فضاء الرأي

و... خطبة الجمعة أيضا!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صلاة الجمعة بتقديري شعيرة دينية جميلة، يمكن أن تؤدي خدمات اجتماعية رائعة على طريق بناء مجتمع خير متسامح، مجتمع متعاون، متسام، نشط، حيوي، فاعل، ولكن للأسف الشديد كثيرا ما تستغل هذه الشعيرة لبث فكر إرهابي، فكر تخريفي، فكر جاهل، فكر ينخر في الذات، ويحفر في داخلها أوكار الهزيمة الروحية، ويغذي الوجدان المستمع بسموم مميتة، حيث تتطاير شرر القتل والذبح والقطيعة والتكفير والتضليل واللعن والسب والشتم...
صلاة الجمعة ليست ملك خطيب الجمعة، بل هي ملك المجتمع، ملك الإنسان، ملك المصلين، ملك أبناء المدينة، أبناء القرية، ملك الغني والفقير، ملك العالم وغير العالم، ملك المسلم وغير المسلم، ملك الملتزم وغير الملتزم، ملك الرجل والمرأة، ملك الكبير والصغير، وبالتالي،يجب أن تتوجه خطبة الجمعة إلى الخير العام، وليس هناك أصدق من الدعوة إلى الأخلاق والعمل الصالح وتزكية النفس وتنقية الوجدان كعنوان حقيقي حي للخير العام.
هذه هي رسالة خطبة الجمعة في تصوري، خاصة في زمن الاحترابات السياسية التي ما طُبعت إلا بالتخوين والتهوين والتكذيب والتضليل والتدجيل.
لقد خرجت خطبة الجمعة من رحاب الخير العام إلى زاوية المنافع الشخصية والحزبية الضيقة، تلك الزوايا المعتمة المخيفة، فقد تحولت إلى أبواق دعائية لهذا الحزب وذاك السياسي، فيما وظيفتها الجوهرية توجيه الناس للعمل الذي من شأنه إشاعة السلام، والوئام، وتفجير الطاقات للبناء والعمران والترميم والتكميل!
لقد أهينت منابر الجمعة، دُنِست، بعد أن تحولت إلى منابر دعاية وليس إلى منابر تربية وتعليم، إلى منابر سياسية بدل أن تكون منابر أخلاقية... أي أصبحت هذه المنابر مصدر شر مستطير، ومدارس حقد ولغو وتشنج وتوتر!
يقف خطيب الجمعة ليحلل الوضع السياسي العالمي أو المحلي أو الوطني، ثم يعطي رأيه الفاصل الحاكم، أي يستغل الخطيب منبر الجمعة لتسويق تصوره السياسي، وبذلك يسلخ هذا الخطيب منبر الجمعة من هويته الحقوقية العامة، حيث يستوجب على الخطيب أساسا تنبيه الناس إلى أنفسهم، ويحفز في داخلهم منشطات العمل الصالح، ويحذرهم غواية الشيطان، ويحذرهم من ارتكاب الحرام، وكل ما من شأنه الإساءة إلى الاجتماع البشري، والعمران الإنساني. ولست أدري من أباح لهذا الخطيب أن يستغل هذا المنبر الشريف لتسويق تصوراته السياسية التي قد تكون باعث مهزلة ومسخرة لهزالها وتفاهتها وسخافتها؟
يقف خطيب الجمعة ليعطي رأيه في حل المشاكل الاقتصادية والعسكرية والسياسية التي يعاني منها البلد فيما شغلته حث الناس على تنظيف بلدتهم التي تراكمت الأوساخ على طرقاتها العامة، والتعاون على البر والتقوى لإنقاذ الأسر الجائعة، وتشجيع الطلاب على مواصلة الدرس والتحصيل بدل الاستهتار بقيمة الزمن الذي لا يرحم كما نعلم جميعا ذلك.
يقف خطيب الجمعة ليحدثنا عن نظريات علمية في الفلك والفيزياء والرياضيات وعلم الاجتماع، في حين هناك مئات من أبناء بلدته يعانون الجوع والمرض والعري، حيث يستدعيه الواجب أن يحث الناس على حل هذه المشكلة أو المشاكل التي يؤدي تفاقمها إلى شل المدينة وتدمير مجتمعها.
