تظاهرات العراق، بين المكاسب والفضائح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لم يكن يوم 25 شباط/فبراير الماضي، كما يعتقد البعض، هو تاريخ انطلاق أولى التظاهرات العراقية المطالبة بحقوقها المشروعة، بل سبقتها تظاهرات عديدة وفي مناطق متنفرقة من العراق، ولعل تظاهرات شارع المتنبي التي قادتها الأصوات الثقافية العراقية، قد سجلت الانطلاق الحقيقي لفكرة التظاهر ورفض السكوت على مظاهر الفساد والوعود الكاذبة، لتنطلق بعد بذلك سلسلة تظاهرات، كان أكثرها صخباً تلك التظاهرة "العنيفة" التي انطلقت في محافظة واسط... التظاهرات ما زالت مستمرة، وأخذت تتطور، وصارت المطالب تأخذ بعداً سياسياً وإنسانياً أكثر عمقاً، وأبلغ تأثيراً، كون أن المواطن العراقي صار يدرك تماماً كل ما يدور حوله، ويعرف كيف يستخلص الزيف والكذب والمهادنة من بين خطابات وأقاويل أصحاب القرار. ولعل تسجيل ظاهرة التصاق المثقف بالمواطن البسيط التي شهدتها حالة الحراك الجماهيري، كان له التأثير البالغ في انتاج وعي جماهيري، جعل أصحاب القرار يستشعرون الخطر الحقيقي الذي يهدد بقاءهم في مراكزهم. ورغم أن هذا يعتبر مكسباً لا يستهان به، إلا أن هناك مكاسب أخرى لا تقل أهمية، حصدتها الأصوات العراقية التي انطلقت بتظاهراتها السلمية والتي شهدت رغم ذلك سقوط أكثر من 23 ضحية من أبناء العراق، بحسب ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في الخامس من نيسان الحالي، خلال تقريره الثاني المقدم إلى مجلس الأمن.
هناك من يرى أن أهم ما حققته التظاهرات هو المكاشفات "غير العلنية" التي شهدتها أروقة الساحة السياسية العراقية بين العديد من السياسيين والتي أكيلت من خلالها العديد من التهم المتبادلة، وقد سمعنا بعضها على الهواء مباشرة... صحيح أن هذه النزاعات والإتهامات قد تحد من ألاعيب أصحاب الضمائر المرهقة بمصالحها الشخصية، ولو مؤقتاً، إلا أنها جعلت المواطن العراقي يدرك مدى التخبط الواضح الذي ظهرت عليه بعض الشخصيات السياسية من خلال أحاديثها الاعلامية.
التظاهرات مستمرة، ولم نسمع حتى الآن أي رأي جماهيري يطالب بإنهائها أو تأجيلها ولو مؤقتاً، كون الشارع العراقي صار يتلمس حقيقة المكاسب التي حصلت عليها الأصوات المتظاهرة، حيث تم إقالة بعض المحافظين، بعد أن ادينوا بتهم أغلبها أخلاقية، فالفساد والسب والشتم وإتهام المتظاهرين بقلة الأدب وعدم الانضباط، هي مظاهر تشير بشكل واضح إلى انحدار اخلاقي لا يمكن السكوت عنه... ومن المقالين بقرار من الشعب الغاضب، محافظ البصرة شلتاغ عبود "إئتلاف دولة القانون" ثم محافظ بابل سلمان ناصر الزركاني (إئتلاف دولة القانون) وكذلك إقالة محافظ واسط لطيف حمد الطرفة "إئتلاف دولة القانون" من منصبه على خلفية اتهامات بالفساد.
