فضاء الرأي

الأسد ملك إسرائيل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لقد أثارت المقالة التي نشرتها بتاريخ 29 مارس في صحيفة rdquo;هآرتسldquo; العبرية، ونشرت أيضًا بنسختها الإنكليزية، ردود فعل كثيرة، وعلى وجه الخصوص في الصحافة والمواقع العربية. ولأنّ الترجمات العربية للمقالة كانت رديئة وركيكة ومقتطعة، فقد ارتأيت أن أضع هنا ترجمة دقيقة للمقالة كما ظهرت في الأصل باللغة العبرية.
----
بمدى ما قد يبدو الأمر غريبًا، فإنّ الجميع في إسرائيل يحبّون الدكتاتوريين العرب. وحينما أقول الجميع فإنّي أقصد كلاًّ من اليهود والعرب. ومن بين جميع الدكتاتوريين، فإنّ أحبّهم هو الرئيس الأسد. فمثلما ورث الأسد الابن الحكم الاستبدادي في سورية عبر تسجيل ماركة عربية أصيلة في العلوم السياسية، كذا هي الحال أيضًا بشأن المحبّة للدكتاتور من دمشق، والتي انتقلت بين اليهود والعرب، من الأسد الأب إلى الأسد الابن.
على أثر الانتفاضات في الدول العربية ادّعى بشار الأسد، في مقابلة مع rdquo;وول ستريت جورنالldquo;، أنّ سورية تختلف عن مصر. كما أنّه أكّد على أنّ سورية محصّنة من إمكانية الانزلاق إلى وضع مشابه، لأنّها تقف في جبهة rdquo;المقاومةldquo; وتنتمي إلى المحور الأنتي-أميركي والأنتي-إسرائيلي.
حسنًا، الأسد على حقّ. الوضع في سورية مختلف حقًّا. النّظام السّوري أكثر شبهًا بنظام صدّام الذي اختفى من العالم. حزب البعث الذي حكم في العراق، وهذا الذي لا يزال حاكمًا في سورية، هما حزبان قد رفعا راية الأيديولوجية القومية العروبية. لكنّ الشّعارات شيء والواقع شيء آخر. كلّ الكلام الأيديولوجي المعسول قد كان مجرّد كلام دون رصيد. إذ أنّ حزب البعث، في كلّ من العراق وسورية، كان في الواقع ركيزة سياسيّة لتخليد سلطة الاضطهاد القبلي والطائفي.
حقًّا، الوضع في مصر مختلف بصورة جذرية. إذا وضعنا جانبًا الأقلية القبطية، فإنّ المجتمع المصري متجانس من ناحية دينية وهو ليس مجتمعًا قبليًّا بالمرّة. فللرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، لم يكن في يوم من الأيّام إطارٌ قبليّ-طائفي بوسعه أن يستند إليه. كما إنّ الجيش المصريّ لا يشبه أبدًا الجيش السّوري أو العراقي.
على سبيل المثال، عندما غزت الولايات المتّحدة العراق، فقد انحلّ الجيش العراقي وتطاير إلى شطاياه القبليّة والطائفيّة. فقد خلع الجنود بزّاتهم وانضمّ كلّ واحد منهم إلى قبيلته وطائفته. صدّام هو الآخر تصرّف بما تقتضيه تلك المبادئ القبليّة. لم يهرب من العراق، وإنّما ذهب ليختبئ في المناطق المحميّة جيّدًا من قبل أبناء قبيلته. هذا ما يحدث عادة في مجتمعات كهذه. وفي بلاد الأرز أيضًا، ومع نشوب الحرب الأهليّة، انحلّ الجيش اللبناني إلى مركّباته الطائفية واختفى من الوجود.
حقًّا سورية ليست مصر. سورية تختلف أيضًا من ناحية حساب الدّم الذي في ذمّة الحكم الاستبدادي السّوري. فالنّظام القبلي السوري يستند إلى القوّة من خلال الأذرع الأمنية المأمورة من قِبَل رجال القبيلة ومعاهديهم من أصحاب المصالح.
بطبيعته، النّظام القبلي من هذا النّوع سيبقى أبدًا بمثابة سلطة غريبة. إنّه نوع من الحكم الذي يمكن أن نطلق عليه إمپريالية قبليّة. إنّه يحكم بواسطة فرض الإرهاب والاضطهاد المتّسمين بالعنف واللؤم. تتّضح معالم هذا الوضع عندما تكون سلطة كهذه في أيدي أبناء قبيلة الأقليّة، كما هي الحال في الوضع السّوري. لهذا السّبب، فإنّ أيّ خروج على السّلطة يُفهم كما لو أنّه خروج على الهيمنة القبلية ويشكّل خطرًا وجوديًّا على القبيلة الحاكمة. إنّ نظامًا كهذا، بجوهره وماهيّته، غارق من رأسه إلى أخمص قدمه في حمّام من الدّم.
كلا الأسدين، الأب والابن، رفعا راية مقاومة إسرائيل. هذا الشعار كان فارغًا من أيّ مضمون، وقد استخدمه النّظام فقط كبوليصة تأمين ضدّ أي مطلب مدنيّ بالحرية والديمقراطية. إنّ نظام الـldquo;مقاومةldquo; السّوري لم يُسمِع صوتًا في جبهة الجولان منذ عام 1973. بدل ذلك، فإنّ نظام rdquo;المقاومةldquo; هذا كان، ولا يزال، على استعداد أن يحارب إسرائيل حتّى آخر لبناني، وإذا لم يُفلح في ذلك - فحتّى آخر فلسطيني.
مثلما تُسمَع في الآونة الأخيرة أصوات في إسرائيل تُفضّل بقاء سلطة حماس في غزّة، كذا أيضًا هنالك أصوات كثيرة في إسرائيل قلقة هذه الأيّام على سلامة النّظام السّوري. والغريب في الأمر، ليس اليهود فقط يصلّون في سرائرهم لسلامة النّظام في دمشق، وإنّما أيضًا في الأحزاب العربية. لقد صمت قادة تلك الأحزاب كأنّ على رؤوسهم الطّير، ولم نسمع منهم أي صرخة ضدّ سفك الدم الذي يرتكبه النّظام السّوري ضد المواطنين.
كلّ المنافقين والمرائين، من يهود وعرب، قد اتّحدوا هنا. وعلى ما يبدو فإنّ الأسد يحظى بدعمهم بالإجماع، كما لو أنّه ملك إسرائيل.
*
موقع الكاتب: rdquo;من جهة أخرىldquo;
http://salmaghari.blogspot.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال رائع
د. بسام -

