أصداء

الإخوان والحزب الوطني وتبادل الأدوار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأت تنتشر بسرعة البرق إشاعات قوية عن خطة سرية بين الحزب الوطني وجماعة الأخوان المسلمين من أجل تمكين قوى الإسلام السياسي من السيطرة على مقاليد الحكم في مصر. وقد بدأت الخطة عندما كلف الرئيس مبارك الجيش بإدارة شئون البلاد.. بعدها قام السيد عمر سليمان بمحاولة إدارة حوار بين قوى المعارضة والنظام السابق شاركت فيه بقوة جماعة الأخوان المسلمين المحظورة آنذاك وكانت أولى ثمار هذا اللقاء أن الجماعة أصبحت قوة علنية غير محظورة وظهرت لأول مرة على الساحة السياسية المصرية كقوة معارضة بعدما كانت تعتبر قوة مقاومة محظورة. ولعل الجميع يتذكر قول السيد عمر سليمان أن أمام جماعة الأخوان المسلمين الفرصة الذهبية للمشاركة في العملية السياسية وبالفعل استثمرت الجماعة هذا النجاح بسبب التحرر من الحظر السياسي والمعنوي وبدأت بقوة الرجوع للشارع والالتحام بالثوار لتتبني موقف قيادة الثورة.

بدأت الجماعة في تدعيم ريادتها المزعومة للثورة بعد زيارة الشيخ القرضاوي لميدان التحرير وإقامة الصلاة وإلقاء خطبة الجمعة أمام الملايين.. تلك الخطبة التي طرحت بوضوح مكنونات الأجندة السياسية لجماعة الأخوان المسلمين.

ثم بدأت عمليات الإفراج المنظم عن كل أعضاء الجماعة من المعتقلين وما صاحب ذلك من احتفالات حاشدة للظهور بمظهر المنتصر الذي يجب أن يفوز بقيادة البلاد. ولعل الجميع يتذكر الحفل الكبير بمناسبة الإفراج عن بعض قياداتها من المعتقل بعد أحداث جامعة الأزهر.. هذا الحفل الذي أقامته الجماعة في قاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر بحضور شخصيات كثيرة من رموز النظام السابق وقوى ميدان التحرير.

في هذه الأثناء انتشرت بقوة جموع شباب الإخوان داخل الجامعات ونوادي أعضاء هيئات التدريس والنقابات من أجل الشحن والحشد في اتجاه تحقيق أجندتها المحظورة سابقا... كل هذا يجري على قدم وثاق في ظل غياب تام لكل قوى المعارضة وشباب الثورة والذين لم يتوحدوا بعد واعتقد ليس قريبا بسبب وضع المعوقات عمدا وقصدا حتى تظل الساحة تحت سيطرة الجماعة.

تقول بعض التحليلات أن الصفقة السرية بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين تسير طبقا لفقه الأولويات وحتى تظل مصر تحت سيطرة قادة ثورة 1952 والتي كانت ثورة اخوانجية بجدارة. فعندما ضعف الحزب شعبيا وكان لابد له أن يرحل من الطبيعي جدا أن يسلم السلطة لشريكه الخفي وخصمه في الحكم فهو الأولى من كل قوى المعارضة الضعيفة والغير مدعومة شعبيا... وخصوصا أن الكثير من رموز النظام السابق وأعضاء الحزب الوطني كانوا على علاقات وثيقة جدا مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين... بل والكثير منهم يتبني سياسات الجماعة الدعوية والسياسية دون أن يفصح عن ذلك علانية حفاظا على شكل الحزب أمام الأقباط لكسب تأيدهم له وهو ما نجح فيه بالفعل.

أيضا لعلنا نتذكر قول الرئيس مبارك الشهير مخاطبا الداخل والخارج " أما أنا وإما الفوضى وسيطرة جماعة الأخوان المسلمين على الحكم" هذا ما تعمل عليه الآن قوى كثيرة في الخفاء والعلن من أجل تمكين جماعة الأخوان المسلمين من الوصول للحكم نكاية في الغرب الذي لم يستمع لكلمات الرئيس والنظام السابق وعقابا للذين طالبوا بسقوطه وكأن لسان حاله يقول " خليهم يشربوا... هم الذين جلبوه لأنفسهم".