أن حل المشاكل الاقتصادية والسياسية والعمرانية شغل علماء متخصصين وليس شغل عالم الدين مهما كانت ثقافته وعلمه ودراسته، فليحترم كل منا اختصاصه ووظيفته، وكم أصاب بالحيرة عندما يبدأ الكثير من الخطباء خطبتهم بقولهم ( ثبت لدى العلم الحديث...؟ ) وكأنه سبر أخر النظريات العلمية وتفحص تضاعيفها بمنطق العلم والفكر الجديد!
حقا أنها مهزلة.
خطبة الجمعة تحولت إلى سوق سياسي، وميدان مبارزة شخصية أو حزبية ضيقة، فضاعت شفافية الخطبة، وغابت وظيفتها الأخلاقية، وانمحت صورتها الإنسانية الكريمة... ميدان سباب وشتائم فيما هي مدرسة الحكمة والموعظة الحسنة.
ليس من حقي ولا من حق غيري أن يمنع رجل الدين من أبداء رأيه في السياسة ومشاكل العالم، هذا من حقه، ومن حق كل مواطن، ولكن أنْ يستغل رجل الدين منبر الجمعة لتسويق أرائه وتصوراته هذه، فذلك مما ترفضه قيم ووظيفة وفلسفة خطبة الجمعة بالذات، لأنها كما قلنا ليست مناسبة مخصصة لشخص ما، أو حزب ما ليتوسل بها على طريق الترويج لفكره ومواقفه وتصوراته وتحليلاته، فلذلك مجال أخر، وما أكثر المجالات المتاحة لمثل هذه المواقف والنشاطات والممارسات. فهناك النوادي، وهناك المقاهي، وهناك الاجتماعات العامة، وهناك الجرائد، وهناك المجلات، وهناك المواقع الالكترونية.
أليس كذلك؟
خطبة الجمعة بيان أخلاقي قبل أي شي آخر، توجيه تربوي يتضمن بناء الذات على عمل الخير، وإشاعة السلام في الأسر، في المؤسسات، في الشارع، حث على مواصلة العمل في سبيل الأخر، بث قيم التسامح والفضيلة والتعاون، وليس تحليلات سياسية، ربما ينطوي الكثير منها على خلل منهجي ووظيفي مخزي.
ما أتعس تلك الخطبة التي تعرض للناس فلسفة الفوضى البناءة التي يعمل بموجبها اليمين الأمريكي الجديد فيما هناك بيوت على مقربة من بيت خطيب الجمعة بات أطفالهم جياعا!!
ما أتعس تلك الخطبة التي تستعرض مشكلة أو مشاكل الصراعات السياسية في الصومال فيما هناك أعراض تنتهك وأجساد يمزقه الجوع والحرمان.
الدعوة إلى الخير، الدعوة إلى حل المشاكل بين الناس بالحسنى، الدعوة إلى إغاثة الملهوف، الدعوة إلى ا لحفاظ على سلامة البيئة، الدعوة إلى احترام الآخر، الدعوة إلى نظافة الروح والبدن والشارع والبلدة والمدرسة، الدعوة إلى المزيد من العلم والمعرفة، الدعوة إلى احترام حقوق الناس، الدعوة إلى الاهتمام بالمسنين والعجزة، الدعوة إلى الإيمان بالقيم الروحية...
تلك هي وظيفة خطبة الجمعة، وليس الحث على القتل، أو تشريح الوضع السياسي، أو الدعوة لهذا الحزب أو ذاك، أو التكفير، أو تخوين الآخر، أو تحويل العواطف إلى نيران متأججة بالحقد وحب الانتقام.
خطبة الجمعة تجمع ولا تفرق...
أن تسمية صلاة الجمعة بأنها الصلاة السياسية جلب مشاكل كبيرة، وسببت اشتطاطات مرعبة في حق الاجتماع الإسلامي، نعم، للسياسة مجالاتها، وليس خطبة الجمعة هي الفرصة الأولى والأخيرة لتسويق الأراء السياسية ونشر الافكار والمواقف أزاء أحداث العالم، فهناك وظيفة أخطر وأهم وأروع بالنسبة لخطبة الجمعة، تلك هي النفس الإنسانية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خطاب البلادة
ابو جعفر الربيعي -

