أصداء

إيران: ثورة تصادر و أخرى تولد من جديد 20

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قراءة في المشهد الايراني و آفاقه المستقبلية


إتهامات امريکية تخلط الحق بالباطل

ـ إغتيال الاميرکيين: کما ذکرنا انفا، فإن تقرير وزارة الخارجية الامريکية سعى کل جهده من أجل إلصاق کل شاردة و واردة بمنظمة مجاهدي خلق و إثبات وجهة نظر محددة سلفا بخصوصهم، ولذلك فإنه من اليسير جدا أن تجد الالتباس و الخلط و تحريف الحقائق او إخراجها عن سياقها الواقعي، من السمات الاساسية التي يتصف بها هذا التقرير، وان "جهل او تجاهل" تأريخ و ماضي المنظمة قاد التقرير الى إصدار أحکام باطلة تماما ضدها. والمتتبع لتأريخ المنظمة و الضربات القاسية التي تلقتها من لدن نظام الشاه من جانب، و الانشقاق الذي قاده لفيف من الاعضاء الذي حاولوا إجتثاث البعد الاسلامي للمنظمة و جعلها مارکسية بحتة، ومن ضمنهم تيار(مجيد شريف واقفي و محمد يقيني)، الذي مسح الآية القرآنية من شعار المنظمة و خرج على مبادئه الاساسية وان مسعود رجوي، الذي کان مسجونا في تلك الفترة، أدان هذا الاستغلال المارکسي لإسم المجاهدين و وضع فاصلا بين المجاهدين و هذا التيار بتأکيده على الايديولوجية الاسلامية للمنظمة، لکن هذا التيار و على أثر ثبات المنظمة و الصراع المرير الذي کانت تخوضه ضد نظام الشاه، دفع هذا التيار عام 1978،الى التخلي عن اسم و شعار المنظمة و إتخذت لنفسها اسما آخرا هو(منظمة بيکار في سبيل حرية الطبقة العاملة)، ولم يکن هذا الامر بخاف على العالم ولاسيما الاعلام العالمي الذي کان يتابع بشکل او بآخر الاوضاع الايرانية على الرغم من التعتيم الاستثنائي الذي کان يمارسه نظام الشاه بهذا الخصوص، لکننا نجد من المفيد جدا أن نورد ماکتبته مجلة(ميدل ايست انترنشنال) بهذا الشأن:"منظمة بيکار في سبيل حرية الطبقة العاملة، التي کانت مارکسية، نفت الخصوصية الاسلامية للمنظمة و الکثيرين ممن رفضوا أن يصبحوا مارکسيين، طردتهم من المنظمة بل وحتى أنها التزمت صيغا إرهابية مثل حرق مجيد شريف واقفي والذي کان من قادة المجاهدين من أجل السيطرة على المنظمة، وعلى أثر القيام بنشاطات مسلحة في المدن، تمکن المجاهدين المارکسيين اللينيين 1976، بعمليات إرهابية من جملتها إغتيال العقيد تيرنر، العقيد شيفر و الجنرال برايس".
انه لم المستغرب، أن يصر تقرير وزارة الخارجية الامريکية بشأن مجاهدي خلق، على أن إغتيال العسکريين الوارد ذکرهم أعلاه، هو من جانب مجاهدي خلق، على الرغم من أن کل الادلة و القرائن تدل و بصورة قاطعة على عدم وجود أية علاقة للمنظمة بهذا النشاط الارهابي، والاغرب من ذلك أنها في الوقت الذي تعيد zwnj;أحياء قضية قديمة لجماعة إنشقوا عن المنظمة بل وحتى أنهم غيروا اسم تنظيمهم ولم يعد لهم من أية علاقة تنظيمية او فکرية بها، فإنهم وفي نفس الوقت يقفزون على عمليات و نشاطات إرهابية کبيرة خططت لها و نفذتها الاجهزة الامنية التابعة للنظام الايراني، نظير إغتيال کل من الدکتور عبدالرحمن قاسملو في فينا و الدکتور سعيد شرفکندي في برلين، ناهيك عن عملية تفجير مقر المارينز الامريکان في لبنان و التي تمت أيضا تحت إشراف و رعاية من جانب النظام الديني المتطرف.
