أصداء

ماذا يفعل السفير الأيراني في القاهرة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هناك الكثير من الدول التي تتخوف من التقارب المصري الأيراني، وفي الخصوص تلك التي كانت تربطها علاقات إستيراتيجية مع النظام المصري السابق. ففتح سفارة أيرانية في القاهرة هي جولة كسبتها أيران وخسرها حلفاء النظام المصري السابق، لاسيما الولايات المتحدة الامريكية. السؤال المهم هو، هل ستؤثر هذه العلاقة الجديدة، منذ القطيعة قبل أكثر من ثلاثين عاما ً بين البلدين، سلبا ً على مصر؟ أم ستجلب النفع لمصر التي تحاول أن تعيد ترتيب أوراقها من جديد بعد الثورة؟

لابد من الذكر أن هناك ثلاث مواقف للدول العربية وبعض الأحزاب والمنظمات تجاه أيران. الموقف الأول وهو اللعب لصالح أيران من خلال الإنسجام التام مع الإستراتيجية الأيرانية في المنطقة. هناك عدة أسباب لهذا الموقف، أولها التوافق في العقيدة والأيدلوجية، ثانيا ً إلتقاء المصالح من خلال الإنسجام مع الموقف الأيراني تجاه إسرائيل وامريكا، ثالثا ً هو الشعور بالخيبة من مواقف الدول العربية تجاه إسرائيل وصداقتها للولايات المتحدة على حساب القضايا العربية الكبرى، فكانت أيران هي المنقذ والساند لتلك القوى لتأخذ الدور العربي الغائب. نعم، ربما تكون بعض هذه الأسباب مبررة، كإلتقاء المصالح الإستراتيجية مع أيران، لكن بصورة عامة إن اللعب لصالح أيران هو ليس بمصلحة هذه الدول ولاشعوبها.

أما الموقف الثاني فهو موقف الرافض للسياسة الأيرانية وطموحاتها بالمنطقة. وهناك عدة أسباب لهذا الموقف أولها هو العداء الطائفي، بإعتبار أيران تمثل التيار السياسي الشيعي في المنطقة، والذي يحرك طموحات الأقليات الشيعية المكبوتة في الكثير من الدول العربية. ثانيا ً هو الإنسجام مع موقف الحليف الامريكي في عداءه لأيران واللعب هذه المرة لصالح الولايات المتحدة بدل اللعب لأيران من خلال تنفيذ أجندات أمريكية. ثالثا ً ربما يكونا السببين الأول والثاني معا ً. أن موقف الرافض للدور أيران في المنطقة هو موقف رومانسي يحلم به من ينام وأرجله تحت الشمس. فمن يريد أن يبني سياجا ً ليعزل نفسه عن أيران إتقاء لشرها كما يدعي فهو يجلب الشر لنفسه من حيث يدري أولايدري. فأيران جارة للعرب منذ ألفي سنة، وستبقى جارة للعرب بعد ألفي سنة. أما المبالغة في الرفض لأسباب طائفية من خلال تغليفها بأسباب سياسية أو بالعكس فإنها تدخل المنطقة في أتون صراع لاينتهي أبدا ً، يبدأ من شراء الأسلحة على حساب شعوب تلك الدول الفقيرة ولاينتهي إلى بحرب يكون ضحاياها الأبرياء من غير نتيجة، كما الحرب العراقية الأيرانية.

أما الموقف الثالث فهو الموقف الأكثر توازنا ً، والذي يحافظ على علاقات جيدة بأيران من أجل مصلحة المنطقة بأسرها. فإلتقاء المصالح مع أيران لايدل بالضرورة على اللعب لصالح أيران. فهناك الكثير من يبالغ في خطر أيران وهناك من يقلل من خطرها. المهم هو وضع أيران في مكانها الصحيصح وبناء علاقات جيدة معها من أجل إستقرار المنطقة بعيدا ً الأحتقان السياسي والإستقطاب المذهبي الذي يغذيه المتطرفون من جميع الإتجاهات من أجل دفع المنطقة لمواجهة وصدام لا تعرف عواقبه، فقط لعيون دول كبرى وأجندات خارجية.

وهنا أعود للموقف المصري. فبعد القطيعة مع الماضي بعد سقوط النظام السابق لابد لمصر أن تعود لدورها الريادي في المنطقة. فسياسية التبعية التي كان ينتهجها النظام السابق للولايات المتحدة مقابل المساعدات المالية أدخلت مصر في دوامة الإنهيارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فبناء علاقات جيدة مع الجميع سيكون بالتأكيد في صالح مصر والمنطقة برمتها. فيمكن لمصر أن تكون صمام الأمان الذي يمتص الإحتقان الطائفي والسياسي الذي تشهده المنطقة. ويمكن أن تكون لاعبا ً أساسيا ً في الضغط على أيران من أجل الكثير من القضايا، أولها الجزر الأماراتية وآخرها القضية البحرينية. وحتى يمكن أن تكون داعما ً لقضية العرب الأحوازيين في أيران. أما الذين يتخوفون من علاقات مصر مع أيران فهم لاينظرون إلى الأمور إلا بعين واحدة، أو قل يستهينون بالعقل السياسي المصري. فمصر ليست بالدولة الصغيرة التي يمكن أن يخاف عليها من سياسات دولة أخرى. فمصر مشهود من خلال تاريخها الطويل بأنها بلد مستقل بعيد عن التأثيرات الخارجية إلى حد كبير. والشاهد على ذلك هو دور الشعب المصري في الثورة الأخيرة والذي عبر عن رفضه لسياسة التبعية للولايات المتحدة الامريكية في مشروعها بالمنطقة.

