فضاء الرأي

انطلاقا من تحليلات علي عبد الله صالح: هل نتقدم بالشكر لأمريكا وإسرائيل؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عجيب وغريب ومدعاة للضحك والفكاهة المبكية أمر الطغاة العرب. فهم لا يتمتعون بأدني درجات الذكاء، لأنّ أغلبهم مجرد عسكريين برتبة ملازم مثل صاحب مدرسة (زنقة.. زنقة) معمر بن منيار القذافي. ومن المعروف في كافة الأقطار العربية، أنّه لا يتوجه للكليات العسكرية إلا ممن لم يحصلوا على معدلات عالية في امتحان الثانوية العامة تؤهلهم للدخول في كليات علمية وأدبية. وإلا هل هؤلاء الطغاة أذكى وأكثر حضارة من كافة الرؤساء الأوربيين والأمريكيين الذين لا يمكثون في السلطة أكثر من دورتين مجموعها ثمانية سنوات، وكثيرون منهم لم يبق سوى أربع سنوات، إلا جهلة الطغاة العرب، وإليكم نماذج من هذه القائمة:
جمال عبد الناصر، بقي في السلطة منذ انقلاب 1952 حتى وفاته عام 1971، أي أنه لولا عزرائيل ملك الموت لبقيّ في السلطة حتى اليوم، وكان أول عمل قام به هو الغدر برفيقه محمد نجيب فنحّاه وفرض عليه إقامة جبرية أقرب للسجن المؤبد.
أنور السادات، بقي في السلطة بعد عبد الناصر منذ عام 1971 حتى يوم المنصّة المشهور في أكتوبر 1981.
محمد حسني مبارك، بقي في السلطة من أكتوبر 1981 حتى يناير 2011 أي لمدة ثلاثين عاما، إلى أن اقتلعه شباب الغضب المصري، وإلا لبقي حتى الممات ومن قبله توريث ابنه جمال (يا جمال العيد، بدلا من عيد مبارك).
حافظ الأسد، بقي في السلطة من عام 1970 حتى عام 2000، عندما لبّى دعوة عزرائيل ملك الموت، وسبق هذه الدعوة بتوريث نجله بشار، الذي ما زال حتى اليوم في انتظار عزرائيل أو ثورة غضب الشعب السوري.
علي عبد الله صالح، الرئيس اليمني في السلطة منذ عام 1978 أي قبل ثلاثة وثلاثين عاما، وما يزال حتى يتمكن الشعب اليمني من اقتلاعه القريب. ولا يضاهيه في هذا السجل سوى الرئيس الأخضر اللاجماهيري (زنقة.. زنقة) معمر بن منيار القذافي. وضمن نفس سياق بشير السودان، بشرّه الشعب السوداني بثورة تطيح به.

تحليلات الجهل لدى علي عبد الله صالح
هذا الرئيس الفلته كما يقول المصريون، يرى في تحليله العبقري أنّ هذه الانتفاضات الشعبية ضده وضد باقي الطغاة العرب (من تونس إلى سلطنة عمان.. تدار من تل أبيب وتحت إشراف واشنطن). ماذا يعني هذا التحليل الجاهل؟. لا معنى لذلك إلا أنّ هذه الملايين المنتفضة ضده وضد باقي الطغاة العرب مجرد عملاء لإسرائيل وأمريكا، تحركهم بالريمونت كونترول كما تريد، وهل هذا يعني أنّ من مصلحة إسرائيل وأمريكا الإطاحة بالطغاة العرب؟.

إذن شكرا لإمريكا وإسرائيل
لو صحّ تحليل هذا الطاغية اليمني لوجب علينا كعرب أن نتقدم بالشكر الجزيل لأمريكا وإسرائيل، لأنها تساعدنا في التخلص من هؤلاء الطغاة الذين أذاقونا الظلم والبطش والفساد الذي لا مثيل له.

