فضاء الرأي

محور النظامين الأكثر خطرا في المنطقة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إنه محور النظامين السوري والإيراني، الممارسين لسياسة الحديد والنار تجاه الشعب، وسياسات التدخل في شؤون المنطقة؛ نظامان لهما تاريخ "حافل" بجرائم القتل والتصفيات، ما بين موجات الإعدامات في إيران ومجازر حماة والسجون في سوريا. نظامان متحالفان على تدمير أمن المنطقة والتدخل في شؤونها، وقد استباحا لبنان، وإيران تهيمن على العراق ولها مليشيات مسلحة وركائز على كل صعيد. والطرفان يستخدمان حزب الله وحماس لنشر الفوضى وتنفيذ عمليات الإرهاب.

إن مقالنا السابق كان مكرسا للدور الإيراني، وهو دور يشترك فيه النظام السوري، ومن ذلك أن هذا المحور يلعب الدور الأول في عرقلة مساعي الحل السلمي العادل للقضية الفلسطينية، خاطفا القضية لاستغلالها في مناوراته وحساباته السياسية، وهو مما يستغله غلاة المتطرفين اليمينيين في إسرائيل. وسوريا وإيران تعملان كل ما في وسعهما لمنع قيام وفاق فلسطيني- فلسطيني على أساس القبول بالعمل السلمي والمبادئ الديمقراطية بعد أن أحالت حماس غزة لدويلة طالبانية متشددة، وتقوم بعمليات رعناء ضد إسرائيل لا تخدم غير غلاتها المتطرفين، وغير سياسة الاستيطان.

لقد حلت عدالة التاريخ بأنظمة بن علي ومبارك، واليوم بالقذافي، في حين لا يزال نظام الفقيه يتغطرس ويعمل على استغلال التطورات العربية لصالحه، مستثمرا حسابات الغرب لعدم التصعيد معه لأسباب واعتبارات شتى، وخصوصا فيما يخص الموقف الأميركي. ولم تؤد الأحداث الثورية العربية بعد إلى تسخين الشارع الإيراني بينما يواصل النظام عمليات القمع والمطاردة والتدخل في شؤون الآخرين.

أما النظام السوري، فها هي أحداث درعا والمجازر المروعة التي يقترفها ودك الجامع بالمدفعية، بدايات لعلها تتطور لتنتقل للمدن الكبرى، وتحاصر نظام الأسد القمعي الفاسد. إن هذا النظام يحاول اللعب بالورقة الإسرائيلية ضمن ألاعيبه المعروفة، زاعما أن إسرائيل هي من وراء ما يحدث من مظاهرات شعبية في درعا. ونعرف أن أكثر المناطق المحاددة لإسرائيل هدوءا هي الجولان، وأن النظام السوري لا يسمح بإطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل من تلك الحدود. وقد أحسن الأستاذ طارق الحميد حين علق على هذه المزاعم السورية بقوله:

"لابد أن نتذكر، ونتعلم، أن خبز المواطن وكرامته اليوم ليس شتيمة إسرائيل صباح مساء، فتلك هي وجبة المثقف المؤدلج. أما المواطن العادي، من السعودية إلى الجزائر مرورا بدمشق ، فكل ما يريده هو العيش بكرامة، ويكون قادرا على سداد فواتير حياته من هاتفه الجوال إلى خبزه، وتعليم أبنائه، هكذا بكل بساطة ومهما ادعى المترفون ثقافيا. ولذا فلا جدوى من أن تصف دمشق المتظاهرين بأنهم على صلة بإسرائيل، وغيره من الأمور، والنصيحة الذهبية لدمشق للتعامل مع يوم غد الجمعة هي: لا تقتل.. لا تطلق النار" - [ نقطة ضوء: كان النظام السوري قد فبرك قصة مليون رسالة أرسلت للمواطنين، معظمها من إسرائيل، تحث على استخدام المساجد السورية للتخريب!!!!!! والنظام السوري أستاذ في الفبركات.]