إن فتح سفارة أيرانية في القاهرة يمكن أن يضع مصر في الموقف الثالث وهو الموقف المتوازن في العلاقة مع أيران. فلابد لمصر أن تأخذ الدور الذي تلعبه الدبلماسية التركية هذه الأيام في حلحلة الكثير من القضايا. فمصر لاعب أساسي لايمكن تجاهله في المنطقة بأي شكل من الأشكال، وبالخصوص بعد الغييرات الأخيرة. فالسؤال لابد أن يكون، ماذا ستفعل القاهرة مع السفير الأيراني، وليس ماذا يفعل السفير الأيراني في القاهرة!


Imad_rasan@hotmail.com
http://www.elaphblog.com/imadrasan

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سياسة الفشل
شهاب -

لم يكن عدم تعامل النظام المصري في السابق املاء خارجي بل هو قرار مصري داخلي بحت سواء كان صح ام خطأ وعموما من قطع العلاقة هو ايران ردا على استضافة الشاه وتفاقمت الاوضاع بعد اغتيال السادات الذي احدث صدى واسع في طهران مايجعل المرء يشك بأن لها اصابع فيها.الان معظم الجماعات الرديكالية المقيمة في طهران عادت الى مصر وبعض القيادات اطلق سراحها وسنرى كيف تتفاعل الاحداث . كفى تعظيما لأدوار الدول بناء على ارتفاع نسب حجم السكان او قوة الجيش المتخشب ونسبة عالية من الشعوب لاتجد قوت يومها فالسياسة في الشرق الاوسط سياسة حروب داحس والغبراء ولا تلعب سياسة بشكل صحيح من الماء الى الماء كلها تعتمد على ردة الفعل لايختلف ذلك الاسلامي عن العربي ومن الطبيعي ان يجد الغرب موطء قدم بسبب تلك السياسات الفاشلة المعتمدة من قبل الانظمة عموما.

مثال جميل لكن يلزمه
محممود مصطفى -

هذا المقال من المقالات القليلة المتزنة والمنصفة ليس فقط لايران بل لعقل القاريء والكاتب ذكر جانب ولم يتطرق لعامل السياسة الايرانية واستغلال المذهبية في سياستها شانها شأن دول الخليج ولو غلفناها بالسياسة فاللعبة الطائفية قذرة ونجسة تصيب من يذكرها بالغثيان فهي من السهولة خلط الاوراق فيها ومن المستحيل الخروح منها بسلام. اعتقد انه من الحكمة من مصر ودول الخليج هو التهديئة والخروج من المأزق الحالي بساسة متزنة وغير تبعية لاي دولة والاهم خروجها من اجندات غربية لا ناقة لها فيها ولا جمل بل تدمرها من حيث تدري ومن حيث لا تدري.

اوووف
صامته بس متكلمه -

للأسف مصر دمرت نفسها بنفسها

Closed Doors Cond
Lebanese -

Nazi''s Persian AMBASSADOR meeting the EGYPTIAN government to sign up closed doors bloody conspiracy conditions and first condition Egyptian leaders must be nothing but pussy''s cat, and products under the Nazi Khaminiee orders and must deliver as its is in the closed doors agreement exactly as the Nazi butchers Syrian Regime done, Egyptians bleeding is cominggggggggggggggggg and never stopppppppppppppppppppppppKFC is th emost powerful weapons Nazi''s regime used to buy Egyptians, freedom, democracy and libertyyyyyyyyyyyyyyyyyyy for Nazi''ssssssssssssssssssssssss empiressssssssssssssHello Egyptians freedom!!!!!!!!!!!!!!!!!!democracyyyyyyyyyyyyyyyyfor Nazi Khaminieeeeeeeeeeeeeeeeeeee never anything can be kept in darkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkkk neverrrrrrrrrrrrrrrrr

ماذا يفعل سفيراسرائل
muhammadd123 -

كان المفروش تكتب ماذا يفعل سفير الكيان الصهوني في القاهرة على الاقل فان ايران دولة معروفة وكبرى واسلامية يهمها مايهم العرب والمسلمين شاطرتهم الاحزان والافراح واشترك ابنائها في كل التراث لاسلامي هل وصلت الجرءة بالبعض ان يعتبرون من يحتلون بلدان المسلين وقتلون منهم الالف يعبرونهم حماة ويعتبرون ايران الجارة عدوة لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

ايران و أسرائل
الناقد -

ايران و أسرائل وجهان لعمله واحدة بل ايران اخطر من أسرائل بحكم انهم مسلمين ويستطيعون التغلغل في المجتمع المصري بسهوله. انا مع فتح العلاقات وتبادل السفراءولكن على المصريين اخذ الحيطة والحذر. وحبذا لو يستطيع المصريين بعودة العلاقات الدبلماسية الضغط على ايران لاعطاء العرب الاحوازيون حقوقهم

TO COMMENT NO 4
Ibrahim -

Your fingers must be very heavy. it must have been very hard to lift the finger at the end of the word

مضوع عقلانى
سعيد المصرى -

انا مع الكاتب

العرب
Raad -

لو أن العرب، عرب أصليين، لكان كل العالم يزحف برجليه و حتى على الأربعة لكي يتقربوا منهم، فالعرب يملكون كل أساسيات القوة و كل ما يحتاجه العالم، و لكن للأسف يفقدون العقل لذلك بهذه الحالة لا يملكون شيئا لذلك فهم تبعيون حتى عندما يتبعون أحد لا يفكرون ليش و كيف، لذلك لا عرب أصليين موجودين في زماننا هذا كلهم مهجنين بصفات غربية و دمتم

العرب
Raad -

لو أن العرب، عرب أصليين، لكان كل العالم يزحف برجليه و حتى على الأربعة لكي يتقربوا منهم، فالعرب يملكون كل أساسيات القوة و كل ما يحتاجه العالم، و لكن للأسف يفقدون العقل لذلك بهذه الحالة لا يملكون شيئا لذلك فهم تبعيون حتى عندما يتبعون أحد لا يفكرون ليش و كيف، لذلك لا عرب أصليين موجودين في زماننا هذا كلهم مهجنين بصفات غربية و دمتم

مقال عقلاني
عراقي -

من أجمل المقالات التي قيلت حول العلاقة بين العرب وإيران. التاريخ والحاضر والمستقبل لن يلغي الجغرافية وبوجود مصر وإيران يمكن للمنطقة أن تتوازن بعد محاولات الرقص الناري المتغذي على الكراهية والحقد والتعصب لدول نجحت للأسف في ذبح العراقيين وإفقار المصريين من أجل مصالح طائفية ضيقة وكريهة.

مقال عقلاني
عراقي -

من أجمل المقالات التي قيلت حول العلاقة بين العرب وإيران. التاريخ والحاضر والمستقبل لن يلغي الجغرافية وبوجود مصر وإيران يمكن للمنطقة أن تتوازن بعد محاولات الرقص الناري المتغذي على الكراهية والحقد والتعصب لدول نجحت للأسف في ذبح العراقيين وإفقار المصريين من أجل مصالح طائفية ضيقة وكريهة.

أيام الشاه
مواطن يتسأل?? -

الدول التي تخاف من التقارب المصري الإيراني هي أمريكا وإسرائيل والسعودية حصراً .فالسعودية تعادي الدولةا لتي لاتريق للأمريكان وهذا ليس تجني على السعوديين. فالسعوديةمستعدة أن تعادي نفسها لو طلبت أمريكا ذلك منها!!! هذا أولاً ,وثانياً لماذا على مصر معاداة إيران أو غير إيران ?هل إرضاءً للامريكا ودغدغةً لرغبات السعودية??? والسؤال الأكثر إلحاحاً وشرعيةً لماذا لم يضهرهذا العداء السعودي ضد إيران عندما كانت إيران تحت حكم الشهاة محمد رضى بهلوي صيق أمريكا الحميم وحلفاء أمريكا??????????????????? واللبيب من الإشارة يفهم. ياصاحبة الجلالة elaph تواضعي وأنشري وجهة نضر مخالفة لكم

أيام الشاه
مواطن يتسأل?? -

الدول التي تخاف من التقارب المصري الإيراني هي أمريكا وإسرائيل والسعودية حصراً .فالسعودية تعادي الدولةا لتي لاتريق للأمريكان وهذا ليس تجني على السعوديين. فالسعوديةمستعدة أن تعادي نفسها لو طلبت أمريكا ذلك منها!!! هذا أولاً ,وثانياً لماذا على مصر معاداة إيران أو غير إيران ?هل إرضاءً للامريكا ودغدغةً لرغبات السعودية??? والسؤال الأكثر إلحاحاً وشرعيةً لماذا لم يضهرهذا العداء السعودي ضد إيران عندما كانت إيران تحت حكم الشهاة محمد رضى بهلوي صيق أمريكا الحميم وحلفاء أمريكا??????????????????? واللبيب من الإشارة يفهم. ياصاحبة الجلالة elaph تواضعي وأنشري وجهة نضر مخالفة لكم

طرد فورا
ش -

انا مواطن عربي غيور على الامة العربية من هؤلائي احفاد اي طاهر القرمطي الشيعي واطالب من السيادة المشير طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة المصرية الباسلة ان تطرد هذا الشعوبي المجوسي فورا من الاراضي العربية المصرية .

طرد فورا
ش -

انا مواطن عربي غيور على الامة العربية من هؤلائي احفاد اي طاهر القرمطي الشيعي واطالب من السيادة المشير طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة المصرية الباسلة ان تطرد هذا الشعوبي المجوسي فورا من الاراضي العربية المصرية .