دول في غفلة من الشرعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد احتلال العراق في 2003 من قبل الولايات المتحدة الامريكية، الكثيرون راهنوا على وجوب اعادة النظر من قبل انظمة بالمنطقة في حساباتها، ليس انطلاقا، من احتلال بلد كما يحلو للبعض تسميتها اوتدخلا في الشان الداخلي او مؤامرة، او اطماع خارجية، خاصة ان هذه التوصيفات لم تكن على مر عقود حكم تلك الانظمة بمواقف جديدة، بل بات يشكل رد فعل تلقائي، اسماع الشارع العربي مستعدة لتمريره دون حواجز، بعد كم الجراعات الهائلة من وخز ادمغتهم بالخطر الذي يقف على ابواب اوطانهم، وتتربص بامنها وبكينونيتها.
وماكان غريبا ان مشاهد سقوط تمثال صدام حسين لم يشكل ادنى تصور لدى تلك الانظمة عما يؤول اليه الرمز بعد سقوط قناع التسلط، وفقدانه استحقاق الرمزية التي اعتمدت على كم الافواه واحتكار الوطن، ماركة مسجلة باسمه، ومنة تتصبح الشعوب وتمسي على تحمل تبيعاتها، من وجوب الامتتان الحمد والشكر...، في المساجد والكنائس، وعلى الارصفة في المقاهي والازقة، في كل بقعة من خارطة الوطن، يجب ان يكون هناك امتتان على نعمة وجود القائد الفلان، الذي بدونه يفقد الوطن معناه، ويدخل في متاهة الفوضى، ويغدو الوطن بلا كرامة منتهكا.
وجوه بشعة ومثيرة للاشمئزاز، تظهر على الملئ فبعد سقوط كل طاغية وهو الشيئ الشرعي الوحيد في اوطاننا، سؤال يثار في لحظة المفارقة، لدى استجداء القائد...، تارة مذكرا شعبه بانتصاراته، واقناعهم تارة اخرى بانه يرغب بالاصلاح، وتارة يحذرهم من سوء المصير، واخيرا يفصح عن عدم رغبته في ترك المنصب، مشاهد مقززة تتالت في موسم ربيع الثورات، والتي تثير التهكم على تاريخ ومرحلة وحقبة انظمة بطولها وعرضها فاقدة الشرعية، وكيف كانت هذه الشعوب تهاب وتخاف من هذه الوجوه؟
وان ما حدث لصدام هو ارحم الف مرة، من مامرت وتمر به الانظمة العربية من مهازل، مؤخرا، فتكثيف الزمن بين المتتاليات من الانظمة المهددة بالانقراض، سلطت الضوء على هيستريا التحكم والتسلط، وفتحت مجالا واسعا للسيسيولوجين ليطلعوا عن قرب على نماذج هيستيرية قرؤوا عنها فقط في كتب التاريخ.
وفي سوريا المشاطرة لليبيا في قسوة الحقيقة، وتجلياتها تظهر في ارتفاع عدد الضحايا، ومرارة واقع غياب الجيش كمعنى في مجريات المشهد الاحتجاجي الشعبي، واثباته انه لم يخرج من رحم الوطن، ولايمت بترابه بصلة، الا ان سوريا انفردت عن سواها في استهلال المؤامرة بكل اريحية، بعيدة عن كونها حالة اضطرارية لجأت اليها انظمة سبقته في السقوط، مجددة اللعب في الوقت نفسه على اوتار المقاومة، ولكن ماغاب عن النظام السوري ان مااعتاد على ذكره مبررا لمدى عقود على الحكم الممنهج القمعي، قد يفيده في اطالة مسافة السقوط لاغير، خاصة بعد لجؤوه الى ترويج نظرية مغايرة للنهج الاسدي في سوريا، والذي اعتمد على الصراع العربي- الاسرائيلي، وابتعد كل البعد عن التعددية، حتى باعتبارها واقع حال سوري، فمجرد خوض الاعلام السوري،الان، في وجود فتنة طائفية، دليل على انسداد شريان الصمود والمقاومة، أمام شعارات غابت عنها ذكر امريكا واسرائيل واقتصرت على مطالبات بالكرامة مشروطة مسبقا بتحقيق نظام ديمقراطي.
