عقدة النقص عند بعض العرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعاني بعض العرب بحكم طول أمد الهزيمة الحضارية التي عايشوها مما يمكن تسميته بعقدة الأجنبي..
هذه العقدة تتجلى بالانبهار اللاشعوري بكل ما له صلة بالغرب، وذلك للاعتقاد بتفوقه، في أسلوب طفولي لتقليد الكبار في كل شيء حتى في الأمور التي لا علاقة لكونهم كباراً بها..
هذا التقليد الأعمى يكشف عن انعدام الثقة بالنفس.
نرى هذه النفسية تتجلى في الاستعمال غير المبرر لكلمات أجنبية وإقحامها في سياق الحديث دون وجود حاجة إليها في توضيح المعني ليظهر المتحدث نفسه بأنه متحضر وعصري ومتحرر من ثقافة التخلف العربية حسب ظنه.
كما نراها في شيوع إطلاق أسماء أجنبية على الفنادق والصالونات والشوارع وغيرها، مع أن اللغة العربية فيها متسع لهذه التسميات.
نرى هذه النفسية الانهزامية في محاكاة الأجانب حتى في طريقة اللبس، والأكل والاحتفالات، وغيرها، فتجد أحدهم يأكل بشماله ويتناول طعامه بالشوكة والسكين ليظهر نفسه بمظهر حضاري وكأنه بهذه الطريقة -ما شاء الله عليه- سيتدفق عقله بحكمة الغرب وحضارته.
هذا التقليد يمكن فهمه مقاربةً بنظرية بافلوف في الارتباط الشرطي اللاواعي، فكما أن الكلب في هذه النظرية بمجرد سماعه دق الجرس يسيل لعابه لأن هذا الصوت ارتبط في ذهنه بإحضار الطعام فيصير دق الجرس في حد ذاته مثيراً للعاب حتى دون إحضار الطعام، كذلك صاحبنا المنبهر يصير مجرد محاكاة الأجنبي في لباسه وطريقه طعامه وشرابه وكلامه مظهراً حضارياً حتى وإن كان فارغ المحتوى غير جاد في البحث العلمي والقراءة غير ملتزم بمواعيده، لا يفكر ولا يبدع، وهي الأمور التي تصنع الحضارة بحق.
المقلد يبحث عن التقدم والحضارة، وهو يظن أن الغربي يمتلك هذه الحضارة، وحتى الآن لا توجد مشكلة، ولكن المشكلة هي في تحول هذا التقليد إلى تقليد أعمى لا يفرق بين العوامل الحقيقية لتقدم الأجانب فيستفيد منها ويتمثلها في حياته، وبين الأمور التي تخضع لاختلاف البيئة الثقافية.
لا أقول إنني لست ضد أن نستفيد من الغرب في جوانبه الإيجابية التي أدت إلى صناعة حضارته، فالقضية ليست مجرد جواز بل هي فريضة، وهذه القيم الحضارية وإن كان للغرب فضل السبق فهي قيم إنسانية يجب على كل من يبحث عن التقدم الإنساني أن يستوعبها وينطلق منها، لكنني أنهى عن مرض فقدان الثقة بالنفس، لأن من يفقد ثقته بنفسه ويعيش بنفسية المنهزم ويعاني من عقدة النقص غير مؤهل للتفكير الحر والإبداع والمساهمة النوعية في خدمة البشرية.
هناك علاقة بين العلم وبين الثقة بالنفس فكلما كان الإنسان أكثر رسوخاً في العلم كلما كان أكثر قدرةً على التمييز بين المظاهر والجواهر، وكلما صار أكثر دقةً في معرفة ماذا يأخذ وماذا يترك، وكان أبعد عن التعميم والقوالب الجاهزة، فلا يقيس الأمور بمنطق الثنائيات، بل يمتلك رؤية نقديةً في جميع المراحل فيستفيد من السمين ويترك الغث.