ـ احتلال السفارة الامريکية بطهران: تعتبر قضية احتلال السفارة الامريکية في طهران من جانب التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية و ماتبعتها من عملية احتجاز للرهائن و التي أثارت لغطا و جدلا واسعا حينها، من القضايا المثيرة في مطلع الثورة الايرانية، التقرير الامريکي کعادته، يسعى لکي يخلط الحق بالباطل و يذر الرماد في الاعين، ومن هنا، فإنه يرفع عقيرته بتوجيه تهمة دعم عمليات الخطف و الرهائن للمنظمة بزعم أنها قد بارکت للتيار الديني عملية إقتحام السفارة و إحتجاز الرهائن، وکما هو معروف و شائع فإن منظمة مجاهدي خلق تقوم بإصدار بيان او موقف من أي حدث او قضية ما، وهي لم تقم أبدا بإصدار بيان تدعم فيه عملية الهجوم على السفارة و احتلالها و جعل منتسبيها رهائن بيد المهاجمين، بل انها وفي ذلك الوقت و لموقفها المبدئي من الولايات المتحدة الامريکية التي کانت تدعم نظام الشاه بصورة مطلقة حتى سقوطه، کانت تطالب النظام بقطع کل أشکال العلاقات مع واشنطن، وهناك فرق واضح بين من هذا و ذاك، لکن الامريکان و بدلا من وضع اليد على الجاني الحقيقي"الذي هو النظام الديني المتطرف"، و جره الى قفص الاتهام، فإنهم يوجهون الدعوة تلو الاخرى للنظام الذي إحتل السفارة و إحتجز الرهائن و خطط و نفذ العديد من العمليات الارهابية ضدهم و ضد مختلف دول العالم، لکي يجلس معهم على طاولة واحدة و يتباحثون مع ممثليه مسائل الامن و الاستقرار في المنطقة!
الحق، أن منظمة مجاهدي خلق، وبسبب من توجهاتها الثورية و الاسس المبدأية التي نشأت عليها، فإنها ومنذ الاعوام الاولىzwnj; لاحظت العلاقات الاکثر من وثيقة بين نظام الشاه و الولايات المتحدة الامريکية والتي کانت تميل دوما لصالح واشنطن، وقد کانت نفسها ضحية لهذه العلاقة الوثيقة إذ أن واشنطن کانت تقدم کل أشکال الدعم و المساندة"التسليحية و الامنية" للشاه و کانت تساهم في التغطية و التمويه على جرائمه و خروقاته إکراما للعلاقة القوية بين الطرفين، غير أنها"أي المنظمة"، کانت و بحکم المستوى الثقافي العالي لقيادته بشکل خاص و أعضائه بشکل عام، و بحکم قرائته الدقيقة و المتأنية للأحداث و الظروف، فإنها لم تکن تفکر بالمواجهة المسلحة مع الامريکان و انما حصرت مواجهتها مع واشنطن في الزاويـة النظرية، بل وانها ومن خلال تنظيم التظاهرات الاحتجاجية من جانب أعضائها في الولايات المتحدة الامريکية ضد زيارة الشاه لواشنطن أيام جيمي کارتر، کانت تريد أن تقوم بإيصال أکثر من رسالة للأمريکيين، لکن القراءة الامريکية کانت دائما براغماتية بحتة او بالمقلوب تماما، ولذلك و هم کانوا يرون في منظمة مجاهدي خلق(ومن خلال رؤية الاجهزة الامنية للشاzwnj;ه)، عدوا لهم، وهذه هي العقدة التي بقيت متأصلة فيهم و کانت من الاسباب التي قادت لصياغة هکذا تقرير ملئ بالمغالطات و الاخطاء و الالتباسات. ان جوهر اختلاف و معارضة منظمة مجاهدي خلق للولايات المتحدة الامريکية في عقدي الستينيات و السبعينيات من الالفية الماضية، کان يتعلق بموقف واشنطن المنحاز لنظام الشاه و المعادي لتطلعات و آمال الشعب الايراني و قواه الطليعية، لکن المنظمة لم تکن تجد الحل في مواجهة عسکرية مع واشنطن او الدخول في أية متاهاة غير مأمونة العواقب وانما کانت تجد الحل الامثل و الوحيد يتجلى في إسقاط نظام الشاه و تحديد موقف سياسي من واشنطن من خلال قطع العلاقات معها، بيد ان الامريکان، تجاهلوا کل هذه الحقائق و أصروا على الضي قدما خلف سراب و وهم إعادة تأهيل النظام الديني المتطرف و إرساء علاقات سياسية متعددة الجوانب معه تکفل له حماية مصالحه و تمرير أجندته، وللموضوع صلة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف