كتَّاب إيلاف

عندما يتحاور بوتفليقة مع الرئيس الجزائري!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لو كان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قادرا على الاصلاح، لفعل ذلك بعد توليه الرئاسة في العام 1999. لم يكن في حاجة الى الانتظار اثني عشر عاما ليلقي خطابا يتحدث فيه عن تطوير المؤسسات والانتقال الى الديموقراطية والشفافية والى العالم الحديث. كان امامه اثنا عشر عاما لينقل الجزائر الى مرحلة اخرى عن طريق الاستثمار في الانسان ومشاريع البنية التحتية. كان في استطاعته بكل بساطة مصالحة النظام مع الجزائريين واقناعهم بان الاصلاح ممكن وان في الامكان بناء دولة حديثة قادرة على الانتماء الى القرن الواحد والعشرين.
المؤسف انه لم يحصل شيء من هذا القبيل. بقي بوتفليقة اسير شخصية هواري بومدين غير مدرك ان العالم تغيّر وان عدد سكان الجزائر تضاعف مرتين منذ رحيل بومدين الذي كان قادرا على تغطية الاخطاء الضخمة التي ارتكبها بواسطة عائدات النفط والغاز... والقمع.
كان صوت بوتفليقة وهو يلقي خطابه الاخير قبل بضعة ايام صوت رجل مريض لا يعرف ماذا يريد باستثناء انه استفاق على الاصلاح في ضوء العاصفة التي ضربت تونس ثم مصر ثم ليبيا واليمن وباتت الآن تهدد النظام السوري الذي سيتبين عاجلا ام آجلا انه غير قابل للاصلاح. في النهاية ان الاصلاح لا يعني شيئا اذا لم يات في وقته اوّلا واذا لم يكن من يريد الاصلاح يعرف ما الذي يريده ثانيا واخيرا. لا وجود لشيء اسمه الاصلاح من اجل الاصلاح ولا وجود لوصفة سحرية تؤدي الى الاصلاح في غياب الرغبة في اقامة نظام ديموقراطي يقوم على مؤسسات مدنية.
يفترض في من يريد الاصلاح فعلا ان يباشر تحركه قبل اشتداد الازمة الداخلية. ويفترض به قبل اي شيء ان يتخلى عن وهم الدور الاقليمي الذي ليس في واقع الحال سوى هروب من المشاكل الداخلية وهي مشاكل حقيقية في الجزائر. الاهم من ذلك كله، يفترض في من يريد الاصلاح فعلا التعلم من تجارب الماضي القريب كي لا يعيد التاريخ نفسه. بكلام اوضح، لم يتعلّم بوتفليقة شيئا لا من تجربة هواري بومدين ولا من تجربة الشاذلي بن جديد الذي خلف بومدين بعد وفاته في السابع والعشرين من كانون الاول- ديسمبر 1978. في الواقع، دمّر بومدين الجزائر واقام نظاما مبنيا على عائدات النفط والغاز من جهة والاجهزة الامنية من جهة اخرى. فشلت ثورته الصناعية وفشلت ثورته الزراعية وفشل النظام التعليمي القائم على التعريب الذي حاول فرضه فساهم الى حد كبير في نشوء اجيال من المتطرفين الذين لا يعرفون شيئا عن الدين وحقيقته ورسالة التسامح. نسي الجزائريون في اغلبيتهم الفرنسية ولم يتعلّموا العربية. تحول قسم من المجتمع الى اشباه اميين. ورث الشاذلي بن جديد نظاما مهترئا تديره مجموعة من العسكر متحالفة مع بعض رجال الاعمال. كان قادرا قادرا على تغطية الفشل بفضل عائدات النفط والغاز وكان طبيعيا ان ينهار هذا النظام في العام 1988 بمجرد هبوط العائدات.
لا يمكن الا الاعتراف بان بوتفليقة نجح، الى حدّ ما طبعا، في استعادة السلم الاهلي. لا شك ان ما ساعده في ذلك كان عودة اسعار النفط والغاز الى الارتفاع. حالفه الحظ. لكنّ الحظ لا يخدم الى ما لا نهاية، خصوصا عندما لا يحسن المرء استخدامه. الحظ وحده لا يبني دولا ولا مؤسسات. كانت السنوات الـ12 الماضية كافية للتخلص من عقدة بومدين ومن شوائب عهد الشاذلي بن جديد. لكن شيئا من ذلك لم يحصل. فضّل بوتفليقة تقمص شخصية بومدين في ظروف مختلفة وعالم مختلف. لم يفهم خصوصا ان لا عيب من الاستفادة من تجربة المغرب حيث بدأت الاصلاحات باكرا منذ خلافة الملك محمد السادس لوالده الحسن الثاني، رحمه الله، في العام 1999. اضاف الى عقدة بومدين وهم الدور الاقليمي. اعتقد بكل بساطة ان المنافسة مع المغرب ومتابعة الحرب غير المباشرة عليه، عن طريق اداة جزائرية اسمها جبهة "بوليساريو"، ستجعلان نجمه يلمع وستدخلانه التاريخ من بوابته العريضة. لم يلبث بوتفليقة ان عاد الى المربع الاول. اكتشف بعد اثني عشر عاما في السلطة ضرورة التصالح بين النظام وبين الشعب. لكنه اكتشف عمليا انه يواجه طريقا مسدودا.
في المغرب، توج محمد السادس الاصلاحات التي بداها باكرا بالخطاب الذي القاه في آذار- مارس الماضي. فتح الخطاب نقاشا وطنيا في العمق في شأن دستور جديد قد يحد من صلاحيات الملك ويعزز صلاحيات رئيس الوزراء، او الوزير الاوّل، وهي التسمية المعتمدة في دول شمال افريقيا، باستثناء "الجماهيرية" طبعا، حيث لا مؤسسات ولا من يديرونها.
في الجزائر، لم يؤد خطاب بوتفليقة الى اي نقاش من اي نوع كان باستثناء قول احد الخبثاء ان الرئيس الجزائري دخل في نقاش مع عبد العزيز بوتفليقة. انه نقاش عقيم يدفع الى القول ان ما يواجه الجزائر شبيه الى حد كبير ما يواجه سوريا. انها ازمة نظام لا اكثر ولا اقلّ. هناك بكل بساطة نظام غير قابل للاصلاح. كل الارتفاعات في اسعار النفط لا تحلّ مشكلته بدليل ان الاحتقان يزداد يوميا الجزائر. المسألة مسألة وقت فقط قبل ان ينزل الجزائريون الى الشارع ليسألوا لماذا لم يستطع بوتفليقة حل اي مشكلة على الرغم من كل المليارات التي توافرت له. لماذا لا طموح لاي شاب جزائري، باستثناء قلة قليلة من المحظيين من ابناء الضباط وكبار المسؤولين، سوى الهجرة الى ارض المستعمر الفرنسي!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
bouteflik se reveille
nabil -