أما استقالة محافظ كركوك عبد الرحمن مصطفى ورئيس مجلس المحافظة رزكار علي، فلم تكن مطلباً مباشراً من المتظاهرين، بل جاءت اعترافاً من المستقيلين إلى المتظاهرين، على عدم قدرتهما تقديم الخدمات للناس بالشكل المطلوب، بسبب التناحرات الحزبية والصراعات القومية داخل مجلس محافظة كركوك... في الفترة نفسها، تم إقالة وكيل وزير التربية علي الإبراهيمي "إئتلاف دولة القانون" بعد ان أساء "أخلاقياً" إلى شريحة المعلمين ووصفهم بالحمير (المطايا) في لقاء متلفز. ومنذ فترة قصيرة تم إقالة عادل محسن "إئتلاف دولة القانون" والذي يشغل منصب مفتش عام وزارة الصحة ومنسق عام المفتشين العموميين، على اثر اتهامه بالفساد واستيراد أدوية فاسدة، بالإضافة إلى إساءة "أخلاقية" كبيرة وجهها إلى أطباء العراق في لقاء بُثَّ على شاشة القناة الفضائية العراقية الرسمية.
إن الحراك الجماهيري الواعي الذي شهدته شوارع وساحات العراق، نجح في الضغط على الحكومة العراقية لاتخاذ قرار التعجيل باطلاق سراح السجناء ممن لم تثبت التهم بحقهم، وقد تم بالفعل اطلاق سراح المئات منهم - النسبة ضئيلة بالمقارنة مع عدد السجناء الهائل - رغم تسجيل بعض مظاهر الفساد في عملية الاطلاق هذه، حيث ثبت أن هناك البعض من المجرمين الذين اعترفوا بعمايات قتل، كانوا من ضمن المفرج عنهم. وكان المتظاهرون قبل هذا قد كشفوا عن جرائم وخِسّة "المخبر السري" الوظيفة "الخبيثة" - وهي إحدى أساليب النظام البعثي المباد - التي نشطتها الحكومة العراقية الجديدة لتكمم أفواه الناس وتودعهم السجون السرية دون ذنب أو جريمة تذكر، إلا أن الأهم في هذا الحراك الجماهري يكمن في تحرك هيئة النزاهة في البرلمان العراقي لتكشف عن آلاف الوثائق التي تدين العديد من رجال الدولة العراقية بالفساد، ويقف على رأس هذه الوثائق، ما يتعلق بصفقة شراء ست طائرات كندية، والمتهم الأول فيها هو مستشار رئيس الوزراء والقيادي في حزب الدعوة أحمد عبد الامير السعداوي "إئتلاف دولة القانون"، ثم فضيحة شراء أجهزة الكشف عن المتفجرات (ADE-651) التي كلفت العراق ما يقارب 122 مليون دولار ليتضح أن الأجهزة غير صالحة للإستخدام وأن خبراء المتفجرات الأمريكان قد كشفوا عن أن سعر الجهاز الواحد المستورد بلغ 60 ألف دولار، فيما يباع الجهاز الواحد في أسواق بريطانيا بـ40 دولاراً فقط، وأن الصفقة تمت بأمر واشراف رئيس الوزراء الحالي، وأن المتهم الأول في هذه الصفقة المشبوهة هو قائد فرقة مكافحة المتفجرات اللواء جهاد لعيبي الجابري "إئتلاف دولة القانون" الذي يقيم رهن الإعتقال الآن.
التظاهرات، أدت أيضاً إلى فرض الإقامة الجبرية على كمال الساعدي، أحد أقرب مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي، بعد مشادة كلامية اندلعت بين المالكي والساعدي، على أثر ظهور الساعدي يوم التظاهر 25 شباط/فبراير وهو يقود قوات الأمن من على سطح المطعم التركي القريب من ساحة التحرير، حيث قام المالكي بتأنيب الساعدي مما حدى بالأخير إلى القول: "لقد وضعتنا بوجه المدفع وانزويت بعيداً، وأنت تعلم أن أبناء العراق يكرهوننا ولايعلمون أننا يدكَ التي تبطش وعينك التي ترى... نحن نتجسس لك حتى على حلفائك". هذه العبارة الخطيرة بدلالاتها، أدخلت الساعدي تحت الإقامة الجبرية، ليسجل غيابه والخلاف بينه وبين المالكي مكسباً للمتظاهرين.