الوضع الآن جد خطير... فجماعة الأخوان ومعها معظم التيارات الدينية المتشددة تبذل قصارى الجهد والحشد بين البسطاء وكثيرين غيرهم من اجل التصويت بنعم ويساعدهم في ذلك ويسهل لهم التحرك كل السلطات القائمة بدون أي تدخل.

ولأنها جماعة منظمة تكتيكيا وفنيا ونظاميا فربما تنجح في سعيها وستكون النتيجة الحتمية اكتساح الانتخابات البرلمانية بعدد يمكنها على الأقل من أن تصبح هي الرقبة التي تحرك الرأس كما يقول المثل الروسي.. "إذا كان الرجل هو رأس المرأة فالمرأة هي الرقبة التي تحرك الرأس". ثم تأتي الخطوة التالية فترشح الجماعة وتدعم رئيساً من بين الذين يسعون لتحقيق أجندتها على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.

والجميع يعلم أن تركيا تقدم العون، حزب الله يقدم الدعم وخصوصا بعدما أطاح بحكومة سعد الحريري وحولها إلى قوة معارضة. إيران تقدم كل أشكال التأييد... الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يقدم الأفكار والأموال ومعه أمراء الإسلام السياسي بأفكارهم وأموالهم. أمريكا في حالة ذهول وأصابتها الدهشة فالتزمت الصمت وأحيانا تلوح بحجب المعونات...
الجاهل يؤكد والعالم يشك والعاقل يتدبر... لذلك على المصريين العقلاء إن يتدبروا الأمر بجديه وإخلاص وانتماء لمصر وليس لجماعة بعينها أو حزب بعينه لأن الغد يتحدد به مصير مصر وليس مرحلة انتقالية كما يروجون.

فبإمكان شباب الثورة الذي طالب بدولة مدنية حرة أن يتوحد فورا مع جموع المصريين الذي يحبون مصر ويريدونها دولة ديمقراطية حرة حتى يمكن حماية مكتسبات الثورة..
لا للتعديلات الدستورية.. لا ترقع الدايب ولا تعدل العايب... مصر لا ترغب في استبدال الحزب الوطني بجماعة الأخوان المسلمين... مصر بحاجة إلى مشاركة كل القوى الوطنية بدون أية استثناءات... مصر بحاجة إلى دستور صحيح قوي كامل واضح صريح... دستور عصري يستمد كيانه من كل فئات وطبقات الشعب ويصيغ مواده رجال القانون... دستور يرقى بمصر ويضعها في مقدمة دول العالم فهي تستحق ذلك.

Shoukrala @hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كنيسة انتهازية
عابر ايلاف -

اذا قال الاخوان نعم قالت الكنيسة لا واذا قالوا لا قالت الكنيسة نعم لمبارك ونجله ! الحلف بين النظام السابق والكنيسة كان مفضوحاً ومخزياً للمسيحيين والمصريين عموما !

عيطي يا كنيسة
شاهين -

يبدو ان الكنيسة. عبر كتابها تبكي نظاماً استبدلها بالإخوان المسلمون ! عيطي يا كنيسة الزمن دوار ؟

