فضاء الرأي

الانموذج التركي في تونس ومصر لصالحهما وصالح المنطقة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

1 :
استنساخ الانظمة السياسية عملية مشكوك في صحتها واصالتها، ولكن هذا لا ينفي امكان الاستفادة المستوردة، بشرط مراعاة الخصائص الثقافية والاجتماعية والبيئية، وحسب بعض المدارس التي تهتم بالقضية الديمقراطية في العالم، أن الديمقراطية لا تُصدَّر ولكن يمكن أن تُستورَد، شريطة المقترب السابق، وبالتالي، الحديث عن التجربة التركية كنموذج في بعض بلدان الشرق الاوسط لا يعني الاستنساخ الحرفي، بقدر ما يعني الا ستفا دة من جوهر التجربة وروحها الحية، الاستيراد بشرط مراعاة الخصائص بكل ما تعنيه هذه المعادلة من موضوعية وعقلانية وعلمية.
النموذج التركي لا يصلح على سبيل المثال في السعودية أو اليمن او الكويت، ولكن لا يبعد إمكانه بشكل عام في بعض بلدان الشرق الاوسط، وفي مقدمتها مصر وتونس.
ولكن ما هو جوهر الانموذج التركي؟
من الصعب الاجابة المفصلة بل وحتى الملخَّصة جدا عن هذا السؤال، ولكن كما هو مشاع، انَّه الانموذج المستخلص من قيم اسلامية وقومية وغربية بحماية ورعاية العسكر، الاسلام في الانموذج التركي ليس حاكما ولكنه قوة فاعلة ومؤثرة في الاجتماع التركي، وبرعاية الدولة وحمايتها، والديمقراطية في الانموذج التركي مفتوحة لكل الاتجاهات وليست حكرا على اتجاه سياسي محدد، السياسة الخارجية في الانموذج التركي واقعية ولكن بلحاظ مستحقات الجغرافية القريبة، وموروث التا ريخ، ودور القيم الروحية، الحريات في الانموذج التركي تكاد تكون مفتوحة ولكن بضوابط مرنة من داخل الاجتماع التركي، حقا، أنّه انموذج غريب، ولكنه يمضي في طريقه قويا.

2 :
هل يمكن تعميم مثل هذه التجربة الحية؟
استطيع القول أن تونس على سبيل المثال يمكن أن تتحول الى مصداق لمثل هذا التعميم، فالمجتمع التونسي قريب على أوربا جغرافيا وثقافيا في إطار انتماء روحي حي نشط للاسلام، وتونس سبق أنْ مارست تجربة ديمقراطية في حدود نسبية، والحركة النقابية في تونس تملك تاريخا عريقا، وقضية حقوق الانسان كان لها موقع في الخطاب التونسي قبل عشرات السنين، وهناك معالم طبقة وسطى واضحة في هيكلية هذا المجمتع، ثم هناك تيارات فكرية متعددة في تضاعيف المجتمع التونسي، ورغبة ملحة في أنموذج ديمقراطي جديد، ولم يُعرف عن جامعة الزيتونة الاسلامية التطرف والغلو بل با لعكس اتسمت مدرسة الزيتونة بالاعتدال والاصلاح الاجتماعي والفكري، وانتاج بن عاشور العالم التونسي المعروف دليل واضح على ذلك،من جهة أخرى برهن العسكر التونسي على موقف متحضر تجاه التحرك الشعبي الاخير الذي اطاح بزين العابدين بن علي، اعلن حمايته الثورة، وتعهد في ذات الوقت بنقل السلطة بآليات مدنية ديمقراطية الى المجتمع الاهلي، ولا ننسى أن العسكر التونسي ليس بعيدا عن روح الثقافة الغربية خاصة الفرنسية منها، وبا لتالي، ما الذي يمنع من تكرار روح التجربة التركية هنا، اي في تونس؟
مصر هي الاخرى ليست بعيدة عن هذه الامكانية، فالشباب يشكلون النسبة الاكبر فيه، وهناك تيارات فكرية متعددة الهويات والتطلعات، والتحرك الاخير اثبت أن الجميع يهدفون التغيير، ولم تبرز أي معالم تؤكد أديولجية هذا التحرك، بل هو تحرك شعبي عام، يطالب بالحرية والديمقراطية والحقوق المدنية، والازهر معروف بشكل عام باعتداله الديني، ومجانبته للتطرف والتشدد، وله دور واضح في الحفاظ على السلام الاهلي والوحدة الوطنية المصرية، والجيش المصري كان له دور مشرف في الحفاظ على هيبة الشارع ومشروعيته، وبادر الى الإعلان عن انحيازه لهذه المطالب، ووصفها بالمشروعة، ولا ننسى أن العسكر المصري ليس بعيدا عن مفهوم التغيير، فسبق وأن مارس هذا الدور بازاحته للنظام الملكي، وطرح مشروع الميثاق الذي كان في وقته انجازا فكريا متقدما، وللجيش المصري منزلة روحية في ضمير المواطن المصري، وقد اعلن العسكر بكل وضوح عن نيته بتسليم السلطة مدنيا وعبر آليات ديمقراطية الى المجتمع الاهلي، بما يضمن سلامة الوطن ووحدة الشعب وتكريس حقوق الانسان وترسيخ الديمقراطية...

