فضاء الرأي

صفقات على دماء الثورة المصرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تنتهي رواية "العطر" للكاتب الألماني (باتريك زوسكند)، بمشهد التهام البطل، بعد أن سكب على نفسه عطره السحري المصنوع من أجساد البشر، فانهارت العقول وحدود الممكن وتفجرت دموية مكبوتة في نفوس العامة، الذين نظروا لبعضهم في سعادة غامرة، ورضا كامل بعد هذه الوجبة الدسمة.

بداهة الثورات أنها لا تطلب أو تطالب أو تأمل في التحقق، فالثورة فعل تغير شامل، يزلزل عرش واقع ما لصالح آخر يرتضيه المجتمع، أو يُفرض عليه من قبل ثوار المفترض فيهم النزاهة والاستقلالية.
وحتى نحاكم حدثاً ما ونطلق عليه بلا أي تردد أنه ثورة كاملة متكاملة، لابد من توافر عدة شروط، تبدأ بغضب شعبي عارم على وضعية تاريخية محددة، يتحول إلى انتفاضة شعبية، مما يحتم ظهور قيادة على خلفية أيدلوجية واضحة، توجه هذا الغضب الساطع، وصولاً لقمة الهرم السياسي، لتقود المجتمع إلى مصير تم الاتفاق عليه سلفاً، وقُدّمت على أساسه تضحيات وضحايا.
وفي حالتنا المصرية لم يتحقق إلا شرط الانتفاضة الشعبية، والتي جاءت منقوصة بالمناسبة، فعمقنا المصري في الصعيد والريف مازال يبحث عن قوت يومه، ويلعن أبو الأيام التي مثلث خطراً حقيقياً على لقمة عيش اعتاد على ندرتها أو عدم تواجدها أحياناً، ولكنه اعتاد!!. تلك حقيقة قد يرفضها البعض أو تصدم الأخر، ولكنها طبيعة مجتمعنا الذي مرت عليه القرون وهو في حالة ثبات واستقرار، معتبراً التغير شر، والثورة هدم، فخلا تاريخنا إلا من انقلابات النخب والعسكر.
ونتيجة لغياب عنصري القيادة والايدولوجيا، عن انتفاضة يناير، فمن الصعب أن نعتبرها ثورة كاملة، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، فغياب الإطار الفكري أو السياسي، نتيجة لتغيب أي مشروع ثقافي أو سياسي عن الساحة المصرية لطوال عقود، جعل تلك الانتفاضة بلا أب، يضمن لها شرعية التحقق الثوري الكامل، وبالتالي تفرقت الدماء بين القبائل المتناحرة، الساعية لفرض أبوة أيدلوجية سلطوية، ليس فقط على هذه الانتفاضة الوليدة، ولكن على المجتمع بأكمله، مما حتم جملة من التوافقات والصفقات بين القوى السياسية المتسلطة أو التي تسعى إلى السلطة، صفقات شئنا أم أبينا أصبحت واقع يُغير ويُسيّر ويتحكم في مصير وطن لم يدرك أبناءه بعد أن تضحياتهم لا تنحصر فقط في دماء ميدان التحرير، بل في عقود من الصمت والوجع المكتوم.

