الوطنية السورية إذ تٌكتشف من جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دم غزير سفكته آلة القمع التابعة للنظام السوري في (الجمعة العظيمة)، لتبرهن بأن التغيير وتحقيق مطاليب الناس في الكرامة والحرية دونه الموت الزؤام. النظام بدأ بتطبيق الخطة ( باء) إذن في القمع والقتل العشوائي، والذان يستهدفان كل كائن يتحرك في ساحات التظاهر( وهو مافسر تهشيم رؤوس أطفال وهتك صدور يافعين صغار بالرصاصات الحارقة الخارقة)، بعدما فشلت خطته ( ألف) والتي كانت تتحدث عن "إنطلاقة قطار الإصلاح" و"زوال حالة الطوارئ" و"إلغاء محكمة أمن الدولة الإستثنائية"، وقبل ذلك التفضل ب"منح الجنسية للأكراد الأجانب" بعد نصف قرن من الحرمان والظلم!.
الشعب السوري يعرف نظامه جيداً وهو، وبعد كل هذا الدم، لن يقبل بأقل من رحيل هذا النظام ومطاردة رموزه القاتلة الناهبة لحريته وخبزه حتى أقاصي المعمورة. كان الشعار، لذلك، وحيداً، لابديل له، وهو (الشعب يريد اسقاط النظام). شعار بسيط وهو بالمناسبة يحتوي مغالطة بنيوية حين اسقاطه على الحالة السورية: وهل كان الشعب السوري قد انتخب هذا النظام أصلاً، لكي يأتي ويقرر الآن إسقاطه؟. لكنه قرار الإسقاط أو الإزالة، على كل حال، وهو صدر من دماء الشباب السوري، وأفهم علناً وهو غير قابل للطعن بأي طريقة...
ثورة الشباب السوري تمضي في مجراها الذي حفرته بالدماء الزكية الغالية، وهي لن تتوقف حتى ترى الحرية والكرامة كلاً غير مجتزأة، إن لم يكن لغرض النصر وإنهاء مرحلة الظلام والقتل، فوفاء للمئات الذين ضحوا بحياتهم ليؤسسوا وطناً حراً عزيزاً افضلاً لأهلهم وللأجيال القادمة بعدهم.
منظروا النظام السوري إستنفدوا كل حججهم في تجريم وتأثيم الشباب الثائر، فصاروا يشتمون كل منبر يطلون فيه على الرأي العام ويتهمونه ب"التآمر" و"التخابر" و"الطعن في الظهر"!. إنتهى الكلام الرسمي الباهت عن "المجموعات المدسوسة" و"الخلايا السلفية" و"المتفجرات الآتية من شمال العراق"، وبدأ الزعيق الأجوف وكيل الإتهامات المنفلتة لكل منبر وكل جهة، وهو بداية الإندحار حقاً.
كلما ازداد النظام شراسة وقرر إغراق البلاد في الدم وتحويلها إلى جحيم لايٌطاق، زاد الشعب إصراراً على تغييره ورسم ملامح وطن آخر جديد. وطن لايخيف فيه عنصر المخابرات "أكبر شنب"، ولايسرق فيه رامي مخلوف وغيره من تماسيح وأفيال الفساد الأخضر واليابس، على حساب حياة أجيال تخرج لترى اطلال وطن، تنعدم فيه اللقمة الكريمة وتكثر فيه البساطير العسكرية الجاثمة فوق الرقاب، والتي تريد أن تبقى جاثمة هكذا من مهد المواطن إلى لحده.
السوريون فعلوها إذن وصنعوا ثورتهم. لم يعد هناك أي "إستثناء سوري". هذه الثورة صنعت في كل أبناء الوطن وطنية حقيقية سلبها منا نظام "الحركة التصحيحية" زمني الأب والأبن. لم نعد نتحسس من العلم السوري (الذي كان يعني لنا: المخابرات والسلطة والقمع ومصادرة الحقوق والهوية القومية) بعدما رأينا هذا العلم في يد وطنيين يطالبون بالحرية ويحيون كل أبناء بلدهم بشعارات تنبذ التفرقة والنعرات. انه علم الوطن السوري وليس علم المخابرات. بات كل سوري يلوح بهذا العلم بفخر. لذلك لم تكن مصادفة أو خبط عشواء أن يظهر أكبر علم في تاريخ سوريا الحديث في شوارع القامشلي، وأن يشد أطرافه شباب كرد يافعين.
سنتعرف من الآن وصاعداً، في زمن مابعد الإنتفاضة والثورة، على تاريخنا بشكل أفضل. سندرس كل الثورات السورية ضد المستعمر، وسنستعرض سيرة رموزها وحياتهم بالشكل الذي يستحقونه، وسننتهي من سيرة "القائد الخالد" ومن متابعة "إنتصاراته" و"سياساته الحكيمة". سنأتي بالكتب القديمة المخبأة ونقرأ المراحل المجتزأة من تاريخ سوريا مابعد الإستقلال. كيف حدثت الإنقلابات ومن باع لواء الإسكندرون والجولان ومياهنا وأمننا الوطني ولماذا، وماذا كان الثمن؟. سنكتشف سوريا من جديد. نكتشف كل أهلها من ساحلها وغوطتها وجزيرتها إلى دير الزور الفرات.
دماء شباب الثورة السورية لن تذهب هباء، بل ستذهبٌ بالطغاة والقتلة والسراق والشبيحة إلى حيث يستحقون. أما الإصرار على قتل كل من يتحرك في ساحات التظاهر، فلن يجدي نفعاً، فقد قتلوا وعاد الناس للتظاهر، ومن ثم قتلوا، فعاد الناس ومعهم آخرون كانوا صامتين حفاظاً على "الأمان" ذاك. وهاهي دير الزور والرقة والقامشلي وعامودا وحماة وعفرين وتدمر وإدلب وأغلب مناطق دمشق، تنظم إلى درعا واللاذقية وبانياس وجبلة وحمص. السوريون كلهم يخرجزون ويصدحون بنفس الشعارات.
الكل يعلم حقيقة ان الشعب السوري لن يقبل ثمناً لدماء أبناءه بأقل من الحرية الكاملة مثلما حدث في تونس ومصر وسيحدث في اليمن وليبيا، فالحرية لن تستقيم أبداً مع وجود القتلة والمخربين على سدة السلطة، حتى وان ازال هؤلاء "المادة الثامنة" وفبركوا قوانيناً جديدة وكتبوا دستوراً جديداً. أي "دستور جديد" هذا والشعب يعرف أن دستورهم هو القتل والغدر وحصاد العزل في المظاهرات السلمية؟!...
التعليقات
الشعب يريد
مراقب -الشعب يريد أن يعامل كما تعامل إسرائيل في ;الإحتفاظ بحق الرد;
لماذا
مراقب -لماذا لايحتفظ بشار بحق الرد ضد شعبه كما يفعل مع إسرائيل؟
مغالطة بنيوية؟؟؟
سوري كردي -عاد طارق حمو ليطل على القراء في مقالاته اللاهبة. ويتحدث عن المغالطة البنيوية في شعار ( الشعب يري اسقاط النظام).. فهل انك ترتكب ايضا مغالطة بنيوية، حينما تخالف رأي زعيمكم اوجلان، الذي عبر من سجنه عن ثقته باصلاحات بشار المزعومة، طالبا من جماهير أكراد سوريا ـ وكأنما هو وصي عليها ـ بألا يشاركوا في الثورة السورية الحالية؟؟ وبلغ من صفاقة حزب اوجلان في سوريا (ما يسمى حزب الاتحاد الديمقراطي)، ان يقوموا بالرقص والغناء في يوم عيد ميلاده، في نفس اليوم الذي كانت تسيل فيه دماء الشعب السوري على أيدي الشبيحة والأمن. كذلك بلغ من حقارة بعض أطراف الحركة الكردية السورية أن لبوا دعوة لزيارة مقر قيادة حزب اوجلان في جبل قنديل، في كردستان العراق، لكي يأخذوا اوامر من مراد قبلان عن ضرورة التهدئة وعدم الانجرار الى فخ الاطراف المعارضة السورية في جر كرد سوريا الى جعلهم كبش فداء؟؟ تصوروا النذالة، التي وردت حرفيا على لسان شلال كدو، احد اولئك المسؤولين في الحركة الكردية؟؟ هذا مع العلم بأن علي مملوك، رئيس جهاز الأمن السوري، وكما اعترف كدو نفسه، قام مؤخرا بالبصاق على حركتهم السياسية برمتها حينما وصفها بالعمالة لاسرائيل. هذه هي حقيقتكم، يا جماعة اوجلان الارهابية، العريقة في العمالة لنظام الأسد الأب والأبن. يرجى النشر تحية
إلى مراقب
عصفور مهاجر -إلى السيد مراقب اعلاه. للإجابة على سؤالك، أعتقد أن السبب في ذلك هو أن من طبع النذل أن يتحامل على الضعيف ويُظهر الذل والخنوع للأقوى. وهذا هو حال النظام السوري ورجال استخباراته الأشاوس الذين أظهروا قمة الشجاعة في قتل أبنائنا واخواننا العزّل في يوم الجمعة العظيمة.