مفارقة أمريكية ملفتة
هذه المفارقة تكمن في أننا الشعوب العربية، كنّا نتهم أمريكا بأنها هي التي تدعم بقاء المستبدين والطغاة المفسدين العرب، بينما يأتي هؤلاء المستبدون ومنهم علي عبد الله صالح ومعمر زنقة زنقة القذافي، فيتهمون أمريكا بأنها هي من وراء هذه الثورات ضدهم؟ فأين الحقيقة والمنطق ؟. أرى أنّ كل دولة تبحث عن مصالحها، وتبني علاقاتها بناءا على ذلك، فطالما نحن كشعوب عربية كنّا نصفق لهؤلاء الطغاة (بالروح بالدم نفديك يا...)، فالولايات المتحدة ليس مطلوبا منها أن تكون حريصة على ديمقراطية الشعوب العربية أكثر من هذه الشعوب نفسها التي تصفق لهولاء الطغاة، وتفديهم بالروح وبالدم. ولكن عندما انتفضت هذه الشعوب على طغاتها، وجدنا الشقيقة الكبرى ماما أمريكا تقف مع هذه الشعوب، وتطالب الطغاة بالرحيل من زين الهاربين بن علي إلى حسني اللا مبارك، إلى معمر زنقة بن زنقة القريب الرحيل أو الانتحار.

اعتذار علي صالح لماما أمريكا
ورغم هذه العنتريات اللا بطولية، فقد أعلنت الولايات المتحدة ألأمريكية الأربعاء الثاني من مارس الحالي، أنّ علي عبد الله صالح اتصل معتذرا عن اتهامه أمريكا وإسرائيل أنهما وراء انتفاضات الشعوب العربية، ولمزيد من إهانته رفض الرئيس الأمريكي أوباما الرد على مكالمته، وتحدث نيابة عنه جون برينان مساعده، حيث عبّر له علي صالح عن أسفه لتلك التصريحات.

إعتذار يعني أن الشعوب العربية،
لم تحركها إسرائيل وأمريكا، بل هي شعوب قررت الثورة على هؤلاء الطغاة، فيكفي هذا الاستبداد الذي من خلاله جعلونا في أول قائمة الشعوب المتخلفة، نعتمد على أوربا وأمريكا والصين واليابان في كافة أمور حياتنا، بينما هؤلاء الطغاة يسرقون وينهبون، وكمثال فقط فما جمّدته أمريكا لملازم زنقة بن زنقة القذافي ثلاثين مليارا من الدولارات.

نحن الشعوب العربية من نقر ر: هل يحكمنا طغاة مستبدون أم نثور ونؤسس ديمقراطيتنا كالشعوب الأوربية والأمريكية. آن الأوان أن نستبدل هتاف (بالروح بالدم نفديك يا...) بهتاف جديد يقول : (بالروح بالدم سنقتلعك أيها الطاغية).
ahmad.
164@live. com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هلوسة وقات
ميسون المالحي-فلسطين -

اكتشفنا خلال الشهرين الماضيين المزيد عما كنا نعرفه عن ثلة حكامنا العرب (فسادهم وفساد عائلاتهم ودكتاتوريتهم ) اكتشفنا انهم فعلا هم من يتعاطون حبوب الهلوسة...او عشبة القات..ثلاثة حجج واهمة واهية تجعل من هؤلاء متمسك بعناده الدكتاتوري للبقاء على كرسي الحكم 1-(اسرائيل)2- (الارهاب والقاعدة)3- (الخوف من الانقسام الداخلي). وبحسبة بسيطة فقد جلس حكام تونس ومصر وليبيا واليمن اكثر من 120 عاما..فماذا فعلوا لاسرائيل خلال كل سنوات الحكم الطويلة تلك..هل استطاعوا ان يمنعوا استيطانا او اجتياحا؟؟هل استطاعوا ان يناصروا قرارا ما؟؟ان اسرائيل هي المحظوظ السعيد الوحيد بهذه الدكتاتوريات.اما عن حجة الارهاب فلم تعد تقنع احدا وخاصة بعد ان كشفت التحقيقات ان الداخلية المصرية السابقة كانت وراء تفجير كنسية الاسكندرية وغيرها من الاعمال الارهابية وهذا مجرد مثال...اما ما يدعوه من الخوف من الانقسام الداخلي فقصور الحكم هي السبب في التفتت الداخلي والظلم الاجتماعي بعد اسند كل منهم الوزارات والمناصب لعائلته واصهاره ووووالخ.. القذافي لم يعد وحيدا في القاء الخطابات المضحكة فقد انضم اليه الرئيس اليمني الذي تكلم بكل عنفوان عن (غرفة تل ابيب) وعاد بعدها ليعتذر من واشنطن..يبدو انه قد افاق من (وجبة القات)؟؟ اي تخبط واي ضياع واي هبل هذا الذي نسمعه منهم..فارق كبير بينهم هم الذين يتعاطون الهلوسة السياسية وبين شعوبهم الذين يتعاطون بتكنولوجيا الاتصالات .. وعلى كل من لا زال على كرسي الحكم ان يدرك ان النصر للشعب حتى ولو لم يمتلك الا صوته فقط..وان لا يصور له وهمه ان شخصه هو الخلاص الوحيد للوطن والشعب