مكسب آخر حصدته التظاهرات العراقية، يتمثل بدعوة البرلمان العراقي إلى إجراء انتخابات مباشرة لانتخاب رؤساء وأعضاء المجالس البلبدية في الأقضية والنواحي، حيث أن أغلب من يحتل هذه المراكز اليوم، كانوا قد جاءوا بالقوة - قوة الأحزاب والهيمنة المناطقية - منذ التغيير حتى الآن، وأن أغلبهم لا يمتلك أية مؤهلات تؤهلهم لشغلهم هذه المناصب، حتى الدراسية منها، وهذا ما تسبب في سرقات هائلة للمال العام صبت كلها في جيوب الأحزاب المتنفذة وأعضائها، ومما تسبب أيضاً في تردي الخدمات وانتشار الفساد بشكل مريع.
بالتأكيد يمكننا ملاحظة أن أكثر المُقالين والمتهمين بالفساد، هم أعضاء ينتمون إلى كتلة "إئتلاف دولة القانون" وأغلبهم من ينتمي إلى حزب الدعوة تحديداً، فهل يعني هذا أن هذه الكتلة والتي يتزعمها رئيس الوزراء هي الأكثر فساداً من بين الكتل المكونة للحكومة العراقية؟... السؤال غير بريء بكل تأكيد، ولكنه بحاجة إلى دلائل من داخل التركيبة الحكومية، أو على الأقل بحاجة إلى شهادات رسمية تثبت مصداقيته، وهنا علينا الإشارة إلى ما أدلى به رئيس الوزراء السابق الدكتور أياد علاوي منذ أيام قليلة، حين قُدم طلب داخل البرلمان العراقي للتحقيق بجريمة الفلوجة التي حدث عام 2004 أي في الفترة التي كان الدكتور أياد علاوي يشغل منصب رئيس الوزراء، مما يجعله المتهم الأول في القضية على حد قول البعض من أعضاء البرلمان، رغم أن الجريمة تمت بأيادي أمريكية. ولكن المهم هنا هو ما قاله الدكتور أياد علاوي، على أثر هذا الإتهام، حيث هدد بفتح جميع الملفات الخاصة بالمسؤولين لمحاسبة المسيئين ومكافحة الفساد المالي والإداري، وقال: "أن تعذيب المعتقلين في السجون يكفي لأن يكون جريمة بحق الإنسانية، والشعب العراقي يعرف من الذي يقمعه..." ثم طالب بالتحقيق مع رئيس الوزراء نوري المالكي على خلفية حادثة محافظة صلاح الدين بصفته القائد العام للقوات المسلحة وليس رئيساً للحكومة.
دليل آخر، ولكنه فاضح هذه المرة، هو ذلك الطلب المريب الذي وصل رئاسة البرلمان العراقي، بعد اشتداد المطالبات بكشف المفسدين بشكل علني ومحاسبتهم على جرائمهم وغيرها من المطالب التي قدمتها التظاهرات على طاولة البرلمان العراقي، والطلب المريب الذي نعنيه، هو الكتاب الصادر من رئاسة مجلس الوزراء، أي نوري المالكي شخصياً، والذي يطالب البرلمان بالتريث أو تأجيل تشريع خمسة قوانين تعد المطلب الأساس لأبناء الشعب العراقي بشكل عام والأصوات المتظاهرة بشكل خاص، وهي قوانين تختص بـ "ديوان الرقابة المالية، وهيئة النزاهة، والمفتشين العموميين، ومجلس القضاء الأعلى، والمحكمة الاتحادية." مما يشير إلى التخوف الكبير لدى رئيس الوزراء وأتباعه من فضح الفساد وبالتالي فضح المفسدين وسحبهم للقضاء. ورغم أن مجلس النواب لم يوافق على طلب رئيس الوزراء، إلا أن هناك مؤشر خطير في هذا الطلب، وكان على مجلس النواب أن لا يمرره مرور الكرام، فكان عليه أن يسأل عن السبب الرئيس لتقديم مثل هذا الطلب الخطير! قد تكون رئاسة البرلمان تعرف الأسباب ورائه، ولكن من حق الشعب أن يعرف هذا أيضاً.