ـ صراع على الشرعية:
صرح أحد قادة المجلس العسكري الموقر، أن نتيجة الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، الذي شارك فيه 19 مليون مواطن مصري، منحت الشرعية الكاملة والديمقراطية للمجلس العسكري والقوات المسلحة. وكمواطن مصري خضت كل الصراعات والنقاشات النخبوية والشعبية حول التعديلات الدستورية وقيمة الاستفتاء، ثم قررت المشاركة الفاعلة مع أسرتي الصغيرة والجيران، وغمست إصبعي فرحاً في الألوان الفسفورية، وسارعت بتصويره قبل زوال اللون الذي منحني شرف أول مساهمة في شأن سياسي عام كبقية أبناء وطني، لم أتمكن من فهم أو إدراك أني كنت أصوت على شرعية المجلس العسكري من عدمها !!. . والأهم مصير من صوتوا برفض التعديلات آملين وضع دستور جديد، كبداية جديدة نستحقها جميعاً، هل من حقهم رفض شرعية القوات المسلحة؟؟!!. . ثم ما هي ملامح تلك الشرعية وسطوتها وحقوقها وواجبتها؟. . والأهم هل تحتاج القوات المسلحة إلى تأكيد وجود أو دليل على مساهمتها المؤثرة في تلك المرحلة الانتقالية، حتى تستند إلى نتيجة الاستفتاء؟!.
وفي سياق ليس ببعيد حاولت جماعة الأخوان المسلمين أن تفرض شرعية جديدة، استناداً على نتيجة الاستفتاء كذلك، الذي منحته قداسة دينية إسلامية، حينما قررت في صفقتها مع التيار السلفي آنذاك، فيما يسمى بغزوة الصناديق، أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية كان على الدين. فالشرعية هنا دينية. وظل السؤال يتردد هل الأربعة ملايين مواطن الذين رفضوا التعديلات الدستورية، قد ساهموا دون قصد منهم في هدم الدين والإسلام، في مجتمعنا المتدين بالفطرة!!؟؟.
إذن فنحن أمام شرعيتان، تتفقان أو تختلفان هذه قضية أخرى، . . وهما الشرعية العسكرية والشرعية الدينية الإسلامية، إذن فالانتفاضة الشعبية عليها أن تختار إما أبوة القوات المسلحة أو الأخوان المسلمين. وليت الأمر ينتهي عن حد الاختيار!!.
وفي جمعة الغضب الثانية، ظهرت شرعية جديدة، فبعد انسحاب القوات المسلحة من ميدان التحرير بتصريح رسمي، ورغم ما يحمله هذا الانسحاب من دلالات. ثم ظهور الأخوان والتيار السلفي ومختلف الجبهات الدينية في مشهد الرافض لأي تظاهرات جديدة قد تؤثر على مكاسب قديمة تم حصدها خلال الفترة السابقة. ظهرت شرعية جديدة للميدان وللثورة بشكل عام، وهي شرعية عدد من الأحزاب والقوى الوطنية وبعض النخب الثقافية والإعلامية، لنجد أنفسنا أمام فصيل جديد يعلن ملكيته للثورة، ويمارس نفس آليات النفي التي تمارسها التيارات المعارضة له.
الجميع دخل دائرة الصراع على الشرعية التي ستضمن لصاحبها عقود مصرية قادمة، وميدان التحرير ما زال يطالب ويطلب، وفي خلفية المشهد السياسي أصحاب المصالح، ومحترفي الكلام، ومدعي الثقافة، يحاولون الحفاظ على التوازنات الشخصية، واللعب على الحبال، وحوارات وطنية فاشلة تعكس حالة الفوضى وانعدام الرؤية دون مراعاة لمصالح وطن بأكمله، بالإضافة إلى حكومة تعاني من قلة حيلتها، وعدم قدرتها على حسم العديد من القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية، وفي النهاية شعب في معظمة ينتظر انفراج الأزمة بأي شكل حفاظاً على أمان معتاد، ولقمة عيش تكفيه بالكاد.