فعلاً لقد أبدعت في هذا المقال يا حضرة الكاتب العزيز!

مقال رائع
د. بسام -

فعلاً لقد أبدعت في هذا المقال يا حضرة الكاتب العزيز!

سؤال
سيريانا -

هل أنت فعلاً سوري ؟ أشك في ذلك

سؤال
سيريانا -

هل أنت فعلاً سوري ؟ أشك في ذلك

عقيدة القبيلة
شامـ بووshampoo -

عجبني مسطلح الإمبرالية القبلية! قال الشاعر البدوي القطامي عن عقيدة القبيلة: واحيانا على بكر اخينا*اذ لم نجد الا اخانا~ أي ان القطامي او الأسد مستعد لغزو وقتل اخيه اذا لم يجد شخص آخر يهجم عليه!!

عقيدة القبيلة
شامـ بووshampoo -

عجبني مسطلح الإمبرالية القبلية! قال الشاعر البدوي القطامي عن عقيدة القبيلة: واحيانا على بكر اخينا*اذ لم نجد الا اخانا~ أي ان القطامي او الأسد مستعد لغزو وقتل اخيه اذا لم يجد شخص آخر يهجم عليه!!

fahlawi
syrian -

ya salman you are fahlawi.and great writer.where did you get this fahlawya from?????????

fahlawi
syrian -

ya salman you are fahlawi.and great writer.where did you get this fahlawya from?????????

مبدع
me -

كاتب مبدع قل امثاله في هذا الزمن الرديء

مبدع
me -

كاتب مبدع قل امثاله في هذا الزمن الرديء

تعليق
ن ف -

أحسنت! ليس هناك ما يُقال بعد الذي قيل. لقد أجدّت وأحسنت قولاً وتحليلاً. أرفع لك قبعتي احتراماً. تحياتي وتمنياتي لك بوافر الصّحة.