وفي الجانب الاخر، ففي الوقت الذي تعلو فيه اصوات مكررة على اسماع السوريين -الصمة - كلمة "المؤامرة"، تمتلئ نفوسهم بنشوة هذه المؤامرة، وحتى مشاهد ضحايا شعار "يسقط النظام"، تعيد لواقع الحال مصداقيته لاول مرة، وانه كم كانت مسكينة هذه الشعوب وهي تهلل لعدو داخل حدود وطنها طيلة سنوات مهلوسة، لم تتمكن اصوات مثقفين ومفكرين ومتنورين في معادتهم الفكرية انظمة الحكم، اعادة الاعتبار للارادة و ان الانظمة ليست قضاء وقدرا تقضي الارتضاء، والابدية ليست من صفات الانظمة.
وفي الانموذج السوري على مستوى المواطن فان، كسر حاجز الخوف لدى الرعية- المواطن- او الاغلبية المسحوقة، في زمن اصبح ينذر بقدان الرموز بريقها بعد تراكم غبار الشعارات على اقنعتها، و طول موسم شح الانتصارات، التي طال انتظار السوريين لها، واهلكتهم ضرائب الانتصار الموعود المدفوعة سلفا، من قمع واستبداد تحت مسمى الشعارات المتصدأة من الممانعة والمواجهة والصمود والتصدي، ليعنون ربيع الثورة في سوريا بكسر حاجز الخوف.
الا ان قراءة السلطة لم تكن في محلها في فهم كسر حاجز الخوف وهي تعتمد الترهيب، في محاولة للاحتفاظ بالقلة المتبقية من من لم يجهر بعد بارتداده عن نهج النظام البعثي، الذي تناسى في محاولة فاشلة اجترار صلاحية، ومشاهد، العراقين الذين مزقوا صور من كان بالامس يفتدونه بالروح والدم، ليتهافتوا بعد منتصف طريق سقوط النظام، للنيل من بقايا صور وتماثيل تعود لعهد حكم صدام حسين، لتمزيقيها وتفتيتها، واعادة الاعتبار للشعب الذي لطالما كان غائبا عن اخذه لاي اعتبار من قبله.
اما من راهن على صلاحية النظام، انطلاقا من رؤية هرمة تتبنى ايدولوجيا معينة وتتهيب من ايديولوجيات مضادة، قد تتربع على موجة الثورات وتقودها وفقا لاجنداتها، اكثرت من التنظيرات والتأويلات والتحليلات والقراءات المستفيضة الى حد الملل، لتحذير من فوضى ما بعد الثورة، ولكنها اخفقت بعد ان صدحت حناجر المتظاهرين في جمعات ربيع الثورة وتشيعات شهدائها، بشعارات لها نفس المضمون، وهي المطالبة باسقاط النظام لاغير.
اما الخيارين الذين اعتمدتهما السلطة السورية كما اتبعتها انظمة اخرى مشابه، بوضع شعوبها بين فكيه، وهما اما ان تكون مع النظام او خائنا وعميلا، لم يعد مجديا، امام موجة الاحتجاجات، ورزمة ملفات الفساد الاداري والمالي للانظمة، وهذا جعل النظام السوري يقدم مجبرا على اطلاق وعود بالقيام باصلاحات، ولكن بشكل مماطل، تبدأ بتقطيرها بعد ان تكون مواجهاتها مع مطالب رافعي راية ربيع الثورة، حصدت مئات او الاف الضحايا واهدرت الدماء، هذه الاصلاحات تبدو رخيصة امام النضج العالي لحركة الثورة واصرارها على عدم العودة للخلف، فالنظام السوري يمر في نفق السقوط وهو امام مفترق طرق، اخطأ الاختيار، ليس صدفة او سوء طالع، انما نهاية حتمية لنظام ترك للسوريين ماسي كثيرة، وموروثات من الفساد و نتيجة حتمية امام استحقاقات مرحلية، والاصلاحات المتاخرة انما هي مواد تجميل رخيصة، لن تتمكن من اخفاء ترهلات وتجاعيد من يحكمون سوريا، كما ان عدم استيعابهم لدروس لقنتها الشعوب لاقرانهم في القمع والاستبداد، دليل واضح على خرف البعث السوري وعدم اهليته ووجوب الحجر عليه ومكاشفته بعجزه على المضي.
التعليقات
البعث المشؤوم .
عريف علي . -النظام السوري الذي يقتل شعبه يفقد شرعيته والنظام السوري الذي يحاصر مدنه وقراه بالدبابات يفقد هيبته، فالنظام الذي يفقد شرعيته وهيبته لا بد ان يسقط، فالنظام السوري سيسقط قريبا وستتم محاكمته وملاحقة رموزه لما ارتكبوه من جرائموستعيش الشعوب السورية بحرية وكرامة مبنية على اساس العدالة الاجتماعية والمساواة السياسية والقومية والدينية، وينتهي زمن البعث المشؤوم والنظر للشعوب السورية من فوق...
