أصداء

الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ثورة شعبية سلمية تنتصر في بلد عربي وتستقطب اهتمام وتأييد العالم أجمع في حدث غير مسبوق في العالم العربي.

لم يعد يحق للعرب استيراد التكنولوجيا واستخدامها لمختلف الاغراض - ومن بينها السيئة - من دون دفع ضريبة استخدام التكنولوجيا الحديثة في حقول الاتصالات والاعلام والتواصل الاجتماعي، التي تسعى الى نشر الحقيقة وزيادة الوعي والمعرفة الشاملة في سبيل تحقيق مزيد من الدمقرطة محليا دوليا في ظل العولمة الايجابية.

التقنيات الحديثة في مجالات الاتصالات والميديا ليست مجرد تقنيات "حيادية" يمكن استخدامها كيف نشاء، انها تفترض وتتطلّب مزيدا من المشاركة والدمقرطة والمساواة، انها تخفّف الى حد بعيد من حواجز الدخول والمشاركة، لا بل انها احيانا تلغي كليا دور حرّاس البوابات امام الناس العاديين. هل يمكن لأحد ان يصدق كيف نظّم جيل الشباب في مصر معارضة شبابية عصرية فاعلة باستخدام التويتر والفيسبوك والرسائل النصية، من دون استخدام سخافات الاسلام السياسي وتفاهات القومية العربية واوهام اليسار التقليدي، ومن دون اللجوء الى الانقلابات والمؤامرات واراقة الدماء واحتلال القصر والاذاعة واغتيال الخصوم والمعارضين : معارضة استندت الى مفاهيم الكرامة والحرية والعصرنة وتجلّت في رفض التأبيد للرئيس والتوريث لابنه، وبالتالي رفضا لمجمل الممارسة السياسية والنظام القائم برمته : معارضة عنيدة ومثابرة .. لاتكل ولا تمل.
كيف استطاع شباب "نكرة" من اختراق الحياة السياسية المصرية بهذه السرعة وبهذا الزخم، متجاوزين العسكر والاخوان المسلمين والقوميين الناصريين والماركسيين على اختلاف طوائفهم ... من دون "فكر" او "ايديولوجيا" او "تاريخ نضالي" ... ثورة الشباب حوّلت كل هذه الاشياء الى اشياء غير لازمة وعديمة المعنى والفائدة. هذه الثورة أعادت الى الاذهان النضالات اللاعنفية الكبرى في العالم الى الاذهان : نضالات غاندي ومارتن لوثر كنغ ... مع الفارق، في مصر لا يوجد قائد محدد وكاريزماتي ... القيادة والكاريزماتية جماعية الى ابعد الحدود. لا برنامج داخلي ولا خارجي ... ولا اجتماعات ولا تكليفات ولا تعليمات من القائد الملهم ... مجرد صفحات عادية على شبكة الانترنيت تتغذى من الاذلال المتراكم عبر السنين ... تتغذى من الرغبة الجامحة في الدخول الى العصر والمشاركة في صنع الحاضر ... بعيدا عن شعارات ومفاهيم السياسات العقيمة العتيقة التي تعيد انتاج النظام السياسي العربي.بالفعل هذا عصر جديد ... عصر الانتقال من الايديولوجيا الى عصر التكنولوجيا في العالم العربي! انه عصر الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة في جميع انحاء العالم!الثورة الجماهيرية العامة، الثورة اللاعنفية وغير المسلحة الا بالرغبة الجامحة في تحقيق التغيير في بيئة عربية آسنة ومتعفنة، هذه الثورة ليست مصرية فحسب، وعدواها ودروسها لجميع الشباب والذين يحملون روح الشباب في جميع العالم العربي، انطلقت شرارتها من تونس ... ولن تنتهي في مصر المحروسة! هذه الثورة محل اعجاب وغيرة في كل مكان في العالم العربي وخارجه، لانها مصدر فخر ومجد انساني وعصري .. تثبت ان الناس في العالم العربي يمكن ان يتقبلوا الافكار والممارسات الديمقراطية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة... لان هذا الاشياء هي مصدر القوة والكرامة الحقيقية والوحيدة في هذا العالم ... فليتعلم الجميع من أم الدنيا! أيها الشباب في جميع البلدان العربية، لتكن أجهزتكم الصغيرة وهواتفكم وحواسيبكم الالكترونية مصدر قوة حقيقية للتغيير ايضا، مثلما هي للمتعة والتواصل والتباهي، لتثبتوا للجميع انه قد آن الآوان ليرحل المتشبثين بالمقاعد والامتيازات ويعطوا الفرصة للآخرين، وخصوصا الى الشباب، ليقودوا الحياة في اتجاهات جديدة عير مسبوقة تهزّ الراكد والآسن في حياتنا، ويخلصونا من الاجترار للافكار والرموز والشعارات القديمة البالية. لقد فشلت الطبقات السياسية في جميع انحاء العالم العربي في اقامة الدولة الحديثة الحقيقية، ولم يعد ينفع الترقيع ولا الرشاوي والاصلاحات .. ولن يطول الوقت حتى يبدأ الناس في كل مكان بالتفكير في قضايا الكرامة والعدالة والحداثة .. وعندما ينظرون الى العالم، والى مصر الكرامة خاصة، سيحزّ في نفسهم البقاء على ما هم عليه الآن! هذا عصر الانتقال من الايديولوجيا الى التكنولوجيا ... عصر الانتقال من ثورة التكنولوجيا الى تكنولوجيا الثورة!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دليل الفشل
شكري فهمي -