وأخيراً، نقدم الدليل الأبلغ والأكثر عمقاً، الذين جاء من عقر دار المتهمين وزعيمهم "الأوحد"، حين كشف القيادي في حزب الدعوة السيد سليم الحسني عن تحضير مؤتمر عام لقيادات وقواعد الحزب يعلن من خلاله عزل المالكي عن الحزب وذلك لإساءته إلى مبادئ الحزب والعملية السياسية بأتباعه نهج النظام السابق، وأنه استغل الحزب وحوله إلى جسر عبر من خلاله إلى السلطة، وإنه - أي المالكي - أساء كثيراً للحزب وتسبب بضرر بالغ مسّ تاريخ الحزب والعملية السياسية بانتهاجه أسلوب النظام السابق... وبكل تأكيد فإن أساليب النظام السابق ليست خافية على الشعب العراقي، فهو الضحية المباشرة لذلك النظام الأرعن. ولعل الاشارة لتي جاء بها تصريح السيد الحسني، بأن المالكي يتبع أسلوب النظام السابق، تشير إلى ذلك العدد الكبير من البعثيين السابقين وبدرجات حزبية عالية، أدخلهم المالكي إلى صفوف حزب الدعوة، ومنحهم مناصب مهمة ومؤثرة على حساب العديد من مناضلين حزب الدعوة، حتى صار الشارع العراقي المتفكّه يطلق على الحزب تسمية "حزب الدعوة العربي الاشتراكي".
تبقى المكاسب التي حققتها تظاهرات العراق حتى الآن، دون مستوى الطموح، رغم أهميتها، وتبقى التظاهرات العراقية المعبِّر الحقيقي لصوت الشارع العراقي والمواطن البسيط، وتظل المحرك الأهم لضمائر كل الخيرين من رجال حكومة العراق الجديد، المؤمنة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
التعليقات
تنويه
أبو الوليد -ورغم تحليلك المفصل ،لكن هذا لا يعني أن كتلةالسيد نوري المالكي اكثر فسادا ولا تعني ان السيد نوري المالكي شخصا فاسدا أبدا أبدا(رغم أنك تريد ان تصل الى مركزية هذه النقطة)وأنما هؤلاء الاشخاص الذين ذكرتهم هم بطبيعتهم فاسدون سواء وَضَعْتهم في دولة القانون ام في دولة امريكا ..أقرأ التاريخ جيدا وسترى كيف خذل الأصحاب الخليفة عثمان رغم أنهم كانوا في بطانته وتحت قائمته، وكيف غدر اصحاب الحسين به رغم انهم واثقوه بالكتب والرسائل وأدّعوا بأنهم من شيعته،وكيف قتل بن ملجم الخليفة علي رغم ان أبن ملجم تربى في بيت علي بن ابي طالب..سيّدي لكاتب أن الذهب يبقى ذهبا حتى لو طُمر بالتراب وبين أشواك نبتة الصبّار ،وكذلك السيد نوري المالكي فهو أشرف الموجودين من سياسيي العراق وهو كالذهب المصفى وأنا افتخر كوني عراقي وفينا شخص شريف نظيف مؤمن متواضع كشخصه الكريم لا يكل ولا يمل رغم كثرة الحاقدين من حوله..
ملاحظة
أبو مي -الأخ الكاتب كان قد كتب مقالا بعنوان(رعونة رئيس وزراء) قبل اسابيع وتهجم على رئيس وزراء العراق نوري المالكي بدون ذنب سوى انه شخص منتخب من الناس..هذا الكاتب لا يحب نوري المالكي وقد استغل الحرية التي تمنحها أيلاف للكتابة فصبّ جام غضبه مرة اخرى على نوري المالكي ؟لا ادري لماذا يكره الكاتب رئيس وزراء العراق؟هل هي عقدة شخصية أم هو فكر شيوعي منجرف ..نحن كعراقيين نعلم مايجري في العراق لكن نوري المالكي اراد ان يحمي الدستور بالموجود وهو غير راض عن اداء حكومته التي جاءت بها صناديق الاقتراع وهو يعلنها كل يوم..