هذه الهزيمة النفسية التي نتحدث عنها لا تقتصر على بعض السلوكيات من قبل بعض الشباب المراهق، بل تنال حياتنا الثقافية والفكرية كذلك، فإذا أراد أحدهم أن يؤكد لك حقيقةً قال لك: (اكتشف باحث غربي-أو ياباني أو ألماني أو أمريكي) فإذا سمع المتلقي هذه اللازمة ألقى سمعه بعناية، ومما يزيد الأمر أسفاً أن تظهر عقدة النقص هذه حتى عند من يريدون أن يدعوا إلى دين الإسلام، فهو في سبيل إثبات عظمة هذا الدين يستشهد لك بأقوال شاعر غربي أو فيلسوف أو كاتب وربما أقل من ذلك، فقط يكفي أن يكون اسمه روبرت أو فيليب أو فريدريك، وإذا أراد أن يثبت إعجاز القرآن قال: لقد قال باحثون غربيون كذا وكذا وقد سبقهم القرآن بألف وأربعمائة عام، وهو لا يدري أنه بهذه الطريقة يثبت عجز المسلمين أكثر مما يثبت إعجاز الإسلام. فهذا يعني أننا بتنا عاجزين حتى عن رؤية عظمة ديننا إلا بمنظور غربي، وأننا نتلمس منهم أن يشهدوا لنا بصواب موقفنا، وأنى لمن يعيش بهذه النفسية المنهزمة المترددة أن يقود البشرية وأن يقدم لها مشروعاً حضارياً.
ويا ليت هذا الشعور بالنقص قد اقتصر على علاقتنا بالغرب، لكن المصاب الأكبر أنه امتد حتى إلى نظرتنا إلى الإسرائيليين الذين يحتلون أرضنا ويمارسون ضدنا أبشع صور التطهير العنصري، وهي علاقة غريبة بين الضحية والجزار، تمزج بين الكراهية الشديدة للاحتلال وفي نفس الوقت الاعتقاد الخفي بتفوقه وأفضليته. فتجد من بيننا من إذا أخبرته بخبر سألك عن مصدره فإن قلت له صحيفة هآرتس أو معاريف أو يديعوت أنغض إليك رأسه وسلم بصحته، وكأن هذه الصحف هي منتهى المهنية والمصداقية مع أنها وسائل خطيرة يستعملها الاحتلال لبث سمومه ودعاياته، صحيح أنها في بعض جوانبها مهنية إلا أنها في جوانب أخرى أمنية ينبغي التعامل معها بحذر شديد.
والغريب أن الأخبار التي يستقيها البعض من المصادر الإسرائيلية لإثبات صحتها تكون أحياناً أخباراً محليةً بحتة أي أننا نحن أقرب إليها من هذه المصادر الإسرائيلية، فلا حاجة للذهاب بعيداً من أجل إثباتها، وقد بلغ بأحدهم ذات مرة أن يستدل على عدد الشهداء الفلسطينيين في إحدى الاجتياحات برواية إذاعة الجيش الإسرائيلي مع أن المستشفى بجواره ويستطيع أن يحصل منها على المعلومة، ولكن ماذا نفعل والبعض يعاني من عقدة الخواجة، فكل ما يقوله الأجنبي-حتى لو كان احتلالاً-فهو مقدس.
وأحياناً يكون مجرد تحليل لكاتب إسرائيلي هو بشر مثلنا يأكل مما نأكل منه ويشرب مما نشرب، مبني على تقديره الشخصي، وكثيراً ما يخطئ هذا التقدير، ومع ذلك يسارع البعض إلى تلقفه والترويج له على أنه الرواية الرسمية لدولة إسرائيل وأنه من لدن عليم خبير، أستغفر الله العظيم.
أكتب هذه الخواطر التي تدفقت إلى عقلي دون سابق إنذار ونحن نعايش لحظات تاريخية يبدأ فيها مسار تحول الشعوب العربية من الهبوط إلى الصعود، ولا نريد أن نكون في هذه المرحلة عوامل تثبيط وإحباط، فنرسم صورةً قاتمةً لحالة عربية قد بدأت طريق الازدهار، ولكنني أنبه إلى أن هذه اللحظة الراهنة هي اللحظة المناسبة للتحرر من عقد النقص والعجز واستعادة الشعور بالثقة، وأن التحرر من عقدة الأجنبي هو شرط لا يمكن تجاهله من أجل استعادة الأمة لدورها الحضاري الرائد.
والله هو الهادي إلى سواء السبيل..
التعليقات
خذ لك ساتر
شاهين -أحسنت ولكن خذ لك ساتر فسيهجم عليك المتغربنون والمتصهينون من صبية ايلاف !
