أصداء

لم يعد للرئاسة ذلك البريق!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


لم يعد كرسي الرئاسة مطمحاً و مطمعاً في الشرق هذه الأيام، بعد أن أصيبت الشعوب بفايروس التغيير، الذي حطم جهازها المناعي وقضى على خوفها العظيم، كما كسر مناعة الحكام أيضاً، وأصاب طمأنينتهم في مقتل.

فما الذي إستجد وقلب الآية رأساً على عقب، ودفع الجميع، حكاماً ومحكومين، إلى الخروج على نواميس تربوا عليها لعقود طويلة؟
لقد أصبح الحكام يهرولون خلف الشعوب لأرضائها، لكن هذا الرضا أصبح بعيد المنال، بعد أن أصبحت الشعوب (خارج التغطية)، تغطية الحكام، في حين كان هذا الشعب نفسه يلهث خلف الحاكم بأمره، يدعي له بالبقاء و طول العمر، وكان أقصى طموحه الشعب أن يحظى بلفتةٍ أو إبتسامة من الحاكم، أو يحظى بشرف الوقوف ببابه و لثم يديه الكريمتين، ويقضي حياته متنقلاً بين مناسباته السعيدة ليسمعه يقول: أيها الشعب العظيم... فيدمي يديه تصفيقاً، و يرتفع الدم في رأسه.

اليوم يعض الشعب اليد نفسها التي تُمدُ له، لا بل يقوم بكسرها إذا إستطاع إلى ذلك سبيلا.
لقد تمرغ مقام الرئاسة في التراب، و تعفر الحاكم بـِذُل التنازلات، وتحول كُرسيه من ريش نعـامٍ إلى جلد قنفـذ.
اليوم يكاد الحاكم ينفق كل ما كدسه خلال أعوامٍ طويلة على شكل عطايا و مكرمات و هدايا، ويعجز رغم ذلك عن بلوغ أدنى درجات رضى الشعب، في حين أن هذا الأخير لم يكن ليحلم بقطرةٍ من نهر المال أثناء جريانه بإتجاه مصبه الوحيد: بيت مال الحاكم.

اليوم لم يعد الحاكم يجرؤ على صفع أحد في عتمة الليل، بعد أن كانت حفلات الشتم و الركل والدعس وحتى الإعدامات تتم في وضح النهار.
يقسم الحاكم بأغلظ الإيمان بأنه على طريق الإصلاح فلا يصدقه الشعب، وكان الأخير، قبل قليل، هو المتهم الأبدي، المطلوب منه في كل حين أن يبرهن على إخلاصه و وفائه و صلاحه، وإنه جدير ببسطار الحاكم. يزيد الحاكم من جرعة وعوده، فيستيقظ على شعار: الشعب يريد إسقاط النظام، وينام هذا إذا كان ينام أصلاً على شعار: الشعب يريد محاكمة النظام.

هل يستطيع أحدٌ في جنبات الأرض أن ينكر ما يحدث اليوم؟ إن ما يحدث يُخرج حتى الميت من ميتته، فكيف بالصامت وهو يمتلك حواسه بعد أن أضيفت لها حاسة الفيس بوك.
فصوت الشعوب عبر شبكات التواصل الإجتماعي بلغ حتى الأموات، فكيف بالذين لا زالوا يعيشون على الأرض، حتى لو كانوا في برجٍ عاجي.
لم تعد الرئاسة شهرُ عسلٍ أو رحلةٌ ترفيهية أو مغنمةٌ عائلية، بل أصبحت مرةً كالعلقم، كالسفينة المثقوبة، يسرع الجميع إلى القفز منها، حتى لولم يكُ ينتظرهم سوى بحرٍ هائج، يعلوه بعض القـش الذي لا يمنع من الغرق.

لكل ذلك، ولأن المفاهيم قد إنقلبت، ولأن الشعوب قد جُنت، والحكام قد إحتارت، و جدران الخوف قد إنهارت، بسببٍ من تساوي الحياة و الموت لدى المحكومين، لم يعد أحدٌ يرغب بإمتطاء دبابته ليجثم بها ومعها على ذلك الكرسي، و يوجه فوهتها إلى رأس شعبه، ويمطر حياته بالبيانات، من الولادة حتى الممات، كما لم يعد يرغب من تلقاه الكرسي من حيث لا يدري، بالحفاظ عليه بعد الآن.

