باتريك سيل: صمت عن "شريعة الغاب" السورية- الإيرانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باتريك سيل، كما هو معروف، كاتب سيرة الرئيس السوري المتوفى، حافظ الأسد، وداعية متحمس لنظامه، وكاتب محترف في الصحافة السورية، واليوم كاتب مواظب في صحيفة "الحياة، واسعة الانتشار.
السيد سيل لم يفتح فمه عن الوضع السوري منذ اندلاع المظاهرات والاعتصامات، ولم يجد كلمة يكتبها تعاطفا مع ضحايا النظام الأسدي، ولنقد- مجرد نقد- البطش السوري الدموي المستمر بالمدفعية والدبابات. وطبعا هو لا يكتب عن إرسال إيران مرتزقة من جيش المهدي، وعناصر من حزب الله، ومن فيلق "القدس" للمشاركة في قمع المواطنين السوريين العزل، وإرسال إيران أسلحة محرمة لنظام بشار الأسد لمواجهة مطالبة الشعب السوري بالحرية والإصلاحات الديمقراطية.
ولكن هذا الكاتب المحترم هو نفسه يكتب مقالا مطنطنا في الحياة" عن مقتل المجرم الأكبر بن لادن، معتبرا ملاحقته وقتله- كما فعل الكوماندوز الأميركيون- " شريعة غاب". ولم ينس اتهام السياسة الأميركية بأنها هي التي "تساهم في مفاقمة التوترات المحلية، لاسيما بين العرب وإيران"، في تبرير واضح لسياسات إيران التدخلية، المسئولة هي عن توتير العلاقات مع العرب، ومع الخليج خاصة؛ ولكن ذنوب إيران مغتفرة عند باتريك سيل مادامت حليفة النظام السوري ، وتدعم بطشه ضد الشعب السوري.
يقول الكاتب مثلا إنه كان ممكنا أن تحاصر القوات الأميركية منزل بن لادن وتطلب من القوات الباكستانية إلقاء القبض عليه. ولكن الكاتب ينسى شكوك الأميركيين والغرب عامة في وجود تواطؤ بين أجنحة من الجيش والمخابرات الباكستانية وبين القاعدة، وهي شكوك مبررة ومعروفة منذ سنوات طوال. فكيف إذن يمكن الاطمئنان إلى أن القوات الباكستانية سوف تقوم بالواجب- علما بأن تواطؤ بعض الأجهزة الباكستانية لا يعني بالضرورة تواطؤ الحكومة ورئيس الجمهورية، بل المرجح أن وجود بن لادن سنوات في باكستان كان من وراء ظهر الرئيس الباكستاني، الذي اغتالت القاعدة الراحلة زوجته بينزير بوتر.
باتريك سيل يكرر حملاته المعروفة، هو وكتاب من أقصى اليسار الغربي من أمثال نعوم شومسكي، أو وسائل إعلام كالغارديان [ زميلة الجزيرة وراعية قراصنة ويكيليسكس لمجرد أن حربتهم موجهة ضد أميركا] على الولايات المتحدة بسبب حرب العراق وحرب أفغانستان، ملتقيا في ذلك مع الإسلاميين وآخرين في العالم العربي في إلقاء المسؤولية على أميركا وليس على بن لادن والملا عمر وصدام. ونتذكر المظاهرات الصاخبة ضد حرب العراق قبيل شنها، وخلالها، وبعدها بمشاركة اليسار الغربي والإسلاميين والقوميين في الدول العربية، ولكل حساباته ومنطلقاته. ولا أريد التوقف هنا، فهو موضوع تناولته سابقا في مقالات كثيرة، سواء في إيلاف أو مواقع أخرى، أو في صحف مطبوعة، عراقية وعربية.