يكلم نفسه
lمحمد يوسف -يبدوا ان المراقب يكلم نفسه الله يثبت علينا العقل والدين
CIA killed Syrian pe
Syrian Shahem -Who killed them not Syrian forces but CIA group working in Syria ,stop your nasty words about your masters in ghurbe
البعث المهزوم
خانقيني -يجب ان يعاقب هذا النظام على ما قام وما يقوم بة من مجازر بحق الشعبيين العراقي والسوري ولمدة 42 سنة هذا النظام الوحشي الذي لآيعرف الرحمة طريقاً لقلبة انما القتل والدم مجرمون حتى النخاع وعلى الحكومة العراقية الأسراع باعدام من موجود منهم في السجون العراقيية باسرع وقت وكذالك دعم الشعب السوري للتخلص من هؤلآء المجرمون السفاحيين اذا كانو فعلً ديمقراطيين واحرار واصحاب مباداء وقيم كما يدعون!!!
الشعب يحتقر بشار
SHAHIDA -الثورة السورية ستستمر و سينتصر الشعب و سيسقط بشار و عصابته الفاسدة بإذن الله ، وكل من يقف الى جانب هذا النظام الفاشي المجرم إنما يقف ضد الشعب السوري الذي سينتصر إنشاء الله على هذا الاحتلال الداخلي المقيت والخبيث .
تعليق ذكي
تعليق مراقب -تعليق مراقب فيه السؤال و الجواب تعليق ذكي لكن بلاهة البعض و من سكرها بكثرة شرب الدماء جعلها لا تفهم السيد مراقب
الى 3 السيد م.ك
qami$lo -الرحمة على شهدائنا,مبين بدك تخليني اكره قرائة التعليقات, المقال في وادي و الناس بتنقتل في وادي و ردك في وادي.
الى9 السيد ط ح
سوري كردي -كنت اتمنى ان ترد على الحقائق التي اوردتها في تعليقي الأول؟؟ ولكن بدلا من ذلك تعلن عن رغبتك بمقاطعة كتاب التعليقات؟؟ هذا اسلوب جديد ولا ماذا؟؟ اعتدنا من جيش المعلقين الابوجي الاستنفار عندما يكتب احد القراء تعليقا فيه انتقاد لزعيمكم (القائد الضرورة) الذي تحتفلون بعيد ميلاده في نفس الشهر الذي ولد فيه صدام حسين؟؟ فيه تطور لديكم، وارجو ان تقاطع في المرة المقبلة الكتابة في ايلاف لكي يخلص القراء من هذه الفجاجة والسطحية والركاكة؟؟ ودمت موظفا مرتزقا لدى القائد الضرورة الذي باع كل شيء وخسر نفسه
الى الرقم10
qami$lo -انا انصحك برش بعض الدبليو دي 40 على مخيلتك لاذالة الصداء, لماذا لا تكتب مقالة عن الpkk و في ذاك الوقت سأعلق على مقالتك ان كان عندي وقت, قد اتفق معك او اخالفك الرئي , و لكن ما اقوله ان كان لك ثأر شخصي مع الكاتب او حزب العمال فهذا لايعطيك الحق بلتهجم عليهم على الطالعة و النازلة, لمعلوماتك انا و احد من الذين هددوا بالتصفية من قبل بعضهم في التسعينات و لكن انا احترم من يقاتلون الجيش التركي في جبالنا و احترم الكثير من سياسييهم و لكن في كل قوم هناك الصالح و الطالح.
تنويه
لوران سليم -مقال الأستاذ طارق حمو جيد، ولاحاجة لإقحام أوجلان وحزبه في الموضوع.الأولوية الآن هي في وقوف السوريين جميعا يدا واحدة في وجه نظام الأسد الفاسد.