bravo ya khair ennass la verite a blesse les jeneraux et leur marionnette

مقال متحامل كالعادة
أدهم الجزائري -

أنت كعادتك دائما تتحامل على الجزائروتحقد عليها... ماقلته بأن النظام والرؤساء منذ عهد بومدين هم من دمروا الجزائر بسياساتهم الفاشلة هذا صحيح وأوافقك في هذاالرأي،ولكنك تدس السم في العسل بالقول أن بوتفليقةأسير شخصية بومدين فهذا غير صحيح على الإطلاق،لأن بومدين الذي جاء عن طريق إنقلاب عسكري ذو شخصية كاريزماتية مهابة والحكم كان مركزا في يده،أما بوتفليقة الذي أتى به جنرالات الإنقلاب على إختيار الشعب شخصيته مهزوزة،ويخضع كليا لقيادة الجيش والمخابرات التي رسمت له خطوط حمراء لايجرؤ على تجاوزها وإلا كان مصيره كمن سبقه،الشادلي أزاحوه،بوضياف الذي قتلوه وزروال الذي أقالوه..وهو يختلف عن بومدين الذي كان إشتراكي التوجه بينما بوتفليقة ليبرالي التوجه مثلك ومنفتح على الغرب رغم أنه خرج من نظام إشتراكي...تحاول دائما تجريح الجزائريين بتكرار بأنهم نسوا الفرنسية ولم يتعلموا العربية وأشباه أميين مع أن الأمية في الجزائر لاتتعدى 20% بينما في جارتها الغربية التي تشيد بسياسة ملكها تعدت 60%،والجزائر تملك أكبر خزان للعقول والكوادر في الوطن العربي فحسب دراسة قامت بها الجامعة العربية فهي تحتل المركز الأول في تصدير الأدمغة والكوادر المختصةب251 ألف عالم متبوعة في المرتبة الثانية بالمغرب ب207آلآف عالم ثم مصر ثالثة ب167ألف...التيار الإسلامي في الجزائر الذي تصفه بالمتطرف ليس له علاقة بسياسة الدولة في التعريب بعد الإستقلال لأنه قديم النشأة ويعود لزمن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أسسها العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد النهضة الجزائرية في فبراير عام 1931 وهي حركة إصلاحية سلفية أنقذت الشعب الجزائري المسلم وبعثته من الرماد...بوتفليقة هذا الذي تدعي أنه إستعاد السلم في البلاد غير صحيح، لأن المفاوضات بين الجنرالات وأمراء الجماعات المسلحة بدأت عام1997 وتوج بإعلا ن الهدنةالشهير الذي أصدره الأمير الوطني للجيش الإسلامي للإنقاذ في 1 أكتوبر97 وبوتفليقة قام بترسيمه فقط عام 1999...كلامك عن وهم الدور الإقليمي للجزائر يؤكد بأنك معقد من الجزائر وبوق من أبواق المخزن العلوي، لأن الجزائر إذاكنت تجهل فثورتها هي من حررت نصف الدول الإفريقية من الإستعمار وهي أكبر دولة في العالم العربي وإفريقيا مساحةوهي والقوة العسكرية الأولى في شمال إفريقيا وتعد ثاني أكبر إقتصاد وأغنى دولة في القارة بعد جنوب إفريقيا أحببت أم كرهت..

البوليساريو
رياض -

المغرب؟؟؟؟؟!!!!محمد السادس؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!أعتقد أن نجاح التشاد و كوت ديفوار و السياسات الرشيدة التي تتبعها الحكومة في ليبيريا نماذج كان ينبغي التنويه بها أيضا..فما أكثر المعلمين في هذه القارة البائسة!!مقال مثير للشفقة..