إن نهج اختراع المتآمرين واستخدام ورقة إسرائيل لا يمكنهما أن يطمسا واقع الظلم الواقع بالشعب السوري، عربا وكردا وأقليات، وواقع أن النظام الشمولي في دمشق، كحال حليفه الإيراني، نظام قد حكم عليه التاريخ عاجلا أو آجلا. وإن كانت هناك من ضرورة وواجب دوليين عاجلين، فهما في التعامل مع نظامي سوريا وإيران بحزم وتصميم، لأنهما أكثر خطورة حتى من نظام القذافي، فمشكلة الأخير هي مع شعبه المستباح، بينما مشكلة المحور الإيراني- السوري، هي، عدا استباحة الشعبين، نشر التخريب والفوضى في المنطقة وخارجها، والسعي الإيراني لامتلاك السلاح النووي. وفي كل يوم خبر عن إرسال إيران أسلحة لسوريا بالطائرات والسفن.

إن المنطقة لن تهدأ ما دام أخطبوط المحور السوري- الإيراني قادرا على العبث في المنطقة وتهديد شعوبها، مع استمرار ممارسة سياسة القمع الدموي والاستهتار في الداخل.
إن عملية القدس الإرهابية، وقبلها نحر عائلة إسرائيلية بأطفال ثلاثة، هما في رأينا، محاولة إيرانية - سورية خطرة لصرف الأنظار عن المشاكل الداخلية للبلدين، ولتأجيج المنطقة وإشعالها، وصرف الجماهير العربية عن نضالها من أجل العدل والخبز والحرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال جميل
الوليد -

مقال جميل ، وهو بحق يتحدث بصدق عما يجري في المنطقة بالفعل هذان النظامان قمعيان وهم من يقود المنطقة الى الحافة ، ولكن ايضا يوجد النظام السعودي معهم بارتكازه على فكرة الدين وتحديا المذهب ، وهذا ما يخلق ليس فكرة الكراهية فقط وانما فكرة الاستعداد للقتل من اجل الله .

ما هذا؟؟؟؟؟؟
خالد -

يبدو ان الظهور بالتلفزيون يؤثر سلبا على التحليل السياسي.. ماذا عن انظمة اخرى ايها المحلل .. مع الشكر لايلاف

الفرق كبير
john -

أنا أعتبر ايران دولة توسعية محتلة لاراضي عربية كثيرة بدون وجه حق واعتقد أن مصالح ايران تتقاطع مع مصالح العرب الان وفي المستقبل المنظور .ولكن هل يبرر هذا كله أن نتكلم عن ايران بشكل حاقد وكاذب وعنصري , أنا لا أعتقد وفيما يخص موضوع المقال فلا مقارنة بين نظام دكتاتوري عائلي دموي ونظام ديني ولكن مع انتخابات حقيقية وتداول سلمي للسلطة وقد شهدنا أكثر من رئيس ايراني منذ تاسيس ايران الاسلامية.

Arab_
Jashwa -

خالف شروط النشر

اما الباقي ديموقراطي
ammar -

وهل خانتك الذاكرة ايها الكاتب ام انك تستخف بعقول الناس فان النظام السعودي وبقية انظمة الخليج العربي والاردن و المغرب فهي ديموقراطية اليس كذلك لا تستعبد الناس ولا تصرف اموال النفط على الترف والمجون والخمر الم تسمع بما قاله سعد الدين الحريري عن الامير بندر

ياسلام
خالد -

يا سلام على باقي الانظمة العربية و خاصة في السعودية واحات من الديموقراطية فلا يوجد لا كبت للحريات ولا سجون سياسية للتعذيب هل نسيتها ايها الكاتب