((فذلك مما ترفضه قيم ووظيفة وفلسفة خطبة الجمعة بالذات))هذا ما يفهمه السيد الشابندر من أن لخطب الجمعة فلسفة وقيم؟؟ يا لبؤس الحال ورعب النتائج ! منذ اكثر من الف واربعمائة عام والمضامين نفسها تتكرر وتكر من على منابر الجمعة والحضور يزداد بلادة وهو فاغر فاه والخطيب يعنعن نفس الروايات ! فعلا وكما قال مالك بن نبي كل تخلف المسلمين يأتي من تحت قباب المساجد، واليوم يجهد السيد الشابندر لأستدعاء قيم بادت وأبادت كل وعي الله ، ولكن هكذا هي طبائع الأشياء والدين مفتوح على كل الاحتمالات لا ضوابط ولا محددات ولا معايير يستثمره المستبد والمرتزق والسياسي والعاهر وهو حاضنة مثلى لمضاعفة شقاء الفقراء وتوليد بؤس الفهم ، ولله درك يا شابندر على هذا النكوص

السيد الشابندر
Sarmad Al Jarra7 -

نود ان نسمع رأيكم في دعم سيد نصر الله لطاغية سورياأتهم كثير من الناس امريكا والغرب وبقية الدول العربيه بالكيل بمكيالين في قضية البحرينالضاهر ان مذهب اهل البيت يكيل بمكيالين ايضا في دعمه لحزب البعث الفاشي السوري. سبحان الله السياسه لارب ولا دين ولا مذهب لها

خطاب البلادة
ابو جعفر الربيعي -

((فذلك مما ترفضه قيم ووظيفة وفلسفة خطبة الجمعة بالذات))هذا ما يفهمه السيد الشابندر من أن لخطب الجمعة فلسفة وقيم؟؟ يا لبؤس الحال ورعب النتائج ! منذ اكثر من الف واربعمائة عام والمضامين نفسها تتكرر وتكر من على منابر الجمعة والحضور يزداد بلادة وهو فاغر فاه والخطيب يعنعن نفس الروايات ! فعلا وكما قال مالك بن نبي كل تخلف المسلمين يأتي من تحت قباب المساجد، واليوم يجهد السيد الشابندر لأستدعاء قيم بادت وأبادت كل وعي الله ، ولكن هكذا هي طبائع الأشياء والدين مفتوح على كل الاحتمالات لا ضوابط ولا محددات ولا معايير يستثمره المستبد والمرتزق والسياسي والعاهر وهو حاضنة مثلى لمضاعفة شقاء الفقراء وتوليد بؤس الفهم ، ولله درك يا شابندر على هذا النكوص

وهو كذلك
الوسوساس الخناس -

شرعت خطبة الجمعة لهذه الاغراض فعلا ، الوعظ وحث الناس على عمل الخير، اما السياسة فلها غير خطبة الجمعة ، لست أدري كيف فهم صا حب التعلق الاول كلام الؤلف، يبدو لم يقرا المقال وشكرا للجميع

اسر خطبة الجمعه
ابو ايمان -

بالاضافه الى ما ذكر اعلاه فان خطبة الجمعهتم اسرها بعد مرحلة الخلفاء الراشدون فأقتصرت على نقل المعلومه من الخطيب الىالمتلقي(المصلي) الذي ليس له الحق في ابداء رأيه والاعتراض على الخطيب في حين خطبة الجمعه في زمن الخلفاء الراشدين كانتالمعلومه تناقش بين الطرفين ليصلوا الىالحق المتوافق عليه . واليوم ليس كل ما يقوله الخطيب هو نفس رأي المصلي فكبف لهان يردد امين امين في الدعاء الذي يكون احيانا خلاف ما يؤمن به . فعلى سبيل المثالعندما يدعوا الخطيب الى نصرة اخواننا فيالعراق فعن اي اخوان يقصد هل القاعده ام جيش المهدي ام جيش المسلمين ؟؟؟ هذا مثال من عشرات الامثله .

