فضاء الرأي

المال مهم لكن ليس وحده.. وغضبة الشباب العربي ليست "رحلة غنائم"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الأهم من متابعة امتداد حركة التظاهرات والاحتجاجات في العالم العربي هو دراسة اسبابها.
قد يرى البعض ان السبب ينحصر في الظلم والفقر وانعدام الأمل امام هؤلاء الشباب. كل ذلك صحيح. لكن في رأيي ان الشباب العربي الذي ادرك بعض "عجائز" السياسة العربية وجوده فجأة وحقه في الحياة فجأة وانسانيته فجأة، هو أذكى من كل ما كان هؤلاء "الختايرة" يوهموننا به. فقد عمل اكثرهم على معاملة الشباب كأطفال لم يبلغوا سن الحلم بعد، وتلاعبوا على العالم كله بقصة الفوضى والقاعدة والقبيلة.
لقد كان الشباب منسيا دون ان يدرك "الختايرة" انهم يتطورون، بل ودون ان يدرك المنسيون نفسهم انهم يتطورون وهم يستمدون بقائهم من الحلم. فاستخدموا ما بين يديهم من تقنية وتكنولوجيا ليعيشوا الحلم وهم في "زنقاتهم" وشوارعهم المتربة والعطنة.
لم يكن ظلم الشباب وتطور فكرهم هو ما حرك الاحداث القوية في المنطقة. فليس الشباب وحدهم من عانى الظلم، والفقر لم يكن حكرا على أحد. من أجل ذلك عندما فتحت أبواب الاصلاح على مصراعيها وابواب الخزائن على مصراعيها، لم تحصد كل تلك المحاولات ابتهاج الشباب ولم تمتص رغبتهم في التغيير.
لماذا أخفقت برامج الاصلاح المادية العاجلة والقوية والعميقة في ان تمتص ثورة الشباب طالما ان ثورتهم هذه قد أتت بسبب الظلم والحاجة؟
ليس السبب هو في فوات أوان الاصلاح، فالاصلاح لا أوان يتقدم فيه او يتأخر.
في رأيي ان الشباب العربي، ومع ما اثبته من تطور وانفتاح على العالم، وتواصله مع كل ما يحدث في القريب والبعيد، ما عاد يملك خصومة أو محبة مع اصلاح مالي او سياسي بل ان خصومته تكاد تنحصر في رفضه ان تصبح ارزاقه وحياته وكينونته رهن إرادة شخص واحد فقط او قلة اشخاص.
هؤلاء الشباب لا يريدون مالا، او عملا، او زوجة ومنزل، بل يريدون ان لا يتحكم أنسان واحد أوحد في مستقبلهم ومستقبل ابنائهم. لقد اسقطوا بن علي واصروا على ان يرحل كل النظام، وفعلوا الشيء ذاته في مصر، وسيتكرر السيناريو عاجلا او آجلا مع دول أخرى.
لم تكن تونس سيئة الى هذا الحد. ولم تكن مصر سيئة الى هذا الحد. ولم تكن ليبيبا سيئة إلى هذا الحد. بل اكاد اجزم ان اي من هذه الدول الثلاث تمعت بوضع افضل من كثير من الدول العربية الاخرى، مع هذا ثار الشباب ليس لأنهم يبحثون عن مال سرق منهم بل لأنهم باتوا على درجة من الوعي ليرفضوا ان تصبح مصائرهم رهينة مزاج انسان واحد فقط.
عليه فإن الإصلاح الحقيقي لن يحققه المال وحده، ولا رفع الظلم وحده، بل المساواة في المعاملة والمشاركة في القرار.

nakshabandih@yahoo.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
و
سعود -

و امشكله ان هذا الشخص الواحد طاعن في السن و لم يؤته الله الكثير من العلم و الحكمه

أحسنت
hanan -

أحسنت هانى معك كل الحق.وأتمنى أن يتمكن الشباب أو الثوار من تحقيق التغير الصحيح .

ولم تكن ليبيبا سيئة
Sarah -Libya -

أستاد هاني,أتفق معك في أغلب ما دكرت ولاأعتقد أن أحدا سيختلف معك في هدا الطرح. و لكني أحببت أن أصحح مادكرت عن ليبيا.فليبيا تحت ظل قبضة السفاح هي الأسواء عربيا في جميع المجاللات. و ان لم تكن تصدقنا كمواطنين فمإمكانك الإطلاع على تقارير التنميه الصادره عن الأمم المتحده و التي أحتلت ليبيا فيها أخر المراكز على مستوى العالم بأسره.

مجتمعات عربية
ابو رعد -

لو كنت في نقشبند هل ستطالب بذلك ؟ انت هنا تتكلم عن مجتمعات عربية فمالك ولها .لا يعني معرفتك العربية ان تقحم نفسك في امور قد تبدو عصية الفهم لديك