حزب -إخوان والمقال
الدكتـــ بقــلم ــور -

لقد ذهب الكاتب بعيدا في خياله الذي جاء بكلمات هذا المقال، أينعم تم تبادل الأدوار، فأصبحت الجماعة غير محظورة، وأصبح الحزب في إطار المحظور. ولكن الجميع يعلم أن هذا لم يكن باتفاق، ولكن بمتغيرات سياسية وشعبية أطاحت بمن في الحكم وفتحت المجال أمام الجميع للمشاركة بدون تصنيفات مسبقة (جماعة محظورة- حزب كرتوني- حزب موالي- وغيرها)، الجميع من حقه المشاركة، والشارع مفتوح للجميع بدون أي تضييق، وهذا بمثابة اختبار لجميع القوي السياسية لتعرف حجمها الحقيقي في الشارع المصري. ولكن من يأتي ويقول ان الإخوان سيجتاحوا الشارع والإنتخابات فإنه يتحدث بضعف وفقدان ثقة في النفس، وعدم إدراك حقيقي بقوة الشعب المصري العظيم، صاحب الثورة العظيمة، ودرسه التاريخي الملهم للشعوب في الإطاحة بسلطة مستبدة فاسدة في عز قوتها وطغيانها. وإنني فعلا لأتعجب ،،هل مازال هناك من يشكك في قدرة هذا الشعب العظيم في اختيار من يمثلونه؟ هل هناك شك في قدرة هذا الشعب العظيم في الإطاحة بمن يوجد في السلطة ولا يستطيع تنفيذ برنامجه الإنتخابي أو يحاول الإلتفاف حول مطالب الشعب؟!!

حزب -إخوان والمقال
الدكتـــ بقــلم ــور -

لقد ذهب الكاتب بعيدا في خياله الذي جاء بكلمات هذا المقال، أينعم تم تبادل الأدوار، فأصبحت الجماعة غير محظورة، وأصبح الحزب في إطار المحظور. ولكن الجميع يعلم أن هذا لم يكن باتفاق، ولكن بمتغيرات سياسية وشعبية أطاحت بمن في الحكم وفتحت المجال أمام الجميع للمشاركة بدون تصنيفات مسبقة (جماعة محظورة- حزب كرتوني- حزب موالي- وغيرها)، الجميع من حقه المشاركة، والشارع مفتوح للجميع بدون أي تضييق، وهذا بمثابة اختبار لجميع القوي السياسية لتعرف حجمها الحقيقي في الشارع المصري. ولكن من يأتي ويقول ان الإخوان سيجتاحوا الشارع والإنتخابات فإنه يتحدث بضعف وفقدان ثقة في النفس، وعدم إدراك حقيقي بقوة الشعب المصري العظيم، صاحب الثورة العظيمة، ودرسه التاريخي الملهم للشعوب في الإطاحة بسلطة مستبدة فاسدة في عز قوتها وطغيانها. وإنني فعلا لأتعجب ،،هل مازال هناك من يشكك في قدرة هذا الشعب العظيم في اختيار من يمثلونه؟ هل هناك شك في قدرة هذا الشعب العظيم في الإطاحة بمن يوجد في السلطة ولا يستطيع تنفيذ برنامجه الإنتخابي أو يحاول الإلتفاف حول مطالب الشعب؟!!

انها الثورة المضادة
احمد عبدالله -

لن يفلح الحزب الوطني ولا جماعة الاخوان في التحكم في مصير المصريين بعد الآن الشعب ادرك والشباب ضحى والكل اتحد من اجل مصر حرة ديمقراطية اليوم أو غدا وعلى من لم يتعلم من التاريخ ان يدفع ثمن غباءه

rabina mawugud
mona -

2olt kol ely 3aweza a2uluh bas 3aweza azid we a2ul an rabina mawegud we mych mmkyn wea7d myn 3aynat 3abr iylaf wela chahin ela 3yrhom myan el3aynah y7kom masr tany

الاخوان
ahmd22 -

الاخوان افضل ناس واشد الناس وطنية لمصر

من الذي يحكم امريكا
عبدربه -

و ها انت متأكد ان أمريكا في حالة ذهول وأصابتها الدهشة ام نحن المغفلين الذين نصدق ان امريكا معادية للإسلام الا تقاس الأمور بنتائجها؟ انظر ماذا كانت نتيجة تدخلها في العراق الم تستلم الأحزاب الدينية الشيعية و السنية الحكم وتم طرد المسيحيين من العراق, انظر الى الوضع الحالي في تونس الم يتم تسهيل الجو للإسلاميين لإستلام الحكم و نفس الشيء ينطبق على ليبيا اليس الإسلامين هم المرشحين لإستلام الحكم بعد القذافي و الى آخره اليست كل هذه المؤشرات دليلا على ان تحركات امريكا العسكرية تصب في صالح الإسلاميين بالنتيجة هل الأمريكان اغبياء الى هذا الحد و يستهينون بقوة الإسلام السياسي و يحتاجون الى صفعة جديدة مثل تلك التي تلقوها في 11سبتمبر ...ام هناك جهات في امريكا لها اجندتها و لا نعرف ما يجري خلف الكواليس و ما الذي اعدوه و ماذا يدور في أذهان اليهود الذين بيدهم مقاليد الأمور في امريكا و اوروبا و هم الذين يديرون الحكومة السرية التي تسيطر على العالم ، الم يمزقوا يوغسلافيا و انشأوا دولتين مسلمتين في قلب اوروبا في الوقت نفسه يساهمون في القضاء على المسيحية في الشرق،

