبناء الرؤساء (حسني مبارك و القذافي و علي عبد الله صالح) على غرار توريث بشار الأسد بعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد، وبالتالي يصبح لا فرق بين الأنظمة الجمهورية العربية والأنظمة الملكية إلا في الاسم والشكل فقط. حالة فريدة اسمها سوار الذهب ومن باب الإنصاف من الضروري الإشارة إلى حالة واحدة فريدة في التاريخ العربي لم تتكرر لا سابقا ولا لاحقا، وهي حالة ا