ثورة ضد أنظمة "سي سيد": فلتسقط الهيمنة الذكورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"عجقة" ثورات هذه الأيام في العالم العربي، بعضها أنجز المهمة وبعضها ما زال ينتظر الختام بينما البعض الآخر يتحضر للانطلاق. هذه هي الحال، ثورات تطيح بطغاة وحكام عرب احترفوا الدكتاتورية ثم تظاهرات "متابعة" لإزالة ما تبقى من الأنظمة.
نفضة سياسية جاءت ولو متأخرة لتجعل شتاء العرب "ربيعا"، لكن هذا الربيع ما زال بحاجة الى "تعزيلة" من نوع جديد وثورة داخلية جديدة ضد "نظام سي سيد" وتقاليد مجتمعات وقوانين تجعل النساء مواطنات "باب ثانٍ وثالث ورابع" وأي من الأرقام الأخرى طالما أنها ليست "باب أول".
للثورة المصرية خصوصية بالغة الأهمية في ما يتعلق بالمرأة، فبعد اختزال صورة نساء مصر بمغنيات وفنانات وممثلات وراقصات وضحايا تحرش، خرجت الصورة خلال الثورة مختلفة تماما. قائدات وناشطات وثائرات رفعن قبضاتهن في الهواء صرخن أمام العالم بأسره "نريد إسقاط النظام."
صورة جميلة لا شك في ذلك، لكنها ما زالت ناقصة. وما ينقصها هو إسقاط للإستبدادية الذكورية المغلفة بتقاليد وعادات إجتماعية ودينية تجعلها مقبولة وموجودة ومستمرة. صحيح أن مشاركة النساء في الثورات قد ترك أثره بالفعل على العلاقة بين الذكر والأنثى في هذه المجتمعات، لكنه أثر محدود ما زال يحتاج إلى جهود إضافية واسعة النطاق كي ينتقل من التأثير الآني والمحدود الى تغير طويل الأمد.
خلال ثورة مصر،عرضت محطات التلفزة صورًا لتظاهرة تقودها فتاة أو الأقل تقود ترديد شعاراتها في حال لم يكن التوصيف الأول دقيقا. المثير للإهتمام في هذه المشاهد التي عرضت هو ثقة الفتاة الممسكة بكل قوتها بمكبر الصوت مرددة شعارات الثورة مقابل تردد ملحوظ من قبل الجمهور المفترض أن يردد خلفها. الصفوف الأمامية الظاهرة للمشاهد كانت مقسومة بين نساء يرددن خلف "القائدة" بكل عزم وقوة وبين رجال إنقسموا في ما بينهم، الجزء الأول لم يجد حرجا في التفاعل مع الفتاة بينما الجزء الثاني إكتفى بالتفرج مع ابتسامة غريبة رسمت على الوجوه. إنقسام لم تجده في التظاهرات التي كان يقود ترديد شعاراتها طفل صغير!
في ليبيا خرجت الأخبار عن مشاركة المرأة في الثورة دون المسّ بالتقاليد، أي أن المرأة الثائرة ضد أكثر الأنظمة بطشا ودكتاتورية تلتزم الحد الفاصل بين تجمع الرجال والنساء. جمع لا تجده عادة في جملة واحدة، لكن في المجتمعات العربية هناك دائما مكان لكل ما هو مستحيل. أما في تظاهرات اليمن فلا تجد الحاجز الفاصل المعدني الذي وضع في ليبيا بين المشاركين والمشاركات، لكن الصورة تنقسم تلقائيا، النساء هنا والرجال هناك.
يمكن للمرأة أن تثور، ويمكنها أن تقتل ولها الحق بأن تعود إلى منزلها أمّا لشهيد أو شقيقة أو زوجة له، يمكنها أن تجوب الشوارع كلها وتصرخ بوجه أعتى الطغاة، لكن عليها أن تقوم بذلك في أطر حددت لها من قبل رفاق الثورة:"فلنسقط الطاغية معا لنعود الى منازلنا بعد ذلك ونبقى نحن "ملوكا" على عروشنا المعترف بها إجتماعيا ودينيا".
