جوهر الكفاح السلمي (2)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
(ممارسة القوة تعتمد موافقة المحكومين وفي اللحظة التي يرفضون الطاعة يسقط الطاغوت ولاحاجة لقتله)
كانت الليلة التي ألقي فيها غاندي من القطار في جنوب أفريقيا حاسمة فقد تجرأ وهو (الملون) على ركب قطار الدرجة الأولى المخصصة للبيض. يذكر غاندي ذلك في كتابه (تجاربي مع الحقيقة) ويقول إنه تكور على نفسه في تلك الليلة يتأمل الظلم الانساني وهو مطوق بالوحدة والغربة والظلام والبرد.
وفي هذه اللحظة من الانهيار والحصار النفسي التمع في سماء فكره بريق لحظة العبقرية وتغير الرجل وغيَّر العالم.
إن المواقف الصعبة هي التي تشكلنا خلقا من بعد خلق. وهناك من آتاه الله الحكم صبيا وهناك من يبلغ السبعين وهو بعد مراهق. فالعمر ليس بوحدات الزمن بل بامتلاء الخبرة بلحظات المواجهة الساخنة التي تنقش على الأعصاب ذاكرة لاتمحى.
ولقد خلقنا الانسان في كبد.
وليس غريبا أن القرآن لم ينزل دفعة واحدة على شكل كتاب نظري (جملة واحدة) كما طلب القرشيون بل كان ينقش قوانينه على ألواح القلب.
كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا.
طوَّر (غاندي) أسلوب فعال في مقاومة الطغيان وقام بتجاربه الأولى في جنوب أفريقيا كما يفعل أطباء المخابر قبل نقلها الى القارة الهندية فدرب الجماهير على (العصيان المدني) من أجل كسر القانون الظالم بعدم الطاعة له. إنها وصفة رخيصة قليلة التكاليف مباركة النتائج يمكن لكل شرائح الأمة ان تشارك فيها.
وتشكل آلية ناجحة للمقاومة ضد أي لون من الطغيان خارجياً كان أم داخلياً لإن الحرية لاتتجزأ. وأهم مافيها ولادة جديدة للأمة محررة من مركب (الاستضعاف ـ الاستكبار).
فلايستبدل طاغوت بطاغوت. والذي حصل في العالم العربي عندما استقل أنه تعرض في كثير من أجزاءه الى طغيان فاق أيام الاستعمار مما يحكي عمق الأزمة الداخلية والقصور السياسي و(القابلية للاستعمار) التي مهدت منذ فترة طويلة لمجيء الاستعمار واستبدل الاستعمار الخارجي بالداخلي لأنه لم يتخلص بعد من مرض القابلية له فهذا هو جوهر الاستعصاء السياسي في العالم العربي.
والصحافة اليوم تعني باخبار زيارات الحاكم أكثر من بؤس الفقراء. والتعددية الحزبية لاتزيد عن ديكور سياسي، واختفت المظاهرات العفوية الجماهيرية، وتراجعت حرية الفكر عما كان عليه في الخمسينات.
ويزندق أناس لكتب خطتها أيديهم قبل عشرين سنة.
لقد أدرك (أتيين دي لابواسيه) منذ عام 1562 م عندما كتب (العبودية المختارة) أن مشكلة الطغيان هي أننا نحن الذين نكونه ونعطيه شرعيته وفي اللحظة التي نكف عن طاعته يسقط بقدمين من صلصال كالفخار ولاحاجة لقتله.
وهي التي اشار إليها ( جين شارب) في كتابه (سياسات اللاعنف NONVIOLENT ACTION) عندما وضع يده على (جوهر اللاعنف) أنه (الإيمان بأن ممارسة القوة تعتمد على موافقة وقبول المحكومين ومن ثم فبمقدور هؤلاء المحكومين السيطرة على قوة خصومهم بل وتدميرها إذا هم سحبوا موافقتهم هذه).
يذكر (خالد القشطيني) في كتابه (نحو اللاعنف) عن الفيلسوف البريطاني (برتراند راسل) أنه رفض الاشتراك في الحرب العالمية الأولى بقوله:(إذا استعمل شعب بأسره المقاومة السلبية بإصرار وإرادة عازمة وبنفس القدر من الشجاعة والانضباط اللذين يظهرهما الآن في الحرب فبإمكانها أن تحقق حماية أكبر وأتم لكل ماهو جيد في الحياة العامة مما تستطيع أن تحققه القوات البرية والبحرية وبدون أي من تلك المجازر والخسائر ومشاهد القسوة التي ترتبط بالحرب الحديثة).