سمعت أحدهم، أحد الذين كرسيهم على صفيحٍ ساخن، يقول اليوم حرفياً: لقد سئمت الرئاسة، لا أحد يريد أن يكون رئيساً، الرئاسة مغرم. و سمعته بالأمس يقول: لا تجديد، لا توريث، لا تصفير للعدادات.
لماذا؟

لأن الرئاسة أصبحت مصدراً للصداع، وأصبح الكرسي مصدراً للمتاعب، فقد أصبح الجالس عليه يبحث عن أقصر الطرق وأنجعهـا للشفاء منه و الفكاك عنه، وذلك قبل أن تأتيه الوصفة الشعبية المعروفة: آخـر الدواء الكـي.

محامي سوري مقيم في ألمانيا
jelebi@hotmail.de

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا فض فوك يا حُسين
آياز يوسف -

أجمل ما قرأت في إيلافنا الخضراء ، وللمعلومة فقد سمعنا أن الرئيس السوري بدأ بعدد من التنازلات والمراسيم حتى اصبح يصحح لفظ الثاء والسين ،ولم يعد يقول ثوريا الله والمخابرات حاميها، هنينأً للشعوب وعقبال يوم الغضب الشعب الثوري.

لا فض فوك يا حُسين
آياز يوسف -

أجمل ما قرأت في إيلافنا الخضراء ، وللمعلومة فقد سمعنا أن الرئيس السوري بدأ بعدد من التنازلات والمراسيم حتى اصبح يصحح لفظ الثاء والسين ،ولم يعد يقول ثوريا الله والمخابرات حاميها، هنينأً للشعوب وعقبال يوم الغضب الشعب الثوري.

مشروع كاتب
عمر الكردي -

مقال مقتضب مكثف معبر ملئ بالخيال من النوع السهل المتنعشكرا للكاتب

الوصول الى السلطة .
جمو روباري . -

سورياالعكس تماماً فالشعب والسلطة طالبت من المعارضة الاستيقاظ من نومها العميق وتصحيح مطالبها لأنها لا تمثل إرادة الشعب هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى كل طرف يغني على ليلاه .. على سبيل المثال المعارضة السورية اللا وجود لها على أرض الواقع تحلم بأن تدفع بالأكراد إلى محرقة الثورة بالرغم أن الأكراد السوريين ليس لهم فيها جمل ولا ناقة في التغيير لأن الأكراد لا يطالبون بالسلطة بل هم شركاء بالأرض والوطن فلا يطالبون سوى ببعض الحقوق الإنسانية والثقافية والمساواةواعادة الجنسية للمجرديين منها وعددهم 450 الف مواطن في محافظة الحسكة بشمال شرقي سوريا.ووقف قتل واغتيال شباب الكورد المجندين في خدمة العلم بالجيش السوري ورفع الاحكام العرفية وطالة الطوارى وعدم اهانة كرامة الانسان بسوريا.من اعتقال واهانة وتعذيب وتهم جاهزة باطلة صادرة من الفروع الامنية ومحاربة الفساد والمفسديين والمرتشين وعدم محاربة لقمة العيش والغاء مرسوم القرار البيع والشراء للاراضي بالمناطق الحدودية..بالرغم من ذلك ظهر تيارين في المعارضة السوريةاو المعارضة العربية السورية .الأول : تيار عنصري داخل المعارضة لا يعترف بحقوق القوميات والأقليات الأخرى في سوريا بل يرى نفسه فقط في مرآة الوطنية لكن من مبدأ الخدعة وتوريط الشعب يعترف بحقوق المواطنة لغيره كمواطنين أغبياء ووقود العراك وهدفهمالول والاخير هو الوصول إلى صدر السلطة .. الثاني : تيار جبان وضعيف جداً يحاول استغلال عواطف الشعب الكردي لكسبه إلى جانبه مع العلم هم محتفظين برأيهم تجاه القضية الكردية والأقليات الأخرى في سوريا هدفهم أيضاً الوصول إلى السلطة مع ذلك هذا التيار ليس لهم قاعدة شعبية .