متى يحين موعد الثورة على أنظمة "سي سيد"؟ ثورة تطيح بالهيمنة الذكورية على كل صغيرة وكبيرة في المجتمعات العربية التي تعطي للمرأة بعضا من حقوق لا تلبث أن تنكرها عليها فور تعارضها مع "حقوق الرجل". وفي هذا الاطار يمكن القول ان الدول العربية تنقسم الى قسمين، دول تعاني فيها النساء دكتاتورية ذكورية تدعمها القوانين والعادات والتقاليد والعقليات الرجعية المتحجرة، ودول تتمتع فيها النساء بالحد الادنى من حرية ملغومة.
لعل اللغم الأول الذي يواجه المرأة في كلتا الحالتين هو مسمى" المجتمعات الشرقية" وما يندرج تحته من ظلم وتعنت وإستبداد وقمع وسلب للحد الأدنى من الحقوق البشرية. وحبذا لو يتم وضع تعريف للمجتمع الشرقي دون أن يتضمن عبارات الشرف والعرض والعار وغيرها من الكلمات الرنانة التي لا تحمل سوى ثقل لغوي لا أكثر في مجتمعات عربية تعاني "مجاعة جنسية "- وهذا هو اللغم الثاني. في كل المجتمعات العربية وفي كل الدوائر سواء المحافظة منها أو المتحررة، لا همّ للرجل سوى الجنس. قد يكون الرجل ملتزما دينيا وقد يكون ملحدا قد يكون يمينيا وقد يكون يساريا تبقى المقاربة الموحدة تجاه المرأة هي الجنس. هدف يبرره ويحلله الرجل لنفسه تحت مسميات عدة، أولها ديني وآخرها متحرر لتكون في نهاية المطاف غاية وانجازًا له ودورًا مؤطرا لها وعارا إن تجرأت وأقدمت عليه خارج ذلك الإطار الشرعي.
تدخل المرأة هذا الإطار لأنه الخاتمة المحددة سلفا لها وحيث للرجل مكتسبات "شرعية" عدة محسومة لصالحه إجتماعيا ودينيا. مكتسبات يتفنن في تنفيذها في إطار مؤسسة أثبتت فشلها على نطاق العالم كله باختلاف أديانه وعقائده وجنسياته، الا وهي مؤسسة الزواج. وإن حاولت المرأة الخروج من هذه المؤسسة فإنها تجد نفسها أمام معضلة كبرى، من جهة لدينا النص الديني ولدينا تفسيراته ومن جهة اخرى لدينا التطبيق والتأطير والمواءمة وفق ما تقتضيه الضرورة.
في هذه المرحلة تصبح المرأة "شرعا" تحت رحمة الرجل، له الحق كله ولها المزيد من المعارك للحصول على ما يثور العالم العربي لاجله.. الحرية. فلا هي تملكها حين تكون تحت رعاية الأب أو الأخ ولا تتمكن من تحقيقها حين تصبح في عهدة الزوج، وإن تمكنت ( ونشدد هنا على كلمة تمكنت ) من الخروج من مأزقها الأخير فإنها تجد نفسها بمواجهة المجتمع الذي حاولت الهرب منه اصلا، وإنما هذه المرة فستكون الأنياب أكثر حدة.
ألا تستحق حرية المرأة ثورة؟ وألا تستحق هذه المجتمعات إنقلابا يطيح بأعرافها وتقاليدها وقوانينها الجائرة والمهينة؟
حين خرجت الشعوب العربية الى الشوارع وتصدت بصدورها العارية للرصاص، وحين باتت في العراء وتحت المطر لأسابيع، وحين إنهمرت عليها صواريخ ورصاص الطغاة، كان الهدف واحدا..الحرية والعيش بكرامة بعيدا عن القمع وتكميم الأفواه والفوقية والإستبداد والتحكم بمصائر العباد.
للحظة فقط ليسأل كل ثائر أو مشروع ثائر نفسه، هل يريد فعلا أن يكون نسخة مصغرة عمن يثور بوجهه؟ هل يريد أن يبقى الحلقة المكملة" للذهنية الذكورية" المهيمنة على المجتمعات؟ فليعلن كل رجل موقفه، إما ثائر ضد كل أنواع الدكتاتوريات والقمع أو منافق.
