لا تشخصنوا الأوطان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ربما لحقب كثيرة من الأزمان نجح العديد من القادة والزعماء وكبار المثقفين والمفكرين والفنانين والعلماء والأدباء في أن يكونوا رموزا لبلدانهم من خلال إبداعاتهم وعبقريتهم او نضالهم الدؤوب من اجل الحرية والرقي، ولقد سجل تاريخ الشعوب الكثير من مواقف هؤلاء الذين ما أن تذكر أسماءهم او إبداعاتهم حتى تعرف أوطانهم وتعجب بشعوبهم وحضارتهم، فقد اضافوا الى سجل بلدانهم وتعريفات أوطانهم كما كبيرا ومتميزا من العطاء الثر، وحافظوا على سلامة وتطور تلك الأوطان بما يجعلها أكثر احتراما وفخرا بالانتماء لها.
ونتذكر جميعا كيف سخر المئات من الأدباء قصائدهم وأعمالهم الإبداعية من اجل ان يتحول الوطن باجمعه الى قصيدة او رواية او مسرحية او فلم سينمائي يمجد او يظهر جانبا من جمال ذلك الوطن والشعب، ولن تتسع الكثير من الصفحات لتكفي مجرد ذكر أسمائهم التي ما أن تذكر حتى يتبادر الى أذهاننا أوطانهم وشعوبهم، وهناك العديد من القادة الأفذاذ الذين صنعوا لشعوبهم أمجادا في التحرر والاستقلال دونما استبداد او دكتاتورية مقيتة، وتفتخر كثير من الدول والشعوب بفنانيها وأدبائها وعلمائها وقادة تحريرها الذين زينوا سجل بلدانهم فخرا وإبداعا وتميزا.
وبينما يعمل هؤلاء الرجال والنساء من المثابرين والجاهدين من اجل إذابة أسمائهم وإبداعاتهم لكي تكبر أوطانهم في إيثار سامي ونبيل، تعمل مجموعات أخرى من النرجسيين ومرضى السلطة في كل مستوياتها أو مفاصلها كمسؤولين كبار او صغار على اختزال الوطن وتقزيمه من خلال فرديتهم وزاوية نظرهم ذات البعد الواحد، بالتعاون مع بطانات فاسدة من الانتهازيين والمتملقين الكذابين من الحلقات التي تعمل معهم وتلتف كالأفاعي حول الرقاب لكي تغتال مفهوم المواطنة والوطن وتعمل على شخصنته واختزاله في شخص فرد او حزب حتى يظن المرء ان ذلك الفرد انما يعني كل الوطن وتاريخه، ونتذكر جميعا واحدة من أسوء الشعارات التي رفعت وقيلت بحق الأوطان والشعوب أيام النظام السابق حينما اختزلوا بلادا من أقدم بلدان العالم وأعمقها حضارة بشخص دكتاتور حينما أوهموه بأنه نعمة من نعم السماء وقالوا:
اذا قال صدام قال العراق!؟
وخلال عقود تناسلت هذه الشعارات المقيتة وانتشرت في بلدان كثيرة لتشيع ثقافة الدكتاتورية واختصار البلاد في شخص حاكمها، كما يتردد اليوم من قبل بطانات ومجاميع الرئاسة في ليبيا واليمن وسوريا وهي تواجه انتفاضات سلمية بمئات الدبابات والقتلى تحت شعارات نشاز غوغائية تأتي امتدادا للذي ذكرناه أعلاه، وربما كان أكثرها إثارة للاشمئزاز تلك التي أشاعته المخابرات الليبية ولجانها الثورية وما شابهه في اليمن وسوريا وغيرهما:
الله ومعمر وليبيا وبس!؟
التعليقات
في الهدف؟
Fatn -حقيقي استاذ كفاح انك تضرب في الهدف دوما وتفوز على المتسابقين في الاصابةلقد اصبت واحد من اهم الاهداف التي تتشكل منها النفسية الشرقية عندما تعتقد او تتصور انها مركز العالم حالها حال الطفل في سنواته الاولىوتستمر هذه الحالة لدى الشخصية الشرقية عموما اذ انها تعاني من مركبات غريبة في تكوينها اولها الاعتداد بالنفس حد الجنون والعظمةواخرها السادية والنرجسية التي حولت بلداننا الى مصحات او مستشفيات للمصابين بالامراض العقلية والنفسية