3 :
لا أقول أن المواصفات متطابقة بين ظروف التجربة التركية وممكنات الاستفادة منها في مصر وتونس، بل أدعي أن هناك بعض المواصفات في هذا المجال، وهي مواصفات مشجعة ومثيرة للرغبة الحية لدى شعوب الشرق الاوسط، وليس من شك أن مثل هذه التجربة تساهم مسا همة كبيرة ليس في امن المجتمعات الخاصة بها، بل في امن المنطقة كلها، لانها تجربة تكثر من فرص التعاون النشط والمفيد بين الشرق الاوسط والعالم الغربي، كما أنها تبعد المنطقة من محنة الصراع الاقليمي الحاد وتُغلِّب منطق التنافس الاقتصادي والسياسي والثقافي على منطق الانقلابات والتدخل بالشؤون الداخلية، وتفتح فرص التعاون المثمر بين الانظمة، وتدخل عنصر جديد في بنية النظام الاقليمي، عنصر متعقل وموضوعي في التعامل مع مشاكل المنطقة والعالم.
انظمة ديمقراطية وأنْ محمية من قبل العسكر متجاورة تصب في صالح المنطقة، فهل يتحرك مثقفو الشرق الاوسط لتكريس هذا المشروع في طروحاتهم السياسية والفكرية عبر تعاون كوني فعال؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مهزلة
الدكتور معاوية -

يمتاز الشيعة عن سواهم من البشر بقراءة التاريخ بشكل غريب ومضحك, مثلا يدعون ان لو كانت الخلافة لعلي لكان العدل قد استشرى في البلاد كالنار في الهشيم متناسين ان علي تمكن من الحكم في العراق دون ان ينجز الكثير كما ان حجة ان الكثير كانوا يناصبونه العداء هي حجة واهية فمن غير المعقول توفير دولة وشعب وحكم لعلي ومن غير خصوم!! فلا توجد ظروف سياسية بهذا الشكل. وحسب ادعاء الولي الفقية خامنئي دام طوله وعرضه بكون ايران اسلامية حتى النخاع نرى الظلم الاجتماعي والفساد والاحتكار السياسي واقصاء المعارضين والفقر الخ من المشاكل تضرب باطنابها بطول وعرض ايران الاسلامية المحكومة وفق نظام امامة علي وولدة واحفاده حسب ادعائهم فلم يقدموا اي نموذج مشرق كدولة (كافرة) كالدنمارك التي ينعدم فيها الفقر والظلم رغم معيشتهم على انتاج الجبن والحليب!!استيقظوا يا شيعة فتجارة حوزاتكم وقياداتكم السياسية اصبحت كاسدة وبلا منطق

مهزلة
الدكتور معاوية -

يمتاز الشيعة عن سواهم من البشر بقراءة التاريخ بشكل غريب ومضحك, مثلا يدعون ان لو كانت الخلافة لعلي لكان العدل قد استشرى في البلاد كالنار في الهشيم متناسين ان علي تمكن من الحكم في العراق دون ان ينجز الكثير كما ان حجة ان الكثير كانوا يناصبونه العداء هي حجة واهية فمن غير المعقول توفير دولة وشعب وحكم لعلي ومن غير خصوم!! فلا توجد ظروف سياسية بهذا الشكل. وحسب ادعاء الولي الفقية خامنئي دام طوله وعرضه بكون ايران اسلامية حتى النخاع نرى الظلم الاجتماعي والفساد والاحتكار السياسي واقصاء المعارضين والفقر الخ من المشاكل تضرب باطنابها بطول وعرض ايران الاسلامية المحكومة وفق نظام امامة علي وولدة واحفاده حسب ادعائهم فلم يقدموا اي نموذج مشرق كدولة (كافرة) كالدنمارك التي ينعدم فيها الفقر والظلم رغم معيشتهم على انتاج الجبن والحليب!!استيقظوا يا شيعة فتجارة حوزاتكم وقياداتكم السياسية اصبحت كاسدة وبلا منطق

