فضاء الرأي

الرجل الذى فقد "ودنه"!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طبعا لايصح أن نسخر من إنسان فقد "ودنه" بدون رضاه، ولكن ما دفعنى إلى الكتابة عن الموضوع هو أن المواطن المصرى الذى فقد "ودنه" وافق على التصالح مع من قطعوا "ودنه" (وهذه هى صورة التصالح)

وكنت أتوقع أن يكون من نتيجة هذا التصالح أن يستعيد الرجل "ودنه" ، أو أن يدفع له تعويض مناسب حسب أسعار "الودان" فى هذه الأيام، وخاصة أن "الودان" سلعة نادرة جدا الآن (حيث يبدو أن لا أحد يستمع لأحد)، و"الودان" لم تعد موجودة بوفرة مثل السابق عندما كان قطع الودان يتم "على ودنه" وبشكل يومى مما أدى إلى وجود فائض كبير فى ميزان مدفوعات "الودان" !
والحقيقة أن فقد هذا المواطن المصرى لودنه لم يتم لكونه مسيحيا ولكن بسبب أن مجموعة من المصريين رأوا أنه يستطيع أن يعيش "بودن" واحدة، لذلك فلا بأس من قطع "ودنه" بدليل أنهم تركوا له "ودنه" الأخرى.
وهذا المواطن أسعد حظا من زميله المواطن المصرى المسلم الذى فضل أن يستمر فى نومه ولم ينهض لصلاة الفجر كما طلب منه زميله المواطن المصرى المسلم الآخر، فما كان منه إلا أن ضربه بالفأس وقتله تنفيذا لفتوى أحد مشايخ السلفيين والذى يبدو أنه أفتى بأن من تقاعس عن النهوض لصلاة الفجر فعقوبته القتل، مثلما إستمع عبود الزمر وصحابته لفتوى أخرى بقتل السادات، فنفذوا على الفور، وهذا حدث إيضا عندما إستجاب قاتلوا فرج فودة لفتوى مماثلة، اللهم إحمنا من شر الفتاوى.
ويبدو أن عملية الصلح بين قاتل النائم أثناء صلاة الفجر والمقتول قد إنتابها بعض الصعوبات الفنية حيث أن أحد طرفى النزاع (تارك صلاة الفجر) لم يستطع حضور جلسة الصلح والظهور أمام الكاميرا لأنه كان يعانى من حالة يرثى لها، فقد ثبت أنها حالة وفاة!!
...

ونعود إلى الرجل الذى فقد "ودنه" وتخيلت أن جلسة الصلح لم تكن سهلة أبدا، ومنعا لحدوث فتنة طائفية فقد تطوع ضابط الجيش المصرى فى المنطقة بالقيام بعقد جلسة صلح بين الرجل الذى فقد "ودنه" وبين قاطع "ودنه"، ففى البداية إعترض فاقد "ودنه" على إعتبار أنه ليس من العدل أو المنطق أن يتصالح مع المجرم الذى قطع "ودنه"، أما قاطع "ودنه" فقد إعترض ايضا على أساس أنه لا يصالح كافرا وأنه ليس بنادم على شئ، ولكن بذكاء أستطاع ضابط الجيش إقناع الطرفين، فقد أقنع فاقد "ودنه" بأنه إذا لم يحضر جلسة الصلح فإن الجيش المصرى بموجب قانون الطوارئ ولحماية ثورة 25 يناير من أى قتنة طائفية سيقوم بقطع ودنه الأخرى، كما أنه أقنع قاطع "ودنه" بأنه إذا لم يحضر جلسة الصلح فإن الجيش سيقدمه إلى محاكمة عسكرية سريعة بتهمة إثارة الفتنة الطائفية ومحاولة سرقة ثورة شباب 25 يناير وفيها إعدام إن شاء الله!
...

