أصداء

حتّى في العراق وشماله!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منطقة الشرق الأوسط تتحرّك على صفيح ساخن لا يمكن التكهن بموعد بروده وهدوئه واستقراره. النيران البوعزيزية لا تزال ملتهبة تلاحق الطغاة، وأنصاف الطغاة، والذين على شاكلتهم، والسائرين في طريق الطغي والبغي، والملتحين بلحى الديمقراطية المستعارة. وليس هناك في الأفق أي بوادر تبشّر هذه الشرذمة العاطلة، الفاسدة، العفنة، المنبوذة على الأرض وفي السماء، والمقدّر لها، بإذن الله، بئس المصير وسوء العذاب، بأن هذه النيران ستنطفىء قبل أن تلتهمها جميعاً.

حتى الأمس كنّا نؤطّر الثورات الشعبية في منطقة الشرق الأوسط، التي انطلقت وتكلّلت بالنصر لتوّها، وتلك التي في طريقها نحو تحقيق أهدافها المنشودة، فقط في إطار التخلص من الأنظمة الدكتاتورية الجاثمة على صدور شعوبها ردحاً من الزمن. لكنّ واقع الحال يقول غير ذلك، أو يقول أكثر من ذلك على وجه الدقة، وهذا ما تثبته الهبّة الشعبية في العراق وشماله، اللذين من المفترض أنّهما ودّعا حقبة الاستبداد والدكتاتورية بعد رحيل الطاغية صدام حسين ونظامه. وإذا ما أخذنا بهذا الافتراض فسيكون من حقّ كلّ شخص أن يسأل عن أسباب انتفاض الشعبين، العربي والكردي، في وجه نظامي بغداد وأربيل.

زوال الأنظمة الدكتاتورية وتحرّر وانعتاق الشعوب من ظلمها وجبروتها، رغم جميع إيجابياته، غير كافٍ. يجب أن لا يكون الغرض من القضاء على أي نظام دكتاتوري استبداله بآخر. الغاية الأسمى لأي عمل تحرّري يجب أن يكون ضمان حياة أفضل للشعوب الرازحة تحت نير الظلم والعبودية، وليس تسليط طغاة جددٍ عليهم عوضاً عن السابقين. لا يمكن المقارنة بين نظام الطاغية صدام حسين والقيادات الحالية في العراق وإقليم كردستان، ولكي أكون منصفاً، سأكون مجحفاً جداً بحقّ هؤلاء الأخلاف إن تجرّأت على تشبيههم بذاك السلف. ولكن، أليس من حقّنا أن نتوجّه إلى القوى السياسية الحالية بالسؤال عن إنجازاتها التي قدّمتها للعراق. الفوائد التي جنتها البلاد في سنوات حكمهم الذي لم يبق الكثير لتوديع عقده الأول. عن تضاعف أعداد المهاجرين العراقيين، بجميع أطيافهم ومشاربهم، في ظل الحكم الديمقراطي! عن التفشي المخيف لظاهرة الفساد، الذين باتوا هم أنفسهم يعترفون بوجوده بعد أن فاحت ريحته، وعمّ عموم أرجاء بلاد الرافدين. وأن نسألهم عن أسباب انتشار الفقر والبطالة والعمالة والرذالة والقذارة... وقائمة الأسئلة هذه تطول وتطول.

أمام هذا الواقع، المرّ والأليم والمأساوي، والكارثي بحق، لم يكن مستبعداً ومفاجئاً، البتة، خروج الشعب العراقي، عرباً وكرداً، جنوبيين وشماليين، وربما الشرائح والأطياف والجهات الأخرى في قادم الأيام، شاهراً غضبه في وجه قوى السلطة المتنفّذة. المثير في القضية هو طريقة تعامل السلطات، في بغداد وأربيل، مع المواطنين، الذين خرجوا في تظاهرات سلمية مطالبة بتحقيق الوعود التي طالما قطعتها هذه القوى على نفسها أمام الشعب، قبل وبعد سقوط الصنم السابق. طريقة تعامل سلطات الجنوب والشمال العراقي مع المواطنين، المتظاهرين العزل، لم تكن مختلفة بشيء عن تلك التي عُمل بها المتظاهرون في "موقعة الجمل" وسط ميدان التحرير بالقاهرة، ولا عن الطريقة التي تعامل بها بعض من أعوان "زين الهاربين" مع جحافل المتظاهرين الأوائل في "سيدي بوزيد" وسط تونس. وهي نفسها التي تتعامل بها الآن باقي الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط، المهدّدة بالانخلاع، والتي تهتز عروشها الآن خوفاً من الغضب العارم المفجّر بوجهها من قبل شعوبها. هل هذه هي الديمقراطية التي كان يتشدّق بها منفيو الأمس وسلاطين اليوم؟ كيف بهذه السهولة يتحوّل من كانوا يدّعون أنهم يأبون الظلم إلى ظلّام؟ عمليات الاعتقال العشوائية في الجنوب، والاعتقال والقتل بالرصاص الحي في الشمال، لا يمكن إلا أن تذكّرنا بحقبة النظام العراقي البائد بكل مآسيها وويلاتها. أليس من الأجدر بهؤلاء أن يعودوا إلى منافيهم، ويتركوا الشعب يقرّر مصيره، إن لم يكونوا هم أهلاً للالتزام بوعودهم وتنفيذها؟

