الساعة صفر بالتوقيت الشعبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عندما تفقد الشعوب الأمل تبدأ بالعمل. فطالما كان هناك بصيصٌ من الأمل حتى لو كان كاذباً، تستكين الشعوب له و تربط حياتها به، و تظل تدور حول محـورٍ هو مزيجٌ من ألفاظ الترجي من لعل و عسى إلى شقيقاتهما من كلمات التخدير التي يحتويها معجم الخـوف.
ولكن عندما يُحكِم الحاكم حصاره على شعبه و يحصي عليه أنفاسه و يسلبه كل شئ حتى هذا الأمل الكاذب فلا بد أن يستيقظ الشعب يوماً من الحلم، و يخرج من القمقم، و من ثم يستحيل إعادته إليه ثانيةً.
لقد دقت ساعة الصفر في حياة الشعوب عندما توافرت لها الفرصة للتزود ببضاعة غير تلك التي روج لها الحكام طويلاً و باعوها رغم كسادها، فإكتشفوا أخيراً وعبر الإنترنت و شركاه وأبناءه، وبالمقارنة، كم كانت بضاعة الحكام فاسدة منتهية الصلاحية، و لم تكن جديرةً بعقلٍ أو معـدة.
و كان الحكام قد إستمروا يبيعون شعوبهم معسول الكلام طوال العقود الماضية، فكانوا يقدمون أروع نشرات الأخبار وأكثرها بلاغةً، و كانوا يرتدون الثياب العصرية و يكثرون من إستقبال الضيوف وخاصة الأجانب منهم للتدليل على مجاراتهم لروح العصر و إنتمائهم له، و كانوا يعقدون معهم اللقاءات على أعلى المستويات ويوقعون أفضل الإتفاقيات، ولكن لم يكن وضع الشعب يتغير قيد أنملة إلا نحو الأسوأ، كان المطلوب من الشعب أن يصدق أن طاحونة الحكومة تعزف أعذب السمفونيات، ولكنها في الحقيقة لم تكن تطحن إلا لنفسها، وكانت أكياس الطحين تكدس في بنوك الحكام، في الوقت الذي لم يصب الشعب من الطيّب سوى الصداع و الجعجعة التي كانت بدورها توزع عليهم بإعتبارهم رعايا وليس مواطنين.
اليوم دقت ساعة الحقيقة، و عندما ينظر المرء إلى حكام اليوم ينتابه شعورٌ بأنهم كانوا غافلين عما حولهم، يغطون في نومٍ عميق. يشعر المرء بأنهم قد أصيبوا بمرض خبيث باغتهم و تلبسهم و لم يترك لهم فرصة لتحضير عقاقيرهم و تعويذاتهم، فلا يستطيعون منه شفاءً. فجُـل هؤلاء من عاش عمره يعتقد بأنه العمود الفقري للدولة وعقلها المدبر لابل روحها الذي لا حياة لها بدونه، وفجأة ينظر في مرآة الشعب التي صنعها بضعة شبان فيكتشف زيف ذلك كله، فيصاب بإضطرابات و يبدأ بسلسلة متأخرة من عمليات التجميل و الترقيع و التنازلات المذلة لإنقاذ نفسه، لكنها كلها تنتهي برحيله.
لم يعد بالإمكان إيقاف قطار التغيير في العالم العربي و ما يحيط به، وفي البلدان التي لم يصلها بعد، يتجنب الحاكم النظر في عين شعبه كيلا يرى ما يرعبه، فكلما تكرر الدرس في غير مكان كلما كانت إعادته أسهل وأقل كلفـةٍ.
لم يعد ممكناً وقف عقارب الساعة، فكيف بإعادتها إلى الوراء، إنه الشباب، لقد أصبح يطير كالفراشة و يلسع كالنحلة.
محامي سوري مقيم في ألمانيا
jelebi@hotmail.de
التعليقات
ما في امل
مفلح -فعلا الشعوب فقدت الامل ولم يبقى لها الا الاعتراف بالواقع والخروج لمواجهة الظلم اختصرت واجدت واحسنت
طبيب عيون
سامي الاحمد -اول واحد يتجنب النظر في عيون شعبه هو ذلك الذي يقولون عنه طبيب عيون وذلك لكي لا يرى جرائم نظامه و بالتالي نهاية هذه الجرائم
آل جلبي
قارئ -شكراً لجميع آل جلبي الذين يكتبون في ايلاف والله رفعتو راسنا حاليا وليخرج الجميع عن صمته فاوله لا يوجد امل مع النظام السوري و هو لا يصلح الا لرحيل
آل جلبي
قارئ -شكراً لجميع آل جلبي الذين يكتبون في ايلاف والله رفعتو راسنا حاليا وليخرج الجميع عن صمته فاوله لا يوجد امل مع النظام السوري و هو لا يصلح الا لرحيل
زمن المزايدات
ديار سليمان -احكي عن الوضع في كردستان العراق وقتل اسيادك الزبانية هناك للناس. كلام فضفاض عن الشعوب والحكام يمكن ان يكتبه اي انسان. وبعدين شو هاي قصة محامي سوري؟ وين صفة الكردي؟ مفكر تقفز على شي منصب لو صار تغيير في سوريا مو؟ بضاعتك كاسدة ياصاحب الاسم المستعار ووزنك صفر في سوق السياسة. وعلى فكرة زعيمك ع.ب في سوريا عضو في نقابة الاطباء والنقابة تابعة لحزب البعث ياشطور.
إهانة الشعوب
Khalid seenu -النظام السوري مبني على القمع والفساد وإهانة وتجويع المواطن السوري. هذا النظام غير قابل للإصلاح فهو كسن منخور ولا مجال لإصلاحه من قبل أفضل طبيب أسنان ناهيك عن طبيب عيون ممرضاته خمسة وأسمائهن أمن عسكري. أمن دولة. امن سياسي . أمن جوي. أمن بحري والمصيبة الأكبر ان تلك الممرضات فتحن فروع في كل مدينة وبلدة سورية لا للمعالجة وإنما للنهب وإهانة وقمع المواطن من اقصى الشمال إلى أقصى الجنوب,
إهانة الشعوب
Khalid seenu -النظام السوري مبني على القمع والفساد وإهانة وتجويع المواطن السوري. هذا النظام غير قابل للإصلاح فهو كسن منخور ولا مجال لإصلاحه من قبل أفضل طبيب أسنان ناهيك عن طبيب عيون ممرضاته خمسة وأسمائهن أمن عسكري. أمن دولة. امن سياسي . أمن جوي. أمن بحري والمصيبة الأكبر ان تلك الممرضات فتحن فروع في كل مدينة وبلدة سورية لا للمعالجة وإنما للنهب وإهانة وقمع المواطن من اقصى الشمال إلى أقصى الجنوب,