مقال متحامل كالعادة
أدهم الجزائري -

أنت كعادتك دائما تتحامل على الجزائروتحقد عليها... ماقلته بأن النظام والرؤساء منذ عهد بومدين هم من دمروا الجزائر بسياساتهم الفاشلة هذا صحيح وأوافقك في هذاالرأي،ولكنك تدس السم في العسل بالقول أن بوتفليقةأسير شخصية بومدين فهذا غير صحيح على الإطلاق،لأن بومدين الذي جاء عن طريق إنقلاب عسكري ذو شخصية كاريزماتية مهابة والحكم كان مركزا في يده،أما بوتفليقة الذي أتى به جنرالات الإنقلاب على إختيار الشعب شخصيته مهزوزة،ويخضع كليا لقيادة الجيش والمخابرات التي رسمت له خطوط حمراء لايجرؤ على تجاوزها وإلا كان مصيره كمن سبقه،الشادلي أزاحوه،بوضياف الذي قتلوه وزروال الذي أقالوه..وهو يختلف عن بومدين الذي كان إشتراكي التوجه بينما بوتفليقة ليبرالي التوجه مثلك ومنفتح على الغرب رغم أنه خرج من نظام إشتراكي...تحاول دائما تجريح الجزائريين بتكرار بأنهم نسوا الفرنسية ولم يتعلموا العربية وأشباه أميين مع أن الأمية في الجزائر لاتتعدى 20% بينما في جارتها الغربية التي تشيد بسياسة ملكها تعدت 60%،والجزائر تملك أكبر خزان للعقول والكوادر في الوطن العربي فحسب دراسة قامت بها الجامعة العربية فهي تحتل المركز الأول في تصدير الأدمغة والكوادر المختصةب251 ألف عالم متبوعة في المرتبة الثانية بالمغرب ب207آلآف عالم ثم مصر ثالثة ب167ألف...التيار الإسلامي في الجزائر الذي تصفه بالمتطرف ليس له علاقة بسياسة الدولة في التعريب بعد الإستقلال لأنه قديم النشأة ويعود لزمن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أسسها العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد النهضة الجزائرية في فبراير عام 1931 وهي حركة إصلاحية سلفية أنقذت الشعب الجزائري المسلم وبعثته من الرماد...بوتفليقة هذا الذي تدعي أنه إستعاد السلم في البلاد غير صحيح، لأن المفاوضات بين الجنرالات وأمراء الجماعات المسلحة بدأت عام1997 وتوج بإعلا ن الهدنةالشهير الذي أصدره الأمير الوطني للجيش الإسلامي للإنقاذ في 1 أكتوبر97 وبوتفليقة قام بترسيمه فقط عام 1999...كلامك عن وهم الدور الإقليمي للجزائر يؤكد بأنك معقد من الجزائر وبوق من أبواق المخزن العلوي، لأن الجزائر إذاكنت تجهل فثورتها هي من حررت نصف الدول الإفريقية من الإستعمار وهي أكبر دولة في العالم العربي وإفريقيا مساحةوهي والقوة العسكرية الأولى في شمال إفريقيا وتعد ثاني أكبر إقتصاد وأغنى دولة في القارة بعد جنوب إفريقيا أحببت أم كرهت..

عجبي
safia -

دع الجزائر و اكتب عن بلدك أولى أم هي شجاعة الفرسان الغض عن تحليل وضع الأوطان و ممارسة البلاغة في الكلام عن الآخرين عجبي

shame
salim -

bouteflika is worst than you write but your way to analyse is verry far from the fact.here we have no problem with the persson of president but we are tired from all the system you take a side the wrongest one is to support a tyrany of his oligarchy

البوليساريو2
ربيع -

أعتقد أن من يستحق الشفقة هم الأشخاص الذين يستهلكون الشعارات بينما العلة في المعادلة التي تجمع الثروة الكبيرة والفقر المدقع. حكام الجزائر وليبيا ساهموا في أكثر مآسي شمال افريقيابخلقهم البوليساريو وتسليحهاوتحريضها وإفقار شعوبهم.

مدفوع
هشام الجزائري -

مخالف لشروط النشر

اسال اسماك البحر
MED -

اقول لادهم الجزائري ادا كانت الجزائر كما تدعي قوية في افريقيا و العالم ببترولها الدي حباه الله بها و ليس من اختراع حكام الجزائر لمادا اكثر من نصف الجزائريين ياكلهم اسماك البحر الابيض المتوسط اسوة باخوانهم في بلدان افريقية كثيرة استحيي على نفسك يا اخي

journalist on demand
AL SHABI -

YA KHEIR, YA KHEIR, THERE YOU ARE BACK, TRYING TO WRITE AGAIN ON THE SUBJECT OF ALGERIA.YOU ARE A DISCREDITED JOURNALIST IF I CAN CALL THAT.WHATEVER THE ILLS OF ALGERIA,ITS SOCIETY, POLITICIANS,HEADS OF STATE,PAST AND PRESENT,WHETHER WE LIKE THEM OR HATE THEM ,WE WILL NEVER EVER GIVE YOU AND YOUR LIKES THE PLEASURE OF SEEING BLOOD BEING SPILT IN OUR DEAR MOTHERLAND. IF REVOLUTION OR EVOLUTION ARE NEEDED WE ARE THE BEST TO KNOW BUT MOST IMPORTANTLY IT IS UP TO US TO TIME THESE EVENTS AND THEIR INTENSITY.IN THE MEANTIME YOU CAN WISH ALL YOU WANT YOU AND YOUR LIKES IN THE ARAB WORLD BUT YOU WILL MOSTLY CHOKE ON IT.