البعث المشؤوم .
عريف علي . -النظام السوري الذي يقتل شعبه يفقد شرعيته والنظام السوري الذي يحاصر مدنه وقراه بالدبابات يفقد هيبته، فالنظام الذي يفقد شرعيته وهيبته لا بد ان يسقط، فالنظام السوري سيسقط قريبا وستتم محاكمته وملاحقة رموزه لما ارتكبوه من جرائموستعيش الشعوب السورية بحرية وكرامة مبنية على اساس العدالة الاجتماعية والمساواة السياسية والقومية والدينية، وينتهي زمن البعث المشؤوم والنظر للشعوب السورية من فوق...
البعث وقائده المجرم
henna hallaq -منذ أن بدأ النظام الفاسد بقتل الأبرياء، فإنه منته لامحال. أرجو أن يفهم هذا كل من يتشدق ببقاء حزب البعث وقائده المجرم
البعث وقائده المجرم
henna hallaq -منذ أن بدأ النظام الفاسد بقتل الأبرياء، فإنه منته لامحال. أرجو أن يفهم هذا كل من يتشدق ببقاء حزب البعث وقائده المجرم
إستغراق بالذات
هشام محمد حماد -فيما يبدو لنا من وجهة لنظرنا - فإن إدارات بالبلاد الغربية ستكون مشغولة ومستغرقة تماماً بشؤون بلادها الداخلية وبما يساند الناس على المزيد من الحياة ؛ حتى إنني سمعت عن برامج مسروقة بالأقمار الصناعية لتخفيف المعاناة اليومية داخل وخارج البيوت ؛ والأفضل ألا تعول بلاد المنطقة على تلك الإدارات المستغرقة تماماً أو بالطريق مباشرة إلى ذلك كمحكومية جديدة آخذة فكراً وعملاً على أرض الواقع التي ستبق دوماً الفيصل الأساسي .. والله عز وجل العليم بأحوالنا ببلادنا العربية وهو صاحب المشيئة الأعلى الفعال لما يريد .. والنشر أمانة تحاسب عليها من رب العالمين
إستغراق بالذات
هشام محمد حماد -فيما يبدو لنا من وجهة لنظرنا - فإن إدارات بالبلاد الغربية ستكون مشغولة ومستغرقة تماماً بشؤون بلادها الداخلية وبما يساند الناس على المزيد من الحياة ؛ حتى إنني سمعت عن برامج مسروقة بالأقمار الصناعية لتخفيف المعاناة اليومية داخل وخارج البيوت ؛ والأفضل ألا تعول بلاد المنطقة على تلك الإدارات المستغرقة تماماً أو بالطريق مباشرة إلى ذلك كمحكومية جديدة آخذة فكراً وعملاً على أرض الواقع التي ستبق دوماً الفيصل الأساسي .. والله عز وجل العليم بأحوالنا ببلادنا العربية وهو صاحب المشيئة الأعلى الفعال لما يريد .. والنشر أمانة تحاسب عليها من رب العالمين
دول في غفلة من الشرع
المتنبي -النظام الخليفي البحريني الذي يقتل شعبه يفقد شرعيته والنظام الملكي البحريني الذي يحاصر مدنه وقراه بالدبابات يفقد هيبته، فالنظام الذي يفقد شرعيته وهيبته لا بد ان يسقط، فالنظام الملكي البحريني سيسقط قريبا وستتم محاكمته وملاحقة رموزه لما ارتكبوه من جرائم وسيعيش الشعب البحريني المناضل الابي بحرية وكرامة مبنية على اساس العدالة الاجتماعية والمساواة السياسية والقومية والدينية، وينتهي زمن تسلط حكم العائله المشؤوم والنظرالى شعب البحرين الصامد من فوق...
دول في غفلة من الشرع
المتنبي -النظام الخليفي البحريني الذي يقتل شعبه يفقد شرعيته والنظام الملكي البحريني الذي يحاصر مدنه وقراه بالدبابات يفقد هيبته، فالنظام الذي يفقد شرعيته وهيبته لا بد ان يسقط، فالنظام الملكي البحريني سيسقط قريبا وستتم محاكمته وملاحقة رموزه لما ارتكبوه من جرائم وسيعيش الشعب البحريني المناضل الابي بحرية وكرامة مبنية على اساس العدالة الاجتماعية والمساواة السياسية والقومية والدينية، وينتهي زمن تسلط حكم العائله المشؤوم والنظرالى شعب البحرين الصامد من فوق...