ll
عع -

تحركهم:: بالريمونت:: كونترول

سوري شجاع
سوري وافتخر -

الى الاستاذ احمد ابو مطر اود ان اشكرك على جميع مقالاتك التي تعبر من خلالهاالدفاع عن الانسان والانسانية دون تحديد الهوية او قوميةذلك انسان وسلاحك هو القلم الذي تحارب به الطغاة وسوف يسجل لك تاريخ هذه القيم النبيلة.واما الحديث عن يوم غضب السوري اريد ان قول انه لم يكن هناك شيئ اسمه يوم الغضب في سوريا سوى الاشاعات لانه مفروض علينا ان لا نغضب ويجب على المرء في سوريا قبل ان يغضب يجب ان يحفر قبره بيده لذا يجب نكون سعداء لانه هكذا يريد العنتره ابتسم انت جوعان ابتسم وانت مشرد ابتسم والبرد ينخر عظامك وانت حتى من دون لحاف ابتسم وانت خارج من فرع المخابرات وانت مضروب على رأسك ورجليك ويديك وحتى مضروب على قلبك واياك ان تكشر والا فتحت الباب جهنم على نفسك فحياتنا دائما شتاء الاسودوالبردوالزمهرير وممنوع علينا حتى ان نحلم بالربيع والصيف وحتى الخريف واذا اخطانا وغضبنا سوف يدكون بنا بالطائرات والدبابات وحتى الراجمات والاخوة العرب سوف يتفرجون علينا عبر قناة الجزيرة والعربية وربما ام بي سي طبعا مع نفس اركيلة اوشاي او القهوة وتفصيص البذر قد يقولون ان هذا المسلسل احلى من وادي الذئاب واذا طلبنا المساعدة من الغرب -الكافر- كما هو الآن في ليبيا سيقولون عنا بالخونه وسوف يرسلون الينا سيارات لاتحتوي على المواد المساعدات الغذائية والطبية انما المواد ا القتل الجماعي كما هو في العراق الآن وليبيا على طريق واخيرا اقول ان شعب سوري ليس بجبان انما بشجاع ولكن يقول المثل ..تفكير دقيقةواحدة بشكل سليم افضل من عبادة الف شهر .

نعم و ألف نعم
عبود -

أي والله نشكرهم إذا كانوا هم السبب فيما يحصل لأمتنا من عودة للوجود.