عجيب أمركم
حسن حقي -

عجيب أمركم هل كل عائلات الجلبي في العالم العربي متشابة وتريد العودة على ظهور الدبابات الأجنبية

ر كوب الثورات
ديار سليمان -

مقالة تحاول ركوب الموجة ويستميت صاحبها في تقديم نفسه كمدافع عن الحقوق والحريات وهو عكس ذلك ومعروف بكتاباته باسماء مستعارة من اجل ضمان حرية التنقل بين المانيا ودمشق. الان صار بطلا مع ثورة البوعزيزي. اقول له اكتب لنا شيئا عن قادتك الفاسدين في كردستان العراق، هل رأيت الشعب كيف ينتفض عليهم؟

الحقيقة
ديار سليمان -

من السهل جدا ان تخرج من بيتك بعد انتصار الثورة ودفع الناس لضريبة الدم. ومن السهل ان تلقي محاضراتك وانت كنت حتى الامس تجبن وتتخفى وراء الاسماء المستعارة لشتم الناس، ولكي تضمن لنفسك خط الطائرة بين فرانكفورت ودمشق.!

supporting Isreal
supporting Isreal -

لم يعد للرئاسة ذلك البريق جو شهريار و للوزير شهبندر التجار لكن الان موظف الرئيس حتى الملك يعتبر موظف مع مجلس الامن الامم المتحده الهيئات الدوليه

ذكرى رحيل الشهيد .
كوردي سوري . -

في الثامن عشر من شهر شباط سنة ألفين وثمانية، فقد السياسي الكردي، والبرلماني السابق، والشخصيّة الوطنيّة المعروفة، عثمان سليمان حياته، نتيجة التعذيب النفسي والجسدي والإهمال الذي تعرَّض له في أقبية المخابرات السورية، بعد احتجازه لأكثر من شهرين، ثم تسليمه إلى ذويه في غيبوبة. وفي الذكرى الثالثة لرحيله، أصدرت منسقيّة منظومة مجتمع غربي كردستان بياناً، جاء فيه: الأستاذ عثمان، لم يكن أول ضحايا هذا النظام، ولن يكون الأخير، ما دام النظام الأوليغارشي بذهنيته البعثية الشوفينية وبأدواته القمعية قائماً.

الى المدعو ديار سليم
خليل -

انت خلطت الحابل بالنابل وين انتصرت الثورة لحتى الزلمة ركب عليهاوشو دخل التنقل بين المانيا وسوريا بالموضوع وشو جاب كردستان العراق للنصالموضوع عن الرئاسات اللي فقدت بريقها، اتمنى تعرض نفسك على طبيب عيون منيح بمحلك الجديد وبالله تخليك على مستوى المواقع الكردية اللي كنت تكتب لها ولا تتسلق على كتف الكاتب متل البلطجية

هذا البريق ليس لديار
آياز يوسف -

انا كنت احد قراء ديار سليمان وهو اشرف واكبر من ان يكتب هيك تعليقات سخيفة وهو لا يرضى بان يكون اسمه بين التعليقات بل بين كتاب المقالات الأفضل لهوشو وأمثالهو الابتعاد عن النذالة وكتابة تعليقات على شكل تقارير لاسيادهم المخابرات

المزايدة الرخبصة
ديار سليمان -

اقول لاصحاب التعليقين 9 و10 انه بعد ان لوثتم المواقع الكردية بترهاتكم ها انتم تستغلون كرم واريحية موقع ايلاف لكي تتهجموا على الناس وتشتموهم. الاناء ينضح بمافيه على كل حال. اما موضوع اقليم كردستان فلماذا تزعلان حينما يتحدث المرء عن الفساد؟ الاحرى ان تدافعوا عن اسيادكم المنشغلين حاليا بنقل اموال الشعب الكردي للخارج. اما التلميح حول الكاتب الكردي الكبير والذي يكتب في اكبر المنابر العربية والعالمية ومقالاته تشهد لها، و لن تصل لربع قامته يا جلبي، فهو يكتب في الموقع الكردية لانه يخاطب الكرد، وطالما هذه المواقع لاتعجبك لماذا تكتب فيها ياحذق؟. نصيحة لاتحاولوا ان تصطادوا في المياه العكرة فبضاعتكم مثل بضاعة اسيادكم في اقليم كردستان المنكوب بالفساد والسرقة اصبحت مكشوفة وطلعت ريحتها على رأي الفنان ياسر العظمة.