فضاء الرأي

إمكانية الحضور العربي في القرارت الدولية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

التطورات الأخيرة المثيرة التي ما زالت تتفاعل بين الشعب الليبي وقواه المعارضة وعميد الطغاة العرب في جمهورية الخوف والرعب التي أقامها عام 1969، وما زال يتصرف فيها أبشع من دراكولا ونيرون، أعطت دفعة جديدة لآليات العمل العربي المشترك، فقد كان مثيرا ولافتا للانتباه أنّ جامعة الدول العربية على غير عادتها، تحركت مبكرا في الثاني من مارس الحالي، فاتخذت قرارا جريئا يمنع ممثلي الطاغية قذافي الدم من حضور اجتماعاتها إلى حين وقفه الجرائم ضد الشعب الليبي وتحقيق أمنه. هذا الموقف من الجامعة العربية يعتبر تطورا ملحوظا في أدائها الذي كان دوما لا قرارات فيه، بل مجرد اجتماعات دورية لالتقاط الصور التذكارية.

موقف دول مجلس التعاون الخليجي

أعقب ذلك موقف دول مجلس التعاون الخليجي، الصادر عن اجتماع وزراء خارجية المجلس في الرياض يوم الأربعاء التاسع من مارس 2011 ،إذ كان موقفا شجاعا وجريئا أيضا، ينسجم مع رغبات وتطلعات الثائرين الليبيين،فقد أعلن المجلس أنّ " نظام الزعيم الليبي معمر القذافي قد فقد شرعيته"، ودعا المجلس الجامعة العربية "إلى تحمل مسؤولياتها باتخاذ الاجراءات اللازمة لحقن الدماء وتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق ودراسة السبل الكفيلة لتحقيق ذلك بما فيه دعوة مجلس الأمن الدولي لفرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين."

متى تبنّت الجامعة العربية هذا الموقف؟

هذا الموقف الشجاع المناصر لتطلعات الشعب الليبي، صادر عن مجلس التعاون الخليجي الذي يضمّ خمسة دول عربية من أعضاء جامعة الدول العربية هي ( المملكة العربية السعودية، الكويت ، الإمارات العربية المتحدة، قطر، والبحرين ). بالإضافة إلى موقف الجامعة العربية المبدئي القاضي بتعليق عضوية جمهورية الرعب القذافية في اجتماعات الجامعة، مما يعني أنّ هناك شبه إجماع عربي على مقاطعة وحصار النظام الدموي لقذاف الدم ، أعقبه ولو بشكل متأخر قرار الجامعة العربية في اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الثاني عشر من مارس ، بدعوة مجلس الأمن الدولي لفرض حظر جوي على جماهيرية الخوف، وفتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي المعارض في مقره بمدينة بنغازي.

لماذا العرب دوما في موقف الانتظار؟

ثورة الشعب الليبي ضد الطاغية اللاجماهيري، ومن قبلها ثورة الشعب التونسي والمصري والكثير من الأحداث العربية طوال ما يزيد على ستين عاما، أثبتت أنّ الجامعة العربية دوما في موقف الانتظار. ففي ما يتعلق بالوضع الليبي لماذا هذا الانتظار؟ ولماذا مناشدة مجلس الأمن الدولي لفرض الحصار؟ لماذا لا تقوم الدول العربية المؤيدة للقرار، وهي كافة الدول العربية ما عدا النظامين الاستبداديين في سوريا والجزائر، بعقد اجتماع عاجل لوزراء الدفاع أو القادة العسكريين مثلا، لبحث كيفية تطبيق هذا القرار عربيا أولا، ثم مناشدة الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية لتقديم المساعدات الفنية التكنولوجية لهذا الغرض.
هل تعجز كافة الجيوش العربية المؤيدة دولها للقرارعن تطبيق حظر جوي فوق جماهيرية الخوف والرعب القذافية؟. وأساسا لماذا لا تتحرك هذه الجيوش لتقديم الدعم العسكري للثوار الليبيين في مواجهة جحافل هذا الطاغية المجرم، الذي يرتكب بحق الشعب الليبي أبشع مما ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي المجرم أيضا بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني؟.