التعليقات
هيبية
متسائل -شو نسرين بدك ثورة هيبية
ازدواجية الرجل
نورا -الرجل ; الشرقي ; عنده ازدواجية غير طبيعية.يدعي التحرر ويدعي انه يساوي بين حقوق المرأة والرجل لكن حين تحين ساعة الحقيقة حين تتعلق الامور بامه او اخته او زوجته يتحول الى سي سيد ; فعلي . اما القوانين فعيب اصلا ان نسميها قوانين امر محزن فعلا
استاذ نسرين
عبدالله جراح -استاذه نسرين انا من اشد الموافقين لرأيك مع ولكن اود التعليق على نقطتينالنقطة الاولى ان للمرأة حقوق اهم من التي ذكرتها منتهكة والكل يعرفها فهي مظلومة بامتياز لديناالنقطة الثانية لاتلومي الرجال وكما ضربتي المثل بالانظمة العربية فالحكام لم يتخلو عن الحكم في سبات الشعوب واسف ان اخبركي ان المراةهي اكبر عدو لنفسها فهي من يلطم عند انجابها انثى وهي من تقمع بناتها ليسكتو وهي من تسمح لطفلها ان يضرب اخواته وهو لايزال يحتاجهم لتغير حفاظته هي من تدعو لتسعة اشهر ان يكون مولودها ذكرا لتربيه انه ديك على كل الدجاجات من حوله هي من تزرع في تقنع بناتها انهن فنابل عار موقوته قد تنفجر في اي لحظه هي من علمتنا ان ظل الراجل افضل من ظل حيطه رغم ان بعض الرجال لا تحتملهم الحيطان فاذا اردتي ثوره فلتثور المرأة على المرأة وان انتصرت انا اقسم ان الرجل سوف يرفع الراية البيضاء في اول جولة
مصر مثلا.
same -لن تنهض وتتطور مصر مادام الفكر والممارسات والشعارات الدينية في الاماكن العامه والشوارع ووسائل المواصلات--يكفي ان تلاحظ لباس معظم المصريات انه امر مزعج في بلد له حضارة 7000 سنة-لماذا لا ...يعارض المصريين هذا الفكر السلفي الرجعي الذي غزا مصر من 30 سنة..
نعم نعم حان الوقت...
منير -نعم حان الوقت للإنسان(ة) المناسب(ة) في المكان المناسب بغض النظر عن دين أو تذكير أو تأنيث أو إنتماءات من أن نوع كان. الشكر على هذه المقالة القيمة
man for ever
big man -نعم للهيبة والذكورة والذكورية ولنستمر بها الى الابد، سواء بتدخل الفياكرة او بدونها ، ترتفع الهيمنة
الثورةليس تغيير وجوه
ابو ياسر -اولا خلي نتخلص من حكامنا الطغاة الذين يعيثون بنا وببلداننا فسادا ودمارا وخرابا ... بعد ذلك يحق للمرأة ان تطالب بحقوقها كاملة وعلى النظام الجديد والمجتمع ان يرفع الحيف عنها وتنال كرامتها وانسانيتها...كما هو الحال لجميع شرائح المجتمع المظلومة والمضطهدة ... فالان عليها ان تشارك اخوانها ابناء شعبها في ثورته وان تضم صوتها الى صوته فاذا ما تحققت الثورة الحقيقية في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والانظمة والقوانين والعادات والتقاليد المتخلفة ويبدأ البناء العلمي والتقدمي للبلد والمجتمع عندها سينال كل ذي حق حقه فالثورة الحقيقية ليست تغيير وجوه باشكال جديدةولابد للمرأة ان تنهض وتساهم بكل طاقتها في المجالات التي تستطيع ان تثبت حضورها بمايناسب دورها وقدرتها ..فهي الام والاخت كذلك هي البنت والزوجة الحبيبة ..وقاتل الله مرجعياتنا المتخلفة مع حكامنا الطغاة.
