حماس وفتح وما بينهما؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تظل القضية الفلسطينة رهينة التجاذبات السياسية بين السلطة الفلسطينية في رام الله وفتح من جهة وبين حركة حماس ومن يتحالف معها في غزة من جهة ثانية أذ يتمسك كل طرف بمسوغات تندرج في خانة النضال من اجل تحرير الأرض المحتله وهذه المسوغات ساهمت في اطالة أمد البحث عن حل القضية. وفي الواقع ان القضية الفلسطينية لا يمكن لها ان تبقى رهينة او ورقة سياسية يتاجر بها ويزايد هذا الطرف او ذاك من اجل مصالح مرتبطة بجهات اقليمية لا تخدم غايات الشعب الفلسطيني الذي ابتلى باحتلال مرير انتج سلة من الصراعات الداخلية والتي ارهقت الشعب الفلسطيني وقواه الحية ردحا من الزمن واسهمت في نشر حالة الانقسام والتشتيت في الداخل الفلسطيني هذا الداخل يبقى بحاجة لتضافر جميع الجهود الوطنية من اجل تعزيز وحدته الوطنية والعمل على ارضية واحدة للسعي الجاد نحو تحقيق هدف الانعتاق من الاحتلال الصهيوني وبزوغ فجر الاستقلال وتأسيس الدولة الوطنية المستقلة ومعالجة كل الملفات الاخرى المرتبطة بافرازات الاحتلال الذي استمر ولا زال لاكثر من ستين عاماً. وفي ظل استمرار هذه الخلافات وازدياد حدة الصراع بين الاطراف المعنية وتأخر التوقيع على اية اتفاقية تنتج مصالحة وطنية حقيقية فأن الاوضاع في الضفة الغربية حيث تحكم السلطة وحركة فتح وغزة حيث تتحكم حركة حماس سوف تشهد المزيد من التشرذم والانقسام ولذا فما الفائدة من التوقيع على تفاهمات او اتفاقات من غير توفر رغبة وأرادة حقيقية في العمل بصورة مشتركة تلبي استحقاقات وطنية وحاجات ماسة الى التلاحم الوطني في ظل اوضاع داخلية واخرى اقليمية غاية في السوء.
ومما لا شك فيه ان لم تتوفر هذه الرغبة والارادة المشتركة بين الطرفين في تنفيذ هذه الاتفاقية حتى تصبح مثل هذه الاتفاقية عنصراً قوياً في تعزيز قدرة المفاوض الفلسطيني في مواجهة الضغوط والمناورات الاسرائيلية،بطبيعة الحال ان استمرار هذه التجاذبات الى امد طويل سوف يسهم بشكل ما في تقويض اسس المشروع الوطني الفلسطيني في اقامة دولة فلسطين على ارضها وعاصمتها القدس. والا عكس ذلك سنشهد المزيد من الصراعات التي تزيد المشهد الفلسطيني تعقيدا وانشقاقا وستأخذ الاحداث منحى مقلقا ومحبطا. فلا بد من حصول تنازلات بين الطرفين لمصلحة القضية التي يناضلان من اجلها عقودا من الزمن وهذا التنازل من اي طرف ليس عيباً او نقيصة لأنه يصب في خدمة مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني، وبضوء معطيات الواقع الفلسطيني كما ان تأييد عدد من الدول الكبرى بدعمها للقضية سيساعد في خلق حراك اتجاه اقامة دولته والضغط على العدو الصهيوني للقبول بالتفاوض والاعتراف بدولة فلسطين. وينبغي على الاطراف المعنية الابتعاد قليلاً عن التصريحات الاستفزازية عبر وسائل الإعلام والتحلي بقدر عال من الحكمة وضبط النفس حتى لا تزيد من الخلافات وتتسع رقعة الاحتراب والصراع بين أبناء الشعب الواحد فكل شئ في الحقيقة يهون امام ابقاء قضية فلسطين حاضرة وحية.. المصالحة اصبحت هاجس الفلسطينيين جميعاً أينما كانوا في داخل الوطن أو في ديار الشتات. إن المقترحات التي تم عرضها من قبل حركة حماس على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في السابق وما عبر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رغبته الملحة في الذهاب الى غزة من اجل لقاء الاخوة في قيادة حركة حماس وما ابدته الحركة في غزة من مواقف مشجعة ومساندة عربية لهذه التوجهات سوف يسهم بلا شك في مساعي لم الشمل وانطلاق مباحثات حقيقية بين الفرقاء لخلق اجواء مناسبة للحوار الهادف الى تعزيز اللحمة الوطنية وانهاء حالة التشرذم والانقسام الوطني.
هناك بعض الاشكاليات البسيطة للتوصل الى التوافق وهذا ليس عقبة امام جوهر التوافق بين الطرفين يستلزم التحرك السريع من قبل الاطراف المعنية والا ستسير الامور بالاتجاه الاخر وهو استمرار الصراع بين الاطراف المعنية لفترة طويلة وستنعكس سلبا على واقع الشعب الفلسيطني وهنا لا ننسى الجهود المبذولة من قبل مصر الراعية لهذه المصالحة،الا ان الملاحظ للشأن الفلسطيني يرى بان الصراع بين النخب السياسية عبر وسائل الإعلام تزيد من حدة الخلافات ولا تخدم المصالة من قبل جميع الاطراف وان تستمر المساعي الحميدة لخلق مناخ تصالحي يكون حافزاً لسياقة خطاب وطني فلسطيني مشترك يلبي الحد الادنى من طموح وامال الشعب الفلسطيني المكافح في المطالبة بسترجاع حقوقه التأريخية والوطنية في امقامة دولته الموحده وعاصمتها القدس الشريف.
التعليقات
التصعيد في الميدان
KHALIL -لماذا تقوم حماس الان بتصعيد الاجواء مع اسرائيل فقبل اسبوع كانت حماس تطارد مطلقي الصواريخ بحجة ان الشعب في غزة غير جاهز وان الظروف غير مواتية لحرب جديدة -فما عدا مما بدا -ام ان المطلوب منع زيارة عباس باي ثمن حتى لو تطلب حرق غزة
التصعيد في الميدان
KHALIL -لماذا تقوم حماس الان بتصعيد الاجواء مع اسرائيل فقبل اسبوع كانت حماس تطارد مطلقي الصواريخ بحجة ان الشعب في غزة غير جاهز وان الظروف غير مواتية لحرب جديدة -فما عدا مما بدا -ام ان المطلوب منع زيارة عباس باي ثمن حتى لو تطلب حرق غزة