وهو كذلك
الوسوساس الخناس -

شرعت خطبة الجمعة لهذه الاغراض فعلا ، الوعظ وحث الناس على عمل الخير، اما السياسة فلها غير خطبة الجمعة ، لست أدري كيف فهم صا حب التعلق الاول كلام الؤلف، يبدو لم يقرا المقال وشكرا للجميع

دين ودولة
خوليو -

الاسلام من جذوره شمل روحانيات وفروض وشريعة أي قوانين يجب تطبيقها، وخطب الجمعة هدفها البحث في أمور الدين والدولة، وهي كذلك منذ التأسيس، الجعد بن درهم ذُبح في أسفل المنبر من قبل والي بني أمية في الكوفة لأنه قال أن الله لم يكلم موسى تكليماً كما جاء في إحدى الآيات فذبحه الوالي خالد القسري بسبب معاكسته هذه أمام جمهور المصلين وهم يكبرون، كيف عالج الوالي في خطبته تلك القضية؟ أحضر لهم الآية التي تقول أن الله كلم موسى تكليما وأحضر الجعد في صبيحة عيد الأضحى(بمناسبة أن ابراهيم أراد تنفيذ أوامر إلهية بذبح ابنه اسحاق -عند اليهود- أو ابنه اسماعيل عند المسلمين، لم يتفقوا من هو المذبوح لغاية اليوم، ) وقال لهم هذا هو كلام الله وهذا الوغد يقول عكس ذلك وأنا سأضحي به، القضية النقاشية كانت حامية، أي هل كلمه تكليما أم لا؟ وعلى الوالي أن يعالجها، فخطب الجمعة ياسيد ليس فقط للدعوة للخير ولأخذ صحن طبيخ لجارك الجوعان بل لمعالجة المشاكل في كل عصر، أي أنها للتدخل المباشر في أمور السياسة والدين، ولما كان ذلك الكتاب له قراراته الواضحة في بعض الأمور والغامضة في أمور أخرى فعلى الخطيب والذي هو العالم بأمور الغيب أن يعطي رأيه ويوضح للمصلين حيث أغلبهم لايستطيع فك الحرف ،أمور دنياهم حسب تلك الشريعة ،أي واجب الشرع حل مشاكل الناس حسب فروضها واجتهاد خبراءها ومن هنا وظيفة الخطبة لحل المشاكل، وبالفعل تحلها على مبادئ نهجها فتأتي الحلول على مقاسها، لاتلوم الخطيب ياسيد، اللوم على العجز في تلك الشريعة لمعالجة أمور الحياة السياسية والاجتماعية، ومن هنا نطالب بفصلها عن السياسة وتركها في مدارها الروحي للذين يرون أن لها مدار روحي، يجب كتابة دستور عصري يبتعد كل البعد عن تلك الشريعة ليخدم كل أطياف المجتمع الذي نعيش فيه.

خطبة الجمعة
د. دنيا آدم -

د. دنيا آدم يقول الله تعالى: َإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (الجمعة: 10-11)) آيتان كريمتان لا تُشيران لا من قريب أو من بعيد إلى خطبة الجمعة، والتي أصبحت بفعل فاعل جزأً لا يتجزأ من صلاة الجمعة ولا تقوم الصلاة بدونها في رأي غالبية الفقهاء! لقد اخذ البعض قوله سُبحانه ( وَتَرَكُوكَ قَائِماً )ْ على ظاهره، معتمدين على روايات متضاربة، بعضها يدعي بأن النبي الكريم كان قائماً على المنبر (يخطب) والبعض الآخر بأن النبي، صلوات الله عليه، كان قائماً في الصلاة.. بالرغم من أن سياق الآية يُشير إلى أن النبي الكريم كان قائماً عليهم في الصلاة. فقوله سبحانه وتعالى: إِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون; أوضح من أن يتجاهله ذو لب. فنحن أمام نص إلهي واضح: فإذا قضيت الصلاة، أي أديت وفرغ منها، فانتشروا في الأرض أي لكم بعد انقضاء الصلاة أن تتفرقوا حيث شئتم في أعمالكم، واذكروا الله ولا تنسوه واذكروه ذكراً كثيراً لعلكم تفلحون، أنظر إلى قوله تعالى: أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً (وَقَائِماً) يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا (الْأَلْبَابِ (الزمر: 9) (أقم الصلاة) لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهود (الإسراء: 78) وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين (هود: 114) وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ (فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ) فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ َلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ

دين ودولة
خوليو -

الاسلام من جذوره شمل روحانيات وفروض وشريعة أي قوانين يجب تطبيقها، وخطب الجمعة هدفها البحث في أمور الدين والدولة، وهي كذلك منذ التأسيس، الجعد بن درهم ذُبح في أسفل المنبر من قبل والي بني أمية في الكوفة لأنه قال أن الله لم يكلم موسى تكليماً كما جاء في إحدى الآيات فذبحه الوالي خالد القسري بسبب معاكسته هذه أمام جمهور المصلين وهم يكبرون، كيف عالج الوالي في خطبته تلك القضية؟ أحضر لهم الآية التي تقول أن الله كلم موسى تكليما وأحضر الجعد في صبيحة عيد الأضحى(بمناسبة أن ابراهيم أراد تنفيذ أوامر إلهية بذبح ابنه اسحاق -عند اليهود- أو ابنه اسماعيل عند المسلمين، لم يتفقوا من هو المذبوح لغاية اليوم، ) وقال لهم هذا هو كلام الله وهذا الوغد يقول عكس ذلك وأنا سأضحي به، القضية النقاشية كانت حامية، أي هل كلمه تكليما أم لا؟ وعلى الوالي أن يعالجها، فخطب الجمعة ياسيد ليس فقط للدعوة للخير ولأخذ صحن طبيخ لجارك الجوعان بل لمعالجة المشاكل في كل عصر، أي أنها للتدخل المباشر في أمور السياسة والدين، ولما كان ذلك الكتاب له قراراته الواضحة في بعض الأمور والغامضة في أمور أخرى فعلى الخطيب والذي هو العالم بأمور الغيب أن يعطي رأيه ويوضح للمصلين حيث أغلبهم لايستطيع فك الحرف ،أمور دنياهم حسب تلك الشريعة ،أي واجب الشرع حل مشاكل الناس حسب فروضها واجتهاد خبراءها ومن هنا وظيفة الخطبة لحل المشاكل، وبالفعل تحلها على مبادئ نهجها فتأتي الحلول على مقاسها، لاتلوم الخطيب ياسيد، اللوم على العجز في تلك الشريعة لمعالجة أمور الحياة السياسية والاجتماعية، ومن هنا نطالب بفصلها عن السياسة وتركها في مدارها الروحي للذين يرون أن لها مدار روحي، يجب كتابة دستور عصري يبتعد كل البعد عن تلك الشريعة ليخدم كل أطياف المجتمع الذي نعيش فيه.

واقع مرير!
رزاق الكيتب -

هذا هو واقعنا المرير ومن لن يلتزم بأوامر رئيس الحزب فلن يصل مرة اخرى الى المنبر , والمنبر يعني الدولار أو الدينار لافرق !( وعاظي السلاطين ) في كل زمان وفي زماننا هذا فوق العادة للأسف!شكرا أبا عمار على جرئتك وننتظر المزيد .

واقع مرير!
رزاق الكيتب -

هذا هو واقعنا المرير ومن لن يلتزم بأوامر رئيس الحزب فلن يصل مرة اخرى الى المنبر , والمنبر يعني الدولار أو الدينار لافرق !( وعاظي السلاطين ) في كل زمان وفي زماننا هذا فوق العادة للأسف!شكرا أبا عمار على جرئتك وننتظر المزيد .