الي عبد الله
احمد الواسطي -حياك الله عبد الله جراح علي التعليق المنطقي نعم ان المرأة من تصنع التفريق بين أولادها وبناتها فتبني شخصيه قويه للأولاد بينما تبني شخصيه ضعيفه ومهزوزة للبنات فمتي ما حست المرأة بقيمتها الأنثوية فإنها ستخرج من هذا المعيار فالعيب ليس في الرجل وان كان يحمل جز كبير من ذلك فهو أيظا يملك اخت ومرآة وبنت ويهمه ان يكونن قويات لمواجهة الحياة ولكن العيب الاكبر تتحمله المرأة كام فهي يجب ان تساوي بين أطفالها بغض النظر عن جنسه مع الشكر للكتابه وللاخ عبد الله وايلاف;
تعليق
رانيا -تحية اولا الى كل من الكاتبة نسرين و التعليق رقم 3 عبدالله جراح في راي الشخصي لا يختلف القمع سواء في السياسة او في البيت فهي ما هي الا حلقة مفرغة فالفرد في المجتمعات الشرقية تنشأه امراة تربت على الذل والخنوع على اللانثى ان تخضع للذكر والاناث الاكبر منها سنا و على الرجل ان يخضع لوالد او لجده ثم لا يجد مشكلة كبيرةعند الخضوع للحاكم المستبد وكذل ينشا الفرد على انه اما ان يكون حاكم ظالم او مظلوم في ثورتي تونس ومصر سقطت كل الاقنعة والامراض الموروثة وهي الخوف الارهاب الحرب النفسية والقمع ونحن امام عهد جديد عهد الحرية والديمقراطية
2011 عام الحرية
هند -في راي سوف يكون عام 2011 عام الثورات و الحرية وسقوط الاقنعة والانظمة القديمة والبالية والطائفية في وطننا العربي وانا ادعو النساء في كافة الوطن العربي ان يتظاهرن في اي قضية تمس حقوقهن مثل العنف المنزلي و جرائم الشرف و تهميش المراة في السياسة و قوانين الاحوال الشخصية الظالمة وتعدد الزوجات و زواج البنت في سن صغير
سي سيد
shams -اعتقد هذه مهمة حواء اولا وتقول ( لا لسي سيد ) , ومن ثم فصل الدين عن الدولة .
victim
abdalla -Abdallah Jerrah, why blame the woman? You are blaming the victim. She is a victim of the culture that has persisted since before Abu Lahab. The real revolution must first take place in our heads as people before before expecting it to be real social norms and mores.
الى الجميع خصوصا 12
عبدالله جراح -اشكر كل من علق على تعليقي وبخصوص عبدالله رقم 12 تعليقك جميل جدا وواقعي لكن يجب ان تدافع الضحية عن نفسها اولا ثم يساعدها الباقون فالشعوب العربية كان يتباكى عليها بعض نشطاء السلام في العالم ولكن لم يغيرو شيئا الى ان غيرنا بانفسنا ما بأنفسنا من خوف وذل
تعقيب
نورا -الدين لا يعطي المرأة حقها ، القانون لا يعطيها حقها ، المجتمع لا يعيطها حقها .. وحين اتحدث عن الحق هنا لا اتحدت عن حقوق ;الرفاهية; بل اتحدث عن الامور الاساسية. مثلا في حال الطلاق شوفو الدين شو يعطي للرجل وكم هي المرأة المظلومة.. والرجل بطبيعة الحال يستفيد كليا من هذا الظلم ويكون اشد ظلما وبطشا. انا اعلم حكاية امرأة ارادت ان تتطلق من زوجها ولانها كما يقال ; كبرت براسو; كيف تطلب الطلاق وعلى الرغم من انها غادرت منزلها منذ 18 عاما الا انه لم يطلقها الى الان . فقط جكارة بها . حكاية ام حرمها الاب من اطقالها فقط عقاب لها لانها قالت انها لم تعد تحتمل .وهذه نقطة من غيث جرائم شرف وغيرها وغيرها ..
كوردستان
برزين - اربيل -تحياتي .... في كوردستان العراق ايضا يحكمها عصابة بربية العشائيرية المتخلعة ... نحن ايضا في الاستعداد لساعة في اربيل , ونتخلص من العائلة البارزانية الخونة .