وبناء عليه فقد حضر الطرفان الجلسة وفى البداية رفض المتصالحان السلام على بعضهما ولكن ضابط الجيش بصفته ممثل المجلس العسكرى الحاكم أجبرهم على السلام بالعافية، وليس هذا فقط فقد أجبرهما على الإبتسام بأن قال لهما: "إضحكوا عشان الصورة تطلع حلوة"! و"النبى تبسم"
وفى بداية الجلسة قال ضابط الجيش:
أنا متشكر لحضوركم، هى دى روح ثورة 25 يناير إللى إحنا عاوزينها، وهى دى روح الحب والتسامح إللى تعلمناها من السيد المسيح عيسى عليه السلام الذى قال: "من قطع ودنك اليمنى فأدر له ودنك اليسرى".
فاقد ودنه: بس أحب أصحح لسيادتك بعد إذنك مقولة السيد المسيح كانت:"من صفعك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر"
ضابط الجيش: ياسيدى... ما فيش فرق كبير بين الودان والخدود، وكلهم قريبين من بعض!
قاطع ودنه: ده يحمد ربنا إن جت لغاية ودنه، ده كان مفروض عقوبته الرجم
فاقد ودنه: ليه بس هو أنا عملت جناية؟؟
قاطع ودنه: إنت عارف عملت إيه كويس... كنت بتمشى مع الست إللى مشيها بطال.
فاقد ودنه: ده أنا كنت رايح آخد منها إيجار الشقة
قاطع ودنه: تاخد الإيجار فى ثلاث ساعات يافاجر؟
ضابط الجيش: ما فيش داعى للكلام ده، وخلينا كده نصلى ع النبى.
(فاقد ودنه يصلى على النبى على الرغم من أنه مسيحى)
ضابط الجيش: يلا ياجماعة نقرا الفاتحة وسلمواعلى بعض وسامحوا بعض!!
فاقد ودنه: بس أنا مسيحى؟؟
ضابط الجيش: مش عاوزين موضوع مسيحى ومسلم ده تانى إحنا كلنا مصريين والموضوع ده ممكن يخلق فتنة طائفية، وأكيد إنت حافظ الفاتحة من أيام المدرسة، وبعدين ممكن تقولها فى سرك وما حدش حيراجع وراك.
...

يقرأ الجميع الفاتحة بما فيهم الرجل المسيحى الذى فقد ودنه ويأخذ قاطع ودنه بالأحضان، وتنتهى المشكلة على خير ويتم حماية ثورة 25 يناير من الفتنة الطائفية، ويعلق ضابط الجيش على الحدث:
هى دى روح ميدان التحرير وروح ثورة 25 يناير ولا بلاش!!

(** العنوان محاكاة عنوان رواية فتحى غانم: "الرجل الذى فقد ظله")
samybehiri@aol.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ولسه كمان
مصري حزين -

والله صدقت ياخ سامس صحيح سمك لبن تمر هندي هذا هو حال مصرللاسف هذه الايام فقريبا سوف نري هدم الاسنام الهرم وابو الهول وايضا ممنوع عبور الكفار من قناه السويس فربما توجد خمور علي سفنهم وممنوع ركوب السياره فهي من صنع الكفار وممكن تودي جهنم وممنوع شرب المياه الغازيه من الماركات العروفه لان الفرنجه يضعون بها المخدرات لتغييب الشباب المسلم وممنوع وممنوع وممنوع الخ الخ الخ مع تحياتنا من تورا بورا ايجبت وشكرا

هي فوضي !
مصري حقيقي -

الأخ المحترم سامي البحيري ..أصبح أقصي أمنياتي أن يحكم الجيش مصر ...الأنقلاب العسكري يصبح أقصي أمنيات ليبرالي عتيق مثلي !! و ما تنبأ به العبقري يوسف شاهين و تلميذه النجيب خالد يوسف يصبح حقيقة... أولاد الشوارع بكل حقدهم علي المجتمع و الجهلة الدمويين من عشوائيات القاهرة و الحرافيش بكل همجيتهم و كل هؤلاء تحت قيادةأرهابي العصر الحجري السلفيين متحجري العقل موتي القلب و الرحمة ..هذا هو الشارع المصري الأن و رغم اخطاء مبارك الفادحة ألا أنه كان أفضل الف مرة من ذلك الكابوس المرعب....لو كان شباب الفيس بوك العصريون الذين قاموا بالثورة يعلمون بالمسخ المرعب الذي أطلقوه من القمقم لما قاموا بالثورة!!.

انذار عاجل..
Syrian -

حذير عاجل جدا وخطير.....انشروا ) .هناك مؤامرة تقوم بها الحكومة السورية, تقضي بأن يقوم افراد الأمن والجيش بوضع أسلحة خالية من الذخيرة على الطرقات والشوارع,حتى يقوم المتظاهرون بالتقاطها, ومن ثم يتم قنصهم, وتصوير ذلك على أنهم مندسين ومخربين وجماعات مسلحة ,يجب إبلاغ جميع المواطنين والاقارب والمعارف والجيران انشروا هذا في كل مكان, احذروا المؤامرة,لا تلمسوا أي قطعة سلاح, فمصوري الفضائية السورية, وافراد الأمن السياسي معهم كاميرات عالية الدقة,لتصوير كل شيء يخص هذه المؤامرة الخبيثة .....انشروا الخبر ...

