هل يتوسع دور مصر في القضية الفلسطينية على حساب سوريا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ربما كان نجاح مصر في إنجاز المصالحة الفلسطينية المؤشرَ الأبرز على تباشير دورٍ مصري أكثر قوة، على المستوى العربي؛ في الوقت الذي يعاني فيه النظام السوري في دمشق بوادرَ عزلة, وتنديد دولي يتنامى. وإذا كانت قيادة حماس نفت صحة الأنباء عن مغادرتها دمشق فإن الربط بين وضع نظام الأسد، وموافقة حماس على الورقة المصرية التي لم تعدل، - وفق مسئول مصري بين ذلك لـ " الحياة"- ليس مستبعدا.
وما دام العرب لا يتحدثون، أو النظام الرسمي، على الأقل، عن خيار الحرب، مع إسرائيل، فإن البلد المؤهل، لخوض الحراك السياسي معها هي مصر؛ لأنها تقيم علاقات معها سلام، ولكونها الدولة العربية الأكبر، ولمجاورتها لغزة, وعلاقاتها الجيدة مع السلطة الفلسطينية. وكذا علاقاتها الباقية مع الولايات المتحدة الراعية الأهم للعملية السياسية في الشرق الأوسط.
وقد كاد نظام مبارك أن يفقد قدرته على لعب دور مساند للجانب الفلسطيني؛ لأنه بالغ في التقرب من إسرائيل، فألقى لها كل أوراقه، أو معظمها، وإنْ كان، والحق يُقال، ظل يحافظ على مسافة من التطبيع معها، ولم يزر مبارك إسرائيل إلا مرة واحدة؛ عند مقتل رابين، ولم يكن أمامه مفر, بروتوكوليا.
القيادة المصرية و(عينها الحمراء) مع إسرائيل:
أما القيادة المصرية الجديدة التي ارتضتها الثورة، إلى حين الانتخابات، فقد دشنت عهدها بشكل مختلف مع الحكومة الإسرائيلية, حتى أهم أركانها، وهما رئيس الوزراء عصام شرف، ووزير خارجيتها نبيل العربي، ليسا من المفضلين إسرائيليا، فشرف كان من المنحازين للثورة المصرية التي أطاحت بنظام مبارك الأكثر صداقة لإسرائيل، والعربي يصفه الإعلام في إسرائيل بأنه رجل معاد لها, بالرغم من أنه كان مستشارًا قانونيًّا للوفد المصري أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978م. وجملة مواقف العربي تدل على تعاطف واضح مع الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، على النقيض من وزراء الخارجية السابقين الذين كانوا في الأغلب مضطرين إلى التساوق مع النظام الذي كان يحرص على الظهور بموقف الحياد.
إنجاز المصالحة:
فالحكومة المصرية الجديدة أكثر حزما مع إسرائيل، وأكثر استقلالية، أو عروبية، في تعاملها مع الشأن الفلسطيني، فنتنياهو وغيره من السياسيين الإسرائيليين لم يخفوا امتعاضهم من الدور المصري في إنجاز المصالحة.
فتح معبر رفح:
ومن الأعمال السياسية التي تدل على هذه الملامح الجديدة للحكومة المصرية, ولا سيما تجاه إسرائيل، عزمُ مصر على فتح معبر رفح بصفة دائمة, إذ أعلن وزير الخارجية المصري، نبيل العربي، أن القاهرة تنوي فتح معبر رفح في "الأيام القليلة القادمة"، منهياً ما وصفه بأنه تعاون"مشين" في إبقاء المعبر مغلقا.
وهذا يعني رفع الحصار المضروب على غزة منذ سيطرة حماس عليه، وهو بالتالي، يدل على عودة حماس إلى الشرعية العربية، وقد يمهد إلى اكتسابها شرعية دولية، ولا سيما من الدول الأوروبية، وهي ليست بعيدة عن القبول الروسي، أصلا. وفي هذا إفشال لكل الجهود التي بذلتها حكومات إسرائيل لعزل حماس، وشيطنتها دوليا.
ولم تخفِ حكومة نتنياهو، هنا, أيضا، انزعاجها، ورفضها لهذا الموقف المصري، إذ علق نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفيان شالوم، للإذاعة الإسرائيلية, على ذلك بالقول: "إنه تطور مقلق. إعادة فتح معبر رفح قد يسمح بعبور الأسلحة والإرهابيين. يجب أن نكون مستعدين لحدوث تغييرات مهمة في مصر والمنطقة العربية".
