مصر الثورة... موسم الهجرة إلى الجنوب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من أهم سمات الحكومات الجادة، والملتزمة أخلاقيا حيال المصالح العليا لشعبها، أن تخطط لمستقبل ذلك الشعب وفق المعطيات الإستراتيجية التي من شأنها تأمين المصالح الحيوية المشروعة في مختلف جوانب الحياة، ابتداء بالمصالح المادية المباشرة. ومن يتأمل ما يجمع مصر والسودان على صعيد التحديات الإستراتيجية التي تواجه البلدين، و تقضي بضرورة إعطاء الأولوية لها في السياسة والاقتصاد لا يخطئ أن حاجة البلدين لبعضهما تتجاوز بكثير ما كان عليه الحال قبيل ثورة 25 يناير. ذلك أن السودان ظل باستمرار في المخيال الشعبي للمصريين كيانا تاريخيا يستدعي في ذاكرتهم تلك العبارة المشهورة، على لسان جميع المصريين تقريبا، حين يأتي ذكر السودان: (الملك فاروق ملك مصر والسودان) فيما كان الحاكم الحقيقي للبلدين في زمن الملك فاروق هو الاستعمار! والعبارة بذاتها دالة على حالة سكونية جامدة لطبيعة العلاقة بين مصر والسودان طوال ذلك الزمن.
على هامش الأحداث الثورية الساخنة في كل من ليبيا واليمن وسوريا، تأتي مناسبة أول زيارة خارج مصر لرئيس الوزراء المصري الجديد د. عصام شرف يوم أمس الأحد 27/3/2011 إلى السودان، على رأس وفد كبير ضم أكثر من 8 وزيرا كوزير الخارجية، ووزير الصناعة ووزير التعليم العالي، لتكشف لنا الكثير من الحقائق التي تعكس مدى عمق إدراك هذه الوزارة الجديدة لإعادة الاعتبار إلى الحالة الخاصة والمهمة في العلاقات المصرية السودانية.
ياتي المصريون الجدد إلى السودان، أولا لأنهم يحرصون على المصالح الحقيقية لمستقبل الشعب المصري في أمنه المائي والغذائي والاستراتيجي .
وتأتي هذه الزيارة إلى السودان لتحقيق الأحلام الوطنية الحقيقية لتطلعات الشعبين في كل من مصر والسودان. هكذا لم تكن الزيارة الأولى لرئيس الوزراء المصري إلى عاصمة القرار الدولي في واشنطن أو أوربا، بل إلى الخرطوم ثم إلى جوبا.
إنه ادراك متقدم يختبر المفاعيل الحقيقية لثمرة العلاقة الجادة بين البلدين، عبر رؤية أستاذ جامعي وأكاديمي مرموق، أتى به شباب الثورة إلى رئاسة الوزارة فعرف، من خلال وعيه المتقدم، أن الاتجاه نحو الجنوب هو بوصلة الطريق الحقيقي إلى مصر القوية الآمنة، والحرة بقوتها وقرارها.
ثمة الكثير من العقبات التي كرسها نظام إعلامي مصري جعل من الإلهاء وسيلة مثلى لنفخ أساطير وأوهام ابتعدت كثيرا عن الحقائق الإستراتيجية لأولويات سياستة الوطنية الحقة حيال مصالح الشعب المصري. كان السودان ـ الذي هو جوهر هذه العلاقة ـ في الهامش البعيد في الأجندة الإعلامية المصرية ؛ الهامش الذي يستدعي هامشا من الاهتمام يهدر كل الإمكانات الواعدة لمستقبل البلدين في حال توفر إرادة سياسية جادة. حتى بدا كما لو أن السودان بالنسبة للمصريين يقع في كوكب آخر.
كانت هناك اتفاقات على الورق من ذلك الهامش. وبالرغم من وجود قلة قليلة من النخب المصرية المحترمة ممن أدركوا وعيا عميقا ومتقدما للعلاقة بين البلدين نذكر منهم قديما الأمير عمر طوسون، وحديثا الصحافي المرموق حسن أبو طالب، والزميلة أسماء الحسيني، وأماني الطويل، وعطية عيسوي إلا أن ذلك لم يفضي إلى ترجمة تلك العلاقة في تأسيس كبير لكيانات ناشطة بين البلدين، سواء في قطاع المشاريع المشتركة أو المجال الثقافي، وما إلى ذلك من خطط إستراتيجية ومشاريع توأمة، لخلق بنية إستراتيجية لمستقبل واعد.