الى المعلق 1و2
زباد -انتم وامثالكم من يصنع الدكتاتورية فصدام صنعه منافقين امثالكم كانوا يصفقون لما يقول سواء صحيح ام غير صحيح فالمالكي فشل بلانتخابات والكل يعرف كيف حصل على رئاسة الوزراء مرة ثانية فهو لم يقدم شئ خلال السنوات العجاف فالعراق فيه عقول نيرة وشريفة ولكن مع الاسف هم اصبحوا ضحايا هذا الصراع السياسي المقيت
إلى من يهمه الأمر
ن ف -أرى أن مطالب المتظاهرين ينبغي أن تُركِّز على الشعب وليس على الحكومة. الموظّف الفاسد لا يَصلُح أمره كما أن الحكومة الفاسدة لا تنصلح أو ترعوي. بعبارة اخرى، لم يستيقظ زين العابدين بن علي ذات صباح ويقول: أحرق الله جسدي أكلُّ هذا الفقر والفساد في تونس بسببي؟ إن الذي تغيّر في تونس هو الشعب وليس الحكومة! والذي غيّر الشعب هو روح بوعزيزي التي اُزهقت بسبب فساد الرئيس التونسي المهزوم ونظامه الفاسد. ما يهمني هنا هو أن تتغيّر طريقة تفكير أبو الوليد وأبو مي وأحمد الواسطي وأحمد الفراتي وغيرهم. ومتى ما أدرك الشعب أنه يستحق حكومة نزيهة تعمل ليل نهار من أجل خدمته ورفاهيته فإنه سيقدر على تغييرها إن هي كانت فاسدة. سيقول قائل: إنّ حكومة المالكي منتخبة؟! وأنا أقول: الدكّان الذي لا يدرُّ على صاحبه مورداً أو ربحاً حريّ بصاحبه أن يُغلقه!!
لعن الله ايران
ابو رنا -الشعارات يجب ان تكون " الشعب يريد اسقاط النظام " اسقاط دمى الاحتلال الايراني الامريكي وكل المفاسد والامراض التي جلبوها معهم.
حق يراد به باطل
أنور الرُبيّعي -المقال لا يعدوا عن كونه تهجم سياسي بكلام بعضه حق لكن يراد به باطل, اما ان تقوم دولة القانون بطرد الفاسدين المندسين فيها فهذه خطوة تحسب لهم وليست عليهم, اما قضية جهاد الجابري فهو ضابط وليس عضوا في دولة القانون وحبس مؤخرا عندما صار المالكي وزيرا للداخلية بالوكالة لان وزير الداخلية السابق كان يعرقل اجراءات التحقيق بقضية اجهزة كشف المتفجرات وهذه تحسب للمالكي ايضا, فكل الاحزاب والائتلافات السياسية الاخرى يدافعون عن الفاسدين واولهم المجلس الاعلى (عادل زوية) والقائمة العراقية, فأياد علاوي يعين اقاربه والمقربين منه في مناصب حساسةبعيدا عن المهنية ففي حكومته الاولى عين ابنة اخته وزيرة ومؤخرا منح اخته بعضا من اصواته لتصبح عضوة في مجلس النواب! وعين ابن عمه وزيرا للاتصالات اضافة الى تورطه بصفقة الاسلحة والطائرات المنتهية الصلاحية مع وزير دفاعه حازم الشعلان وتسهيله لهروب الاخير واقامته في الاردن وان هذه الصفقة حصلوا من ورائها على اكثر من مليار دولار دفع بعض منها لتمويل الدعاية للقائمة العراقية ولشركات علاقات عامة تعمل مع اللوبي الاسرائيلي للترويج للقائمة العراقية في واشنطن. اما المضاهرات فهي ظاهرة عادية في الدول الديموقراطية وانا شاركت في بعض منها في العراق عام 2004 وهي مستمرة الى اليوم منذ 2003 وكانت اغلب التضاهرات تحصل قرب ساحة الفردوس ومنها التضاهرات المطالبة بتسريع تشكيل الحكومة التي قام بها عدد من الاعلاميين والمثقفين عام 2010 لكن المشكلة هذه المرة فان الاعلام العربي يسلط الضوء على مضاهرات ساحة التحرير الاخيرة دون غيرها رغم السب وكيل الشتائم وقلة الادب التي لا تعبر عن اخلاق الشعب العراقي.