اين الموضوعية؟
د محمود الدراويش -

ليس خافيا على استاذنا احمد ابومطر الفلسفة البرجماتية التي تحكم العقل الامريكي وتتحكم في ادق المفاصل والتفاصيل الحياتية للشعب الامريكي وللادارة الامريكية ولصانع القرار فيها ,, وربما يكون للرواد الاوائل لتلك الفلسفة( ساندرس بيرس ووليم جيمس وجون ديوى ) الفضل فيما وصل اليه المجتمع الامريكي من ازدهار وتقدم ,, انها الفلسفة النفعية ,والتي يحدد فيها مبدأ الربح والخسارة كل العلاقات والمواقف ,,, الادارة الامريكية تتصرف وفقا لهذه الفلسفة فالمباديء منفعة والاخلاق منفعة والعلاقات منفعة , والا فلا جدوى لها ولا تدخل في سياق الحقائق والوقائع والمقبول ,,وهم لذلك لا يتمسكون بورقة محروقة ولا يقامروا ولا يضعوا ثقلهم في الجانب الخاسر , ولا تهمهم الاسماء والالقاب والاخلاق , بل تهمهم منافع الشعب الامريكي ومصالحه وربما في جيلنا قد شاهدنا ﻻامثلة عدة لمواقف الادارة الامريكية الملتزمة بالبراجماتية السياسية التزاما واضحا وبينا لا لبس فيه ( موقف الادارة الامريكية من شاه ايران ومن بينوشيت ومن كارلوس رئيس الفلبين ومن بن علي وحسني مبارك وغيرهم الكثيرين ) الادارة الامريكية ليست محب موله ولا عاشق حتى الموت, بل محب ما دامت المنفعة محققة وعاشق ما دام النفع عميم ,, وعدى هذا فهرطقات لا تقرها الادارة الامريكية ولا يقبلها الشعب الامريكي ويحاسب عليها القضاء الامريكي ايضا ,,, ولهذا فان اول المتنكرين للاصدقاء والحلفاء والخدم والعبيد من قادتنا وانظمتنا في ازماتهم ومحنهم هي الادارة الامريكية , ومنطقهم يتفق وجكمتنا القائلة (من يتزوج امي اقول له عمي !!) ولا يختلف موقفهم مع القذافي او مع علي صالح مع مواقفهم السابقة من قيادات وازمات مشابهة ,, ان مواقف الادارة الامريكية محكومة بمحددات وضوابط وتفاصيل ليس بمستطاع المنفذين الامريكيين الا التزام به وعدم الخروج عليه ,,, طبعا في حالتنا العربية فحدث ولا حرج عن البلاهة والضياع والتخبط والتجريب القاتل وعن الصداقات المطلقة والعداوات المطلقة ,,, نحن يحكمنا التخلف والتملق والرياء وكل شيء في بلادنا مرتجلا واعتباطيا ومحكوما باللحظة والآن ولا ياخذ بالاعتبار عوامل اخرى غاية في الاهمية كالمصلحة الوطنية وما تاتي به الايام والسنوات القادمة من عوامل تبرر الموقف او تدفع للوقوف ضده , ولا يستخدم مقياس الربح والخسارة بدقةكبيرة وحذر وانتباه شديدين ,,, انا اتفق مع استاذنا احمد ان ا

بل نغضب
Khalid -

الى السوري الشجاع اذا لم تغضب فمتى تغضب فعامل الزمن لايمكن الاعتماد عليه فالحرية لها ثمن والحرية تاخذ ولا تمنح لذا ساغضب من الان سأقول لا للمخابرات وفروع الأمن ومصادرة الحريات لا لبشار الرئيس اللاشرعي لسوريا اتذكر يومها كيف عدل الدستور وورث الحكم نحن أحرار يا سيدي علينا ان نغضب بل ان العبيد تغضب يا سيدي فلنغضب و تزلزل الارض من تحت الطغاة

الى صاحب الموضوعية
عبود -

د محمود الدراويشأطلت والله في تعليقك محاولا كبح جماح حراك عظيم بدعوى الموضوعية,,, بربك من الذي لعب و يلعب على تقسيم البلاد؟؟؟ هل هو عدو خارجي متربص بنا دائما وأبدا؟؟,, أم هو المتزعم بالحديد والنار و الكابح للحريات و المتسلط على رؤوس العباد بالتفرقة بين أهل البلد مفضلا بعضهم على بعض؟؟؟إن كان وريث أو مورّث فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة,, ألا نتفق بداية فيما بيننا على أن المناعة لكل ماهو خارجي هو أمر داخلي؟؟؟ وعربة الزمن تمر علينا بلا تغير ولا تبديل هو تراجع حتمي؟؟؟ و أخير تعلم أن كل ولادة مصحوبة بآلام و بدماء و ربما موت الأم أيضا,,, فلماذا تحبّل هذه الأم بالظلم والتفرقة و التجويع والتخويف؟؟؟