خذ لك ساتر
شاهين -أحسنت ولكن خذ لك ساتر فسيهجم عليك المتغربنون والمتصهينون من صبية ايلاف !
احسنت!
مراد البياتي -موضوع شيق وقد اصبت كبد الحقيقةمع التمنيات بقراءة المزيد.
احسنت!
مراد البياتي -موضوع شيق وقد اصبت كبد الحقيقةمع التمنيات بقراءة المزيد.
اين اصواتكم
يمني يتسائل -يا شباب ثورة اليمن اين اصواتكم الان لماذا هذا الصمت هل اصمتتكم اصوات اللقاء المشترك؟ مالنا دعوة بيهم اخرجوا اصواتكم الى الملاء لكي يسمعكم العالم لماذا صمتوا فجاءة؟؟ هذة ضاهرة غريبة- العالم يتساءل مالخطب؟ وباي اوراق يلعب علي عبداللة صالح في هذة اللحظات ارجوكم لاتدعوا الثعالب يسرقون ثورتنا النظيفة وانت ايها العلي عبداللة صالح لقد تمسك بالكرسي قبلك مبارك وزين وقد كانوا حلفائئهم الامريكان والاسرائليين ولكن اردة الشعب هي التي انتصرت على ا رادة حب السلطة وخرج مبارك كما خرج زين وكما سيخرج القذافي كل يجر اذيال خيبتة وانت ستخرج ستخرج ولكن باي طريقة هذا ماسوف يقررة الشعب وكلما تمسكت بالكرسي اكثر كلما فكر الشعب بطريقة بشعة يخرجك بها فعجل بخروجك بكرامة قبل ان تهين اسرتك معك .
اين اصواتكم
يمني يتسائل -يا شباب ثورة اليمن اين اصواتكم الان لماذا هذا الصمت هل اصمتتكم اصوات اللقاء المشترك؟ مالنا دعوة بيهم اخرجوا اصواتكم الى الملاء لكي يسمعكم العالم لماذا صمتوا فجاءة؟؟ هذة ضاهرة غريبة- العالم يتساءل مالخطب؟ وباي اوراق يلعب علي عبداللة صالح في هذة اللحظات ارجوكم لاتدعوا الثعالب يسرقون ثورتنا النظيفة وانت ايها العلي عبداللة صالح لقد تمسك بالكرسي قبلك مبارك وزين وقد كانوا حلفائئهم الامريكان والاسرائليين ولكن اردة الشعب هي التي انتصرت على ا رادة حب السلطة وخرج مبارك كما خرج زين وكما سيخرج القذافي كل يجر اذيال خيبتة وانت ستخرج ستخرج ولكن باي طريقة هذا ماسوف يقررة الشعب وكلما تمسكت بالكرسي اكثر كلما فكر الشعب بطريقة بشعة يخرجك بها فعجل بخروجك بكرامة قبل ان تهين اسرتك معك .
بالتوفيق
ابراهيم الكعبي/بغداد -تحيه طيبهمن الجيد ان نسمع اراء الشباب في مواضيع العصر ولكن ما الضير في تقليد الجيد منها مثل الاكل بالشوكة والسكين او الاستضهاد باقوال فلاسة وعلماء العصر.وها انت تستشهد بنظرية بافلوف! خاصة ونحن لا نقراء ماتركه لنا اجدادنا من ارث عظيم اخذ منه الغرب واعاده الينا باسماء اخرى.
بالتوفيق
ابراهيم الكعبي/بغداد -تحيه طيبهمن الجيد ان نسمع اراء الشباب في مواضيع العصر ولكن ما الضير في تقليد الجيد منها مثل الاكل بالشوكة والسكين او الاستضهاد باقوال فلاسة وعلماء العصر.وها انت تستشهد بنظرية بافلوف! خاصة ونحن لا نقراء ماتركه لنا اجدادنا من ارث عظيم اخذ منه الغرب واعاده الينا باسماء اخرى.