ـ عودة الفزاعات:
تلك الفوضى التي تبدأ من القمة وصولاً للعمق، قد قسمت المجتمع إلى شيعاً وطوائف، فعدنا وبشكل غير واعٍ أو بقصد مباشر إلى استخدام سياسة تم ممارستها علينا لعقود طويلة، وهي التخوين والتخويف، كل منها يمسك للأخر بما يرهبه ويخيفه، لينصاع له في نهاية الأمر مضطراً. فما زالت الدولة الدينية وممثليها من الأخوان وممارسات التيار السلفي المتعنتة، هي فزاعة الأقباط، وفي المقابل يلوح بعض الأقباط بحق الحماية الأجنبية، والاستقواء بالخارج الأمريكي، وفي المقابل هناك خارج أخر يدعم التيار السلفي من جهة والأخوان من جهة أخرى. مما استعدى أن تنسحب نفس السياسية على الشأن الخارجي. فالدولة المصرية المؤقتة قررت أن تستخدم فزاعة المصالحة الفلسطينية ومعبر رفح، ضد إسرائيل والولايات المتحدة التي لوحت بفكرة الاستثمارات الداخلية مقابل الديون، مما يذكرنا بأسباب الاحتلال الإنجليزي، ورعايته لمصالحة الداخلية بعد الديون المصرية في عهد الخديوي إسماعيل، وفي المقابل كان الرد الإسرائيلي التلويح بمعاهدة السلام، في إشارة دالة بأن مصر بدأت في اختراق بنود المعاهدة بعد فتحها لمعبر رفح.
بل أن الأمر ازداد تعقيداً في ملف العلاقات المصرية الإيرانية من جهة والخليجية من جهة أخرى، فالدولة المصرية تسمح بسفر وفد شعبي إلى إيران والممثل فيه عناصر من الأخوان والجماعات الصوفية والإعلاميين، رغم تصريحات رموز هذا الوفد أن سفرهم جاء ضد رغبة الدولة، في حين أنها تعلن على لسان وزير خارجيتها أن مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين لن يتم تصعيده في الآونة الحالية. في تناقض يدل إما على تخبط في الأداء العام، أو أن الحكومة المؤقتة قررت أن تستخدم فزاعة إيران ضد دول الخليج، في إشارة اقتصادية دالة، والعكس بالعكس. في حين أن سقف العلاقات المصرية الإيرانية الآن وبشكل رسمي لم يتجاوز إلا جملة من التصريحات الدبلوماسية والغزل السياسي المتبادل.
الخلاصة أننا أمام حالة من الفوضى العارمة من قمة الهرم إلى قاعدته، والجميع يناقش ملامح دولة مصرية حديثة وديمقراطية في إطار من الإقصاء والنفي والتهديد والوعيد، يتناحرون في التهام الجسد المصري بسعادة بالغة، دون أن يلتفت الجميع أننا انغمسنا حتى الأذن في تفاصيل مفهوم الدولة، كل حسب هواه ومصالحه الخاصة، في حين أن الدولة بأكملها في سبيلها إلى الانهيار. والأهم شارع مصري لا يعنيه تهافت النخب والأحزاب والجماعات والقادة أمام لقمة عيش وأمان المستقبل.


أكاديمي مصري
ahmedlashin@hotmail.co.uk


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم ينجح أحد..
د. طارق عبد الجليل -

تحليل جيد يا دكتور أحمد.. فحقا كل التيارات تحاول احتكار شرعية الثورة، وتسعى لأقصاء الآخرين.. وما الوطن إلى كل أبنائه. يحتاج وطننا إلى رؤية تسمو فوق المصالح الذاتية، تتبنى ايديولوجية تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم.. ولنعلم أن سلبيات الحرية مهما عظمت فهي أفضل من إيجابيات الدكتاتورية.

احييك
ابو الرجالة -

احييك مقالتك ممتازة

لم ينجح أحد..
د. طارق عبد الجليل -

تحليل جيد يا دكتور أحمد.. فحقا كل التيارات تحاول احتكار شرعية الثورة، وتسعى لأقصاء الآخرين.. وما الوطن إلى كل أبنائه. يحتاج وطننا إلى رؤية تسمو فوق المصالح الذاتية، تتبنى ايديولوجية تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم.. ولنعلم أن سلبيات الحرية مهما عظمت فهي أفضل من إيجابيات الدكتاتورية.

حكومة تصريحات
احمد طنطاوى (عفريت) -

فى البداية اود ان اهنيك دكتور احمد على مقالاتك الرائعة,وبعد ذلك اود ان اشير اننا فى ثورة لم نعرف منها سوى التخبط فكم من وزير قادر على العطاء تم الهجوم عليه لحين استقالته وكم من وزير لا يقدر على احتواء منصبه موجود (بحكومة تصريحات الاعمال)وليست تسيير الاعمال فهذا هو المسمى الحقيقى لها فنحن كل يوم نسمع كلام من وزراء ولكن؟!وكل يوم فى نفس المهازل والمستوى الامنى الهزيل وكل يوم يطلع علينا وزير الداخلية او رئيس الوزراء ويقول انه تم السيطرة الامنية على الشارع ولا نلمس ذلك مطلقا فى الشارع واخيرا يخرج علينا وزير الداخلية منذ يومين فى احد البرامج ليصرح ان استعادة الامن ستتم فى خلال ثلاث اشهر فى وقت تأكيده على انه لن يبقى فى الوزاراة سوى شهرين وتأكيده انه لو يعلم حجم الانفلات الامنى لما قبل المنصب من البدايةوفى النهاية اود ان اقول اننا فى طريق مظلم ولكن مثل هؤلاء الوزراء سيدخلونا فى الانفاق الحالكة الظلام

حكومة تصريحات
احمد طنطاوى (عفريت) -

فى البداية اود ان اهنيك دكتور احمد على مقالاتك الرائعة,وبعد ذلك اود ان اشير اننا فى ثورة لم نعرف منها سوى التخبط فكم من وزير قادر على العطاء تم الهجوم عليه لحين استقالته وكم من وزير لا يقدر على احتواء منصبه موجود (بحكومة تصريحات الاعمال)وليست تسيير الاعمال فهذا هو المسمى الحقيقى لها فنحن كل يوم نسمع كلام من وزراء ولكن؟!وكل يوم فى نفس المهازل والمستوى الامنى الهزيل وكل يوم يطلع علينا وزير الداخلية او رئيس الوزراء ويقول انه تم السيطرة الامنية على الشارع ولا نلمس ذلك مطلقا فى الشارع واخيرا يخرج علينا وزير الداخلية منذ يومين فى احد البرامج ليصرح ان استعادة الامن ستتم فى خلال ثلاث اشهر فى وقت تأكيده على انه لن يبقى فى الوزاراة سوى شهرين وتأكيده انه لو يعلم حجم الانفلات الامنى لما قبل المنصب من البدايةوفى النهاية اود ان اقول اننا فى طريق مظلم ولكن مثل هؤلاء الوزراء سيدخلونا فى الانفاق الحالكة الظلام

الامام المشير
wel3a -

انتهت الثورة وبدأ العد التنازلى لظلام بارد وليل طويل ستمر فيه مصر باحلك اوقاتها منذ عصر المماليك. لا يمكن اتهام المجلس العسكرى او تحميله المسؤلية عما اوصلنا للظرف الحالى. هم الان حلقة مفصليه فى دورة التاريخ الذى لا نقرؤه وان قرأناه لا نفهمه وان فهمناه لا نصدقه مفضلين دفن رؤسنا فى الرمال. منذ حوالى قرنين هيأ الله لمصر فرصه للنهوض و الترقى. ونحن اهدرنا الفرصه. مر على حكم مصر شرفاء ولصوص. نبلاء و اوغاد. باذلين و افاقين. بناء و مخربون. الاسماء لا تهم و الاحداث مرت. لكن اخر من حكم مصر مسؤل عن اكبر كمية من التدمير. لذلك سيحكمنا العسكر و الاجانب مائة سنه اخرى اخطر تركه لمبارك ونظامه هو مصر المفككه و حال وحجم الجمهوريه الرابعه التى تركها. خلال السنين الاخيره لحكم مبارك بدت مصر وكانها مكونه من اربعة طبقات او جمهوريات. فى اعلاها يقبع الرئيس المخلوع فى طبقه من مائة شخص يضمون اسرته و اعوانه القربين و رجال اعمال هم قمه فى الفساد. ثرواتهم خياليه و دخل بعضهم يراوح المليون جنيه يوميا. شخص او اثنين من هذه الطبقه ما زالوا فى اماكن سلطتهم وهم الحكام الفعليين لمصر اليوم و العشر سنوات القادمه.بعدها تاتي الطبقه الثانيه , الجمهورية الثانيه , وتتكون من خمسة ملايين من المصريين تصل مداخيلهم الى مليون جنيه فى السنه للاسره وهم معدودين كقوه شرائيه جباره تضاهى الطبقات العليا فى امريكا و اوروبا. هولاء يكسبون رزقهم بالحلال او بالحرام او كليهما. مثلا ميزانية وزارة الداخليه الاخيره كانت سبع مليارات جنيه فى حين وصل استهلاك المخدرات الى ثمانية و عشرين مليار جنيه العام الماضى. الجمهوريه الثانيه حاضره بقوه فى الاستهلاك المسرف التافه و الاعلانات الاستفزازيه المرافقه له و الشئ لزوم الشئ. للامانه اثبت شباب هذه الطبقه انهم اكثر رشدا ووطنيه من ابائهم و حركوا ثورة مصر. الطبقة الثالثه , الجمهوريه الثالثه , تتكون من حوالى عشرة ملايين مواطن معظمهم شرفاء وطنيين هم عصب الاقتصاد الصحى غير الطفييلى. هم التجار و الصناع الذين استحقوا لقب المستورين فى مسمياتنا. دخل الفرد فى هذه الطبقه حوالى الف جنيه فى الشهر.اخطر ما تركه لنا حسنى مبارك و نظامه الفاسد هو الطبقه الرابعه او الجمهوريه الرابعة . خمس وسبعين مليون نسمه من المعدمين سيئوا الصحة و التغذيه يعيش تسعة اعشارهم فى العشوائيات و العشر الباقى فى الشوارع. هذه هى جريم

