كتَّاب إيلاف

العراق والانتخابات المبكرة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو ان الأيام تتوالى ويتم استهلاك الزمن على نفقة الأهالي بينما الفعاليات السياسية ورموزها ما زالت تتنافس على المناصب والامتيازات ومن يستحوذ على وزارات معينة تحت تسميات السيادية تارة والأمنية تارة أخرى، وهي بمجملها تظهر مدى فقدان الثقة بين الأطراف المتنافسة ومن ثم غياب مفهوم متفق عليه للمصالح العليا للبلاد وحدود محترمة من الجميع للمواطنة التي يفترض ان تعلو على مجمل الخلافات والانتماءات.

وفي الوقت الذي نجحت مبادرة الرئيس بارزاني في دفع عجلة العملية السياسية الى الأمام وحسم الصراع بين الكتلتين الفائزتين ( دولة القانون والعراقية ) بانجاز حكومة شراكة وطنية، إلا ان الأحداث التالية وما يجري من صراعات خلف الكواليس يظهر البون الشاسع بين الطرفين، حيث تجري الآن محاولات العودة ثانية الى المربع الأول في المبادرة، رغم حجم الخلافات التي تتكثف في الفكر والرؤية أكثر منها الى المواقع، هذا من جانب ومن جانب آخر للمشهد السياسي برمته تدلل هذه الأوضاع على هشاشة النوعيات التي تم تصعيدها الى مجلس النواب ومن ثم اختيار أعضاء حكومة الشراكة الوطنية التي اعتمدت المراضاة على حساب النوعية، وبصرف النظر عن مؤهلات الوزير العلمية والميدانية والمهنية، حيث سارعت كل الجهات المشتركة في العملية السياسية الى ترشيحات اقل ما يقال عنها توصيفا انها تمثل المحسوبية والمنسوبية وعلاقة المرشح سواء الى مجلس النواب او الحكومة برئيس القائمة ومن يمثله ومدى تعاونه معه (!) وسقف تأثير عشيرته وعلاقات شيوخها وأغواتها بالقائمة او رئيسها مما يخشى من إعادة البلاد ثانية الى النظام العشائري المقيت الذي بدأ يتبلور في غياب او ضعف مؤسسات الدولة المدنية وسلطاتها الشرعية مقارنة مع نمو هذه التشكيلات وتأثيراتها من خلال ممثليها الذين حملتهم الى مجلس النواب او الحكومة.

لقد أنتجت دولة الثمانين عاما التي سادها العرف العشائري والتقاليد القروية والبدوية ذلك النظام البائس الذي شهدنا انهياره وتقهقره، وهي ذاتها أفرزت هذه الأوضاع الشاذة منذ ثمان سنوات عبر قنوات العشيرة والمذهب والمنطقة والعرق بعيدا عن مفهوم المواطنة والمصالح العليا للبلاد مما يدفع الآن الى إعادة النظر بالأوضاع السائدة إزاء هذه العقدة في الاتفاق على حكومة وطنية ومعارضة برلمانية ولأجل الخروج من هذه الأزمة يعتقد الكثير ان استقالة الحكومة الحالية وتأسيس حكومة انتقالية او تصريف اعمال من اجل إجراء انتخابات مبكرة خيارا مهما ربما يؤسس لمجلس نواب أفضل ويبلور قيام كتلة معارضة في البرلمان بعيدا عن مبدأ المشاركة المباشرة في الحكومة بل مشاركة في مراقبة عملها وتوجيهها بدلا من تآكل الزمن والفرص في تنافسات وصراعات على مواقع حكومية ومناصب هنا وهناك في الوقت الذي تكبر الفجوة بين تلك الحكومة او البرلمان وبين المواطن الذي تتفاقم أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وتتقهقر الخدمات الأساسية بينما تنشأ في المقابل طبقات فاسدة في وحول مفاصل مهمة من الحكومة والبرلمان والرئاسة.
kmkinfo@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العراق
مهيمن -

حتى لو اعيدت الانتخابات الفمرة سوف تبقى نفس المشكل لسبب بسيط هو ان الناخب العراقي ينتخب على اساس طائفي وقومي بكل طائفة تنتخب مرشحي طائفتها وكذلك كل قومية وكل ديانه ففي الانتخابات السابقة حزب الوفاق الذي قودة علاوي رئيس القائمة العراقية لم يحصل على مقعد واحد من اعضاء حزب الوفاق في محفظات الانبار موصل وصلاح الدين التي يسيطرعليها السنة العرب عى الرغم بان علاوي هو رئيس اكبر قائمة سنية ؟ بل حصل على 12 مقد في محافظات الجنوب و8 في بغداد ؟ يعني الخلل بالشعب العراقي شعب طائفي ولا ينفع العراق الا التقسيم الى اقاليم هذه بدءت بوادرها بعد ان انشق محافظ الموصل وتمرد على الحومه تمهيدا لاعلان الموصل اقليما

الفيدرالية هي الحل
Fatn -

اتضامن مع الاخ مهيمن في ما كتبه واعتقد ان الحل الفيدرالي هو اكثر الحلول واقعية للمجتمعات العراقية ، وهو الضامن الوحيد لبقاء الدولة العراقية موحدة، كما انه اي هذا الحل سيمنح المكونات جميعها ما تبتغيه من حقوق اضافة الى انه يلبي الحاجة النفسية للانتماء لدى اكثرية السكان.