إن القرآن ولد هذا المعنى بتكتيك ثلاثي:
(أولا) المسؤولية في الآخرة فردية. ولن يكون هناك شفاعة أوعدل ولو كان ملء الأرض ذهبا والتابع والمتبوع في خط الطغيان يلعن بعضهم بعضا ومأواهم النار. وهي مشكلة ناقشها القرآن في ثماني مواضع تحت عنوان المستكبرين والمستضعفين.
(ثانياً) بأنه لا أحد له سيطرة على الانسان بما فيها الشيطان (إنه ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين) أي أن (الاستعداد) للظم هو الذي يهيء لكل أنواع الظلم.
و(ثالثاً) إن تدمير الباطل ليس بقتله بل بعدم طاعته أوالتعاون معه.
كل مايحتاجه الموضوع هو جماهير تثق بقيادة كارزمائية صادقة وتدريب جيد على ممارسة اللاعنف ورؤية واضحة للأهداف وتكتيكات ناجحة كما فعل (غاندي) من التخلص من الملابس البريطانية باختراع فكرة (المغزل) أو (بمسيرة الملح) لكسر احتكار بريطانيا له.
كل ذلك في جو أخلاقي منتحلي النفس بالصبر على الأذى.
وهذا كان زاد الأنبياء (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ماكذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولامبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين).
ولقد كان ذلك في متناول الخميني في حربه ضد العراق فكان يمكن أن يأمر مليون انسان من كل الأعمار ومن الجنسين مع حضور صحفي العالم وبنفس أسلوب (الاضرابات والمظاهرات) بالمقاومة اللاعنفية التي أسقط فيها الشاه أن ينجح في التحدي الجديد.
ولكن التورط في الحرب أضاع كل شيء في ثماني سنوات عجاف ووضع الغرب أقدامه في ماء باردة وانتعش تجار السلاح ومنتجوه.
ودخل الخميني الحقل الذي يفقد فيه السيطرة على الأقدار حيث الأسلحة المتطورة وحيث تحيد قوة الجماهير.
أرسل لي شاب يعبر عن صعوبة استيعابه لفكرة اللاعنف أو الكفاح السلمي ضد الاحتلال الاسرائيلي. لقد كانت الفكرة نصف مستساغة في مقاومة استبداد الأنظمة العربية أما الصراع ضد الصهيونية فلاينفع معها الا مقارعتها بالسلاح.
قال الشاب إن (فرق الكمون في القفز بين فكرة (العنف) وأخرى (كاللاعنف) دائماً كبيراً مما يولد تيارا شديداً يصعق المتخطي).
هذه الإشكالية تجعل البحث مليئاً بالأفخاخ وأنا اعترف أن البحث لم يكن سهلاً حتى تبللور عندي ووصل الى حالة التألق ولذا كان من المناسب أن نفك هذه الاختلاطات بشرح ذو مفاصل يعتمد أدوات بحث معرفية تستفيد من حزمة من العلوم المعاصرة مثل علوم النفس والاجتماع والتاريخ والتكنولوجيا والانثروبولوجيا.
ولكن هل العنف بيولوجيا أم ثقافة؟
إذا وظفنا علم النفس والفيزيولوجيا (علم الغريزة) لفهم ظاهرة العنف الانساني فهي كما قال (بيير فيو) في كتاب (المجتمع والعنف):
(العنف ليس حادثاً عابراً مؤسفاً من حوادث السلوك الإنساني بل هو يندرج في وضع مألوف من التوترات والمجابهات. فالعلاقات الانسانية تقوم على أرضية من الصراع والتناقضات وعلائق القوى. والعنف يكمن فيها كتهديد دائم وهو ينفجر أحياناً كالبركان تحت ضغط نار داخلية لايخمد لهيبها على الإطلاق). وفي الواقع فالانسان كائن محير تتعايش فيه أنبل التطلعات وغريزة الموت والتدمير.
وهو ماأشار إليه (فرويد) في كتابه (أفكار لأزمنة الحروب) عندما كان يراسل آينشتاين بقوله:
أن الانسان تتنازعه غريزتان الحياة (الليبديو LIBIDO) والموت (التانتوسTANTOS).
ورأى الفيلسوف الفرنسي (باسكال) تحت فكرة (النهايتان) هذا التناقض المحير في اجتماع التوحش والنبل في الانسان وأنه مكان القداسة بنفخة من الله ولكنه بالوعة الضلال ومكان الإجرام.
وقف باسكال في النهاية ليقول من يحل لنا هذا اللغز؟. هناك شيء لاعقلاني داخل الانسان ينفجر معبراً عن نفسه بالعنف.
ويمثل العنف أحد ثوابت الفعل والتاريخ الانساني. وعندما درس (غاستون بوتول) في معهده الذي أنشأه لدراسة (ظاهرة الحرب) التي تفتك أكثر من كل الأمراض رأى أنه خلال 3500 سنة من التاريخ الانساني كانت كل 13 سنة من الحروب تقابل بسنة سلام واحدة.
أما الماركسية فرأت تجلي العنف أنه شيء طبيعي بسبب (الصراع الطبقي) ودعت الى العنف (الثوري) فكما رأى ريكاردو في قانون (الأجور الحديدي) وعبر عنه (آدم سميث) في كتابه (ثروة الأمم) أن تحديد الأجور والعمال هي سلعة تخضع للعرض والطلب في سوق لاترحم فقد وصل (مالتوس) في مقالته حول تكاثر السكان (الهندسي) الذي لايوازيه تكاثر الغذاء (الحسابي) أن الحرب والمجاعات في النهاية هي تحصيل حاصل ولذا فالعنف عنصر أساسي في الاقتصاد الانساني.
أما (دارون) فرأى أن صراع البقاء يقوم على العنف والطبيعة تظهر لنا أن القوي يأكل الضعيف.
ومن هنا أشار (علي الوردي) في كتابه عن (الطبيعة البشرية) أن العقل لايبحث عن الحق كما يزعم بل لايزيد عن آلة لصراع البقاء مثل الأنياب للسبع والقرون للثور والناب للأفعى.
ولكن متى يحدث العنف في الوسط الانساني؟
يبدو أن أكثر الأوضاع التي تفجر الثورات عندما يمس الانسان في ثلاث وجوده وسلامته وكرامته أي ممارسة حقوقه الأساسية ذات الطبيعة المدنية أو الاجتماعية أو الفلسفية. وهناك قانون هام أن من يشعل الثورات ليس اكثر الطبقات الاجتماعية حرماناً ومن يخلع عنه نير الاستعمار ليس أكثر الشعوب تخلفاً وإذا هبط الانسان الى مادون عتبة دنيا من الطاقات الجسدية والتطور الثقافي يستسلم لما يحل به من تدهور هذا إذا تسنى له أن يعي هذا التدهور أو أن يلاحظ ماينزل به من أشكال البتر وهذا يكشف تحكم الديكتاتورية بالشعوب الى أجل مسمى.
لو حاولنا أن نضع تحديدا واضحاً للعنف واللاعنف فيمكن أن نقول أن نقول أن العنف هو الاستخدام المكثف غير المشروع للقوة وهو طيف من الاحتمالات تبدأ بالكراهية وتمر باللفظة السامة وتنتهي بالعمل الفيزيائي من الضرب باليد وانتهاء بالصاروخ النووي.
أي أن العنف يبدأ من (المشاعر السلبية) ليظهر على تعبيرات الوجه من النظرات الحاقدة ثم يطفو على اللسان باللفظ السيء من سخرية واستخفاف ولمز وشتم ثم يتطور الى العنف الفيزيائي فيستخدم أطراف الصراع أيديهم بالضرب أو يمدون أيديهم الى السلاح بدءً من الحجر وانتهاء بالسلاح النووي.
كما يقول عالم النفس التحليلي (سكينر) في كتابه (تكنولوجيا السلوك الانساني) أن (الحروب إنما تبدأ في عقول الناس وأن هناك شيئا انتحاريا في الانسان ربما غريزة الموت يؤدي الى الحروب).
وبالمقابل فإن اللاعنف يختصر بجملة قصيرة هو ان نحقق مانصبو إليه بدون إيذاء الآخرين على أية صورة. وهذا يعني أن عالم اللاعنف هو فضاء معرفي كامل وليس تكتيكاً استسلامياً رخيصاً وبلاهة سياسية. العنف يتظاهر بأربع سمات: التدمير والتوقف عن الحوار واعتماد العضلات وإسكات العقل وأخيراً انتصار الغريزة.
وله ثلاث نتائج مأساوية: (معنوية) بالخوف واليأس والبؤس. و(مادية) بالأذى والتحطيم والإفساد في الأرض أو كما راهنت الملائكة على آدم فاعتبرته أنه مفسد في الأرض يسفك الدماء (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟).
وأخيرا (بنيوية) بالنظم السياسية القاهرة والحرمان الاقتصادي.
ولكن جواب الله أن هذا الكائن أمامه رحلة تطورية اجتماعية أعمق منها بيولوجية وستة آلاف سنة من الحضارة ليست بشيء أمام رحلة الانسان على الأرض منذ خمسة ملايين سنة.
كان الانسان قبل عشرة آلاف سنة يأكل الوحوش والوحوش تفترسه ولكن ماذا ينتظره بعد عشرة آلاف سنة؟ قال الله إني أعلم مالاتعلمون.
التعليقات
حقيقـــــــة الوضع
في تلكلخ -;عشرات الدبابات في محيط تلكلخ وداخلها، جثث في الشوارع فاحت رائحتها لا أحد يستطيع سحبها، وثمة جرحى في الشوارع أيضا لا يمكن إنقاذهم ولا نعرف ماذا سيحل بهم، لأن القنص لا يتوقف، والقتل عشوائي، البيوت تهدم وتحرق والسكان يروعون; هذا ما أكده لـ;الشرق الأوسط; ظهر أمس عدد من الفارين من مدينة تلكلخ السورية، الذين كانوا قد عبروا للتو النهر الصغير الفاصل بين البلدين ووصلوا قرية البقيعة اللبنانية. قال أحدهم وهو لا يقوى على الكلام: ;سرت عبر الجبال 8 ساعات سيرا على الأقدام كي أصل إلى هنا;، وأكد آخر أن الطريق بات خطرا للغاية ولم يبق لنا سوى الجبال، هذا ما يفعله أيضا النساء والأطفال. وأكد الواصلون أنهم قضوا ليلة مرعبة قبل أن يغادروا تلكلخ بسبب قصف المدفعية والدبابات. وبينما كنا نتحدث مع الواصلين بدأ رشق الرصاص، وأخذ الناس يختبئون، ليقول أحدهم: ;حتى ونحن في لبنان يقنصوننا. على بعد كيلومتر واحد من هنا توجد جثة مرمية على الأرض، كلنا نعلم بها، ولا نستطيع جلبها أو دفنها;. جسر البقيعة الذي كان النازحون يمرون عبره إلى الأراضي اللبنانية بات مقفرا، وعلى الجانب السوري منه، يقف عسكري سوري نراه من بعيد، ويحاول الجيش اللبناني أن يمنع الناس من الاقتراب من المنطقة بعد وقوع قتيلة يوم أمس وإصابة أكثر من 6 أشخاص بالرصاص. على بعد أمتار من الجسر الحدودي، وجد النازحون لأنفسهم ممرا جديدا، آلاف من رؤوس الحيوانات عبرت هذا النهر يوم أمس بينها البقر والأغنام والخيول التي هربها أصحابها من محيط تلكلخ وباتت على الجانب اللبناني ;هذه أرزاقنا التي نعيش منها (يقول أحد السوريين) ونخشى أن يقتلها الشبيحة;. يقول أحد السوريين: ;انظروا إلى الشبيحة;، ونرى 4 رجال في الجهة السورية المقابلة لنا بلباس مدني وهم يحملون أسلحة يسيرون وكأنهم يتنزهون. ويضيف ;مشكلتنا مع هؤلاء ومع الأمن وليس مع الجيش السوري;. يصر الواصلون من تلكلخ على الكلام، حين يعلمون أننا من الصحافة، شرط عدم تصويرهم أو ذكر أسمائهم، ;معظمنا ذقنا السجن والتعذيب ونخشى انتقامهم;. تتطابق رواياتهم حول ;ثلاث عائلات ذبحت في منازلها بالسكاكين في تلكلخ هي عائلات المصري، وأكرومي وجنعير. إحداها تتكون من أربعين شخصا;. ;جيرانهم العلويون هم الذين ذبحوهم; يقول أحدهم. ويوافق الآخرون على الرواية قائلين ;إن تلكلخ فيها سنة وعلويون سلحهم النظام كي يقتلونا، ومع ذلك يختارون الذبح;. ال
حزب الشر اإشتراكي
أبو محمد الكردي -نعم الكفاح السلمي ضد أنظمة فيها ذرة من اإنسانية أو على الأقل حياء من جرائم فظيعة تخاف أن ترتكبها و لكن ليس مع نظام دينه البعثية يؤله قائده, الكفاح السلمي لا ينفع معه لأنه لا يفهما. هذه الوحشية لا يمكن إقافها بدون تدخل دولي لأ نظام حزب البعث الهمجي الإشتراكي بقيادة أل اأسد و مخلوف لا يعرفون شئ اسمه رحمة و هم أكثر وحشية من القذافي و سوف يدمرون مدينة بعد مدينة و يرتكبون مجزرة بعد مجزرة و خاصة مع سكوت الشيطان الأخرس أو ما يسمى بجامعة الدول العربية. وبعد كل هذا يردون الحوار ؟ ياللمهزلة...
حقيقـــــــة الوضع
في تلكلخ -;عشرات الدبابات في محيط تلكلخ وداخلها، جثث في الشوارع فاحت رائحتها لا أحد يستطيع سحبها، وثمة جرحى في الشوارع أيضا لا يمكن إنقاذهم ولا نعرف ماذا سيحل بهم، لأن القنص لا يتوقف، والقتل عشوائي، البيوت تهدم وتحرق والسكان يروعون; هذا ما أكده لـ;الشرق الأوسط; ظهر أمس عدد من الفارين من مدينة تلكلخ السورية، الذين كانوا قد عبروا للتو النهر الصغير الفاصل بين البلدين ووصلوا قرية البقيعة اللبنانية. قال أحدهم وهو لا يقوى على الكلام: ;سرت عبر الجبال 8 ساعات سيرا على الأقدام كي أصل إلى هنا;، وأكد آخر أن الطريق بات خطرا للغاية ولم يبق لنا سوى الجبال، هذا ما يفعله أيضا النساء والأطفال. وأكد الواصلون أنهم قضوا ليلة مرعبة قبل أن يغادروا تلكلخ بسبب قصف المدفعية والدبابات. وبينما كنا نتحدث مع الواصلين بدأ رشق الرصاص، وأخذ الناس يختبئون، ليقول أحدهم: ;حتى ونحن في لبنان يقنصوننا. على بعد كيلومتر واحد من هنا توجد جثة مرمية على الأرض، كلنا نعلم بها، ولا نستطيع جلبها أو دفنها;. جسر البقيعة الذي كان النازحون يمرون عبره إلى الأراضي اللبنانية بات مقفرا، وعلى الجانب السوري منه، يقف عسكري سوري نراه من بعيد، ويحاول الجيش اللبناني أن يمنع الناس من الاقتراب من المنطقة بعد وقوع قتيلة يوم أمس وإصابة أكثر من 6 أشخاص بالرصاص. على بعد أمتار من الجسر الحدودي، وجد النازحون لأنفسهم ممرا جديدا، آلاف من رؤوس الحيوانات عبرت هذا النهر يوم أمس بينها البقر والأغنام والخيول التي هربها أصحابها من محيط تلكلخ وباتت على الجانب اللبناني ;هذه أرزاقنا التي نعيش منها (يقول أحد السوريين) ونخشى أن يقتلها الشبيحة;. يقول أحد السوريين: ;انظروا إلى الشبيحة;، ونرى 4 رجال في الجهة السورية المقابلة لنا بلباس مدني وهم يحملون أسلحة يسيرون وكأنهم يتنزهون. ويضيف ;مشكلتنا مع هؤلاء ومع الأمن وليس مع الجيش السوري;. يصر الواصلون من تلكلخ على الكلام، حين يعلمون أننا من الصحافة، شرط عدم تصويرهم أو ذكر أسمائهم، ;معظمنا ذقنا السجن والتعذيب ونخشى انتقامهم;. تتطابق رواياتهم حول ;ثلاث عائلات ذبحت في منازلها بالسكاكين في تلكلخ هي عائلات المصري، وأكرومي وجنعير. إحداها تتكون من أربعين شخصا;. ;جيرانهم العلويون هم الذين ذبحوهم; يقول أحدهم. ويوافق الآخرون على الرواية قائلين ;إن تلكلخ فيها سنة وعلويون سلحهم النظام كي يقتلونا، ومع ذلك يختارون الذبح;. ال
المأساة
د. بسام -أخبار المعلق رقم 1 تعطي فكرة عما يحدث في سوريا! كيف لقوانين الكفاح السلمي أن تسلم وتنموا عندما نواجه من لا حضارة ولا إنسانية ولا ضمير عندهم؟ هناك أشخاص إن ضربوك ولم ترد عليهم إلا بالدعاء من أجلهم يعودون إلى صوابهم ويندمون على عدائك، بل يصبحون أصحابك وأحبابك، وهناك من يسعد بجوابك، ويتلذذ به، فيعيد ضربك، ويعيد ضربك وإيذائك كلما شكرتهم ودعوت من أجلهم، لا بل أنهم يبتسمون ويستمرون في عدائك غير آبهين بعذابك وبآلامك. ينطبق الكفاح السلمي مع أصحاب حضارة عرفوا لماذا هم على قيد الحياة، وعرفوا أنهم زائلون مثلهم مثل أي إنسان آخر، فما هي نتيجة المقاومة السلمية مع فاقدي الثقافة، والإنسانية والضمير والدين والحضارة؟ هؤلاء سيفهمون عندما تصيبهم بقوة أكبر من قوتهم، ولن يفهموا حتى يصيبهم من الألم ما يجعلهم يتسعيدون ضميرهم الإنساني الذي غاب عنهم! في سوريا، لم يندم أحد ممن ساهم في تدمير حماة ولبنان، وسرق تلك البيوت وعاد بالسرقات لينعم بها، ولم نسمع حتى الآن من ندم على شيء رغم مرور السنين الطويلة. بقي المجرمون في غرورهم يعيدون اليوم الكرة في كل مناطق سوريا ويعيثون بالأرض فساداً، وكم هو الفارق كبير بين أعداء غاندي وأعداء الشعب السوري على مدة 41 عاماً. لكن الأمل ليس في إستعادة هؤلاء المجرمين لإنسانيتهم بوقفتنا السلمية المقاومة أمام آلة قتلهم، بل إن أملنا هو بنصر من عند الله لا بد آت، أعرف أنه قادم، وأعرف أن هذه القوة التي سيواجهها أوباش سوريا ستجعلهم يؤمنون للمرة الأولى منذ عام 1970 بأن لكل شيء نهاية، وأن لا شيء يدوم، وأن غرورهم هو غرور الجهلة! ومع ذلك أقول: لا أمل في هؤلاء في أن يكونوا بشراً!
نداء نداء
كامل -نناشد خادم الحرمين الشريفين وحاكم مصر ان يتحرك لمنع المجازر ضد المسلمين في سوريا واعطاء الاهتمام بالشعب السوري والحرص على ابعاد المجرمين عن المواطنين العزل في سوريا واذا لم تتدخلوا فأن الاف القتلى سيسقطوا بدون رحمة فكونوا حريصين على دماء البشر يرحمكم الله
المأساة
د. بسام -أخبار المعلق رقم 1 تعطي فكرة عما يحدث في سوريا! كيف لقوانين الكفاح السلمي أن تسلم وتنموا عندما نواجه من لا حضارة ولا إنسانية ولا ضمير عندهم؟ هناك أشخاص إن ضربوك ولم ترد عليهم إلا بالدعاء من أجلهم يعودون إلى صوابهم ويندمون على عدائك، بل يصبحون أصحابك وأحبابك، وهناك من يسعد بجوابك، ويتلذذ به، فيعيد ضربك، ويعيد ضربك وإيذائك كلما شكرتهم ودعوت من أجلهم، لا بل أنهم يبتسمون ويستمرون في عدائك غير آبهين بعذابك وبآلامك. ينطبق الكفاح السلمي مع أصحاب حضارة عرفوا لماذا هم على قيد الحياة، وعرفوا أنهم زائلون مثلهم مثل أي إنسان آخر، فما هي نتيجة المقاومة السلمية مع فاقدي الثقافة، والإنسانية والضمير والدين والحضارة؟ هؤلاء سيفهمون عندما تصيبهم بقوة أكبر من قوتهم، ولن يفهموا حتى يصيبهم من الألم ما يجعلهم يتسعيدون ضميرهم الإنساني الذي غاب عنهم! في سوريا، لم يندم أحد ممن ساهم في تدمير حماة ولبنان، وسرق تلك البيوت وعاد بالسرقات لينعم بها، ولم نسمع حتى الآن من ندم على شيء رغم مرور السنين الطويلة. بقي المجرمون في غرورهم يعيدون اليوم الكرة في كل مناطق سوريا ويعيثون بالأرض فساداً، وكم هو الفارق كبير بين أعداء غاندي وأعداء الشعب السوري على مدة 41 عاماً. لكن الأمل ليس في إستعادة هؤلاء المجرمين لإنسانيتهم بوقفتنا السلمية المقاومة أمام آلة قتلهم، بل إن أملنا هو بنصر من عند الله لا بد آت، أعرف أنه قادم، وأعرف أن هذه القوة التي سيواجهها أوباش سوريا ستجعلهم يؤمنون للمرة الأولى منذ عام 1970 بأن لكل شيء نهاية، وأن لا شيء يدوم، وأن غرورهم هو غرور الجهلة! ومع ذلك أقول: لا أمل في هؤلاء في أن يكونوا بشراً!