مصر سيدة العالم
ابو الرجالة -

مقالتك معقولة ولكن لو اتحد المصريين مسلمين واقباط لحكموا العالم كلة وسجد الكل لهم ولكن للاسف احنا اسري الدين وليس الايمان نعم اسري مخلفات الكهنوت اسلامي اومسيحي ان الايمان ياتي من السماء ليعلم الناس الاحترام ومحبة الاخر ويخرج الكهنوت من البشروالان يقود خراب مصر السلفيين ملتمسين خططا شيطانية مثل اضرب ولاقي اقتل وسامح واحرق وانكر وامسك عصا غليظة واقتل ثم تكلم برفق فيما بعد سيطرة تامة علي كل قوي في مصر حتي لو كان الجيش او البلطجية معا يدا واحدة لتخريب مصر و لو استمر هذا سوف تخرب مصر وتقسم غصبا عن اي معارض الي الاخ ولعة للاسف كلامك صحيح ولكني لا اريد ان اصدقك لان ما تقولة مرعب مرعب مرعب صلوا لاجل مصر بكل دين صلوا لاجل مصر بكل لغة صلوا لاجل مصر يا مسلمين صلوا لاجل مصريا مسيحيين صلوا لاجل مصر نرجوكم صلوا لاجل مصر الاخبار سيئة جدا جدا نرجوكم يا من فية نسمة حياة ادعوا لمصر بالوجود وليس الفناء يا رب يا رب يا رب انقذ مصر يا رب الارباب وملك الملوك انقذ مصر يا رحيم ارحم مصر ولا تفني شعبا قلت عنة مبارك شعبي مصر امين

