وقام الأولاد ضد الأب القائد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأ ليل الظلمات ينجلي عن العالم العربي، وها هو صنم هبل يسقط في كل مكان، ويزول السحر وتنفك العقد.
"مصر أم الدنيا، وأمنا كانت متجوزة بلطجي، وأمنا رجعت لنا،" هكذا قلت لأصدقائي المصريين وأنا أقلد اللهجة المصرية، لأهنئهم على استعادة مصر لكرامتها وحريتها.
وماذا تفعل الأم عندما تعود إلى الحياة؟ إنها تُنظف، وتُطعم، وتحنو عل الجميع.
إن الأمة العربية كمثل امرأة وضعتها الأقدار في يد رجل بلطجي؛ يضربها ثم ينزل إلى المقهى ليجلس مع الأصدقاء. يضرب الأولاد ثم يشعل سيجارته. يحطم أغراض البيت ثم يضحك. يصرخ، يتوعد، ثم يطالب الجميع بعبادته. يسرق أموال العائلة ثم يذهب ليقامر بها. ولكن الأولاد كبروا وأفاقوا وقاموا ضد الأب القائد. لا، ليس للأبد! لا، ليس للأبد!
لماذا يخشى الإنسان الغزو الخارجي؟ أليس لأنه يسجن الابن ويستبيح البلاد ويسرق الأموال ويسحق الحريات؟ وكيف يعيش العرب الآن؟ أليس هذا هو الاستعمار بعينيه ولكن بنظارات عربية سوداء. ماذا قال القذافي بينما يقصف شعبه المدني الأعزل بالطائرات الحربية؟ قإل إنه يريد الذهاب لشرب الشاي مع الأصدقاء لكن المطر منعه. يا للهراء! أهؤلاء الذين يحكمون الأمة العربية؟! ذاك الآتي من ظلمات الجشع والحرمان يعبئ قصوره بالعملة الورقية والكراكيب، وذاك الذي يقصف المدنيين العزل بمضادات الطائرات، وذاك الذي يمشى على خطى أبيه القائد فيزيد الاعتقالات ليخيف الأبناء الشجعان الشرفاء. يا الله، كيف تسلط علينا هؤلاء؟ إننا مثل الأيتام في مأدبة اللئام. فسطوة من الخارج وقمع من الداخل.
ولكن الله لا يخلف وعده. "إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهّل الكافرين أمهلهم رويدا."
ماذا فعلت إيطاليا بالليبيين أكثر مما يفعله القذافي الآن؟ بل السؤال هو: هل تجرأت أن تصل لدرجته؟ من يتجرأ أن يقصف المدنيين بالذخيرة الحية، ويطلق على شعبه القتلة المأجورين؟ لم نتحرر من الاستعمار. بل غرقنا في استعمار أعمق عندما باعنا الاستعمار الخارجي للاستعمار الداخلي، في صفقة من بلطجي أجنبي كان على الأقل ينافق للقيم الإنسانية، إلى بلطجي جاهل يستهزئ بالقيم الإنسانية.
هذه اللحظات التي نعيشها الآن هي لحظات الحرية التي طالما تاق إليها أبناء المنطقة. وكل الثورات من قبل كانت دوامات وشعارات نعيشها في حالات من (القابلية للإستعمار) كما عبر عنها ببلاغة المفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي. ويبدو أن فقدان المناعة أمام الاستبداد الداخلي والخارجي بدأ يزول. فالكريات البيضاء، السلامية، الرافعة للأعلام البيضاء بدأت تقوم بدورها، وبدأت التخلص من الجراثيم الفكرية التي شلت الجسد العربي لتحافظ على الدم الأحمر الجميل حتى لا يعود رخيصا يهرق على منابر النفاق والاستغلال وبيع الشعوب بالمزاد العلني.
والأعجب، بل الأجمل أننا نكتشف أن الجسد الذي كان قد قطّعه البلطجي الأجنبي، ثم دفنه البلطجي العربي، يعود إلى الحياة بكل أعضائه متواصلا متكاملا، إذا اشتكى منه عضو في القاهرة تداعى له سائر الجسد في ليبيا واليمن والبحرين بالسهر والحمى. ما يحدث في تونس يؤثر على القاهرة وما يحدث في القاهرة يؤثر على جيبوتي. ولا تظنوا أن سوريا لا تتنفس، مهما كمموها. لقد اكتشفنا أن الوحدة العربية لم تكن حلما أوخيالا، وإنما كانت حقيقة تعيش مختبئة في زوايا الوعي العربي، غائبة عن غباء الاستبداد. وها هي الوحدة العربية تخرج لنا حية من جديد. إنها لم تُقطّع، ولم تدفن. والأهم والأروع أن هذه الوحدة ليست وحدة شعارات لزعران يراهنون بالأمة على طاولات القمع. بل هي وحدة عضوية روحية عاطفية تناضل من أجل العدل الاجتماعي، والحريات المدنية، والرحلة نحو الديمقراطية ولتوقظ البشرية أيضا من غفلتها.