إلى أنور الربيعي
ن ف -لقد انزعج أنور الربيعي ولا بدّ لنا أن نعتذر! وأول المعتذرين هو كاتب المقالة! ومن ثمَّ أنا! لقد أغفلنا (نحن الشعب العراقي) المنجزات التي حققها القائد الضرورة الجديد، المالكي، على أرض الواقع والتي تزيد على عدد خرزات سبح المؤمنين! نحن، الشعب، نعيش في بحبوحة نُحسد عليها.. نكاد لا نصدّق إن كان هذا حُلُماً أم حقيقة، حتى الدول الصناعية والمتحضرّة منها، كاليابان وسويسرا وغيرها بدأت تشعر بالغيرة منّا! العراق، بفضل حزب الدعوة، وعلى رأسه القائد المناضل السيد رئيس الوزراء نوري المالكي، حفظه الله ورعاه، تجاوز الزمن وقفز قفزات مذهلة على جميع الأصعدة: العلمية، الإقتصادية، الفنية، الرياضية وغيرها. وبدلاً من الخروج في تظاهرات تُطالب في تحسين مستوى المعيشة أو العيش في أمن وكرامة، بدلاً من هذا، على الشعب أن يهتف: بالروح بالدم نفديك يا مالكي! هل يُفرحك مثل هذا المنطق يا أنور الربيعي؟! إذا كان ذلك هو ما يُفرحك فكم إذن هي كبيرة وواسعة مواهب الركوع والخنوع لديك يا أنور الربيعي؟! وحق العين التي لا تنام، لا بد لك من هذا الاستبداد والفساد ولن تعرف طعم الحريّة أبداً!
بالعامية اقولها.....
د.درويش الخالدي -لا اريد ان اضيف او اقول شيء ولكنني احب ان اقولها لك يااستاذ حسين بالعاميه(الف رحمه على والديك ياشريف يابن الشريف) وامنيتي ان تضيف الاحزاب الفاسده الاخرى في مقالاتك القادمه انشاءلله. اكرر شكري ونحن بانتظار جديديك ايها النظيف الطاهر. من السويد د.درويش الخالدي
التعليق رقم سبعة
أنور الرُبيّعي -من هذا الذي يدعي بأنه يمثل كل الشعب العراقي؟, اليس له اسم؟ أم انه تعود على سياسة الملثمين؟ وبأي حق تسمح ايلاف بنشر هكذا تهجم على المعلقين؟ العراق ليس بجنة ومشاكله كبيرة ولن يتم حلها باسلوب التخوين والتحريض والتخريب فاليد الواحدة لا تصفق, اما اعتراضي على كاتب المقال لانه حمل جهة وشخصية واحدة فقط المسؤولية وازاح المسؤولية عن باقي الجهات السياسية, وانا لم ولن ادعوا الى التملق والمديح لا الى المالكي ولا لغيره وهو ليس بقائد ضرورة ولكنه منتخب من قبل الشعب ويجب احترام ارادة الاغلبية التي صوتت له, كل ما هنالك اني وجدت المقال منحازا وغير منصف وهدفه تسقيط جهة معينة لحساب اياد علاوي وجماعته وهم برأي ليسوا ببديل افضل, وسياستهم هي رفع الرماح على المصاحف والتحريض وبث الفتن من خلال اعوانهم الملثمين , فلهم ما يقارب نصف الحكومة اضافة الى مناصب سيادية اخرى ومع ذلك نرى كاتب المقال وبعض المأجورين لا يحملونهم المسؤولية نهائيا بل ويروجون لهم وهذا دليل انهم متواطئون معهم, فهناك كثير من الكتاب المنصفين الذين ينتقدون باسلوب بناء ولا يشخصنون القضية أو يحولونها الى وسيلة للانتقاص و الافتراء على الاخرين. فالمعلق اتهمني باني خانع وراكع فقط لاني اختلف معه بالرأي ولاني ذكرت حقائق لم يستطع ردها فهؤولاء اشخاص لا يحتملون رأيا مخالفا وكيف لا هم تربوا على سياسة أطروا اربع وصل