دعوة مصر إلى مؤتمر دولي للسلام:
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، كذلك تنشط مصر, مع المساعي الفلسطينية، لإعلان الدولة الفلسطينية، وقد دعت إلى مؤتمر دولي للسلام، برعاية أمريكية، مستفيدة من التطور الفلسطيني الجديد الذي أظهر الفلسطينيين طرفا واحدا مستعدا للسلام، وذلك؛ لأن التفاوض من صلاحيات الرئيس (أبو مازن) بوصفه رئيسا للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية, كما في قطاع غزة. وتأمل مصر بهذا التطور أن تحرج الطرف الإسرائيلي الذي طالما تذرع بأن عباس لا يمثل الفلسطينيين جميعا.
تعديل اتفاقية بيع الغاز:
أما في العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل، فتعيد الحكومة المصرية النظر في اتفاقية الغاز، وتعلن أن بيعه لها بالأسعار السابقة التي تقل كثيرا عن الأسعار العالمية جريمة يستحق فاعلوها العقاب، ولا عودة إليها.
الدور الإقليمي المصري وتأثيراته على القضية الفلسطينية:
وعلى الرغم من الظروف الداخلية الدقيقة التي تمر بها مصر, هذه الأيام، إلا أن الحكم فيها مستقر, ولا تعوقها أوضاعها الداخلية عن تنشيط دورها، وتعزيز علاقاتها العربية، وفي الإقليم.
وهي بذلك تحاول أن تملأ فراغا لم تقدر على شغله، لا إيران، ولا تركيا، ومصرُ بتوازناتها الجديدة، والتزامها بقضايا العرب، وحرصها على سلامة دول الخليج العربي- كما أكد رئيس الوزراء المصري عصام شرف- إنما تعزز من زخم الدور المصري الخارجي، وتحاول استعادة دورها، على المستوى العربي، وكذلك بمحاولة مصر نسج علاقات متوازنة مع إيران، بشرط عدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية.
هذا يصب، بعد هدفه الأساس، المتمثل في استعادة فعالية مصر العربية، في تعزيز تأثيرها في الأطراف الفاعلة في القضية الفلسطينية؛ ذلك أن تحسن علاقات مصر بقطر، مثلا، قد يسهم في التأثير على حماس؛ لعلاقات قيادة حماس الخاصة بالدوحة.
سوريا وحماس، هل تفتر العلاقة؟
أما سوريا و حماس، فربما لن يكون في مقدروهما الحفاظ على ذات العلاقة السابقة، ولا سيما إذا طالت أزمة النظام البعثي، وأوغل في الدماء السورية، ومن الأطراف السورية المنخرطة في صراع معه الإخوانُ المسلمون في سوريا، وقد ظهر بوضوح التباين بين موقف القرضاوي الذي حرَّض على نظام الأسد، واعتبر تغييره ضروريا، وبين موقف قيادة حماس التي كانت، كما يبدو، خضعت لضغوط طبيعية، أجبرتها على القول إنها "تقف إلى جانب سوريا، قيادة, وشعبا". فقد تفتر العلاقة بين الطرفين، النظام السوري، وحماس، كلٌ لأسبابه...
في المقابل فإن القيادة السياسية, وحتى القيادة العسكرية، في مصر تبدو أكثر قربا من الإخوان المسلمين، بعد أن سُمح للجماعة بالمشاركة السياسية, وبعد أن أوضحت مواقفها السياسية "المعتدلة" ولا سيما من اتفاقية كامب ديفيد, وأنها لا تطالب بإلغائها حاليا.
وتحاول مصر، من خلال رفع الحصار عن غزة, وتقريب حماس منها أكثر، واتفاق المصالحة، أن تستميل بقية الفصائل الفلسطينية، وهي أقل حضورا، فلسطينيا، إذا ما قيست بفتح, وحماس، وقد دعتها إلى حضور توقيع الاتفاق, في القاهرة.
التعليقات
شكرا إيلاف
Ibraham -ذج أسم سوريا بالموضوع بلا طعمه ولامعنى له...ولو كان له معنى لكان دور هام جدا لسوريا في التوقيع لأنها حصلت على تغطيه عالميه على مايجري بسوريا شكرا إيلاف
شكرا إيلاف
Ibraham -ذج أسم سوريا بالموضوع بلا طعمه ولامعنى له...ولو كان له معنى لكان دور هام جدا لسوريا في التوقيع لأنها حصلت على تغطيه عالميه على مايجري بسوريا شكرا إيلاف