ويسأل الكاتب ماذا لو قرر أعضاء في حزب صدام تعقب وقتل توني بلير وجورج بوش، وهل هذا يعد إرهابا أو عدالة؟ يا للمغالطة الفجة والمكشوفة. لو تسنى لهؤلاء قتل من هم أقل أهمية من بلير أو بوش لما قصروا! وسيكون عملهم جريمة تضاف لجرائم النظام البائد، وعملية انتقام مجرمين لمن تسبب في موت مليوني عراقي وغزو الكويت. فهؤلاء يتحرقون للبطش بأي أميركي ولو كان مدنيا. وكان القرضاوي قد أصدر من "الجزيرة" فتوى بقتل كل أميركي موجود في العراق، مدنيا كان أو عسكريا. ولابد أن سيل يعرف أن معظم القوى المعارضة العراقية وأكثرية العراقيين قد رحبت، في حينه، بالحرب على صدام، وأن من قتلوا بسبب الحرب هم عدد لا يقارن بالأعداد الهائلة الذين اغتالتهم فلول صدام وأجهزة إيران والمليشيات الموالية لها والقاعدة؛ والقاعدة وحدها قتلت من العراقيين الأبرياء[ وهي تقتل لحد يومنا هذا] ما لا يقل عددهم عن المائة ألف. وإيران، التي يبرر سيل مواقفها وسياساتها، هي التي تعاونت وتتعاون مع القاعدة في العراق ضد أبناء العراق. [ سبق أن كتبت مرارا عن وجوب التمييز بين قرار الحرب لإسقاط صدام والوضع العراقي المتدهور الراهن. فلن أكرر هنا ما سبق التوقف عنده مرارا.]
إن قتل بن لادن كان مصدر ارتياح، ولا أقول شماتة، لكل محبي الحياة والديمقراطية في العالم، وإن كان ذلك لا يعني اختفاء خطر القاعدة وقوة بطشها التي قتلت من المسلمين آلافا مؤلفة، كما قتلت من الغربيين " الكفار".
إن أمثال سيل وشومسكي والغارديان، المشبعين بهوس العداء لأميركا، ليسوا مصادر يمكن الاستشهاد بمصداقيتهم وأحكامهم؛ وبين قويسين نذكّر بالمعلومة الكاذبة التي أطلقتها الغادريان عن ثروة مبارك [ 70 مليار]، هي و"الجزيرة" وتبين أن المعلومة كاذبة لفقتها صحيفة جزائرية عام 2007 خلال حرب الكرة بين مصر والجزائر. نعم اعتذرت الغارديان دون الجزيرة، وهذا جيد، ولكن بعد فوات الأوان. والتذكير بهذه القصة لا يعني تبرئة عائلة مبارك من الفساد، ولكنه عن مدى مصداقية الغارديان. ونترك موضوع فساد أل مبارك للتحقيق القضائي المصري وليس للإشاعات والشبهات.
ويتحدث باتريك سيل عن القضية الفلسطينية وكأنها كانت من وراء ظهور بن لادن. هذه المغالطة لا تجدي الكاتب لأن بن لادن لم ينفذ عملية واحدة ضد إسرائيل،مثلما لم تنطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل من النظام الأثير عن الكاتب- سوريا. وإذا كانت إسرائيل تتحمل مسؤولية كبرى عن عرقلة قضية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بسبب غطرسة نتننياهو وحكومته ، فإن للفلسطينيين أنفسهم، وخاصة حماس، دورهم أيضا. وقد وصلت جهود الإدارة الأميركية السابقة إلى اتفاق أنابوليس بين الطرفين، ثم تغير الموقف كما هو معروف- آملين أن تفلح الجهود أخيرا في استرجاع الأرضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
لقد بين العديد من الكتاب العرب الموضوعيين، على مدى سنوات، في مقالاتهم ودراساتهم، كما بينا في مقالات عديدة، بأن قضية القاعدة وبن لادن هي قضية الأيديولوجيا "الجهادية" المسيسة، الهادفة لتطهير العالم من "الكفار" غير المسلمين، وكذلك من الأنظمة المدانة عند القاعدة في العالم الإسلامي، وبناء دولة الخلافة الإسلامية العالمية بقيادة القاعدة؛ الدولة التي تستثني المسلمين العلمانيين والديمقراطيين وكل مسلم لا يجاري هذه الأيديولوجيا الظلامية المجرمة، وأساليب حامليها الموجهة لنشر الرعب والقتل الجماعي. والقاعدة تعكزت ليس فقط على القضية الفلسطينية، بل لها في كل يوم تبرير سياسي جديد لجرائمها، وحتى حظر النقاب في فرنسا واستهدافها في المحل الثاني بعد أميركا- علما بأن النقاب بدعة وعادة جاء بها المماليك وليست حجابا إسلاميا كما كان الحجاب في عهد الرسول- فضلا عن أن البرقع والنقاب مشكلة أمنية أيضا، وسبق لإرهابيين أن تبرقعوا في السعودية للهروب من رجال الأمن.
إن بإمكان القاعدة ابتكار مختلف الحجج واستغلال قضايا سياسية واجتماعية كثيرة لتبرير عدوانها المستمر على حرية البشر وحياتهم.
إن نقد الأخطاء في السياسة الأميركية هو من حقنا جميعا ومن واجبنا، ولكن بشرط أن ننتقد ما هو خطأ حقا، لا لمجرد هوس النقد والإدانة، هذا الهوس المعروف عن اليسار الغربي والإسلاميين وشريحة واسعة من المثقفين العرب. وقد انتقدوا أميركا في التسعينات بسبب البوسنة وعدم تدخل أميركا، ولكنهم زادوا النقد حين تدخلت وكان تدخلها في البوسنة وكوسوفو لصالح المسلمين. كما انتقدوا أميركا لمساندتها لحكام مستبدين، ولكن ما أن أزيح نظام طالبان ثم نظام صدام حتى اشتعل هؤلاء إدانة صاخبة وليومنا هذا. إذن، ماذا يريدون حقا!؟
ملاحظة أخيرة: لاحظت أن انتقاد العملية الأميركية انصبت أساسا على أميركا كدولة دون شخص أوباما. وهذا ملحوظ عند أكثر التعليقات العربية. ترى هل كانت القضية تكون بنفس الروح لو قتل بن لادن في عهد بوش الابن، المتهم عند بعض الكتاب بأن "جرائمه" "أضعاف " جرائم بن لادن، دون أن يبينوا أيار-مايو- 2011 كيف!!
التعليقات
Oh Aziz AlHaj
Babilynier -Patrick Seal is a latent Baathist! This is truth, if you read all his articles.0 But what about you Mr. Aziz - in arabic culture we caal in the first name and not the family name!!??-.0 Oh Aziz oh Aziz, I have not read any comment our articles about all what happend in the so called Iraqi Kurdistan??0 Or their are no REVOlUTION against the feudel STRUCKTURE their!!??0 Oh Aziz we are waiting to your IMAGINATION about the future of KURDISTAN under the current "struckture.0
غالاوي الاسد
سوري حر -باتريك مجرد غالاوي لا عمل له سوى مدح الاسد ومقابل كوبونات مالية مقدمة من نظام الاسد هل يقارن هذا المنافق بالسيد عبدالباري عطوان الجواب لا والف لا فالشرفاءوهم قلة لكن يعادلون الاف الذين يطبلون كابواق للنظام مقابل حفناة من اموال الشعب السوري المنهوبة وقريبا النظام ايل للسقوط وسوف ينكشف زيف الطبالين للنظام البعثي الفاسد
Bad
Muhannad -Very badly written article Mr Al haj,, really difficult to concetrate on what you wanted to say.
بوصلة سيل معروفة
أحمد توفيق -لا أُناقش في تعليقي هنا إتجاه سيل ولكن يا سيد عزيز، ما فعلته القاعدة؟ هل تستطيع سيادتك أن تجزم بأي عمل تم بيد القاعدة؟ 11 سبتمبر مثلاً هل هو من عمل القاعدة؟ تفجيرات مدريد؟ لندن؟ أريد دليل دامغ هل يوجد دليل دامغ؟ هل تستطيع أن تستبعد دور الـ CIA في هذا الشأن.. يا سيد عزيز لست أدعي أن القاعدة ملاك ولكن الكثير من الأمور التي حصلت وتحصل لم تكن بيد القاعدة، لا يخفى على أحد أن القاعدة أيدت هذه الهجمات ولكنها لم تتبناها أبداً وما فعلته تبنته قطعاً وجزماً.. سيدي الكريم عالم الجاسوسية يموج بالإفك والمؤامرات ومصالح الدول وإركاع الدول الأخرى لا يتم إلا بعمليات إرهابية وما تقوم به بعض الوكالات السرية الأميركية يفوق ما تقوم به الـ CIA بكثير من الإغتيالات والتفجيرات وإلقاء الجثث العربية أو الباكستانية في أماكن الحدث، صدقني آنا آسف لأن كتابنا العرب لا يقومون ببحث شامل ويدققون بمصادرهم قبل كتابة أية مقالة.. لا أتوقع نشر هذا التعليق ولكنني لا أجرح سيادتك ولست مع المدعو سيل لأن سيل من المستنفعين ولكن كلامه عن الإدارة الأميركية في عهد بوش الصغير فيه الكثير من الحرفية والمصداقية لأنها تعتمد على حقائق كثيرة أضطرت معها الإدارة الحالية إلى ترقيع الكثير من القصص لو أنها أُكتشفت حقائقها لصدمت الأمة الأميركية قبل الشعوب الأخرى، لست من كارهي أميركا لأنها دولة تؤمن بالعدالة والمساواة ويعجبني تعاملهم مع شعوبهم ولكن سياسة بوش لم تكن سوى إرهاب بإرهاب بدأً من 11 سبتمبر وتفجيرات مدريد ولندن ولغاية هزيمة حزبه الجمهوري، ودمت سالماً
Aha!
Abo 3abdo -That is a sign thet Iran and Syria are freinds with Binladen
الكتاب دوخونا
عراقي يحب مصر -عزيز الحاج قرات مقالتك ولكنها ممله وتحمل الكثير من الأضاليل بقصد او بدونه ولي عنق الحقيقه فهل عندك دليل علي إرسال مرتزقة جيش المهدي او فيلق القدس وهل النظام السوري بحاجه لهولا فنحن عشنا تحت حكم البعث لأربعة عقود وراينا كيف جندوا حتي طلاب المدارس الابتدائية لحماية النظام فكيف بسوريا ويحكمها البعث للعقد الخامس فهل يحتاج لجلب مرتزقه ثم هل الثوار لديهم برنامج او خطة عمل بعد إسقاط النظام ام يتركون الامر للمليشيات والعصابات كما حدث في العراق سابقا وللدول العربيه حاليا ومصر خير دليل ثم هل ان سوريا سييه لهذا الحد فانا زرت سوريا سابقا ورايتها بانفتاحها اجمل مايكون فهل نريد استبدال الانفتاح بالفتاوي والحرب الطايفيه كما يحدث لدينا بالعراق وهذا سيحدث في سوريا مليون بالمائه ثم أنا اسأل الحاج هل ان امريكا صادقه بكل ماتقول فهل ابن لادن وعصاباته قادرين علي عمل كل ذلك الدمار بالعالم ولا يستطيعون ربط سلك كهربا بصوره صحيحه وهل ان ايران سييه لحد ان منظمة مجاهدي خلق تتحول من ارهابيه الي مظلومة بجرة قلم غربيه امريكيه وهل حزب الله إرهابي وإسرائيل لا كتابنا العرب دوخونا فكنا لا نعرف حكامنا ماذا يريدون واليوم حتي كتابنا فهم عليهم عليهم خوتي ومن تحل المصيبة يقولون مو حذرناكم من مغبة ما تقومون به وهذا ما سنسمعه منكم بعد ايام عن مصر فطبلتم وزمرتم للثورة وبدأت الان النتائج السييه وستزداد سوا يوما بعد يوم وستقولون الم نحذركم من الثورة والله المستعان منكم
عزيز الحاج
مصطفى كركوتي -لا أدري كيف تسمح إدارة التحرير في إيلاف بنشر مقال المدعو عزيز الحاج حول الكاتب البريطاني باتريك سيل، وهو مقال مليء بالأخطاء الواضحة. باتريك سيل لم يصمت عن انتقاد النظام السوري منذ بداية الانتفاضة في سوريا. وعبر سيل عن رأيه بوضوح إزاء الأحداث في سوريا، ورأيه بالطبع-كخبير في الشأن السوري- مهم ويجري تقديره من قبل الصحافيين والمحللين وصناع القرار ألم يقرأ المدعو عزيز ما كتبه مراسل الاندبندت في الشرق الأوسط، روبرت فيسك, عن سيل في الأسبوع الماضي؟ ألم يتابع المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه جيزيل خوري في العربية; قبل اسبوعين؟ أم يقرأ مقالا أخيرا له في الصحيفة الفرنسية لوموند ديبلوماتيك قبل أيام ونشرته صحيفة ;غلف نيوز الصادرة يالانجليزية من دبي؟ إن من يقرأ كتابات باتريك سيل المترجمة إلى العربية يستطيع أن يرى كيف يوجه الكاتب التحذير تلو الآخر للرئيس الأسد ونظامه القاسي حول ضرورة الاصلاح لتجنيب البلاد من الدمار المنتظر. ولذلك، يتساءل المرء كيف يمكن أن تسمح إايلاف نشر مقالات قبل التأكد من مصداقية معلوماتها وحرفية كتابها.
فيلي
عراقي عربي -مساكين الاكراد الفيلية بلا انتماء ولااحد يعترف بهم لاصدام والخميني ولا الاسد.. لا تراهم يهاجمون هذا وذاك