أمنا كانت جميلة، أمنا كانت رائعة، أمنا كانت حانية. ولكن الرجل البلطجي الذي تزوجته دمر حياتها وحياتنا، حتى قام الأولاد وقالوا كفى. شكرا لكم أيها الشباب والشابات، لأنكم أعدتم الكرامة للمواطن العربي والمواطنة العربية. وأعدتم الهيبة والقداسة لقيمة الفرد. صرنا نعرف أسماء شهدائنا، ووجوههم في ساحة التحرير، وتونس، ونتبادل أسماء سجنائنا ومعتلقي الرأي والضمير في سوريا. لقد عادت الهوية العربية إلى الفرد، لأن الشعب لا يحيا إلا بالأفراد، وإن الحكومات التي تسحق الفرد، بحجة توازنات إقليمية أو في سبيل مشروع وطني، فإنما تسحق نفسها، لأنه لا تعيش ولا تزدهر أمة إلا بكرامة أفرادها وحرياتهم.
كم هانت الأمة العربية في أيد البلطجية العرب، وأيدي البلطجية في الغرب. ولكننا لم ننتظر أحدا، لا الحكام، ولا رحمة الغرب، ولا بطلا من الماضي يأتي ديكتاتورا ليحررنا. إن الإنسان البسيط هو الذي يصنع اليوم هذه المعجزات. فطوبى للمساكين، طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الرب يُدعون. واللهم احشرني مع المساكين، وصانعي السلام وزارعي الرحمة.
اللهم ارحم شهداء لييبا، اللهم أعز أبناء الأمة العربية وبناتها، الذين قاموا ضد الأب القائد وكل شعاراته الفارغة وإرثه المزور. اللهم ارحم البوعزيزي، اللهم ارحم أبو القاسم الشابي، شاعر الشباب والذي مات في سن الشباب.
التعليقات
عودة الكرامة العربية
بشار -يقول المثل السوري: ما حدا بيغطي الشمس بغربال. نعم إن ضوء الحرية والديمقراطية يسطع على كل العالم ولن يستطيع لا القذافي ولا الأسد كما لم يستطع مبارك وبن علي من قبل حجبه. إن الحرية وإرادة الإختيار هي روح الله في الإنسان والطغاة يريدون أن لا تكون هناك إرادة غير إرادتهم ولا رأي ما خلا رأيهم. يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره. انتهى وقت الخوف انتهى وقت الظلمات العربية. إذا جاء نصر الله والفتح صار لها معنى مرة أخرى فهنيئا لكل الشباب العربي. مضى عصر الشرك والإشراك فليس هناك من قائد إلى الأبد وأجهزة الرعب والمخابرات إنما هي أصنام يهيئ لنا من سهرهم أنها تسعى ولكن الشباب العربي قد امتلك عصا موسى ويده البيضاء. لأول مرة منذ عقود نشعر بفخر أننا عرب أننا أبناء هذه الأمة فطوبى لنا ولكل ناشد للحرية. هذه لحظات مقدسة جليلة والحمد لله الذي صدقنا وعده
عودة الكرامة العربية
بشار -يقول المثل السوري: ما حدا بيغطي الشمس بغربال. نعم إن ضوء الحرية والديمقراطية يسطع على كل العالم ولن يستطيع لا القذافي ولا الأسد كما لم يستطع مبارك وبن علي من قبل حجبه. إن الحرية وإرادة الإختيار هي روح الله في الإنسان والطغاة يريدون أن لا تكون هناك إرادة غير إرادتهم ولا رأي ما خلا رأيهم. يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره. انتهى وقت الخوف انتهى وقت الظلمات العربية. إذا جاء نصر الله والفتح صار لها معنى مرة أخرى فهنيئا لكل الشباب العربي. مضى عصر الشرك والإشراك فليس هناك من قائد إلى الأبد وأجهزة الرعب والمخابرات إنما هي أصنام يهيئ لنا من سهرهم أنها تسعى ولكن الشباب العربي قد امتلك عصا موسى ويده البيضاء. لأول مرة منذ عقود نشعر بفخر أننا عرب أننا أبناء هذه الأمة فطوبى لنا ولكل ناشد للحرية. هذه لحظات مقدسة جليلة والحمد لله الذي صدقنا وعده
ديكتاتور الشام
حكمت -الابن الذي يسير على خطى أبيه الاب القائد سيأتيه الدور قريبا وسيسقط ديكتاتور الشام الذي يعتقد بأنه بمنأى عما يحدث لان الشعب يحبه .. هل يحب الشعب من يجلده ليل نهار؟
ديكتاتور الشام
حكمت -الابن الذي يسير على خطى أبيه الاب القائد سيأتيه الدور قريبا وسيسقط ديكتاتور الشام الذي يعتقد بأنه بمنأى عما يحدث لان الشعب يحبه .. هل يحب الشعب من يجلده ليل نهار؟
