أصداء

في انتظار حدوث تشيرنوبل شرق اوسطية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


إن الشرق الأوسط يمر للأفضل أو للأسوأ من خلال إضطرابات سياسية لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث. حدثت معظم هذه الإضطرابات وما زالت تحدث في البلدان التي تبعت ميول سياسية موالية للغرب. بعبارة أخرى، إن الدكتاتوريات التي تمت إزالتها من خلال ثورة شعبية هي أعضاء في نادي "رجالنا " (بمعنى أتباعنا). على الرغم من أن إزالتها وبدون أدنى شك كانت نصراً كبيراً لشعوب هذه البلدان، ورغم أنه كان من نتيجتها بعض الموت والمعاناة، إلا أن الضغوط الغربية حتماً منعت تلك الديكتاتوريات من إلحاق أضرار لا تحصى بمواطنيها، وبطبيعة الحال حرمان الكثير من النعمة الكبرى، نعمة الحياة.

معسكر الدكتاتوريات التي تمثل الفريق الآخر - "الرجال الآخرين" - هم الإمبراطورية الفارسية التي يديرها الملالي في ايران، سوف لن يظهر هذا المعسكر أي الرحمة أو ندم على حرمان شعوبها من نعمة الحياة العظيمة، ناهيك عن مواطني الدول المجاورة لها. إن موت عدة مئات آلاف من الايرانيين في سبيل حماية الثورة ستكون ضئيلة بالمقارنة بالملايين من الأرواح التي سوف تتأثر بطموحات ايران الانضمامية -المكشوفة- في المنطقة. قال الرئيس ماو مرة لشركائه السوفييت المصدومين أن فقدان بضعة ملايين من الناس في الحرب النووية سيكون خياراُ مرحب به بالمقارنة مع المكاسب التي سيحققها المجتمع من نتائج تلك الحرب.

يبدو أن الملالي في إيران يشاركون ماو نفس هذه العقلية. إلا أن حربهم النووية ستكون ذاتية، التداعيات والأضرار الجانبية لأولئك الذين لا يريدون الإشتراك في أي جزء من الأوهام الثورية في إيران ستكون صاعقة و أسوأ، كما انه من الممكن أن نتسبب نحن أنفسنا بالضرر وذلك بتجاهل الكارثة والتى من الواضح أنها تنتظر الحدوث.

في غضون أشهر قليلة سوف يقوم ملالي إيران بتلميع أبواقهم ليصدحوا بإنجازهم العظيم لتشغيل أول محطة للطاقة النووية على الخليج في بوشهر.

عادةً ما يكون في أي محطة للطاقة النووية الكثير من مزايا السلامة المطبقة. أهم المزايا في ذلك هي نظام المؤشرات والتحكم (INC). إن وظيفة نظام المؤشرات والتحكم هو السيطرة على جميع جوانب نشاط المفاعل أو ضد أي إنحراف عن ظروف التشغيل العادية والتنسيق الكامل بين الإجراءات النووية في المفاعل والتبريد وأنظمة الضغط. ويشمل هذا المراقبة المستمرة لقضبان الوقود في المفاعل للتأكد من أن تبقى سليمة، فضلاً عن مراقبة نوعية المياه، والمواد النووية المضافة إلى دورة مياه التبريد، وإمدادات دائمة وصحيحة للدوائر الكهربائية ودوائر كهربائية منخفضة الفولتية إلى لوحات التحكم والتركيبات.

يقوم نظام المؤشرات والتحكم على مئات الكيلومترات من الكابلات، توضع في جميع أنحاء الأنظمة في هياكل المفاعلات، بعضها كابلات تحكم وبعضها كابلات للطاقة والكهرباء. في بوشهر وضعت معظم هذه الكابلات في أوائل 1978- 1979 من قبل شركة ألمانية تدعىKRAFTWERKE UNION (KWU) الشهيرة ببناء مفاعلات آمنة و ذات جودة عالية. إلا أنه، عندما صعد الخميني إلى السلطة في 1979 قامت KWU بالتخلي عن مشروع بوشهر، بعد أن أنجزت نحو 70 ٪ من المفاعل الأول، و المحتوى، وجزء كبير من كابلات الكهرباء والتحكم، وحوالي 20 ٪ من المفاعل الثاني. أصبح المفاعل مهجوراً من أي أغراض أو غايات ولم يتم تنفيذ اي أعمال صيانة.