الثورات الشعبية التي تشهدها المنطقة لم تعد مجرّد عربية، بل أصبحت فارسية أيضاً، وهي الآن كردية، وقد تصبح تركية أيضاً في القريب. رياح التغيير التي هبّت من تونس، وتقوّت في مصر، هي الآن تعصف بكل منطقة الشرق الأوسط، وقد تذهب إلى حيث ندري ولا ندري! الكلام المعسول، الفارغ، المستهلَك، لن يُجدي الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط، على اختلافها، نفعاً بعد اليوم. أساليب الخداع التي أسكتت بها هذه الأنظمة شعوبها عقوداً من الزمن فقدت جدواها أمام ظهور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الحديثة. الشعوب الشرق أوسطية لن ترضى على نفسها، بعد اليوم، أن تُقاد وتُسيّر كطعان ماشية حسب مشيئة رعاة، حكّام، فرضوا سلطانهم بقبضات من حديدٍ ونارٍ، ولم يقدّموا لأوطانهم سوى نهب وتهريب خيراتها وثرواتها وإفقار شعوبها. ليس هناك من شيء قادر على ترويع شعوب الشرق الأوسط بعد اليوم، زمن نعتها بالوهن والضعف والاستكانة والخضوع والخنوع قد أدبرَ إلى غير رجعة. هي الآن شعوب ثائرة، غاضبة، قوية وشجاعة، محطّ تقديرٍ واحترامٍ كبيرين. هي شعوب توّاقة إلى الحرية والديمقراطية، هيهات أن تقبل بأنصاف الحلول وأنصاف الديمقراطيات!!

fayekomar@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صدام لم يمت
ابو ذر -

لقد اودع صدام جميع وصاياه وعبقريته الى كل الساسة العراقييت وبالاخص ابنه البار وتلميذه الفذ والطالب المجد مسعود البارزاني والله لايبالي هو وشريكه في الاجرام نجرفان في حرق كردستان العراق على رؤس الاكراد اذا حاولوا المساس بكرسيه ويجعلها انفال ثانية للاكراد ويساعده في ذلك العم جلال ذو النواب الاربعة الم اقل لكم صدام لم يمت

I agree
kamaran -

Sadam is not dead he is live and kicking in Kurdistan.Tragically the kurds have fought for years for democrcy for decades and now we have been plagued by a home grown dictator.Dictators have no color,shape,religion or race.They are all the same,but as Jawahiri said nations will remain and they will go sooner or later and you are no exeption to the rule Mr Barzani the father,the son,the nephew and the rest.When I see some comments from some of the readers I wonder if we have purselves partly to blame for making a dictator like Barzani.

صدام،مسعود،جلال
شيروان نافع -

لنقوم بمقارنة بين صدام ومسعود-جلال. صدام كان يحضر عدي وقصي كخلفاء له، مسعود يحضر مسرور و جلال يحضر قباد و بافل ليخلفوهم، عدي وقصي كانوا يديرون الأعمال التجارية مع استخدام اجهزة الدولة، مسرور وقباد وبافل يفعلون نفس الشيء بالضبط بل أسوأ. عدي وقصي كانوا يكلفون أعوانهم بخطف ومعاقبة الناس، مسرور يذهب بنفسه و يعاقب المعارضين وسط فينا و قباد يهدد الناس بالويل في أمريكا.. صدام كان يستعمل اجهزته القمعية لأغتيال المعارضين، مسعود وجلال يقومون بنفس الشيء وحسب تقارير المنظمات العالمية المحايدة، صدام مسؤول عن قتل الآلاف الذين دفع بهم الى الحروب العبثية، مسعود وجلال مسؤولين عن قتل وتشريد الآلاف في حروبهم (ما يسمى بأقتتال الأخوة)، صدام قمع الحريات ومنع التظاهرات، جلال ومسعود يوعزون لقواتهم بأن يطلقون النار على المتظاهرين (كما حدث قبل ايام)، درجة الفساد في عهد صدام وبحسب جميع المراقبين المحايدين أقل بكثير من درجة الفساد المالي والأداري في أدارة مسعود وجلال.

لاتفرح
سامان مزوري المانيا -

سيد ابوذر يضهر انت تعيش بنفس عقليه اجدادك في زمن مسيلمه الكذاب لاتتكلم عن اشياء ليس بيك معرفه اقليم كوردستان العراق اليوم تعتبر من افضل المناطق في الشرق الاوسط تقدما وازدهارا وعمرانا وفي جميع الاصعده ولهذا عشرات القنصليات الاجنبيه والعربيه افتتح في اربيل عاصمه اقليم كوردستان بالاضافه الى الاف من الشركات والمستثمرين يتراكضون الى اقليم كوردستان وكل هذا بسبب الامان والاستقرار والاذدهار الموجود فيه ولعلمك بحياه الكورد لم يعيشوا الكورد بهذا الرقي والازدهار ولاتجد عائله كورديه الا وفيه موظفين او ثلاثه ولو تقارن الاقليم مع ايى دولك العربان تجد الاقليم هي في المقدمه اما مسعود وجلال فهم قاده الكورد وضحوا بحياتهم وابنائهم في سبيل هذا اليوم وانت تريد ان نسلمها الى عربي مثلك حتى يمنعني من التكلم بلغتي ويهمشني واقول للك حلال عليهم هذه الاموال والمناصب لانهم افضل بكثير ممن كانوا يقتلونا ويسجننونا لكوننا فقط كورد

Dream on
Hilawi -

Message to enemies of Kurds, Barzani, freedom, etc.... dream on ....

من طلفاح الى كامل
عبد الرضا -

ياسبحان الله وهو يجمع بين اخلاق كامل الزيدي ومعلمه خيرالله طلفاح من قبلهم وزير داخليه هتلر عندما قال :اسمع كلمه مثقف فاتحسس مسدسي فما اشبه الظلام ببعضه مهما كانت حجج الظلاميين ومهما استخدموا الكذب والمراوغه ومهما دسسوا السم في الحلوى يبقى النور نور والظلام ظلام .

دكتاتوريون
جعفر -

مسعود البارزاني دكتاتور وكذلك جلال الطالباني دكتاتور وباقي الشلة المتحكمة في العراق، اي حاكم لا يتخلى عن منصبه هو ارهابي ودكتاتور ايا كان لونه وجنسه وعرقه ويكفي الضحك على الناس يكفي حرام اتركوا الشعوب بحالها يا اخي البارحة كنتم تقولون صدام دكتاتوري لانه لا يتخلى عن منصبه واليوم تقومون بنفس الشيء عن جد عيب والله عيب عيب عيب استحوا بقى ياجماعة.

استقلال
استقلال -

من حق الأكراد اعلان الاستقلال في الوقت المناسب للحيلولة دون انفال آخر و حلبجة أخرى بواسطة الجيش العراقي..في عام 2003 ساهمت قوات البيشمركة وبشكل فعال في إسقاط النظام الدكتاتوري في بغداد, وكان بإمكان حكومة الأقليم إعلان الإستقلال التام منذ ذلك الحين, ولكن الظروف الدولية والإقليمية لم تكن تساعد على ذلك, بالإضافة الى الرغبة الشديدة للقادة الأكراد في البقاء ضمن دولة العراق الإتحادي الفيدرالي الموحد,كما أن حكومة الأقليم ومؤسساتها لم تكن مؤهلة بالمستوى المطلوب لتشكل كيان دولة مستقلة,ولكن خلال السنوات السبعة الماضية, تمكن الشعب الكردي وبكل جدارة من بناء البنية التحتية وترسيخها وتعزيزها بشكل متطور جدآ وفي كافة المجالات,لاسيما الإقتصادية والثقافية والعسكرية,بالإضافة الى العلاقات الدبلوماسية الواسعة مع أهم الدول في العالم.وتضم العاصمة أربيل الآن عشرات القنصليات والمكاتب التجارية والثقافية لدول العالم المتحضر, وأصبح الإقليم مهيأ الآن أكثر من أي وقت مضى لكي يعلن تقرير المصير لشعب كردستان, أو استقلال أقليم كردستان, وهو أكثر إستحقاقآ وتأهيلآ من دولة كوسوفو التي أعلنت الإستقلال عن يوغوسلافيا قبل سنتين تقريبآ, وكذلك دولة جنوب السودان . إن القيادات الكردية أثبتت على أرض الواقع بأنها بمستوى المسؤولية ولها الكفاءة والمقدرة على إدارة دولة حديثة وقيادة شعب حي يطمح ليكون في مصاف الشعوب المتحضرة في العالم

الإمبراطورية العثمان
Rizgar -

بعدما هزمت بريطانيا الإمبراطورية العثمانية وجدت التعداد السكاني قرابة 22 مليون عربي في جميع أنحاء الامبراطورية العثمانية السابقة. واليوم نحو 392 مليون

for ABO ZRRRRRRRRRRR
Herql -

لن تنجح حركة التغيير في الوصول الى مئاربها وانهى خاسرة في اللعب بعواطف الشباب الكورد والرئيس مسعود البارزاني له احترام كبير ليس في العراق وحده بل لدى غالبية الكورد في المنطة اقفلوا ابواقكم لانهى لا ولن تفيدكم

context
context -

While peaceful demonstration to fight dictatorship, fascism, fundamentalism, discrimination, and corruption is an undeniable right of every individual, the demonstration in Sulaimaniyah on February 17th, 2011 does not seem to be in context of such a fight.

مستغرب
زياد -

لماذا تعمد الاعلام العربي والعالمي تجاهل المظاهرات في العراق ولم تعطى مساحة كافية ولم يتطرق الرئيس اوباما الى العراق بالاشارة فقد الى البحرين وليبا واليمن فالفساد والتوريث هو واحد

الى المعلق 3 سامان
شورش -

ياسامان المزوري لماذا عفت كردستان وانهزمت الى المانيا قل الحق او اصمت لان المنافقين هو سبب بلانا بالدكتاتوريات

الی متى
Rizgar -

ولكن الی متى امريكا واسرائيل يحرمان الاكراد من دولتهم المستقلة في الشرق الاوسط?من اجل العنصرين الاتراک والاعراب. الی متى امريكا واسرائيل یحاربان تکوین The United State of Kurdistan.

لابد من ثورة
اوربي -

الفساد وعدم الكفاءة تولد الثورة.والاثنان موجودان في العرق بشكل لا ينافسنا عليه احد في الدنيا.فلم لا تقوم الثورة اذن؟.كان المفروض بالعراقيين ان يثوروا قبل اخوانهم التونسيين والمصريين .

نداء مساندة
ئاشتی -

ان الشعب الکردی یحلم بانە ابتلی بقادتە الحالیین الذین لم یعودو یمثلونە منذ مدة طویلة. ان الشعب الکردی یحتاج الی تطمینات من الشعب العراقی و من الشعوب المجاورة لیتخلص نهائیا من هولاء الذین يسترزقون علی زرع هاجس الخوف لدی الاکراد. ان الکتابات و التعلیقات التی تهاجم الشعب الکردی تصب فی الأخير فی مصلحة هولاء الطغاة و تعمل علی ابقائهم. ان الشعوب کافة مسالمة بطبیعتها ولکن جشع بعض السیاسیین قد أفسدتها. ان الشعب الکردی الطیب یحتاج المساندة من کافة الشعوب. ان الشعب لا تخطی ابدا.

التفرقة
هادی -

الفتنة هو تفرقة بین الادیان أو القومیات أو المذاهب.ولکن فی کردستان العراق مسعود البرزانی یخلق الفتنة بین المحافظات قام بإرسال اهل اربیل لقتل أهل السلیمانیة والآن أکثر من ١٠٠ الف مسلح جاٶ من اربیل الی السلیمانیة لقمع أهل السلیمانیة لأنهما لیس مع مسعود البرزانی.

الى سامان تعليق3
تيمور -

سامان انا مثلك مزوري ومن دهوك هل تريد ان اسطر وانشر غسيل الفساد الموجود في مدينة دهوك حتى تسكت عن هذه المهاترات التي تحاول ان تسكت بها افواهنا عن الفاسدين الذي يبدوا لي بانك احد المستفيدين بشكل او آخر منهم. الأكراد يريدون اسقاط نظام الفساد .هل فهمت الآن

no 16
Rizgar -

المبالغة تقارب الكذب، وتُلام بنفس الطريقة تقريباً. هوزيا بالو قس وكاتب ديني مسيحي أمريكي

انتهى
كوردي من اربيل -

يا اخي العزيز انتهى حكم العائلة الواحدة في العالم .... وانتهى ايضا في كوردستان العراق ايضا دور العائلة البارزانية

انتهى
كوردي من اربيل -

يا اخي العزيز انتهى حكم العائلة الواحدة في العالم .... وانتهى ايضا في كوردستان العراق ايضا دور العائلة البارزانية