لن ترى القمشلي
يزيد بن شهاب -يا جلبي يا ابني كم مرة تصحت حب وطنك ولاتخونه كما تفعل الان والله لقد سودت وجهي بخيانتك لبدك وسعيك لتدميره ولكنن هيهات ان تتحق امانيك وبهذا تكون قد حكمت على نفسك وانا واثق الان انك لن ترى القامشلي حيا او ميتا .التوقيع ابوك يزيد بن شهاب.
لن ترى القمشلي
يزيد بن شهاب -يا جلبي يا ابني كم مرة تصحت حب وطنك ولاتخونه كما تفعل الان والله لقد سودت وجهي بخيانتك لبدك وسعيك لتدميره ولكنن هيهات ان تتحق امانيك وبهذا تكون قد حكمت على نفسك وانا واثق الان انك لن ترى القامشلي حيا او ميتا .التوقيع ابوك يزيد بن شهاب.
إلى يزيد
العميد ع. م. س -إلى الرقم 5: لا تعرفون سوى التهديد والكذب والإفتراء، ولا تقومون إلا بالأعمال الإجرامية. أنتم وباء، وسنقضي عليكم قريباً، وأنا أعدك وعداً قاطعاً بذلك. الحل بيدي وأنا في الجيش السوري وسأقوم بما يجب!
إلى يزيد
العميد ع. م. س -إلى الرقم 5: لا تعرفون سوى التهديد والكذب والإفتراء، ولا تقومون إلا بالأعمال الإجرامية. أنتم وباء، وسنقضي عليكم قريباً، وأنا أعدك وعداً قاطعاً بذلك. الحل بيدي وأنا في الجيش السوري وسأقوم بما يجب!
حظرط العميد
يزيد بن شهاب -يا ابني لماذا تدعني بانني اهدد اخوك الجلبي الاترى انه خان بلده ويتمنى خرابه وانت سائر خلى خطاه في خيانة البلد والجيش الذي اقسمت بشرفك بانك ستكون نعم الابن المخلص ولكنت طلعت خلبي خائب همك الوحيد تلميع النجوم الي على كتفك ولو على حساب اهلك وبلدك فقط لترضي غرورك وعلى كل حال بتبقوا اولادي وهل في اب لايحب ابن الضال.بس شئ واحد اريد ان اقوله ان اخوك الجلبي لن يرى القامشلي بعد الان .
حظرط العميد
يزيد بن شهاب -يا ابني لماذا تدعني بانني اهدد اخوك الجلبي الاترى انه خان بلده ويتمنى خرابه وانت سائر خلى خطاه في خيانة البلد والجيش الذي اقسمت بشرفك بانك ستكون نعم الابن المخلص ولكنت طلعت خلبي خائب همك الوحيد تلميع النجوم الي على كتفك ولو على حساب اهلك وبلدك فقط لترضي غرورك وعلى كل حال بتبقوا اولادي وهل في اب لايحب ابن الضال.بس شئ واحد اريد ان اقوله ان اخوك الجلبي لن يرى القامشلي بعد الان .