لا تشخصنوا الاوطان
jiyan alsendi -مقاله رائعه جاءت متزامنه والحاله البائسه والتي تعيشها الدول العربيه وهى نظريه الشحص الاوحد وهذه هى قمه الكتاتوريه ففي كل قطر نلاحظ هناك صنم ويعبد من قبل الكل ...... لا ادري هل الوطن قد سجل بأسمائهم ولكن اخيرا انتفظت الشعوب الحره عن بكره ابيها وهذه نتيجه طبيعيه للدكتاتوريات ولنلعن الشخصنه ولتعلن للجميع ومبروك للشعوب البطله الحريه
الموضوعية
ابراهيم بهلوي -تسمية الوطن وعبر التاريخ كانت بجهود جماعية اعتمدها المواطنون الأبرياء من مثقفين وكتاب وعلماء لرفع شأن الوطن وأعتبارها تلك الفسحة الجميلة للتعايش تحت مسمى الوطن الواحد.ولكن أختزلها المجاهدون أولائك المتصوفون في جنون العظمة بترك بصمات النرجسة والتعالي ليس على مواطنيه فقط بل على وطنه ورأى في شأنه العلى وفي شخصه الوحيد ، لا فكر ولا رؤى غير ما تنبثق من لدن أفكاره.اتفق مع الكاتب في طرح المفهوم في صيغة مقال جميل يكتنفه الكثير من الجرءة الموضوعية
كلمة بخصوص الشخصنة
ماجد سنجاري -سلمت وسلم يراعك أخي أبو نبيل على هذا الموضوع..مباديء علم النفس السلوكي تقول انه كلما أظهر العامة المزيد من الخضوع عزز الامر من نزعة التسلط على رقاب الناس لدى القادة ، لذلك أرى ان الشعوب التي تشكل وتوفر الارضية الخصبة والبيئة الملائمة هي التي تساهم وبشكل مباشر من خلق وصتع هؤلاء الطغاة الذين اقل مايرضي غرورهم هو ان يختزلوا الاوطان ويجعلوها اقطاعية باسماءهم وطبعا الامر لاينسحب على كل الشعوب ، انما اقصد بهم شعوبنا الذين يعيشون في شرق المعمورة ..الشعوب اذن هي التي تصنع الطواغيت كما تصنع خلية النحل ملكتها من اصغر العاملات وكل ما تحتاجه حتى تصبح ملكة هو تغذيتها برحيق خاص ، وفي عالم البشر -أقصد عالمنا الشرقي والاسلامي حصرا- يمكن لأي مغامر من هذةالامة التي أعتبرها مع كل الاسف أمة مريضة ، ان يقفز على ظهر حصان عسكري الى مركز الصدارة والتأله وجلّ مايحتاجه امران لاثالث لهما:1) عدم التورع عن سفك الدم..2) تجنيد الاتباع بغير حساب ولاوازع ولاضمير..طبعا الامرين بكل تاكيد لايتوفران الاّ في من يفتقر الى ابسط المفاهيم القيمية والاخلاقية ونحمد الله على كثرتهم بين ظهرانينا في هذا الزمن الذي أصبح سيئا بفضل هؤلاء مع وافر تقديري واحترامي ..
من شب على شيء شاب --
محمد درويش -ممايدعوننا الى الاطلاع على مقالات الكاتب الكبير كفاح محمود كونه اشد الكتاب طرحا للمواضيع بموضوعية وحياديه وعقلانية- وبخصوص هذا الموضوع(ان نظرةسريعةعلى تاريخ دول المنطقة وامارتهالن نحسد الاجدادعلى حياتهم ولا اظن ان الاجداد قد حسدوا الاحفاد فقد سمعنا بالدولة الامويةانظر؟!!! (نسبة الى بني امية)المترامية الاطراف فهل من معترض ولو كان قرة عين الرسول الاكرم محمد (ص)- وتلتها الدولة العباسية(نسبة الى بنى العباس)!!! لماذا ؟ تصورفصنعت وسائل التعذيب (التنور) لكل ذي رأي في الدين والحياة--وتلتها الدولة العثمانيةنسبة الى (عثمان راعى المعزى التركى الجبلي)فهل من معترض فكان التتريك ومازالت اثارها ثم جاء عصر (صناعة الغرب لدول الشرق)تحقيقا وتسميتها بالثورات تلفيقا ابتسم قليلا وابكي ان شئت فلك الاجر على ضحاياه فكانت المملكة العربية السعودية( نسبة الى ال سعود)موطن الرسالة السماوية ملك لال سعود- والمملكة الاردنية الهاشمية نسبة الى (ال هاشم )والجمهورية العربية السورية -انظر العربية وياليتها ولكنها سوريا (الاسد )واقعا نسبة الى محرر الجولان طبعا!!! حافظ بن اسد وجمورية العراق(عراق صدام -وكل العراقيين بعثيون وان لم ينتموا-- تصور وان لم ينتموا) وجماهيرية ليبيا(الله والقذافي وبس)هذا ناهيك عن الذين لم يخطر على بالهم تسمية دولشعوبهم باسمائهم او اسماء ابائهم ربما يرونه متعبا فهي املاكهم وانتهى ولاحاجة للتسمية اصلا-وتجنبا للاطالة - نحيي الثوار في كل البلدان-وندعوهم الى عدم الشخصنة من جديد- كسرا لقاعدة من شب على شيء شاب عليه-فقد ذاق الابناء والاباء والاجداد مرارة الشخصنة فان كانت دواعيكم للثورة من اجل تبديل الاشخاص فاعلموا ان ثوراتكم لاتثمر الا العلقم وان كانت ثوراتكم من اجل تبديل الفكر فهلم اليها يبارككم الله
المافيا الكردية
عراقي -العراق انظف بدون الاكراد وكركوك هي مقبرتهم
تحية
سمير خالد شرو -تحية للاستاذ كفاح محمود لقد اصبت في الصميم.. ان الشعوب او عفواااا ان الذين يختزلون الاوكان بشخص القائد فهم المذلون الضعفاء.. لان الشعوب والاوطان هي من اهم واقدس الاشياء .. نعم هناك من قدم ولازال يقدمون لاوطانهم ولهم التقدير والتاريخ سيذكرهم.
أصبت وبالوقت المناسب
راهبة الخميسي -نعم يا استاذ كفاح ان ماتقوله هو عين الحقيقة, فلقد عجز الحكام أن يقدموا لبلدانهم وشعوبهم مثلما قدم المبدعون والفنانون والادباء واصحاب العلم وخدموا أوطانهم واعلوا أسماء بلدانهم على عكس مافعل قسم من الرؤساءالذين أوصلوا أوطانهم الى هاوية أو عدوا بها الى الوراء بسبب نرجسيتهم العمياء وجنونهم بالعظمة. سلمت يداك استاذنا الكريم.
تلك هي الحقيقة
ashti muhmmed -سلمت يداك على هذة المقالة التي هي بحق تعبر عن واقع الشعوب التي حكمت ومنذ الازل بالحديد والنار والا كيف يعقل ان بقبل المثقف على نفسه السكوت والخنوع لتلك السلطات الدكتاورية التي استطاعت ان تنمي ثقافة الخوف بين افراد المجتمع الواحد وكان اول المتضررين المثقفين لانهم على اطلاع اكثر من الناس البسطاء وعلى الشعوب التي تخلصت من الانظمة الدكتادورية الاستبداديةان تنمي ثقافة التسامح والقبول قبل كل شي ومن ثم تضع المثقفين والنخبة في مراكز صنع القرار لكي يتخلصون نهائيآ من عودة انظمة دكتادورية اخرى ..مع جزيل الشكر والتقدير
موضوع تربوي
د. احمد العبيدي -احييك استاذنا الكريم فقد طرحت موضوعا في غاية الاهمية وهو يتعلق بداية بنظامنا الاجتماعي والتربوي الذي توارثناه منذ مئات السنين والقائم على الفردية اساسا وتحويل الفرد بداية بالاب وشيخ العشيرة وامام الجامع والمعلم ومدير الدائرة تحويلههم الى مقدسات من خلال المديح المبالغ فيه. معظم هؤلاء الرجال الذين اصبحوا مسئولين ووزراء او حكام كانوا من خريجي هذه الثقافة، وتحولوا بعد استلامهم للسلطة الى دكتاتوريات على مختلف المستويات كل حسب حجمه ومساحة حكمه.نحتاج الى نظام تربوي جديد استاذنا الفاضل
هكذا تستطيع الكتابة
المعلق رقم 6 -الى المار رقم 6 واعجوبته في طرح الفكرة وكانه يعيش زمن دكتاتوره الذي بجل لنفسه عظمة من ورقة زابلة،حذاري من كراهيتك
بصراحة
سامان نجيب -الاخ الكاتب المحترم..و(واو العطف )!! وماذا عن كوردستان العراق ..ارجوك الالتزام بالحيادية واللاحزبية واللانفعية.