عزيز الحاج
Sharif -

عزيز الحاج يغير شكله وكتاباته ..... بدا بالشيوعية ثم تحول ليقود منظمة ارهابية. تحول للبعث واصبح ملحق ثقافي لصدام بعد ان دمر صدام الحزب الشيوعي. قبل غزو العراق ركب الحاج موجة المحافظين الجدد. ثم اصبح ضد التغير في العراق ومن دعاة التقسيم واستقلال كردستان .اخر تحولات الحاج ان اصبح بوق الدكتاتوريات في العالم العربي٥.

azadi
dara -

very good

أتعجب عن الكتاب
هولير -

أتعجب عن الكتاب حيث يعتبرون اردوغان المهدي المنتظر ،ولكن لايعرفون ماذا يحدث في هذا البلد الشاسع وكل دكتاتوريات المنطقة خريجي مدرسة أتاترك للعنصرية والدكتاتوريه يحكم وهو في القبر لان توجيهات تأتي من اسرائيل وان اردوغان رجل ليس بيده حيلة أي طرطور متطور ويطلب الحرية للشعب الليبي وفي بلاده يمنع 30 مليون كردي التكلم بلغتهم الأم فبشار أسد يقلد أتاترك في تعاملها مع الاكراد يقتلون الأكراد وكانهم يقتلون العدو والآن دق الجرس للعالم العربي وتركيا يأتيها العاصفة بعد إيران هولير

لو كنتم....... حقا؟؟
غسّـان -

اعتقد ان الذي اطلّع على تعليقي المرسَل منذ مساء أمس ولم ينشره ونشر تعليقا ورد بعده او في نفس وقت وصول تعليقي هو ـ هي ـ في ليس مهنياًوذلك ان تعليقي هو موضوعي جدا وليس فيه اي تهجم بل بالعكس هو ينصف الكاتب ويناقش بعقلانية الردود المهاجمة له.... فلماذا يحجب التعليق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هناك مرض نفسي حتماً لدى من حجب التعليق أو هو ـ هي في منتهى الجهل والجبن طالما ان تعليقي كان في منتهى الموضوعية والمحاججة المنطقية؟؟؟؟

ومن يداعي للمسلمين
احمد الواسطي -

اثبتت الايام ان ليس هناك نظام عربي احسن من نظام فالكل بالهوي سوا ولكن فالنتكلم عن ايران ايران مهما طال عمر نجاد فانه لا يبقي بعد تعليقي هذا اكثر من ثلاث سنوات فإيران بلد ديمقراطي حقيقي والمظاهرات الايرانيه هي في صلب ديمقراطيتهم فهناك اثنين من المرشحين لهم جمهور كبير يعتقدون ان الانتخابات زورت من قبل نجاد وهولا يدعون الي اعادة الانتخابات تحت إشراف منظمات ايرانيه محايدة فمظاهراتهم تختلف عن مظاهراتهم فنحن نطالب بالبدا بالانتخابات واختيار الحكومة ومعظم الدول العربيه لم تبدا ويمكن ان لاتبدا أبدا بهذه العمليه والحكومات تقمع المطالبين بهذه العمليه بينما ايران قطعت اكثر من ثلاثين سنه بهذه العملية الديمقراطيه فهناك فرق كبير بيننا وبينهم بهذا المجال اما بخصوص التدخل فكل دول العالم الان تتدخل بالمنطقة وذلك لعدة اسباب واهمها النفط فلا يمكن ان نعيب دولة علي تدخلها و نغض البصر عن الأخريات ولا تقول هناك تدخل سلبي وآخر ايجابي لان كل تدخل ومهما كان محايد سيكون ايجابي لطرف وسلبي لطرف اخر اما بخصوص قتل ثلاث من عائله اسرايليه فهذا مرفوض ولكن ماذا عن الآلاف الذين قتلهم الاسرايلين فمن سيداعي بدمائهم اذا اصبحنا نحن المسلمين تداعي لدما اليهود الذي كل العالم اليوم يداعي لهم هذا حالنا المزري اليوم مع الاسف مع الشكر