ديكتاتور المستقبل
سوري في كندا -إن التشبيه الذي استعملته عفراء جد بليغ حين شبهت الوطن والشعب بالأسرة المعانية من تسلط الزوج البلطجي، وفي كثير من حالات العنف الأسري فإن الطلاق هو النتيجة الحتميه ولكن للأسف ليس بالحل السحري، فالدراسات اثبتت أن الأطفال الذين عانو من العنف الأسري لفترات طويلة لايستطيعون التعامل بصورة طبيعية في حياتهم مع اقرانهم ، بل والأسوأ أنهم يصبحون أسوء عنفاً من أبوهم البلطجي ، أضف إلى ذلك أن المرأة المطلقة في ثقافتنا الشرقية تفقد قدرتها على الاختيار وتجد نفسها مجبورة على قبول أي رجل يتقدم لها. نصيحتي للشباب الذي عاش طوال حياته تحت الحكم الدكتاتوري وقرر أن يتمرد، إياك أن تنسى أنك مؤهل لأن تتحول لدكتاتور إذا أهملت أن تعالج نفسك، أو أن تتعامى عن الحقيقة وتصر على أنك محصن من الدكتاتوريه التي كانت جزءًا من حياتك اليوميه. كذلك، إياك أن تقبل بعروض الزواج التي ستنهال عليكم من بعض الجهات التي تدعي أن لديها الزوج المناسب لوالدتكم المتمثله بالوطن. لاتقبلوا بأن تستبدلوا أباكم البلطجي بواحد أخر ولو أظهر الوجه المبتسم والله الموفق.
ALAHRAR
AHRAR -MARCH 11 2011 IS COMING SOON TO SYRIA ALAHRAR IS COMING SOON
رعب نظام الاسد
سوري -قامت قوات الأمن السورية بتفريق مظاهرة سلمية خرجت تأييداً للثورة الليبية مساء الأربعاء أمام السفارة الليبية في دمشق، استجابة لدعوة عبر الفيس بوك، حيث جرى التعامل مع المعتصمين بعنف واستُخدِمت بحقهم ألفاظ نابية.ولم يسمح للمعتصمين الذين قدر عددهم بنحو 200؛ بالاقتراب من السفارة في منطقة أبو رمانة حيث فرضت قوات الأمن طوقاً مشدداً حولها، فتجمع المعتصمون في حديقة المدفع القريبة وأخذوا يطلقون هتافات ضد الزعيم الليبي معمر القذافي وأخرى منادية بحرية الشعوب العربية، ثم تحرك المعتصمون باتجاه السفارة وهم يرددون النشيد الوطني السوري، فقام عدد من الضباط بمطالبتهم بمغادرة المكان. ومع رفض المعتصمين الذين بدؤوا بإطلاق هتافات ;خاين اللي بيضرب شعبو; انهالت العصي والشتائم عليهم.وقال الشهود إن عناصر الأمن بدأوا بالتعدي بالشتم بألفاظ بشعة، قبل استخدام العصي والهراوات لتفريق المعتصمين. وأكد الشهود أن العنف لم يستثن النساء والفتيات. بعد ذلك قامت مجموعات تدعي أنها قوات أمن ترتدي اللباس المدني باعتقال ما يزيد عن عشرة أشخاص من المتظاهرين، قال شهود إنهم 13 شخصاً ممن لم يتمكنوا من الفرار من المكان. وقد تم إطلاق سراح المعتقلين بعد أن تم أخذهم إلى الأمن السياسي، دون التأكد مما إذا كان جميع المعتقلين قد أطلق سراحهم بالفعل.وفيما يدل على قلق النظام من تكرار التجارب في تونس ومصر وليبيا، قال احد ضباط الأمن للمتظاهرين صراحة: ;هلق أنتو محتجين ضد معمر؟ كمان غرتوا من التوانسة والمصريين... العمى (..) شو عر(..). ما شفتوا شو حل بهديك البلاد؟;.وقال أحد المشاركين في الاعتصام: ;شعرت بالإهانة لأني سوري، ضربونا وقالوا لنا عر(..) وقد ساءنا جدا أن يقولوا للبنات عاهرات; وقد كان احد الضباط يصرخ على احدى المتظاهرات ;العاهرة المحجبة التي تنادي بالحرية وينها؟;.وقد عرف من المعتقلين اليوم كل من: جوان ايو، رودي ايو، محمد زرزور، اياس مقداد، عمرو كوكش، ابراهيم المر، مثنى حمزاوي، غسان زكريا، عروة مقداد، طه محمد;.وكانت مظاهرة سلمية شارك فيها نحو 150 شخصا قد نظمت أمام السفارة الليبية مساء الثلاثاء وانتهت دون مشكلات، باستثناء محاولة النظام حصر المتظاهرين بمكان ضيق وحجبهم عن الناس باستعمال شاحنات كبيرة فشلت بتحقيق غرضها.