موقف النظامين السوري والجزائري

لم يكن مستغربا موقف النظامين السوري والجزائري الرافض لفرض هذا الحظر الجوي من أجل حماية الشعب الليبي، لأنّ من يضطهد شعبه بنفس الطريقة الإجرامية، لا يمكن إلا أن يكون تضامنه مع الطاغية مثله. إنّ جمهورية الرعب والخوف الأسدية داخل سوريا لا تقل رعبا وقتلا عن جماهيرية القذافي. لذلك ربما تكون أخبار أنَ طيارين سوريين يشاركون في قصف مواقع الثوار صحيحة، لأنّ أي طاغية يعرف أنّ سقوط طاغية آخر سوف يعجل بسقوطه، لذا فمن مصلحته التضامن مع الطاغية الذي لم يسقط أو الذي على وشك السقوط .

لا أعتقد أنّ شعبا عربيا واجه وما زال يواجه القمع والقتل والسجون كما يواجه الشعبين السوري والليبي. هل يدلّني واحد من أنصار النظام السوري، إن كان قد مرّ إسبوع واحد منذ استيلاء حافظ الأسد على السلطة عام 1970 وتوريث نجله بشار عام 2000 ، بدون اعتقالات في صفوف الكتاب والمثقفين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان عربا وكردا؟. من يتخيل اعتقال الشابة طلّ الملوحي إبنة الثمانية عشر عاما منذ سنتين، لأنها انتقدت النظام الفاشي الأسدس في مدونتها على الإنترنت، وتمّ تلفيق تهمة مضحكة لها هي التخابر لحساب السفارة الأمريكية في القاهرة. وكان آخر هذه الأحكام التعسفية يوم الأحد الثالث عشر من مارس 2011 حيث حكم على الناشط الحقوق علي عبد الله بالسجن ثلاثة سنوات بتهمة تعكير العلاقات السورية الإيرانية. هكذا نظام أسدي على شعبه ونعامة جبانة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للجولان منذ عام 1967 دون إطلاق رصاصة واحدة، لا نستغرب أنّ بقاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان من مصلحة بقائه كنظام مستبد فاشي بامتياز لا يشرّف أحدا، لأنه يستعمل الاحتلال كشماعة لترويج شعارات الممانعة الكاذبة، في حين أنه لا يمانع إلا بالخطب الجوفاء، وفي نفس الوقت يتمّ اغتيال عناصر من المقاومة أمام مبنى مخابراته، كما حصل في عملية اغتيال عماد مغنية، أو توصيل معلومات وصول محمود المبحوح قيادي حماس من دمشق إلى دبي، ليتمّ اغتياله في الفندق بدبي ثاني يوم وصوله من عاصمة الممانعة الأسدية.

الموقف الفرنسي أكثر عروبة من مواقف العرب

هذا بينما كان الموقف الفرنسي أكثر جرأة في تلبية مطالب الثوار الليبيين، عندما نزع الاعتراف بالطاغية القذافي كممثل شرعي للشعب الليبي، والمبادرة لطلب فرض حظر جوي فوق سماء ليبيا، وهاهو يتدارس مع حلفائه الغربيين كيفية تنفيذ هذا الحظر بسرعة، والتلميح بإمكانية القيام بذلك مع عمل عسكري ضد الطاغية من جانب فرنسا وحدها. فلماذا لا يرتقي العرب لهذا الموقف، خاصة أن عشرات من السفراء الليبيين في الخارج، تركوا سفارات الطاغية وأعلنوا تضامنهم مع الثوار، وكذلك عشرات من ضباط جيش القذافي ووزرائه خرجوا عن طاعته وانضموا للثوار...فلماذا الأنظمة العربية وجامعتهم دوما في موقف المتفرجين والمنتظرين؟

إنه ليس النفط يا عرب!!

لا يعتقد البعض أنّ الموقف الفرنسي والأوربي والأمريكي من الطاغية القذافي سببه حرصهم على النفط كما يعتقد العض من خلال منظور المؤامرة، لأنّ الطاغية ومرتزقته لا يستخرجون النفط الليبي ويكررونه ويبيعونه، بل هي الشركات الأمريكية والأوربية منذ اكتشاف النفط حتى اليوم، وبعد فضيحة لوكربي ورضوخه الكامل للولايات المتحدة الأمريكية وطلباتها بما فيها تعويضات الضحايا ما يزيد عن ثلاثة مليارات من الدولارات، أصبح النفط الليبي بكامله تحت تحكم وتصرف الشركات الأمريكية تحديدا، لذلك لو كان النفط هو السبب، لكان موقف هذه الدول مع الطاغية وليس ثوار الشعب. إذن ما هو التفسير؟.