المتسلل السورى
ومنك لله ياطنطاوى -

والله يا سامى لازم نقبض على المتسلل السورى ده ونقطع ودانه الاتنين نتبرع بواحدة لعيدى امين ما اكلش ودان من زمان و الثانية نديها لمراقب ايلاف مكافاة انه ريحنا شوية من المقاطيع اللى بيعلقوا اكلشيه على اى موضوع - عموما المسالة ليست فكاهية وقطع الاذن حضرتك ما وضحتش ان المجرم قاطع الاذن قال انه بيطبق الحدود ودى مصيبة سودا واحد يحاكم النيات و يقبض على الراجل و يقطع ودانه بدون قانون ولا احم ولا دستور وبعدين المجلس العسكرى يطنش ولا كانه هنا والاخ طنطاوى يستعمل مثل انا من طنطا موش من هنا و المدعى العام مالوش دعوة محدش يصحيه من النوم - بصراحة دى حاجة تفقع المرارة ولازم تتقدم بها شكوى دولية من حنا حنا و عوض شفيق وكل المحاميين الدوليين اللى قاعدين على نافوخنا يقولوا انهم على اتصال بالمنظمات الدولية لحقوق الانسان -دى مسالة خطيرة وعيدى امين ابتدH بقطع الودان وبعدين انتهى باكل الاكباد والكلاوى والحلموذة والكلام ده موجه للمسلمين قبل المسيحيين ان لم توقفوا السلفية واستخدام الاسلام بالسياسة البلد ها تخرب و ها تجوعوا وها تتقطع ودانكم الجماعة السلفيين دمويين وبيحبوا الارهاب والقتل وموش ها يشبعوا بس بدم المسيحيين ها يثنوا بحريمكم و بناتكم بعد ما يقتلوكم - مالهمش كبير والحدود مفرشحة و القتلة كثير وايديهم بتاكلهم ومنك لله ياطنطاوى انت اللى طلعت البلاوى دى من السجن وجبت الباقى من ايران وافغانستان علشان تراضى السعودية ما تسحبش فلوسها وما ترجعش عمالنا اللى عندها

حكمة مبارك
ابو رامى -

الرئيس مبارك ..قالهم عيانا بيانا لو مشيت الجماعات الاسلامية هتمسك مصرمفيش ثورة بتحقق اهدافها فى يومين و خصوصا بعد كل هذة السنين من التخريب المتعمد نحن ننتظر الاسوء

لماذا تنسى أخوانك
جاسم الخرافي -

ألأخ البحيري المحترم أنا أقرأ ما تكتبه عن ثورة مصر و تعجبني كتابتك ولكن لي وللقراء ألآخرين سؤال يتيم هو ...لماذا تهتم بقطع (ودن) وربما تقصد قطع (أذن) مواطن مصري ولم أسمعك تتحدث عن قطع رقاب أبناء شعبك في البحرين من قبل الشيخ الذي حول نفسه ألى ملك.؟

قطع الاذن
عراقي -

واريد ان اضيف اليك ان صدام حسين قطع اذان حوال 600 عراقي لتهمه الهروب من الخدمه العسكريه وكان صدام نفسه هارب من الخدمه العسكريه في شبابه؟؟؟؟؟

آه لو تعرف يا سامي
عابر ايلاف -

آه يا سامي لو تعرف ماذا يجهز مواطنوك المسيحيون لمواطنيهم المسلمين المصريين حاجه كده من تطبيقات محاكم التفيش وشيء من التطهير العرقي بتاع اصدقاءك اليهود ! بالمناسبة دا مش سر دا منشور ومعروف في المواقع اياها !!

وما فيش استثناءات !
عابر ايلاف -

وهذا امر لن يفلت منه حتى المسلم المصري العلماني او الشيوعي او اللبرالي يكفي ان جده الحادي عشر مسلم !!

العلمانية الانسانية
قطري ملحد -

دول وشعوب ليس لها مسقبل مادامالفكر الديني المتعصب مسيطراوخصوصا السلفية التكفيريةابعدوا الدين عن الحياة المدنيهلان الاثنين لا يتوافقان.

ودن جحا
وليد -

يبدو ان هذه الظاهرة قديمة، وانهموفي السابق قطعوا ودن جحا، فصار المثل ودنك منين يا جحا، ونحن الآن في مصر نطرح نفس السؤال : ودنك منيني يا مصر، ويبدو أن الاجابة مثل اجابة جحا، الذي وضع يده اليمنى خلف رأسه وامسك بالأذن اليسرى