مسکتم عصفورا..ماذا عن الصقر؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
التخابر مع اسرائيل، تهمة خطيرة تم توجيهها الى رئيس المجلس الاسلامي العربي في لبنان محمد علي الحسيني، وقد تم کشف أمر هذا التخابر بواسطة جهد أمني تطوعت لبذله خلايا أمنية تابعة لحزب الله اللبناني، بعد مراقبة و تنصت دامت لأکثر من عام، وطبعا لحد الان لم يقر الحسيني بالتهمة الموجهة اليه بحسب ماجاء في تقرير تم نشره في إيلاف مثلما لم يتم تحديد نوع و حجم المعلومات التي نقلها"فرضا"الى اسرائيل، لکن الامر الذي تم حسمه في هذه القضية هو أن رئيس المجلس الاسلامي العربي في لبنان قد بات ورقة محروقة و إنتهت فعاليتها(کما واضح من العملية بشکل عام)، ولاتزال التحقيقات جارية على قدم و ساق بهذا الخصوص و من غيرالمتوقع بروز مفاجئات غير منتظرة إذ يبدو أن الامر يسير بسياق اعتيادي خصوصا وان الرجل محسوب على بعض البلدان العربية التي تقف بصورة أو بأخرى ضد النفوذ الايراني في المنطقة و تسعى وفق طاقاتها المتاحة الى تحديد ولجم ذلك النفوذ.
محمد علي الحسيني، رئيس المجلس الاسلامي العربي في لبنان، المتميز بمواقفه الشديدة و الحدية من تحالف إيران سوريا حزب الله، والذي يدعو و بشکل صريح الى إحياء مشروع عربي مضاد للمشروع الايراني، لايبدو أن حزب الله کان يستهين بأمره کما کان يدعي دائما و بحسب ماکان يرد على تساؤلات تثار على خلفية تصريحاته ضد الحزب، وبالنسبة لإيران، فإنها قامت بالرد عليه و التعرض له من خلال موقع"هابيليان"، التابع للحرس الثوري الايراني و رمته بتهمة التآمر على الثورة الاسلامية في إيران، ويبدو أن ساعة القصاص الحاسمة قد حلت و لم يعد حزب الله و لا الحليفين الرئيسيين له يحبذان منح المزيد من العمر للحسيني و مجلسه، فأطلقوا عليه رصاصة الرحمة من خلال تحقيق تم اساسا من خلف الدولة اللبنانية و تم إعداد طبخة مناسبة و تم تسليمها للأجهزة الامنية اللبنانية وأصدرت إليها الاوامر لإجراء اللازم.
محمد علي الحسيني، المحسوب أساسا على بلدان في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تمر الان بفترة حرجة و متوترة الى حد ما في علاقاتها مع إيران و حزب الله بالذات، نشر ضمن التهم المثارة ضده، أنه کان يحوز على مبالغ ضخمة في منزله و انه قام بأسفار کثيرة الى أمريکا و اوربا لدرجة يمکن معها القول أنه کان يقيم في الخارج أکثر من لبنان بحسب ماجاء في التهم المنشورة ضده، لکن، النقطة الجوهرية و المهمة جدا أن الرجل کان يشکو من عوزا ماليا و کان يلح على الدول التي تحالف معها علنا و في وضح النهار تقديم المساعدة اللازمة له کي يقف علب قدميه و يمضي في مشروعه قدما، بل وانه وقبل بضعة أسابيع تحديدا، جعل العمل طوعيا أي من دون مقابل في مجلسه لأن الديون المتراکمة عليه وصلت الى حد لم يتمکن بعدها من الاستمرار في دفع مستحقات منتسبيه، کما أن مايشاع عن أسفاره الى أمريکا(التي لم يزرها)، و دول اوربا التي کان سنويا يزورها لمرة واحدة أو مرتين وفي أغلب الاحيان کانت بدعوة من جماعة مجاهدي خلق في فرنسا، فلماذا هذا التضخيم و التهويل و الزعم بأنه کان يقيم في الخارج أکثر من إقامته في لنان و هو محض کذب و إفتراء جليين، کما انه جاء أيضا أن(فرع المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي اکتشف إتصالات هاتفية مشبوهة کان يقوم بها مع جهات عرف عنها الانتماء الى اسرائيل من خلال استخدامها أرقام هواتف أمنية معينة.)، وهو زعم مشکوك في أمره و ضعيف الحجة و غير کامل لتوجيه التهمة خصوصا فيما لو لم يثبت(ولن يثبت)أنه قد نقل معلومات مزعومة الى اسرائيل.
حزب الله اللبناني، الذي جعل من الجهاز الامني اللبناني فرعا تابعا لجهازه الامني، و يتباهى بکشفه"إحتمال"عمالة الحسيني، يتناسى أن العمالة هي نفسها لأي بلد أجنبي عن لبنان خصوصا إذا کان غير عربيا مثلما هو الحال مع إيران التي يقيم معها أوثق العلاقات و الصلات الامنية و العسکرية و السياسية على المکشوف و تحت مرئى و مسمع من الدولة اللبنانية و أجهزتها الامنية الرشيدة نفسها التي يبدو أنها تعمل بفتاوي تحريم العمالة لاسرائيل و الغرب فقط و إباحتها للجمهورية الاسلامية الايرانية فقط من دون غيرها.
فرض المحال ليس بمحال، وجدلا لو صدقت المزاعم بعمالة الحسيني لاسرائيل"مع التشکيك الکامل بها"، فإنه في الاول و الاخر ليس سوى مجرد عصفور في أمام صقر جارح کبير يصول و يجول و يتباهى بتبعيته المطلقة لإيران، ويقينا أن ساعة حسم ملف النظام السوري سيمهد لإصطياد هذا الصقر و نتف ريشه الى الابد!