أصداء

تساقط الديكتاتوريات في شمال إفريقيا.. الدور على من؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

روح البوعزيزي التي انطلقت من جنوب تونس حصدت ثلاثة أنظمة ديكتاتورية. جميع هذه الأنظمة حكَمَ في دول شمال إفريقيا. بدأ الحصاد في تونس. عرّج على مصر ثم عاد إلى ليبيا. من الحدود الليبية المصرية تساقطت البلدات والقرى كالدومينو وعادت إلى حكم الشعب. هي مسألة وقت فقط، قبل أن ينتهي حكم البهلوان.

روح البوعزيزي الثائرة، تبدو وكأنها إعصار مُدمّر لا يُبقي ولا يذر. إلى أين يتجه الإعصار الآن؟ الجزائر أو المغرب؟ اليمن أو البحرين؟ لا أحد يدري! لكن الأكيد أنه لن يهدأ قبل أن يدمر تلك الديكتاتوريات القروسطيّة.

بدأت الأنظمة في اتخاذ إجراءات وقائية لتجنبه. أطلقتْ وعودا سخية بإغداق المليارات على مشاريع الشباب. وعلى المستشفيات والخدمات. بل وعدت بتقديم القروض دون فوائد وبتوزيع أراضي الفلاحة مجانا.

الجواب جاء من أحد الشبان الذين فروا من هول المجازر في الدار البيضاء الليبية إلى القاهرة: ( نحن لا نطلب سوى الحياة الكريمة). التقط الرئيس أوباما هذا المطلب، وردده في خطابه: ( الشعب الليبي يريد أن يعيش مثل البشر). كيف يريد أن يعيش البشر؟ في كنف الحرية والكرامة... إنها معادلة بسيطة لكنها عصيّة على فهم الأنظمة المُتعفّنة في منطقتنا.

في الجزائر، تحتفل صحف البلاط التي تكنز مليارات الشعب من الخزينة العامة: (سقوط فرعون مصر، عرش طاغية ليبيا يتزعزع) عناوين مثيرة ومُدغدغة للمشاعر. في اليوم التالي يخرج صحافيوها للتظاهر أمام سفارة ليبيا بالعاصمة الجزائرية. يقولون إنهم يتظاهرون من أجل كرامة الشعب الليبي!

ماذا عن الكرامة المفقودة التي أخرجت آلاف الشبان والشابات من السواحل الجزائرية نحو المجهول على متن قوارب هشّة. إذا كان البوعزيزي الشاب الوحيد الذي أحرق نفسه في تونس، فإن عدد الجزائريين الذين كرروا التجربة قد وصل إلى أربعة عشر. نفس الصحافة التي تتحدث عن عائلة الطرابلسي والسرقات والتجاوزات تُغطي على سرقات النظام الجزائري وانتهاكاته لحقوق الإنسان.

تكرّم المذعورون الملتصقون بالكراسي برفع حال الطوارئ، فأسالوا دماء طلبة الجامعات الذين تظاهروا سلميا أمام وزارة التعليم العالي. وأرسلوا البلطجية إلى ساحة الأول من مايو لضرب المتظاهرين وشتم المتظاهرات. في أروقة وزارة المالية، يصطف ضباط الشرطة وفي أيديهم طلبات لتمويل صفقات استيراد الغاز المُسيل للدموع وعتاد قمع الشعب، هكذا يقول موظفٌ في الوزارة وصل لتوه إلى أوروبا.

كانت أبواق النظام تردّد مقولة، إن الجزائر ليست تونس. ثم ليست مصر. والآن الجزائر ليست ليبيا. وقريبا ستتحدث عن الجرذان ومتعاطي الحبوب وعملاء الخارج. نفس السيناريو يتكرر منذ بداية العام ولا أحد يتعظ. إنه التورّط والتوريط.

قوة الانتفاضات الأخيرة تكمن في قوة الفكرة، لو لم تكن فكرة الاحتجاج والرفض قوية لما استطاعت المعارضة ولا الشبكات الاجتماعية في الانترنت أن تحرك هذه الملايين. هذه الفكرة أصبحت أكثر صلابة وقوة في أذهان الشباب الجزائري وهو يتابع لأيام كيف أصبح صوت الشباب قويا في إعلام ما بعد بن علي ومبارك والقذافي. شبابٌ كسر حاجز الخوف وبدأ يحدد مستقبله بيده. وبالمقابل اكتشف هشاشة الأنظمة التي تحكمه وأنها مجرد عصابات لا يهمها من شيء سوى السلطة والنهب ولو على حساب جماجم شعوبها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كوردستان
اربيل -

في كوردستان العراق ، على مسعود البارزاني

لمن الدور
نصر _الاردن -

الدور على اليمن كما تشير الحقائق

منافق
جزائري عربي كاره للم -

فإننا في الجزائر، نظاميون ومعارضون، ليبيراليون وإسلاميون، عرب وأمازيغ، مثقفون وبسطاء، شباب وشيوخا، نساء وأطفالا، كلنا جنود في خدمة رئيس الجمهورية ومصالح الدولة الجزائرية التي مات من أجلها الشهداء. ولا نحتاج إلى طائرات الجيش الجزائري المجاهد للقدوم إلى أم درمان، بل سنأتي إليها مشيا على الأقدام. ,,,,,,,,,,,,,