الثورات هي دليل على الفشل: فشل الجميع من أنظمة وحكام وشعوب وثقافة ومعتقدات وطبائع. البلدان الناجحة هي تلك التي تتطور دون الحاجة الى ثورات وإنتفاضات. هل تطورت اليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وهونغ كونك، وماليزيا، عن طريق الثورات والإنتفاضات، أم أنها تطورت بشكل سلمي وتدريجي من دون ثورات وإنتفاضات؟!

شيء واحد يحررنا
مواطن سوري -

شيء واحد يحررنا نحن شعوب الدول العربية وهو أن نُغير مادة وااحدة من مواد الدستور الذي هو متشابه في كل الدول العربية ، وهذا التغيير هو ( فصل الدين عن الدولة ) عندها كل الأمور ستتحرر دون الحاجة الى مظاهرات ومسيرات وثورات .... وأن يبقى الدين كعلاقة روحانية بين الإنسان وخالقه يمارسها بكل حرية حسب ماهو يرتأيه . أما أن يبقى دستور الدولة في الدول العربية فستبقى الشعوب العربية تدفع الأثمان باهظا للحصول على حريتهم ولكن دون جدوى ، ولن يكون الخاسر سوى الشعوب بكل أطيافها وأديانها ومكوناتها . فهذه مثلا أوربا كلنا نعرف كيف كانت تعيش في حالة حروب طاحنة بين دولها يوم كانت تحكم بإسم الدين ، وكان رجال الدين هم الحكام للشعوب العربية ، فعاشوا تخلفا وإنحطاطا حتى قامت الشعوب الأوربية بثورة علمانية عزولوا الدين عن السياسة وخاصروا البابا في " دولة " الفاتيكان ، فتحررت أوربا ووصلت الى ماهي عليه الآن بسبب إبعاد الدين عن السياسة . ولكن للأسف فنحن نرى إن الدين هو المحرك في كل شيء وهو السياسة والحاكم والآمر والناهي . فلا تزعلوا ياإخوان إن كانت قاطرة الشعوب العربية تسير الى الوراء والعالم كله يسير الى الإمام .تحية للكاتب على مقالته وتحيتي لإيلاف لجرأتها بنشر كل الأفكار . لكم خالص محبتي .