تعليق
ن ف -

أحسنت! ليس هناك ما يُقال بعد الذي قيل. لقد أجدّت وأحسنت قولاً وتحليلاً. أرفع لك قبعتي احتراماً. تحياتي وتمنياتي لك بوافر الصّحة.

اسيادك ملك من ؟؟
جورج -

مخالف لشروط النشر

اسيادك ملك من ؟؟
جورج -

مخالف لشروط النشر

بائع دم اخوته
مهيار الدمشقي -

مخالف لشروط النشر

بائع دم اخوته
مهيار الدمشقي -

مخالف لشروط النشر

دعاء
ريما -

ربي خذ من عمري وامنحه لبشار الاسد

دعاء
ريما -

ربي خذ من عمري وامنحه لبشار الاسد

Very good job
Barjas Shwesh -

What you wrote was excelent,explain the nature of Syrian regime,good job.

Very good job
Barjas Shwesh -

What you wrote was excelent,explain the nature of Syrian regime,good job.

نحن نريد بشار الاسد
د سلوى -

لا احد يشك ابدا مهما تكلمت ,ولايصدق ابدامانقوله لانه عظيم بسياسته الخارجية وعظيم بتحديه للاعداء سوريا الذين تتكلم عنهم وكلامك كله لا يدل الا على انك انسان مؤجور تعبان وتعيس نحن في سوريا امة واحدة وشعب واحد وبلد واحدة وستبقى سوريا كما هي سورياالامان والاستقرار

نحن نريد بشار الاسد
د سلوى -

لا احد يشك ابدا مهما تكلمت ,ولايصدق ابدامانقوله لانه عظيم بسياسته الخارجية وعظيم بتحديه للاعداء سوريا الذين تتكلم عنهم وكلامك كله لا يدل الا على انك انسان مؤجور تعبان وتعيس نحن في سوريا امة واحدة وشعب واحد وبلد واحدة وستبقى سوريا كما هي سورياالامان والاستقرار

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

ما فيش فيده، غطيني يا صفية! هذه مقولة رويت عن سعد زغلول بعدما عجز عن التغيير أو ربما عجز ان استيعاب ما يجري في امتنا المهزومة والمأزومة. وحتى لا يذهب خيال القارئ بعيداً فـ صفيّة هي زوجته. أقول: نحن يجب أن نعمل على تغيير الشعوب وتثقيفها، لا بل خلق نوع من الوعي الحقيقي لديها لجعلها قادرة على أن تدرك أنها تستحق الحياة، ليس إلا! وإذا تغيّرت الشعوب فإنَّ سقوط الديكتاتوريات سيكون شاقولياً. وإلا كيف نحكم على شعب يرزح تحت طائلة حكم ديكتاتوري لأكثر من 40 عاماً ولديه الاستعداد لأن ينبطح لأربعين عاماً اخرى!! هل هو شعب جبان؟ هل هو شعب بليد؟ أم أنه مُعاق عقلياً؟ هل لديه الإستعداد النفسي للركوع والخنوع والإستعباد لهذه الدرجة؟؟ مرّة اخرى أقول: إن بوصلة الخطاب يجب أن تتجه نحو الشعوب.. نعم نحو الشعوب!

إلى من يهمه الأمر
ن ف -

ما فيش فيده، غطيني يا صفية! هذه مقولة رويت عن سعد زغلول بعدما عجز عن التغيير أو ربما عجز ان استيعاب ما يجري في امتنا المهزومة والمأزومة. وحتى لا يذهب خيال القارئ بعيداً فـ صفيّة هي زوجته. أقول: نحن يجب أن نعمل على تغيير الشعوب وتثقيفها، لا بل خلق نوع من الوعي الحقيقي لديها لجعلها قادرة على أن تدرك أنها تستحق الحياة، ليس إلا! وإذا تغيّرت الشعوب فإنَّ سقوط الديكتاتوريات سيكون شاقولياً. وإلا كيف نحكم على شعب يرزح تحت طائلة حكم ديكتاتوري لأكثر من 40 عاماً ولديه الاستعداد لأن ينبطح لأربعين عاماً اخرى!! هل هو شعب جبان؟ هل هو شعب بليد؟ أم أنه مُعاق عقلياً؟ هل لديه الإستعداد النفسي للركوع والخنوع والإستعباد لهذه الدرجة؟؟ مرّة اخرى أقول: إن بوصلة الخطاب يجب أن تتجه نحو الشعوب.. نعم نحو الشعوب!