العراق
مهيمن -

حتى لو اعيدت الانتخابات الفمرة سوف تبقى نفس المشكل لسبب بسيط هو ان الناخب العراقي ينتخب على اساس طائفي وقومي بكل طائفة تنتخب مرشحي طائفتها وكذلك كل قومية وكل ديانه ففي الانتخابات السابقة حزب الوفاق الذي قودة علاوي رئيس القائمة العراقية لم يحصل على مقعد واحد من اعضاء حزب الوفاق في محفظات الانبار موصل وصلاح الدين التي يسيطرعليها السنة العرب عى الرغم بان علاوي هو رئيس اكبر قائمة سنية ؟ بل حصل على 12 مقد في محافظات الجنوب و8 في بغداد ؟ يعني الخلل بالشعب العراقي شعب طائفي ولا ينفع العراق الا التقسيم الى اقاليم هذه بدءت بوادرها بعد ان انشق محافظ الموصل وتمرد على الحومه تمهيدا لاعلان الموصل اقليما

مشرعين نص ردن؟
ازاد هورامي -

صدقا ان اكثرية اعضاء مجلس النواب الحالي وبرلمان كردستان ليسو في محلهم بل ان الكثير منهم انما جاء الى هناك للتمتع بالامتيازات والنوم في قاعة المجلس.وحتى لو تمت الانتخابات المبكرة فما الفائدة في مجتمع عشائري ومذهبي واغلبية السكان فيه من الاميين سواء في القراءة والكتابة او في الحضارة ويركضون وراء الشيخ والاغا بصرف النظر عن أي شيئ له علاقة بالوطن او الشعب.شكرا اخي كفاح

مشرعين نص ردن؟
ازاد هورامي -

صدقا ان اكثرية اعضاء مجلس النواب الحالي وبرلمان كردستان ليسو في محلهم بل ان الكثير منهم انما جاء الى هناك للتمتع بالامتيازات والنوم في قاعة المجلس.وحتى لو تمت الانتخابات المبكرة فما الفائدة في مجتمع عشائري ومذهبي واغلبية السكان فيه من الاميين سواء في القراءة والكتابة او في الحضارة ويركضون وراء الشيخ والاغا بصرف النظر عن أي شيئ له علاقة بالوطن او الشعب.شكرا اخي كفاح

السيد كفاح
Mohammad -

هناك مثل عراقي يقول ماطار طير وارتفع الا والماطور جتال صاحبه والحليم تكفيه الاشاره ارجو النشر

عبادة الاكراد
عراقي -

الى الكاتب الكردي كفاح انكم الاكراد تتكلمون عن الديمقراطية وتعبدون زعماء عصابات وزعماء عشيرة.

عبادة الاكراد
عراقي -

الى الكاتب الكردي كفاح انكم الاكراد تتكلمون عن الديمقراطية وتعبدون زعماء عصابات وزعماء عشيرة.

Thanks
ليلى قاسم -

شكرا استاذ كفاح حقا انهم نوعيات تعبانة في مجلس النواب والحكومة تحتاج الى اعادة نظر واستبدالهم؟ولكن يبقى السؤال هل تضمن ان الاخرين سيكونون افضل منهم؟وهل طبيعة مجتمعنا تتغير خلال عدة اشهر وسنوات؟رغم ذلك اتفق مع جنابكم في اجراء انتخابات مبكرة لعله يستفيد اولئك الناخبين النادمين الذين اعطوا اصواتهم لأناس لا يستحقونها.مجرد محاولة وعلينا ان نتفائل معكم

الانتخابات
جمال سنجاري -

شكرا استاد كفاح على طرحك وبوقته-- انا عندي رائي الخاص انا اقول تكن انتخابات ومبكره ولن تكن سيبقى حال العراق على ماهو بسبب الطائفيه والقوميه وهذا اصبح حال واقع العراق- انا مع انتخابات على ان تكن ثلاث فدراليات بلعراق للوسط والجنوب واقليم كوردستان ويكون ارتباط الثلاث اقاليم بلمركز وتكون قياده من الثلاث فدراليات في بغداد -بهذا ستكون كل منطقه فدراليه تحافظ على امن مناطقه وتوزيع الميزانيات لهم حسب مامعمول به وانا اكرر بعكس ذلك لن يستقر العراق لو عشرات الانتخابات استحدثت تحياتي

الانتخابات
جمال سنجاري -

شكرا استاد كفاح على طرحك وبوقته-- انا عندي رائي الخاص انا اقول تكن انتخابات ومبكره ولن تكن سيبقى حال العراق على ماهو بسبب الطائفيه والقوميه وهذا اصبح حال واقع العراق- انا مع انتخابات على ان تكن ثلاث فدراليات بلعراق للوسط والجنوب واقليم كوردستان ويكون ارتباط الثلاث اقاليم بلمركز وتكون قياده من الثلاث فدراليات في بغداد -بهذا ستكون كل منطقه فدراليه تحافظ على امن مناطقه وتوزيع الميزانيات لهم حسب مامعمول به وانا اكرر بعكس ذلك لن يستقر العراق لو عشرات الانتخابات استحدثت تحياتي