أعتقد أنّ كافة دول العالم مع الطغاة العرب طالما شعوبهم معهم، وتهتف بحياتهم ( بالروح بالدم نفديك يا...)، وعندما تثور هذه الشعوب ضد هؤلاء الطغاة، وتقدم دمها من أجل الإطاحة بهم، لا يمكن لهذه الدول الأمريكية والأوربية إلا أن تقف مع إرادة الشعوب، بدليل انّ فنزويلا التي كان البعض يعتقد أنها حليف للطاغية في كل الأحوال، اعتذرت عن استقباله إن فكّر بالهروب إليها. وقبل ذلك في عام 1979 رفضت أمريكا استقبال حليفها شاه إيران، طالما أصبح منبوذا من شعبه، وطرده هذا الشعب. وعندما فرّ زين الهاربين بن علي وليلاه الطرابلسية رفضت فرنسا وكافة الدول الأوربية استقباله...إذن فالكرة بيد الشعوب العربية، إما أن تسكت خوفا و تهتف بحياة هؤلاء الطغاة، أو تثور من أجل ما تبقى من كرامتها التي أهدرها هؤلاء المستبدون، الذين يريدون البقاء على ظهور شعوبهم وقلوبهم من المهد إلى اللحد...وها نحن ننتظر مصير طاغية جماهيرية الخوف والرعب الذي يستدعي موقفا عربيا يرقى لمستوى المواقف الأوربية والأمريكية التي تطالب الطاغية بالرحيل فورا، بينما لم يصدر هذا الطلب من أي نظام عربي.
ahmad.164@live.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ياتسونامياه
الحاج بدرخان تيللو -

هل نسيت الدولة السادسة في مجلس التعاون الخليجي ياستاذ؟ ان محنة الشعوب العربية والاعجمية في الكرة الارضية مختصرة في ( الشيطان الاكبر). يعرف الامريكان ان القادم الى حكم ليبيا سواء كان تنظيم القاعدة او من هو على شاكلته لن يكون اسوا من القذافي . وان قصب السبق في امتيازات عقود النفط، بعد اندحار سفاح ليبيا، سوف يكون من نصيب الشركات الامريكية . لماذا يبقى الشر والعدوان على الشعوب رهان امريكا الاوحد ؟ اسالوا اسرائيل . ياتسونامياه

انكشفت لعبة الخليجة
عدنان شوقي -

الآن تبين السبب الحقيقي للموقف الخليجي الداعي إلى حظر جوي على ليبيا. كل الغرض هو نيل رضا الغرب والأمم المتحدة للتغطية على ما يخططون له من جريمة إبادة سيكون مسرحها البحرين.. بعد يومين فقط من دعوتهم لحماية الشعب الليبي يرسلون قوات خليجية لمحاربة الشعب البحريني الذي خرج بتظاهرات سلمية غاية في التحضر والرقي.. الله أكبر فوق كيد المعتدي

لا اصدق ما ارى
د محمود الدراويش -

لا اصدق ما ارى , فاخي احمد ابومطر يكتب بغضب شديد وكراهية غير معهودة في كتاباته , وهو منتشي لمواقف العرب المعادية للعقيد القذافي , ويا ليت مواقفهم مع شعبنا وقضيتنا مشابه لموقفهم الحالي , طبعا استاذنا احمد عربي صميم ولا ادري كيف انزلق في موقفه الممجد لآداء النظام العربي من الازمة الليبية , وانا اعرف الاستاذ من خلال كتاباته وقدرته على التحليل والعقلانية والاتزان التي يتمتع به , ولذا فانا استغرب ان يثني على مواقف النظام العربي وعن اختراقه الكبير وحضوره الفاعل في القرارات الدولية ,, اخي احمد ان للعرب حضورا عندما يتم الترتيب والاعتداء على العرب وذبحهم ,,وان كنت لا تتفق معي فاعطني حضورا عربيا واحدا ذو اهمية عندما يتعلق الامر بقضايا العرب وقضية فلسطين خير مثال على هذا ,, لقد امتهن النظام العربي ........السياسية ان صح التعبير وصب الماء على ايدي القتلة والمجرمين وما دافع النظام عن الامة وارضها ومستقبل اجيالها قط وخلفنا رصيد هائل من الامثلة على خسة النظام العربي وبطشه وبؤسه وغياب ابسط اشكال الوطنية لديه داعيك عن مواقفه المستندة الى تعلقه بقوميته ,وانا استميح اخي احمد عذرا واقدم تعليقا قد تم نشره يلخص وجهة نظري ويخالف ما ذهب اليه اخي احمد من هجوم ربما يخلو تماما من العدل والانصاف والموضوعية ايضا , فهل اخذته العاطفة وسيطرت على روحه وقلمه ,, وما سر تحامله اللامتناهي على العقيد القذافي ولماذا يضع اخي احمد نفسه في طليعة الشتامين الذامين بلا هوادة للقذافي وحقبته ويضع الاخ احمد نفسه ضمن كتبة السلطان وهو منهم براء , ان تعليقي اللاحق موجه لكتبة السلطان ,,فهم اليوم ينتصرون للشعوب على غير عادتهم !! فقد استرزق هؤلاء من اقلامهم ووقفوا دائما الى جانب السلطان ,, فما الذي جرى ؟ لعلها الهداية قد هبطت عليهم ؟ ولعله الالهام ايضا !! اليوم يدعوا هؤلاء الغرب والولايات المتحدة الامريكية لاحتلال ليبيا ,والاجهاز على نظام القذافي , وهو ذاته النظام الذي شتموه ونظموا فيه هجاءا وذما ,وهجموا عليه بلا هوادة او اناة او موضوعية , ونحن نعرف السبب ,فقد كان شوكة في حلق السلطان وخاصرته يعريهم ويفضح خستهم وتآمرهم , وقد عانى منه الجميع وبلا استثناء ,, وكان الرجل جسورا في نقدهم وتبيان خطلهم وهزلهم وفسادهم وتآمرهم على الامة ,,, وقد غابت عنه الكياسة في التعامل مع النظام العربي ,,فقد كان عدوانيا يتحدث لهم مب