الاسلام المتسامح
عيسى المسلم لله -

لا أعرف لماذا يصر بعض أفراد الاقليه النصرانيه في العالم العربي ( اقل من ١% من عدد سكان العالم العربي ) ، ............ ، هذه الاقليه التي تتمتع بحقوق وإمتيازات وثروات في بلاد العرب والمسلمين لا تتمتع بها الاغلبيه المسلمه في معظم الاحيان ، وتتمنى أن تحصل عليها الاقليات المسلمه المضطهده في الكثير من البلدان ، هذه الاقليه التي تدين بوجودها إلى تسامح الاسلام والمسلمين على مدى 1400 عام ، والتي تتصرف وكأنها أغلبيه يحق لها ما لا يحق لغيرها في مصر والعالم العربي على الغطرسه والاستعلاء والكذب والافتراء على الاسلام والمسلمين ، والتاريخ والحضاره الاسلاميه والقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم ، والعمل بكافة الطرق بما فيه الكذب والخداع والتلفيق والتجني والسقوط والاسقاط والتشويه والافتراء لإبعاد المسلمين عن دينهم ، ومحاولة لعب دور أكبر بكثير من حجمهم ، وفرض أجندتهم المشبوهه . فالاقليه النصرانيه في مصر يصرون على بناء المزيد من الكنائس بحجم قلاع وعلى أراضي مسروقه من الدوله والمواطنين بعضها تبلغ مساحته آلاف الافدنه ، وبشكل غير قانوني وبدون ترخيص رغم أن الكنائس الموجوده تزيد عن حاجتهم وهي في معظمها فارغه إلا من مخازن الاسلحه القادمه من إسرائيل والمهجر، ومعتقلات للمتحولين للاسلام من النصارى من أمثال وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته وماري عبدالله ، وبؤر للتآمر والفتنه وزرع الحقد والكراهيه ، أما نصارى لبنان الذين يشكلون ٢٥% من السكان ويحصلون على ٥٠% من مقاعد البرلمان ، ويصرون على حرمان أكثر من 700000 فلسطيني من حقوقهم الاساسيه في العمل والتعليم والتملك لأنهم في غالبيتهم مسلمون وعلى بقاء نظام طائفي يعمل لصالحهم على حساب الاغلبيه المسلمه. وهم يتحدثون عن حرية الدين والاعتقاد حينما يتعلق الآمر بتنصير المسلمين ولا يبدو أنهم يتمسكون بهذا الحق عندما يتعلق الامر بتحول النصارى إلى الاسلام ، أما سب الاسلام والمسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم ، والقرآن فهو حسب زعمهم ( حرية تعبير وتنوير ، وإنفتاح وتقدم ) ، أما إذا ما إنتقد أحدهم الكنيسه او البابا او الكتاب المقدس فذلك يصبح ( إزدراء أديان ، تهديد للوحدة الوطنيه ، وظلام ، وظلم ... الخ ) يستدعي التظاهر والاعتصام والاحتجاج وتحريض الغرب ضد الاسلام والمسلمين ، والهتاف بحياة شارون وإسرائيل ، وهم ينتقدون الطائفيه والاقصائيه والتطرف وهم أنفسهم كنسيون طائ

استخفاف
شاهين -

المقال فيه استخفاف واحتقار للمواطن المصري ويستخدم مصطلحات اعلام النظام وأعلام الكنيسة لتخويف المصريين من الإسلاميين ليستمر الاستبداد الحكومي والكنسي !