حطمنا طوطم الإرهاب.. فماذا عن تفسير الظاهرة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
-1-
هل الحرب سر مقدس؟
هذا ما يقرره روجيه كايوا (1913-1978)، عالم الانثروبولوجيا والسوسيولوجيا والناقد الأدبي الفرنسي، وعضو الأكاديمية الفرنسية. ويقول في كتابه "الإنسان والمقدس Lrsquo;homme et le sacreacute; " :
"تقديس الحرب، ذهنية دينية أصيلة. وزمن الحرب يضاهي زمن العيد في الأديان. وفترة الحرب هي فترة الظهور الإلهي eacute;piphanie. وهي الفترة التي يضفي فيها الموت على أعمال الميت المحارب، قيمة رفيعة، لاعتقاده أنه يكتسب فيها شجاعة، لا يجد لها مثيلاً في ممارساته الحياتية. وبذا يصبح الإنسان قاهراً لا مقهوراً، ومنتصراً لا مهزوماً. وهو ما يمثله النزول إلى الجحيم في الأساطير القديمة."
فهل كان الإرهابيون، أتباع "القاعدة"، وطوطمهم (ابن لادن) يندفعون إلى العنف كل هذا الاندفاع المحموم، نتيجة لذلك. وهم الذين كانوا يشعرون بأن الإرهاب وما يتبعه من عنف القتل والتنكيل، هو ما يلزمهم لإظهار شجاعتهم وقدرتهم على القتال، وبأسهم الشديد، الذي حاولوا ممارسته في المجتمع المدني، فلم يُتح لهم ذلك. وقد لاحظتُ - ونحن صغار - كيف أن فترات الخصام والعراك العنيف مع زملائنا الآخرين، هي أمتع الفترات، وأكثرها التصاقاً وبقاءً في الذاكرة. وكنا نجد فيها فرصة كبيرة، لممارسة لذة الانتقام، وإظهار الشجاعة والرجولة المبكرة. فكما أن الحروب - كما يقول إيريك لوديندورف Ludendorff في كتابه "إجمالي الحرب Der Totale krieg" - هي "أقصى التعبير عن إرادة الوجود القومي، فإنها بالنسبة للشعوب والأفراد، قمة القيم الأخلاقية. ولا يجوز أن تكون الحرب وسيلة للسلم، بل إن السلم يجب أن يكون فترة الإعداد للحرب."
وهذا الفكر الألماني (فكر لوديندورف) هو الذي أسس للنازية وللعنف الألماني، وهو نفسه فكر الإرهاب الذي أسسه ابن لادن، ومن قبله الداعية الديني الفلسطيني عبد الله عزام، وغيرهما.
-2-
ولهذا السبب، وغيره من الأسباب، لطم وبكى كثير من الأتباع، على مقتل الطوطم (ابن لادن) الذي كانوا يعبدونه، ويصلون من أجله، ولنصرته، ويدعون له بالنصر والفوز، على مآذن المساجد، وعلى منابرها، وفي خُطب الجمعة سراً وجهراً. وأطلقوا عليه "شيخ الإسلام" و "المنقذ من الضلال"، و "قاهر الكفار".. الخ. وأصبح هذا الطوطم هوس المهووسين، ودين الإرهابيين الشعبي. فالطوطمية أول صورة للدين في التاريخ البشري. وقال دارون: "لا بد لنا من ذكر أمرين مهمين، حتى نعرف نشأة الأخلاق، وهما: الطوطم، والطبو. أما الطوطم، فهو الحيوان المحترم، الذي لا يجوز قتله. وأما الطبو، فهو الشيء المحرّم عند المتوحشين. وهذان هما سببا ولادة المحرّمات، والمحرمات هي التي ولّدت الأخلاق."
-3-
وتثير فلسفة عبادة الطوطم، والكواكب، والأصنام، ومن قبل بعض الباحثين العجب. علماً أنها لا تحتاج الى كل ذلك، إذ أنها من طبيعة الإنسان. فقد كان الإنسان يعبد الحيوان الذي يخافه لأنه كان رمز القوة. وكذلك كان يعبد الأسد للسبب نفسه. وفي العصر الحديث، فالحكام الدكتاتوريون، هم رمز للقوة. وكان هتلر، وموسوليني، وستالين، وعبد الناصر، معبودي الجماهير في ألمانيا وإيطاليا وروسيا ومصر والعالم العربي. وأصبح الطوطم (ابن لادن) اليوم هو المعبود الجديد لجمهور الإرهابيين، ممن حملوا السلاح، ومارسوا الإرهاب بشكل واقعي على الأرض وبكافة أشكاله المختلفة، أو ممن باركوه من على بُعد وقرب، كمعظم السلفيين والأصوليين الدينيين. وهذا كله ما يفسر قول دارون، من أن هدف الفرد، كان أن يرتقى مركزه على عمود الطوطم فوق منافسيه. وبطبيعة الحال، لا تسمح قمة عمود الطوطم إلا بفرد واحد، يليها مركز واحد ثان، وهكذا. الأمر الذي يجعل المركز الاجتماعي وضعاً مطلقاً لا يتحقق لشخص إلا على حساب شخص آخر.
-4-
الجهد المثمر مع الإرهابيين - خاصة الخليجيين منهم - هو تكليف أطباء وعلماء نفسانيين لمعالجتهم ودراستهم، ودراسة ظاهرة الإرهاب نفسياً، وتقديم البحوث العلمية النفسية عن ظاهرة الإرهاب. فالمناصحة الدينية كانت مفيدة لعلاج ظاهرة الإرهاب، ولكنها كانت محدود وضيقة جداً. وعلماء النفس، كانوا سيفيدون محاربة ظاهرة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي فائدة كبيرة، أكثر بكثير من جنرالات الأمن والجيش وفذلكات المعلقين السياسيين. وكان علماء النفس سيقدمون لنا معلومات علمية كثيرة ومفيدة، عن ظاهرة الإرهاب، وعن هؤلاء الإرهابيين وقادتهم، تعجز عنها كل التحليلات السياسية السيّارة، كما يعجز عنها شيوخ "المناصحة الدينية"، فيما لو علمنا أن هؤلاء الإرهابيين - عناصر وقيادات - هم من ذوي التدين الشعبي. كما أن أتباعهم من المريدين والمؤيدين، هم من البسطاء، ومن ذوي التدين الشعبي، كذلك. والتدين الشعبي كما تقول الباحثة التونسية زهية جويرو في كتابها "الإسلام الشعبي"، يختلط دائماً "بالسحر، والأسطورة، والدين، والتاريخ. ولذا، عاد التدين إلى الانتشار حتى في عصر العلم، والحداثة، والعولمة." كما اختلط التدين الشعبي بالطب الشعبي، كما تشير الباحثة المغربية نادية بلحاج في كتابها "السحر والتطبيب في المغرب، 1986". فقد تضمَّن التطبيب الشعبي لعناصر نباتية وحيوانية ودينية (انتشر كثيراً مثلاً العلاج بالقرآن، والعلاج بالرقية الدينية). وأن هذه العناصر هي من بقايا العقائد الشعبية عن الطوطمية، التي ما زالت قائمة. أما عن تأويلات الطوطمية، فقد قال عالم الاجتماع مالنوفسكي، نقلا عن عالم الانثربولوجيا البنيوية كلود ليفي ستروس، إن انتساب الإنسان الأول إلى الطوطم، كان لأسباب بيولوجية محضة. فتسمية بعض العرب بأسماء حيوانات مثل "أسامة" (ومعناها الأسد) أثارت جدلاً طويلاً بين المؤرخين العرب، حول ما إذا كانت هذه الظاهرة تفسر اجتياز العرب للمرحلة الطوطمية أم لا، كما يقول الباحث المغربي محمد أسليم.
ويبدو أن ظاهرة التسمية بأسماء الحيوانات (ليث، أسد، فهد، نمر، سبع، شبل، غزال، غول.. الخ) التي ما زالت مستمرة حتى الآن وبقوة، تفسر بوضوح أن العرب لم يجتازوا بعد المرحلة الطوطمية. بل إن التقديس إلى حد العبادة، وصلاة الغائب التي أقيمت في أنحاء متفرقة من العالم العربي والإسلامي على مقتل الطوطم (ابن لادن) تشير بوضوح إلى مكوث العرب في "المرحلة الطوطمية" حتى الآن، وهي مرحلة يُطلق عليها البعض مرحلة "ما قبل التاريخ"!
التعليقات
أبدعت كعادتك يا دكتو
أبو علي -فعلاً بأن مقالاتك يا دكتور شاكر دائما مفيدةوأنها تهم القاريء لما بها من ثقافة واسعة يتمتع بها. أهنيئك على كل مقالاتك التي يستفيد منها الجميع بكل بوضوح .