طبيعي جدا
عبدالله جراح -

استاذ احمد موقف المنتظر الذي يقفه العرب طبيعي جدا وحتى القرارات التي مدحتهم بها ليس لهم الفضل فيها بل وبكل أسف اوجه الشكر لامريكا لانها لو وقفت ضد اللبيين لما تجرأ مجلس التعاون او الجامعة بتخاذ اي موقف فكلهم طغاة علينا حمامات سلام لامريكاو لا استثني احد سوى مصر وتونس اللتان لانعلم الى اين يتجهانواعيد شكرا لامريكا وفرنسا وبريطانيا اعدائنا الذين التقو معنا في نقطة مشتركة

اعقل وتوكل
سوري شجاع -

تحية الشكر الى الاستاذ احمد ابو مطر واودان اقول يا استاذ ان الشعوب العربيةفيهم نسبة الامية اكثر من60 في مئة وهم يصدقون مجرد اي اشاعة من الطغاةوالاعلام العربي ليس له الأمان ولانستطيع ان نعتمد عليه انظر الى وضع في ليبيا لقد قاموا بتشجيع الثوار على الثورة والاطاحة بالطاغية قذافي وبعد تعرض الثوار لنيران اسلحة الطاغية من الطيران والدبابات و المدافع وقصف المنشأت والمدن والابادة من دون اي رحمة وقف الشعب العربي وقفة المتفرج مثلما يتفرجون على مسلسلات التركية المدبلجة ولم يشعروا بأن هناك شعب يتعرض للابادة الجماعية مما اضطر بالثوار وهم تحت رحمة قصف القذافي الوحشي ان يطلبوا الدعم من مجتمع الدولي وعندها قالوا لهم العرب بان هؤلاء ليسوا بالثوار انما بالخونة وبدؤوا يشجعون الطاغية على ابادتهم وحتى الاعلام العربي بدأ يبتعد رويدا رويدا ليس مثل بداية الثور.ولهذة نحن سوريين شجعان ولكن يجب عليناان لانغضب لانه لاحول لنا ولاقوة الا اللة والمجتمع الدولي وحتى بعد ولادة ديمقراطيةمصر الحديثة من الطاغية مبارك بعث هذاالمولود الديمقراطي قصدي الحاكم العسكري المصري برسالة الى طاغيتنا لفتح العلاقات بين البلدين.

الى رقم 1
الكردي السوري -

أنت وأمثالك تتكلمون باسم الكرد للدفاع عن القذافي صديق زعيمكم الدكتاتوري أوجلان الستاليني الارهابي.. كفوا عن هذه اللعبة القذرة

للمعلق 3
معلق -

هذه احلى نكتة يسمعها القراء: القذافي هو شوكة بعين الاستعمار!! مشكوووووووووور

خبر عاجل
معلق -

دول عربية مستعدة للتدخل عسكريا في ليبيا

خبر عاجل
معلق -

هذا خبر جيد.. على مصر والمغرب والسعودية ان يرسلوا القوات العسكرية لأنقاذ الشعب الليبي من الطاغية السفاح

الجامعة العربية
السوري -

يجب أن تطرد ليبيا وسوريا من صفوفها لأنهما عار على العرب