لنمودج الا فغانی
Rizgar -

ألنمودج الا فغانی احسن الف مره من النمودج الترکی ,. لاافهم غرام العرب بتركيا؟ تركيا ليست ديموقراطية لامن بعيد ولامن قريب. تركيا حتى هذه اللحظة ترفض بوجود قومية اخرى بجانب الترك في تلك الدولة. اين هو صوت العربي في تركيا هم بالملايين؟ اين هم االاز والشركس والكورد كل منهمشون بطريقة رهيبة. تركيا والديموقراطية كلمتان متضادتان وهما في اتجاهان معاكسان. تركيا غارقة في العنصرية. قال اردوغان في الشهر الماضي تركيا شعب واحد ولغة واحدة وكل الدنيا تعرف هذا الكلام بعيد عن الحقيقة فهناك عدة شعوب في تلك الدولة والترك هم اقلية فيها فنسبتهم لا تتجاوز 6% ولكنهم اذابوا شعوبا كثيرا وتم تتريكهم حتى اصبح الناطقين بالتركية هم الاغلبية

لنمودج الا فغانی
Rizgar -

ألنمودج الا فغانی احسن الف مره من النمودج الترکی ,. لاافهم غرام العرب بتركيا؟ تركيا ليست ديموقراطية لامن بعيد ولامن قريب. تركيا حتى هذه اللحظة ترفض بوجود قومية اخرى بجانب الترك في تلك الدولة. اين هو صوت العربي في تركيا هم بالملايين؟ اين هم االاز والشركس والكورد كل منهمشون بطريقة رهيبة. تركيا والديموقراطية كلمتان متضادتان وهما في اتجاهان معاكسان. تركيا غارقة في العنصرية. قال اردوغان في الشهر الماضي تركيا شعب واحد ولغة واحدة وكل الدنيا تعرف هذا الكلام بعيد عن الحقيقة فهناك عدة شعوب في تلك الدولة والترك هم اقلية فيها فنسبتهم لا تتجاوز 6% ولكنهم اذابوا شعوبا كثيرا وتم تتريكهم حتى اصبح الناطقين بالتركية هم الاغلبية

وتريد إن تقلد هذه ا
هولير -

السيد شابندر أنت تكتب علي تركيا بطول وعرض وانا متأكد أنك لم تقابل الشعب التركي إلا في المطاعم والفنادق في إسطنبول أو مناطق السياحية وهذا لا يمثل شعب التركي بل يمثل الطبقة المرتشية من الشعب أو خداميها حيث 95 % من الشعب التركي يركض ليللا و نهارا من أجل لقمة العيش و 60 % لا يلقي إلا بصعوبة قصوي هذا في الجزء الغربي والحال أسواء في الجزء الشرقي المظلوم من الأكراد والعرب واصحاب الحقيقين لدولة تركيا من الأثور والآرمن حيث أبيدوا من بكرة أبيهم بائيدي العثمانين وقائدهم العسكري آنذاك أتاتورك حيث يعبده الأتراك بعد رب العالمين ويحكم وهو في القبر واول قائد إسلامي إعترف بدولة اسرائيل وعندما تتكلم عن اردوغان فهو طرطور لا غيرها يوميا يأتيها أوامر وخطط من جنرالات الآتاترك المرطبطين بروابط فولاذية بأسرائيل وانت السيد شابندر تريد أن تقلد النظام التركي الفاسد شبيه بنظام الدجال بشار أسد حيث يزداد عدد بيوت الدعارة بشكل يومي حيث عددها أصبح أكثر من عدد مدارس الأطفال في دمشق وتريد إن تقلد هذه التجارب الفاسدة في دولتي الحريات والكرامة تونس الشابي ومصر الزغلول وثورة الشباب المصري ضد الدكتاتورية والقومجيية الناصرية العفلقية العفنة دعهم وشأنهم ليروا مصيرهم المشرق نموذج ماليزيا الأسلامية المتنوعة العرق حيث ينافس إقتصاد أوروبا ونحو الأفضل حيث يحسدها اليهود والمسيح سوية هولير