شكراشكرا شاكرالنابلس
kurdo shahriki -العالم الاسلامي تخلف عن عصر التنوير والنهضة مئات السنين وها هو يتخبص في مستنقع الجهل والخرفات المطلقة رافضا التفكير العقلني والنقد البناء تحول الى بارازيت غير نافع كسول التفكير والنتيجة فلسفة العصور الجاهلية وملهمها بن لادن بدلآ من الفلسفة الحرة ل ابن الرشد
شكراشكرا شاكرالنابلس
kurdo shahriki -العالم الاسلامي تخلف عن عصر التنوير والنهضة مئات السنين وها هو يتخبص في مستنقع الجهل والخرفات المطلقة رافضا التفكير العقلني والنقد البناء تحول الى بارازيت غير نافع كسول التفكير والنتيجة فلسفة العصور الجاهلية وملهمها بن لادن بدلآ من الفلسفة الحرة ل ابن الرشد
Very Misleading
Rafik Rada -The article portrate Arabs as still live in the old days becasue they still name their children after animals is totally nonesense. Americans and otehr Europinians use teh name Tiger, Lion, Cougar, etc...Do these still live in the days of Totam? In addition, you claim that Psychiatrist could cure those who you call them terrorists. Were these freedom fighters called terrorists whe they liberated Afganistan from the Soviets Ocuupation??
Very Misleading
Rafik Rada -The article portrate Arabs as still live in the old days becasue they still name their children after animals is totally nonesense. Americans and otehr Europinians use teh name Tiger, Lion, Cougar, etc...Do these still live in the days of Totam? In addition, you claim that Psychiatrist could cure those who you call them terrorists. Were these freedom fighters called terrorists whe they liberated Afganistan from the Soviets Ocuupation??
البنت الكبرى للكنيسة
رامي نابلسي -سبحان الله كيف اصبحت فرنسا البنت الكبرى للكنيسة la fille ain de l'eglise عميدة الوجودية الكافرة existentialisme يبدو ان عقولنا العربية المتخلفة تأبى استيعاب البناء الوجودي الدارويني الفرويدي ...
البنت الكبرى للكنيسة
رامي نابلسي -سبحان الله كيف اصبحت فرنسا البنت الكبرى للكنيسة la fille ain de l'eglise عميدة الوجودية الكافرة existentialisme يبدو ان عقولنا العربية المتخلفة تأبى استيعاب البناء الوجودي الدارويني الفرويدي ...
الى المثقفين العربkk
kurdo -الى الاستاذ شاكر النابلسي والاستاذ عبد القار الجنابي وكل المثقفين العرب المنافحين عن الثورة السورية العظيمة. عليكم الانتباه لمؤامرات الشبيحة الكرد من جماعة اوجلان السورية المسماة الاتحاد الديمقراطي ( ديمقراطي أم ستاليني فاشي؟؟)، ولقد اخذت مقطعا من المقال الذي نشره طارق حمو، في موقع يسمى Gemya Kurda باخرة الكرد، وهو موجود بكامله في قسم التعليقات الخاص بمقال حمو الجديد اليوم. وهذا هو المقطع: (الخطاب التكفيري وجد له بيئة في واقع الفوضى الحالي وبات يكفر شرائحا سورية، في نقل للكثير من الماء إلى طاحونة النظام. من المهم كذلك القول بان الكرد في سوريا ظهرهم مكشوف وأوراقهم التفاوضية قليلة. إذما اتخذت احداث الثورة مساراً ليبياً، لا مصرياً أو تونسياً، فستكون النتيجة كارثية. هنا يجب أن يٌعيد الجميع حساباته. بل يجب أن تٌدرج هذه الحسابات من الآن في خانة الخطة (باء) في حال فشل الخطة (ألف) القائمة على الثقة المطلقة في الشركاء في المعارضة العربية السورية وإفتراض النية الحسنة والطهرانية فيهم. لن يكون بمقدور الكرد آنذاك سوى اللجوء إلى عمقهم الإستراتيجي. هناك جهتان قادرتان على حماية الكرد في سوريا، أو امداد الدعم لهما على أقل تقدير: حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني و...