الاخ عبود
د محمود الدراويش -

انا لا اختلف معك فيما تقول ولا ادعوا لوقف التغيير لكن علينا ان نختار لاسباب وظروف ومحاذير كثيرة في بعض الدول بين التغيير والتدمير بين البناء والهدم بين الاعمار والتخريب بين وحدة الشعب او تفتته بين حرب اهلية وسلم وامن ,, اليس من الحكمة ان نحكم العقلانية مصالحنا وان نضغط قدر الامكان اندفاعا انفعاليا اهوج قد ياتي بنتائج مدمرة ,,انها قضية وطن كبير ومصلحة شعوب ومستقبل اجيال لذا فان التريث والاناة والبراجماتية الوطنية يجب ان يكون لها مكانها والا تصرفنا كثور هائج دون كوابح تمنياتي بالتوفيق للاخ عبود ونسال الله ان يخرج الامة بسلام من موجة التغيير وان يجنب شبابنا الوقوع في المحظور والضار وان يلهم الجميع حكمة وموضوعية وعقلانية فهي طريقنا لبر الامان في عالم من الاعداء كبير يتربص بالامة ويتحين الفرص للانقضاض عليها

لاداعي للتعب
حسن -

ياإستاذ مطر لقد شكرت كثر ومن على صفحات الغندورة إيلاف المحافظين الجدد والقدماء في أمريكا مرات ومرات وهم أقرب الناس الى إسرائيل وبالتالي أن شاكرهم جميع...الأجمل من هذا لو تقلل طلاتك شوي علينا ولاتركب الأمواج وكأنك مناضل من أجل ثورات مصر وتونس وسواها...

ايلاف هي صحيفتنا
متابع ايلاف -

ايلاف هي صحيفتنا والاستاذ احمد ابو مطر هو حبيبناوتاج رأسنا ولا يمكن ان نستغني عنهما والى الذي لم يعجبه فاليذهب الى قذافي ويتصفح عنده ويتعلم من الكتاب الاخضر.

د محمود الدراويش
عبود -

حين لا يكون للإنسان وجود لا وجود لعقل فما بالك بعقلانية,, و أستبحك عذرا في هذه لان في الدول التي لم تنتفض بعد لا وجود و لا إعتبار للإنسان ثم متى كانت الظروف مواتية على إطلاقها؟؟ بل حتى الجمادات تتمتع بعطاله ميكانيكية تمنع من حركتها بحجة الظروف غير المواتية!! و تقبل تحياتي