وخلال العقدين الماضيين وقعت أمور مؤسفة لا تزال تلقي بظلالها على الوضع بين البلدين مثل قضية مثلث (حلايب) السوداني الذي ضمته حكومة الرئيس مبارك إلى مصر في تسعينات القرن الماضي . ومحاولة النظام السوداني اغتيال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في أديس أببا بأثيوبيا العام 1995 ؛ لكن في ظل التحولات الثورية التي وقعت في مصر وعبر هذا التوجه المصري الجاد لإحياء العلاقات السودانية المصرية ضمن أفق استراتيجي للإرادة السياسية في مصر، يمكن اللجوء إلى تسويات حقيقية وفق المصالح المشتركة والقوانين الدولية.
إن هذه الخطوة من طرف الثورة المصرية حيال إيلاء العلاقة مع السودان بعدا استراتيجيا هاما، تذكر بتلك الاتفاقية التي انعقدت بين المستشار الألماني كونراد إيدناور والجنرال شارل ديغول، في ستينات القرن الماضي، رغم مرارات الحرب العالمية الثانية بين البلدين، فكانت النواة الحقيقية للاتحاد الأوربي اليوم.
ومثل هذه الزيارة التي تصدر عن الإرادة السياسية الجادة، تأتي في العادة مخالفة لكل التوقعات، فهنا في هذا الجزء من العالم المسمى عربيا حيث تقع الإرادة السياسية والقرار الاستراتيجي خارج الحدود.
بقر البشير !
ومن طرائف تداعيات مناسبة هذه الزيارة ما ورد في الصحف السودانية والعربية من أن الرئيس البشير أهدى للثورة المصرية 5ألف رأس من البقر (ولا ندري ما إذا كان هذا البقر من ماله الخاص أم من مال الدولة) بمناسبة التخلص من الرئيس حسني مبارك. والمفارقة هنا أن هذا التصرف الساذج لا يبشر بخير في التعاطي مع القضايا العالقة بين مصر والسودان. إذ لايزال في السودان نظام انقلابي فاشي قام بتزوير الانتخابات الأخيرة ليضمن بقاءه منفردا بالسلطة، عبر صفقة ضمان انفصال الجنوب، التي غض الغرب بموجبها الطرف عن التزوير الذي وقع في تلك الانتخابات. ورغم جدية الإرادة السياسية في مصر ورغبتها في تقديم أولويات العلاقة الإستراتيجية السودانية على بقية علاقات الملف العربي والإقليمي إلا أن طبيعة نظام البشير لا تعينه على الارتقاء إلى ذلك الأفق الإستراتيجي، لا من زاوية المصلحة الوطنية كقضية حلايب، ولا من زاوية المصالح المشتركة الأخرى، لسبب بسيط وهو أن النظام في السودان لا يعبر عن إرادة الشعب السوداني، فيما النظام المصري الجديد هو تعبير صادق مائة بالمائة عن الإرادة السياسية للشعب المصري. وأكبر دليل على عدم جدية النظام السوداني، أن البشير، في نفس اليوم الذي استقبل فيه رئيس الوزراء المصري، أجرى اتصالا هاتفيا مع الديكتاتور السوري بشار الأسد ليطمئنه هذا الأخير على استتباب الوضع الأمني في سورية !؟
Jameil67@live.com
التعليقات
uae
magdi -ثم من انت حتى تحكم على البشير بما حكمت به عليه اعجبنى جدا المقال فى اوله وظننت وان بعض الظن اثم ان الكاتب موضوعى ووطنى فقط ولكنى وللاسف الشديد وجدته فى الاخر ممن يدسون السم فى الدسم ياخى مالو لو البشير اهدى للاخوة فى مصر من مال الدولة هذه اللحوم اليس لديهم حق فيها بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى اليس اخوتنا اشقائنا ولهم حق المشاركة فى الفرحة الم يتأذى السودان حكومة وشعبا من النظام البائدثم من انت حتى تحكم على الرئيس عمر البشير بما حكمت عليه يااخى احترم اراءنا نحن الذين نحبه لالشئ الا لانه مسلم شجاع قال لا فى وجه من قالوا نعم
uae
magdi -ثم من انت حتى تحكم على البشير بما حكمت به عليه اعجبنى جدا المقال فى اوله وظننت وان بعض الظن اثم ان الكاتب موضوعى ووطنى فقط ولكنى وللاسف الشديد وجدته فى الاخر ممن يدسون السم فى الدسم ياخى مالو لو البشير اهدى للاخوة فى مصر من مال الدولة هذه اللحوم اليس لديهم حق فيها بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى اليس اخوتنا اشقائنا ولهم حق المشاركة فى الفرحة الم يتأذى السودان حكومة وشعبا من النظام البائدثم من انت حتى تحكم على الرئيس عمر البشير بما حكمت عليه يااخى احترم اراءنا نحن الذين نحبه لالشئ الا لانه مسلم شجاع قال لا فى وجه من قالوا نعم
عيب !