وتريد إن تقلد هذه ا
هولير -

السيد شابندر أنت تكتب علي تركيا بطول وعرض وانا متأكد أنك لم تقابل الشعب التركي إلا في المطاعم والفنادق في إسطنبول أو مناطق السياحية وهذا لا يمثل شعب التركي بل يمثل الطبقة المرتشية من الشعب أو خداميها حيث 95 % من الشعب التركي يركض ليللا و نهارا من أجل لقمة العيش و 60 % لا يلقي إلا بصعوبة قصوي هذا في الجزء الغربي والحال أسواء في الجزء الشرقي المظلوم من الأكراد والعرب واصحاب الحقيقين لدولة تركيا من الأثور والآرمن حيث أبيدوا من بكرة أبيهم بائيدي العثمانين وقائدهم العسكري آنذاك أتاتورك حيث يعبده الأتراك بعد رب العالمين ويحكم وهو في القبر واول قائد إسلامي إعترف بدولة اسرائيل وعندما تتكلم عن اردوغان فهو طرطور لا غيرها يوميا يأتيها أوامر وخطط من جنرالات الآتاترك المرطبطين بروابط فولاذية بأسرائيل وانت السيد شابندر تريد أن تقلد النظام التركي الفاسد شبيه بنظام الدجال بشار أسد حيث يزداد عدد بيوت الدعارة بشكل يومي حيث عددها أصبح أكثر من عدد مدارس الأطفال في دمشق وتريد إن تقلد هذه التجارب الفاسدة في دولتي الحريات والكرامة تونس الشابي ومصر الزغلول وثورة الشباب المصري ضد الدكتاتورية والقومجيية الناصرية العفلقية العفنة دعهم وشأنهم ليروا مصيرهم المشرق نموذج ماليزيا الأسلامية المتنوعة العرق حيث ينافس إقتصاد أوروبا ونحو الأفضل حيث يحسدها اليهود والمسيح سوية هولير

فكرة جميلة
سمسم لناصري -

فكرة جميلة نستعين بالتجارب الاخرى ولست ادري اي شي اغاض المعلق لاول والثالث ، مادامت هي مجرد فكرة وليس حرفيا ، هل كل ما في التجربة التركية غبي ومظلم ؟ ومصر حقا يمكن ان تستفيد من التجربة التركية ، بل هناك مصريون يدعون الى ذلك بما في ذلك االاخوان المسلمون ، يجب ان نستفيد من كل تجربة والدعوة الى الاستفادة من تجربة ماليزيا ايضا فكرة جميلة ، المشكلة اننا اما اسود او ابيض ، وهذا خطا ، الكاتب طرح فكرة الاستعارة الاستيرا د ولم يطرح فكرة التقليد

فكرة جميلة
سمسم لناصري -

فكرة جميلة نستعين بالتجارب الاخرى ولست ادري اي شي اغاض المعلق لاول والثالث ، مادامت هي مجرد فكرة وليس حرفيا ، هل كل ما في التجربة التركية غبي ومظلم ؟ ومصر حقا يمكن ان تستفيد من التجربة التركية ، بل هناك مصريون يدعون الى ذلك بما في ذلك االاخوان المسلمون ، يجب ان نستفيد من كل تجربة والدعوة الى الاستفادة من تجربة ماليزيا ايضا فكرة جميلة ، المشكلة اننا اما اسود او ابيض ، وهذا خطا ، الكاتب طرح فكرة الاستعارة الاستيرا د ولم يطرح فكرة التقليد

كرامة البشر.
كرامة البشر. -

تركيا لم ولن تصبح ضد الغرب على امل الدخول الى ناديه. اما بعض الاشارات من هنا وهناك بان لها خيارات اخرى غير الاتحاد الاوروبي ما هي الا محاولة خلخلة الموقف الاوروبي الصارم بعدم السماح لتركيا الدخول الى هذا النادي المتحضر. تركيا بعيدة عن مبادىء كوبنهاغن ولسوف تبقى طويلا اما باب الحضارة والتمدن وحقوق الانسان وكرامة البشر.

كرامة البشر.
كرامة البشر. -

تركيا لم ولن تصبح ضد الغرب على امل الدخول الى ناديه. اما بعض الاشارات من هنا وهناك بان لها خيارات اخرى غير الاتحاد الاوروبي ما هي الا محاولة خلخلة الموقف الاوروبي الصارم بعدم السماح لتركيا الدخول الى هذا النادي المتحضر. تركيا بعيدة عن مبادىء كوبنهاغن ولسوف تبقى طويلا اما باب الحضارة والتمدن وحقوق الانسان وكرامة البشر.

الى سمسم الناصري 4
الدكتور معاوية -

ممكن اسالك يا عزيزي الناصري ., في العراق لايمكن ان نستعير اي فكرة فلدينا الكارثة والخراب الابدي الحوزات ناطقة وصامتة وزاحفة ولاطمة الخ هل ترى بوجود مصيبة اكبر منها وشتحطلها وتطيب وشلون تصلح الوضع؟ فكر 20 سنة ورجع لي خبر!

الى سمسم الناصري 4
الدكتور معاوية -

ممكن اسالك يا عزيزي الناصري ., في العراق لايمكن ان نستعير اي فكرة فلدينا الكارثة والخراب الابدي الحوزات ناطقة وصامتة وزاحفة ولاطمة الخ هل ترى بوجود مصيبة اكبر منها وشتحطلها وتطيب وشلون تصلح الوضع؟ فكر 20 سنة ورجع لي خبر!