الامام المشير
wel3a -

انتهت الثورة وبدأ العد التنازلى لظلام بارد وليل طويل ستمر فيه مصر باحلك اوقاتها منذ عصر المماليك. لا يمكن اتهام المجلس العسكرى او تحميله المسؤلية عما اوصلنا للظرف الحالى. هم الان حلقة مفصليه فى دورة التاريخ الذى لا نقرؤه وان قرأناه لا نفهمه وان فهمناه لا نصدقه مفضلين دفن رؤسنا فى الرمال. منذ حوالى قرنين هيأ الله لمصر فرصه للنهوض و الترقى. ونحن اهدرنا الفرصه. مر على حكم مصر شرفاء ولصوص. نبلاء و اوغاد. باذلين و افاقين. بناء و مخربون. الاسماء لا تهم و الاحداث مرت. لكن اخر من حكم مصر مسؤل عن اكبر كمية من التدمير. لذلك سيحكمنا العسكر و الاجانب مائة سنه اخرى اخطر تركه لمبارك ونظامه هو مصر المفككه و حال وحجم الجمهوريه الرابعه التى تركها. خلال السنين الاخيره لحكم مبارك بدت مصر وكانها مكونه من اربعة طبقات او جمهوريات. فى اعلاها يقبع الرئيس المخلوع فى طبقه من مائة شخص يضمون اسرته و اعوانه القربين و رجال اعمال هم قمه فى الفساد. ثرواتهم خياليه و دخل بعضهم يراوح المليون جنيه يوميا. شخص او اثنين من هذه الطبقه ما زالوا فى اماكن سلطتهم وهم الحكام الفعليين لمصر اليوم و العشر سنوات القادمه.بعدها تاتي الطبقه الثانيه , الجمهورية الثانيه , وتتكون من خمسة ملايين من المصريين تصل مداخيلهم الى مليون جنيه فى السنه للاسره وهم معدودين كقوه شرائيه جباره تضاهى الطبقات العليا فى امريكا و اوروبا. هولاء يكسبون رزقهم بالحلال او بالحرام او كليهما. مثلا ميزانية وزارة الداخليه الاخيره كانت سبع مليارات جنيه فى حين وصل استهلاك المخدرات الى ثمانية و عشرين مليار جنيه العام الماضى. الجمهوريه الثانيه حاضره بقوه فى الاستهلاك المسرف التافه و الاعلانات الاستفزازيه المرافقه له و الشئ لزوم الشئ. للامانه اثبت شباب هذه الطبقه انهم اكثر رشدا ووطنيه من ابائهم و حركوا ثورة مصر. الطبقة الثالثه , الجمهوريه الثالثه , تتكون من حوالى عشرة ملايين مواطن معظمهم شرفاء وطنيين هم عصب الاقتصاد الصحى غير الطفييلى. هم التجار و الصناع الذين استحقوا لقب المستورين فى مسمياتنا. دخل الفرد فى هذه الطبقه حوالى الف جنيه فى الشهر.اخطر ما تركه لنا حسنى مبارك و نظامه الفاسد هو الطبقه الرابعه او الجمهوريه الرابعة . خمس وسبعين مليون نسمه من المعدمين سيئوا الصحة و التغذيه يعيش تسعة اعشارهم فى العشوائيات و العشر الباقى فى الشوارع. هذه هى جريم

فوضى المصالح
shaimaanas elden -

يتناحرون في التهام الجسد المصري بسعادة بالغة، دون أن يلتفت الجميع أننا انغمسنا حتى الأذن في تفاصيل مفهوم الدولة، كل حسب هواه ومصالحه الخاصة، في حين أن الدولة بأكملها في سبيلها إلى الانهيار. والأهم شارع مصري لا يعنيه تهافت النخب والأحزاب والجماعات والقادة أمام لقمة عيش وأمان المستقبل كلام يدمى القوب ،،، فهؤلاء المنغمسون فى التهام الجسد المصرى ،،هم والنظام السابق وجهان لعمله واحده ,, والخاسر الوحيد دوما وأبدا هو المواطن البسيييييييييييييييييييييط

فوضى المصالح
shaimaanas elden -

يتناحرون في التهام الجسد المصري بسعادة بالغة، دون أن يلتفت الجميع أننا انغمسنا حتى الأذن في تفاصيل مفهوم الدولة، كل حسب هواه ومصالحه الخاصة، في حين أن الدولة بأكملها في سبيلها إلى الانهيار. والأهم شارع مصري لا يعنيه تهافت النخب والأحزاب والجماعات والقادة أمام لقمة عيش وأمان المستقبل كلام يدمى القوب ،،، فهؤلاء المنغمسون فى التهام الجسد المصرى ،،هم والنظام السابق وجهان لعمله واحده ,, والخاسر الوحيد دوما وأبدا هو المواطن البسيييييييييييييييييييييط