طبيب -وإشمعنى إنت زعلان علشان إدينالهم شوية لحمة ؟ طيب ده العميد طـُـلبه عويضه – طيّب الله ثراه وغفر له - أدى نص سكان السودان منح دراسية في الجامعات المصرية ، والكلام دية كان لما كنا فقراء وماكان عندنا في السودان غير جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة فرع الخرطوم ، وكان عندنا يومها كلية طب واحدة في كل المليون ميل ومربع ، وكان نصف عدد طلاب الطب في الجامعات المصرية طلاب سودانيين ، نسيت يامحمد ؟ وإن ماكنت موجود يومها ، روح أسأل والدك وأعمامك وهم يكلموك.
عيب !
طبيب -وإشمعنى إنت زعلان علشان إدينالهم شوية لحمة ؟ طيب ده العميد طـُـلبه عويضه – طيّب الله ثراه وغفر له - أدى نص سكان السودان منح دراسية في الجامعات المصرية ، والكلام دية كان لما كنا فقراء وماكان عندنا في السودان غير جامعة الخرطوم وجامعة القاهرة فرع الخرطوم ، وكان عندنا يومها كلية طب واحدة في كل المليون ميل ومربع ، وكان نصف عدد طلاب الطب في الجامعات المصرية طلاب سودانيين ، نسيت يامحمد ؟ وإن ماكنت موجود يومها ، روح أسأل والدك وأعمامك وهم يكلموك.
الاستعمار اية
ابو الرجالة -رحم الله ايام الانجليز كانت ايام نعمة وخير زعلان اوي من الاستعمار ايام الاستعمار كانت دارفور اغني منطقة في العالم ثروة حيوانية وكان الجنية المصري بخمسة دولارات لغاية عام 1951 قبل ثورة العسكر ولم يكن هناك لا نوبي ولا سوداني ولا مصري ولا مسيحي ولا مسلم بل كان الكل يعمل بقوة لمصلحة البلد ايية رحم الله الملك فاروق من تنازل عن عرشة حقنا للدماء ولم يرضي ان يسيل دم مصري واحد لاجل عرشة خلينا في الخيبة اللي احنا فيها قصرالكلام المصريين لم يهتموا بكم الا لمصلحتهم اولا لان المياة الان تقل وستكون كارثة علي مصر
الاستعمار اية
ابو الرجالة -رحم الله ايام الانجليز كانت ايام نعمة وخير زعلان اوي من الاستعمار ايام الاستعمار كانت دارفور اغني منطقة في العالم ثروة حيوانية وكان الجنية المصري بخمسة دولارات لغاية عام 1951 قبل ثورة العسكر ولم يكن هناك لا نوبي ولا سوداني ولا مصري ولا مسيحي ولا مسلم بل كان الكل يعمل بقوة لمصلحة البلد ايية رحم الله الملك فاروق من تنازل عن عرشة حقنا للدماء ولم يرضي ان يسيل دم مصري واحد لاجل عرشة خلينا في الخيبة اللي احنا فيها قصرالكلام المصريين لم يهتموا بكم الا لمصلحتهم اولا لان المياة الان تقل وستكون كارثة علي مصر
دستور التراشق