الكرافته
fyd -اما ان نتفق مع الكاتب,او نصبح متغربنون ومتصهينون ومن صبية ايلاف,اسألك: هل انت مثل الكاتب لاترتدي ربطة العنق اتباعا لتقليد اسيادك واسياده المجوس الصفوين؟؟؟؟
الكرافته
fyd -اما ان نتفق مع الكاتب,او نصبح متغربنون ومتصهينون ومن صبية ايلاف,اسألك: هل انت مثل الكاتب لاترتدي ربطة العنق اتباعا لتقليد اسيادك واسياده المجوس الصفوين؟؟؟؟
ولاكن
ابو علي -ولاكن يا اخي هذه هي الحقيقه اذاعه لندن واسرائيل هي الوحيده التي كنا نستقي منها الاخبار الصحيحه هل تذكرون اذاعه صوت لعرب == لم نسمع منهم الا الكذب وهكذا تنطبق على كل الاشياء تقريبا والتي تقول انها سلييات فانا ارى ان الكثير منه لاضرر فيه والعكس هو الصحيح
ولاكن
ابو علي -ولاكن يا اخي هذه هي الحقيقه اذاعه لندن واسرائيل هي الوحيده التي كنا نستقي منها الاخبار الصحيحه هل تذكرون اذاعه صوت لعرب == لم نسمع منهم الا الكذب وهكذا تنطبق على كل الاشياء تقريبا والتي تقول انها سلييات فانا ارى ان الكثير منه لاضرر فيه والعكس هو الصحيح
حسن واصل...
كريم -كاتب المقال كما أغلبية الشعب العربي يعيش فيما يسمى في علم النفس: حالة إنكار...هذه الحالة طالت للأسف لعدة قرون و الظاهر أنها ستتواصل مع الأجيال القادمة إلى الأمام إلى الأمام حائط!!! حائط..!!!!!
حسن واصل...
كريم -كاتب المقال كما أغلبية الشعب العربي يعيش فيما يسمى في علم النفس: حالة إنكار...هذه الحالة طالت للأسف لعدة قرون و الظاهر أنها ستتواصل مع الأجيال القادمة إلى الأمام إلى الأمام حائط!!! حائط..!!!!!
أحسنت
Ahmed Ensair -الاستعمال غير المبرر لكلمات أجنبية وإقحامها.
أحسنت
Ahmed Ensair -الاستعمال غير المبرر لكلمات أجنبية وإقحامها.
مهلا لحظة
دكتور احسان -الموضوع صحيح و لكن مبالغ به جدا. انا في اوربا منذ وقت قصير ولا اجد نفسي استطيع التطبع بطباعهم عكس الغير الذين تجدهم يحتفلون بالهلوين اكثر من اي شي ثاني. ولكنك اخي الكاتب تبالغ بالموضوع جدا وتاخذ كثير من الامثلة التي ليست لها صلة و كانك تتهم العربي بالمتخلف اذا استخدم كلمة اجنبية او احب اكله غربية وهذا غير معقول و مبالغ به
مهلا لحظة
دكتور احسان -الموضوع صحيح و لكن مبالغ به جدا. انا في اوربا منذ وقت قصير ولا اجد نفسي استطيع التطبع بطباعهم عكس الغير الذين تجدهم يحتفلون بالهلوين اكثر من اي شي ثاني. ولكنك اخي الكاتب تبالغ بالموضوع جدا وتاخذ كثير من الامثلة التي ليست لها صلة و كانك تتهم العربي بالمتخلف اذا استخدم كلمة اجنبية او احب اكله غربية وهذا غير معقول و مبالغ به
You are dead wrong
man -If I eat with a fork and a knife. dress with T-shirt and jeans and dance with my wife the Tango it does not mean I have no confidence in myself. It is the opposit, it means I am free to choose what I like to wear, eat and dress without any obstacles from my old strict and narrow minded tradions and customes. Today in our global enviromental level, its what you make the best for yourself, your family and your country. Education, science, and technolpgy is the name of the game in our 21ST Century, so wake up and smell the coffee
You are dead wrong
man -If I eat with a fork and a knife. dress with T-shirt and jeans and dance with my wife the Tango it does not mean I have no confidence in myself. It is the opposit, it means I am free to choose what I like to wear, eat and dress without any obstacles from my old strict and narrow minded tradions and customes. Today in our global enviromental level, its what you make the best for yourself, your family and your country. Education, science, and technolpgy is the name of the game in our 21ST Century, so wake up and smell the coffee