نقطة إنتهى!). من هذا المقطع نستنتج عدة أشياء خطيرة تدين جماعة اوجلان السورية المسماة حزب الاتحاد الديمقراطي: فقد سبق لحمو في مقال سابق نشره في نفس الموقع ( باخرة الكرد)، أن نفى حديث زعيم هذا الحزب صالح مسلم لجريدة الشرق الاوسط وقوله أن هناك جماعات سلفية في سوريا وتحمل السلاح وتقتل المواطنين والجيش.. أي نفس كلام الاعلام السوري؟؟ وها هو حمو ينسى ما نفاه بالأمس وعاد ليكرر هو ايضا كلام مسؤول حزبه. والشيء الآخر، الخطير، في هذا المقطع من مقال حمو هو قوله أن عمق أكراد سوريا هو حزب العمال الكردستاني التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي.. أي أن حمو ينفي الصفة الوطنية عن كرد سوريا ويربطهم بأجندة خارجية لا علاقة لها بمصالحهم داخل وطنهم الأم سوريا.. وكأنما صار كرد سوريا مثل شيعة لبنان المرتبطين بأجندة ايران وسوريا؟؟ هذه هي سياسة جماعة طارق حمو من حزب الاتحاد الديمقراطي، أي التبعية والعمالة للنظام من جهة ولعملاء هذا النظام من جهة اخرى ( أي حزب اوجلان التركي ). ولماذا لم ينشر طارق حمو كلا مقالتيه المذكورتين في
الى المثقفين العربkk
kurdo -الى الاستاذ شاكر النابلسي والاستاذ عبد القار الجنابي وكل المثقفين العرب المنافحين عن الثورة السورية العظيمة. عليكم الانتباه لمؤامرات الشبيحة الكرد من جماعة اوجلان السورية المسماة الاتحاد الديمقراطي ( ديمقراطي أم ستاليني فاشي؟؟)، ولقد اخذت مقطعا من المقال الذي نشره طارق حمو، في موقع يسمى Gemya Kurda باخرة الكرد، وهو موجود بكامله في قسم التعليقات الخاص بمقال حمو الجديد اليوم. وهذا هو المقطع: (الخطاب التكفيري وجد له بيئة في واقع الفوضى الحالي وبات يكفر شرائحا سورية، في نقل للكثير من الماء إلى طاحونة النظام. من المهم كذلك القول بان الكرد في سوريا ظهرهم مكشوف وأوراقهم التفاوضية قليلة. إذما اتخذت احداث الثورة مساراً ليبياً، لا مصرياً أو تونسياً، فستكون النتيجة كارثية. هنا يجب أن يٌعيد الجميع حساباته. بل يجب أن تٌدرج هذه الحسابات من الآن في خانة الخطة (باء) في حال فشل الخطة (ألف) القائمة على الثقة المطلقة في الشركاء في المعارضة العربية السورية وإفتراض النية الحسنة والطهرانية فيهم. لن يكون بمقدور الكرد آنذاك سوى اللجوء إلى عمقهم الإستراتيجي. هناك جهتان قادرتان على حماية الكرد في سوريا، أو امداد الدعم لهما على أقل تقدير: حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني و...نقطة إنتهى!). من هذا المقطع نستنتج عدة أشياء خطيرة تدين جماعة اوجلان السورية المسماة حزب الاتحاد الديمقراطي: فقد سبق لحمو في مقال سابق نشره في نفس الموقع ( باخرة الكرد)، أن نفى حديث زعيم هذا الحزب صالح مسلم لجريدة الشرق الاوسط وقوله أن هناك جماعات سلفية في سوريا وتحمل السلاح وتقتل المواطنين والجيش.. أي نفس كلام الاعلام السوري؟؟ وها هو حمو ينسى ما نفاه بالأمس وعاد ليكرر هو ايضا كلام مسؤول حزبه. والشيء الآخر، الخطير، في هذا المقطع من مقال حمو هو قوله أن عمق أكراد سوريا هو حزب العمال الكردستاني التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي.. أي أن حمو ينفي الصفة الوطنية عن كرد سوريا ويربطهم بأجندة خارجية لا علاقة لها بمصالحهم داخل وطنهم الأم سوريا.. وكأنما صار كرد سوريا مثل شيعة لبنان المرتبطين بأجندة ايران وسوريا؟؟ هذه هي سياسة جماعة طارق حمو من حزب الاتحاد الديمقراطي، أي التبعية والعمالة للنظام من جهة ولعملاء هذا النظام من جهة اخرى ( أي حزب اوجلان التركي ). ولماذا لم ينشر طارق حمو كلا مقالتيه المذكورتين في
0000
كامل -ومن سيقوم بتحطيم تمثال الاستبداد في الشرق الذي يتحكم به وهو بشار الاسد وهو يرسل الجيش لذبح المواطنين
0000
كامل -ومن سيقوم بتحطيم تمثال الاستبداد في الشرق الذي يتحكم به وهو بشار الاسد وهو يرسل الجيش لذبح المواطنين