هشام محمد حماد -سبق التساؤل لبرنامج حوار مع مفتي مصر على جمعة - ولم يتم الإجابة : من تلك الأسئلة القائمة لعل من يرغب إفادتنا : [أولاً] : ماذا يعني أن يأمر الرسول عليه الصلاة والسلام خالفوا المشركين وفروا اللحى وحفوا الشوارب - وموقع الإفتاء بمصرك يفت بما أسماه المعاصرة ؟ [ثانياً] : هل يندرج الدعاء ضمن الجهاد في سبيل الله بالمال واليد واللسان تفعيلاً لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ [ثالثاً] : ماذا يعني أن تنفق مصرك وحدها حوالي [26] مليارات على الدخان طبقاً لتصريح وزير صحة نظيف ؛ وبما يكلف البلاد إنخفاضات بالناتج القومي بأكثر من [126] مليارات سنوياً مع الخمور ؟ [رابعاً] : ما فتواك بشأن وجود أنشطة للرقص الشرقي والغربي وما بينهما بعاصمة بلدك الأولى والثانية وبغردقتك ياعلوه ؟ وهل شواطىء المايوهات محرمة أم شواطىء العري الكامل الزبداوي ؟ [خامساً] : أتوافق مشيختك على تقاض رشاوي بالتعليم العسكري بواقع البنديرة المعمول بها - أم تفضل معاليك بنديرة أرخص تمشياً مع حالة فقر الجيوب والعقول ؟ [سادساً] : هل يجوز صوم رمضان مع فوازير عري مستوردة من لبنان - أم يمكننا الأكتفاء باللحم المحلي بخبرة خمسة وثلاثون عاماً خلت ياكوتوموتوا ؟ [سابعاً] : هل أشاعة أفلام تتضمن قبلات ساخنة وافخاد وسوات ونهود ممثلات غير جميلات مكروه - أم لابد من اشتراط مشاهد باردة كالأحضان على الطاير والدعكات ؟ [ثامناً] : أفتى المفتي منذ شهور بعدم وجود ربا بالأسواق والبنوك وقانون الضمانات الصادر منذ اعوام - فمارايك بشأن أن النظام الحواسب المطبق بالبنوك يقوم يومياً بإحتساب فوائد /عوائد ويتم قيد المجاميع شهرياً ؟ وهكذا .. وهل صحيح كلام الله عزوجل فأذنوا بحرب من الله ورسوله ؟ [تاسعاً] : هل تتسع جهنم لجميع من يعص الله عز وجل ورسوله ؟ وهل معنى المعصية عدم الطاعة والإستجابة لإنتهاج الإسلام على أرض الواقع - أم يكتفى بالخيال والأمنيات الحالمة ؟ وهل يسأل علماء الإسلام من أمثالكم عن شيوع المحرمات والموبقات رغم إمكان غلق منافذ وشبابيك وابواب [عاشراً] : هل يجوز تطبيق إحدى البلاد الحدود رغم شيوع الربا والدخان والتلفاز الدشاوي للعري - مما يتيح البيئة الباثقة لجرائم ؛ أم لابد من مؤاخذة المسؤولين أيضاً طالما يقاتلوا الله والرسول ؟ وما رأيكم فيمن يطبقوا موروث الإحتلال المسمى دستور ياأمم ؟ [**] والنشر أمانة تحاسب عليها من رب العالمين
لا خير فيهم
وليد -علي السودانيين اخذ الحذر من الحكومات المصرية فلا خير فيهم وكل ما يهمهم استغلال الموارد السودانية واخلاقهم معروفة في كل البلاد العربية متي ارادت مصر للسودان خيرا ؟المنح والبعثات كانت مقابل لسكوت الحكومات السودانية علي اتفاقية مياه النيل الظالمة للسودان وغير السودان وثمن لنهب تاريخنا السوداني الفرعوني ورشوة للحكام السودانيين .انتبهوا ايها السودانيون .