في عام 1995 اصابت قنبلة عراقية المفاعل الأول بضربة مباشرة، وصل الروس بعد ذلك وبدأوا بإصلاحه!

في هذه المرحلة، كان من الضروري تعديل البنية التحتية للمفاعل وهيكل المباني الذي شيد بواسطةKWU، لترميمه وإستكماله من قبل الروس. وشمل ذلك تعديل نظام المؤشرات والتحكم والكابلات التي تأسس بناءاً عليها المفاعل لتتناسب مع تقنيات مختلفة تماماً عن تلك المعايير التي كانت مقررة في الأصل. وضعت أفضل المحاولات المحتملة لدمج النظامين، إلا أن إدماج نهج تصميم مختلف والإعتماد على معايير تكنولوجية مختلفة أسفرت عن وجود نظام مراقبة غير متوافق مع أي من الخطتين سواء الأصلية أو حسب النظام الجديد.

كاتب اماراتي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الساعة الآتية
قيس الحربي -

إذا كان هؤلاء اليابان المشهود لهم بالكفاءة والإنضباط والطاعة وحسن الصنعة يحصل لهم ما حصل مع مفاعلهم في فوكوشيما وبكل ما لديهم من مختصين ومهندسين وإداريين وكل ما يلزم للتعامل مع هذه الأزمة التي تسببت بها الطبيعة، فكيف سيكون عليه الحال في بلدان من مثل هذه التي نعرفها؟! نعرفها بسوء ادارتها وفساد سياسييها وإدارييها وإنعدام كفاءتها وقلة انضباطها وعنادها ورداءة صنعها. إيران التي بنت العديد من هذه المفاعلات وما زالت تبني بحجة التزود بالطاقة الكهربائية في المستقبل هي واحدة من هذه الدول التي نعرف. لا تستطيع دول الخليج العربية ومعها الغرب إيقاف البرنامج النووي الإيراني (السلمي على ما تقوله إيران). فلا أحد يستطيع المحاججة طالباً إيقاف برنامج سلمي في دولة أخرى. استمرار هذا البرنامج بالرغم من الحروب الكلامية التي شنت ضده دليل على صمود إيران في هذه الجبهة التي يتضح يوماً بعد آخر أنها ستنتهي على ما نشهد، التسليم لإيران بما تريد، ليبقى على إثر ذلك الرعب المتمثل في أن يخطئ إيراني ما موكل إليه فعل شيئ ما في محطة ما، أو تحدث كارثة طبيعية، لتنبلج الكارثة النووية في المنطقة والتي ستطال بالإضافة لشعب إيران شعوب دول الخليج العربية والعراق وبلاد الشام وربما أبعد من ذلك. بالطبع (وأنا متأكد من هذا منذ اليوم) ستعرفون بالكارثة عن طريق المراصد الغربية ووسائل إعلامها، إما إيران فستنكر لأيام وربما لفترة أطول أو أبداً أن شيئاً من هذا القبيل قد حصل عندها. أنكر السوفييت في عام ١٩٨٦ ما حصل في تشيرنوبيل لمدة ساعات إلى أن اكتشفت مراصد الدول الاسكندنافية الكارثة التي تعثر السوفييت كثيراً في سبل معالجتها، وكانوا تعثروا أكثر في سبل إخفائها عن العالم الخارجي ولم يستطيعوا. تعثر الإيرانيين سيكون من صنف غير مسبوق لم يعرفه الغرب ولم يتحسبوا له، فهذا الغرب الذي سيبدي رغبته في المساعدة حينئذ سيواجه مصاعب لا يفقه فيها شيئاً ولم تتوصل كل تقنياته بعد لسبل حلها ، فكيف مثلاً ستحل مسألة سيثيرها الرجال المعممون هناك والتي تقول أن هذا إبتلاء من الله ولا راد لحكمه.

1985
علي -

قام العراق بضرب المفاعل سنه ١٩٨٥وليس عام ١٩٩٥للتنويه