الى الربيعي
الى أنور الربيعي -لا تزعل ياأخي ،الكاتب له اعوان معه في الدنمارك او السويد وهؤلاء يتصلون ببعضهم لكي يعلقوا فينتقصوا من هذا وذاك..أنا بينهم واعرفهم جيدا..الكاتب هو مهندس كهرباء كما يقول في سيرته الذاتية على الانترنت يقول هو شاعر ومؤلف والآن صار سياسي ومحلل على صفحات ايلاف الحرة..الجماعات التي تكره المالكي كثيرة في اوربا ويتصورون ان البعثيين امثال اياد علاوي او المطلك عندهم عصا سحرية لجعل العراق كدول القارة الاوربية ،هذه الجماعات عبثية فيهم البعثي القح وفيهم البعثي الهارب كقائده وفيهم الشيوعيين وهؤلاء كثرة وفيهم الناعق الباعق والهاش الناس..يريدون حرية الخمر والعبث والسفور والقمار والأزلام والرقص والملاهي..مثل هؤلاء ينتقصوا من شيعة الحسين لأنهم لا يوالونه ولا يؤمنون بأمامته وعصمته وهؤلاء لن يرضوا عن المالكي ابدا لأن مدرسة الله تختلف عن مدرسة الشيطان..
إلى من يهمه الأمر
ن ف -لو أن يد أنور الربيعي طالت وامتدت إلى حيثُ أجلس في بيتي وخرجت من شاشة الكمبيوتر لصفعتني، أو ربما أشبعتني ضرباً! بادئ ذي بدء، إن انتقاد النظام الثيوقراطي الديكتاتوري الحالي لا يعني بأي شكل من الأشكال أني أو أننا بعثيون! البعث العراقي نظام فاشي عاث في الأرض فساداً وقد نال جزاءه العادل. بالمناسبة، وهذه جملة اعتراضية، لقد طرَّ النظام البعثي الفاشي في العراق 23 شاباً من خيرة شباب عائلتي (بينهم اخوة لي وأولاد عمومتي).. أقول، طرّ كل واحدٍ منهم إلى أربعة وصل!! المسؤولية يا أنور الربيعي تقع على المسؤول. والمسؤول كما نعرف هو حزب الدعوة الذي يتزعّمه أبو وجه الطويل، نوري المالكي. هل هناك شخص آخر، غير المالكي، يحكم العراق؟! هل هناك حزب آخر، غير حزب الدعوة، يحكم العراق؟! إذن هو من يُنتقد لأنه هو المسؤول. أمّا إذا أردت أن تضيف شيئاً جديداً إلى ثقافتك، لا سيما في موضوع الإنتخابات فعُد إلى التعليق رقم 4. إن مقال الكاتب، الذي لا أعرفه شخصياً ولم أسمع باسمه من قبل، منصف جداً لأنه واقعي. وأجزم لو أن كائناً مَنْ يكون كان في سدّة الحكم ووقع في نفس الأخطاء لانتقده الكاتب بنفس الشدّة. أتعرف لماذا؟! لأن الكاتب غيور على شعبه وبلده. يا أنور الربيعي: إن إختلاف الرأي لا يُفسد في الودّ قضية كما تعرف. إن اختلافي معك هو في الإنتماء وليس في الرأي! أنا أنتمي إليك وأنت تنتمي إلى حزب. أنا أنتمي إليك وأنت تنتمي إلى عشيرة! أنا أقول ((نحن)) وأنت تقول: ((هم))!! إذن نحن نختلف في الوعي!! أنور الربيعي: دعني اُسّهل عليك فهم الأشياء. ليس حزب الدعوة ولا أياد علاوي البعثي هو ما نحن بحاجة إليه. نحن بحاجة إلى حكومة تكنوقراط علمانية تفصل الدين عن الدولة. دولة يتساوى فيها الرُبيعي والعزاوي؛ الشيعي والسني؛ الآشوري والكلداني؛ الكردي والتركماني. دولة لا فرق فيها بين عربي وأعجمي إلا في العمل الصالح والإنتماء للوطن.