امين يا رب 8
دعاء -

امين يا رب العالمين يا مجيب الدعوات تقبلدعواها اليوم قيل سقوط بشار الارنب لان ماتتحمل بدون الارانب ههههههههه

امين يا رب 8
دعاء -

امين يا رب العالمين يا مجيب الدعوات تقبلدعواها اليوم قيل سقوط بشار الارنب لان ماتتحمل بدون الارانب ههههههههه

king of liers
George -

Great Assad is king of Isreal and king of so called resistance

king of liers
George -

Great Assad is king of Isreal and king of so called resistance

آل الوحش
محمد حماة -

أسد لا يستأسد إلا على الشعب السوري واللبناني والفلسطيني والعراقي والاردني ويتحول إلى أرنب في مواجهة إسرائيل وأمريكا ويبدو ان هذه العصابه الطائفيه الفاسده المجرمه التي حولت سوريا إلى مزرعه لال الاسد لا تعرف إلا القتل والدجل والخيانه والسرقه والفساد.

آل الوحش
محمد حماة -

أسد لا يستأسد إلا على الشعب السوري واللبناني والفلسطيني والعراقي والاردني ويتحول إلى أرنب في مواجهة إسرائيل وأمريكا ويبدو ان هذه العصابه الطائفيه الفاسده المجرمه التي حولت سوريا إلى مزرعه لال الاسد لا تعرف إلا القتل والدجل والخيانه والسرقه والفساد.

الى ريما
monsef -

مقال رائع فعلا وبالنسبة الى الاخت ريما ارجو ان يستجيب الدعاء وياخد كل عمرك

الى ريما
monsef -

مقال رائع فعلا وبالنسبة الى الاخت ريما ارجو ان يستجيب الدعاء وياخد كل عمرك

و الدليل هنا
ملك ملوك -

إنه ملك ملوك العالم شاهد التصرف الحضاري لهذا الملك على يوتيوب لتعرف هذا الملك.1-مقطع بعنوان(قوات الأمن السوري بأسلحتهم يقتحون حرمة المسجد العمري)2-و اخر بعنوان(الأمن يضرب أحد الشهداء بعد موته أمام الجيش درعا.3gp )

يا مجيب الدعوات
monsef -

تقبل دعاء الاخت ريما وخود عمرها كله

يارب العالمين(8)
ماني سمعان -

اللهم آمين يارب اسمع دعاء ريما ونعسه ويارب تعجل وتستجيب لدعائها وتجمعها مع من تدعو له بأسرع مايمكن رأفة بدماءشهداء الشعب العربي السوري الطاهرة.

شو بطل
شربل - فنزويلا -

الى صاحب التعليق رقم 14 من حماه شرف فرجينا بطولتك بشي عمل انتحاري بالجولان او ضد اي هدف اسرائيلي لشوف ارفعلنا راسنا انت و غيرك من اشاوس الانترنيت

حان الحساب يا بثار
سوري الا ربع -

ما ذكره الكاتب تجاه حماس صحيح وقد لا يعرف الناس ان من اسس حركة حماس هي اسرائيل وامدتها بالسلاح ولذلك اسرائيل سعيده بوجود حماس المجرمه ولو ارادت اسرائيل ازالتها فسوف يتم ذلك بساعة واحده وبطائرة اباتشي وكذلك ال الاسد حراس اسرائيل 41عام واسرائيل تنام مستريحه على حدودها مع سوريا شو بدها اكتر من هيك سلام وذلك مقابل ان ترضى اسرائيل على ال الاسد وتحكم سوريه ولكن ساعة الحساب حانت يا ال الاسد وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

Syria
ted -

Surprising, there are still somebody who support such regimes....People! Wake up... there is something else in the life, it is called freedom, where nobody has the right to be a president for life. These guys still living like in 15th century.

Surely Jews Crown
Lebanese -

Cowards dead insects are finished in hell to keep their dark caves what a fuckers