الاخ عبود
د محمود الدراويش -

اشتم فيك رائحة الشباب وكنا تماما مثلك مندفعين لكن طول العمر وتجارب الحياة ومراقبة المشهد العربي علمنا الكثير ,علمنا الشك والحذر والتردد , وزرع فينا التشاؤوم والقلق , ففي ستة عقود ونيف عقدنا الآمال على الكثير من الزعماء والقادة ولكن لم نجني الا مزيد الهزائم والضياع والبؤس ,,, لقد كانت حياتنا بين شد وجذب بين التفاؤل والامل وبين التشاؤم واليأس , وفي المحصلة لقد انتصر اليأس والبؤس في بلادنا , ولم نتقدم ولم ندافع عن قضايانا كما يدافع الرجال العقلاء ,واني اترحم على وضعنا سابقا حتى هزائمنا كان يرافقها امل ورجاء بان حقبة عربية قادمة قد تخلصنا وتفتح امامنا طريق الحرية والعدالة والكرامة لنخطوا على بساطها ونترنم نشوة وجذلا وطربا لهيبتنا وتقدمنا ,,, اننا جيل الالم والمرارة والعذاب , وجيل القتل والذبح والاعتقال والملاحقة والفقر والجوع , وجيل العبودية والذل والمهانة , نحمل هم الامة ونكن لها حبا واحتراما وندعوا لها ,, ولكن عجلة التاريخ تسير حتى يومنا هذا باتجاه معاكس لحقوقنا وحريتنا ,,, ان جبهة اعدائنا لا يستهان بها وان طابورا خامسا هائلا ومرعبا بين ظهرانينا, وانا قلق من كل ما يحري كما ان الكثير من عقلاء الامة قلقون ولا نعرف الى اين تقودنا هبتنا وتمردنا وثورتنا ,, هل هي بداية خلاصنا وحريتنا ام هي نهاية الامة وخاتمة ضياعها وعبوديتها ,,, علينا ان نخاف ونقلق ونحسب حساباتنا بدقة فالمسالة الوطنية والقومية لا تحتمل الهزل والخفة ولا تحتمل الاندفاع الاهوج ولا يجب ان نغامر او نقفز في الظلام دون بصيرة ,,ان منطقتنا منطقة النفط وبها اسرائيل وهما قضيتان يصلان لحد المقدس في عقلية الغرب ويعلوان على اي اعتبار , وان الغرب يسيل لعابه لنفط العرب وخيرات ارضهم وهو مستعد لضربنا وقمعنا بل وافنائنا ا اذا ما اتصل الامر بمصير اسرائيل,,, وهم لا ينامون بل نحن النيام وفي غفوة اهل الكهف وسباتهم ,,, لقد ابلينا تماما بانظمة وزعامات لم تقدم للوطن والامة خدمة بل شاركوا الغرب في نهبنا وتكسير عظامنا ونحن نعيش حياة فقر واذلال ,, ان الثورة مطلب مقدس لنا وهي مخرج لنا ربما وربما مدخل الى خراب جديد واحتلال جديد وضياع جديد ,,, لذا علينا ان نكون عقلانيين وحذرين وحكماء ووطنيين مخلصين لاوطاننا وشعوبنا ,,, لن يتركنا اعداؤنا هكذا وبكل بساطة لبناء مجد للامة وهيبة وتقدم ,, علينا ان نتلمس طريقنا في حقل من الالغام الى ان نصل الى

أخي الكبير د محمود
عبود -

أخي الكبير د محمود الدراويشمع أن غير الشيب من شعري معدود بيد أن القلب المشيع مازال بين جنبي يخفق, طائراً على جناحين من الأمل متفائلا بما تحقق و أرى جناحي طائرك أمل والخوف و أعتقد أن جناح الخوف لديك سوف يحترق.,,المشكلة لا تكمن فيما يريده أعداء أمتنا منا و إنما المشكلة في ما تريد أمتنا تحقيقه في هذا الوقت,,لاشك لدي أن الخطأ في عقدنا الآمال على زعماء وقادة,, (على أشخاص وأرها إمتداد لنظرية المخلص المنتظر),, أشبعونا شعارات واهية جوفاء حولت أمنتنا بعد عقود من الزمن الى عبيد واقعية مادية مريرة و ثبتت في كهف التخلف بكل معايرة إلى أن أيقظها البوعزيزي, فإذا بها ثورة للوعي الجمعي حطمت جميع أوثان المتسلط و الأعداء في الداخل و الخارج. نحن نشهد ولادة أمة بأكملها و الزعماء القادمون سيبرهنون زعامتهم على محك الشارع الذي لم يعد يخاف أليست ثورة الوعي الجمعي هذه بذاتها نصرا عظيما حطمت جميع الحدود الواهية و مدعاة للتفاؤل مهما نخر فينا الإحباط؟؟ ولاشك لدي أن هذه الثورة مثل الطفل الرضيع سوف يمر بكل مصاعب الحياة ولكن لا أرى داعيا للتخوف بوجود هذا الوعي الجمعي غير القابل للتشويه بفضل هذه العولمة (هذه من بركات العولمة).,,أثريتني بحوارك فتقبل فائق لاحترام والتقدير

الفرج قريب
أبو عبد الله -

ان غدا لناظره لقريب باذن الله سيتخلص الشوب من حكامها

الفرج قريب
أبو عبد الله -

ان غدا لناظره لقريب باذن الله سيتخلص الشوب من حكامها