ذكريات إذاعية عن نكسة حزيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في العام 1967 كان المدير العام للإذاعة والتلفزيون عسكريا، هو (العميد) خالد رشيد الشيخلي، وقد فرضه علينا وزير الإعلام (العسكري والعميد أيضا) دريد الدملوجي، ظنا منه بأن الإذاعة والتلفزيون لا يضبطها خبيرٌ من أبنائها، بل عسكري يديرها بصرامة من أجل الضبط والربط، لضمان قيامها بدورها المطلوب والوحيد، حكوميا، وهو ترويج سياسة الحكومة، والتبشير بإنجازاتها، وإسكات خصومها. أما الخبرة والمعرفة والكفاءة الإعلامية والثقافية فأمر هامشي ليس له ضرورة.
ثم جاءت ساعة الحرج الكبرى للسيد العميد حين اندلعت حرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 1967 وأدرك خطورة المأزق الذي ينتظره في ملاحقة تطورات الحرب ومتابعة أخبارها وإدارة إعلامها، خصوصا وأن العراق مساهم فيها بقوات على الجبهات السورية والمصرية والأردنية. وهربا من الحرج ومن المسؤولية تصرف بذكاء فوزع مهام مسؤولياته على بعض كبار الموظفين الذين يتوسم فيهم الكفاءة والأمانة.
كنت يومها رئيساً لمذيعي الإذاعة والتلفزيون، فكان نصيبي من الصلاحيات هو مراقبة وإجازة جميع ما يرد من برقيات وبيانات وأخبار، إضافة إلى عملي الأساسي في توزيع العمل على المذيعين، وقراءة المواد المهمة، وخاصة بيانات القصر الجمهوري والحكومة، والأوامر والتوجيهات والتصريحات التي تصدر عن القيادة. وجرت العادة، في ظروف الحرب، أن نربط الإذاعة بالتلفزيون ونوحّد البث فيما يخص الأخبار المهمة جداً والبيانات الرسمية. وقد تعود العراقيون على توقع بيان هام أو خبر هام لمجرد أن يروني على الشاشة أو يسمعوني بالإذاعة. ومرت الأيام الأربعة ولياليها بكل ما ذقناه فيها من قلق وحماس وسهر وقلة نوم. نواصل البث أربعاً وعشرين ساعة دون توقف. نتناوب النوم في غرفة المذيعين على الأرض المفروشة بسجادة قديمة مثقبة وغير نظيفة. سليم المعروف، عبد اللطيف السعدون، حسين حافظ، طارق حسين، بهجت عبد الواحد، غازي فيصل، عبد الكريم الجبوري وغيرهم.
وكان الرائد أحمد أبو الجبن مبعوثاً إلينا من الاستخبارات العسكرية، ومداوماً معنا مثل أي واحد منا، يفحص الأخبار فقط من الناحية الأمنية والعسكرية. كان يجلس إلى جانبي في أستوديو البث ذات يوم. أنا منشغل بقراءة البيانات العسكرية، وهو منشغلاً أيضاً، يقرأ ويجيز، ثم يناولني لكي أذيع. لكنه وعلى غير العادة أمسك بورقة بيضاء وراح يكتب، ثم ناولني الورقة وأشار علي بإذاعة ما كتبه عليها، فأذعت:
"أفادت القيادة العسكرية العراقية بما يلي: قامت طائراتنا الباسلة بقصف مدينة ناثانيا في فلسطين المحتلة، وأوقعت بالعدو خسائر مادية وبشرية فادحة، ثم عادت إلى قواعدها سالمة".
وحين انتهيت من القراءة بدأنا نذيع موسيقى عسكرية بعد أن أقفلت الميكروفون. قلت له: إن هذا خبر جيد، من أين جئت به؟ قال: هذا من من عندي، دعما للمعنويات. وخرجنا من الأستوديو لنستريح قليلا. بعد أقل من ربع ساعة أذاعت (صوت العرب) من القاهرة تقول: إليكم ما يلي: أذاع راديو بغداد ما يلي: " أفادت القيادة العسكرية العراقية بما يلي: قامت طائراتنا.." إلى آخر الخبر الذي صاغه أبو الجبن دعما للمعنويات.
طبعاً لو كنا نطابق ما نذيعه نحن من أخبار أو ما نسمعه من الإذاعات الأخرى، على خارطة الواقع، لكنا حررنا فلسطين أكثر من مرة. لكننا وبعد خمسة أيام من الخوف والقلق والعذاب وسهر الليالي، أذعنا أن الرئيس عبد الناصر قبل بوقف إطلاق النار. ثم اكتشفنا أننا فقدنا سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس ومساحة من جنوب لبنان. أما نحن كعراقيين، فقد كانت لنا قطعات عسكرية وقوات جوية في مصر وسوريا والأردن - على ما أذكر. وعليه يصبح قبول السوريين والأردنيين بوقف إطلاق النار أمراً ملزماً للعراق.
هاج الدم في عروقي بعد أن سمعت الخبر. فبعد كل الدمار والضياع والدماء نقبل بالهزيمة، وبصورة علنية وبشكل رسمي. فغضبت وكتبت ما يشبه التعليق السياسي الحماسي أرفض فيه - باسم الجماهير العربية الصامدة في كل شبر من الوطن العربي- قرار وقف إطلاق النار، وأهاجم المتهاونين، وأطالب بمواصلة القتال إلى ما لا نهاية، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى. كان شيئاً من كلام أيام زمان الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. دخلت أستوديو التلفزيون واتخذت مكاني في مواجهة الكاميرات وقلت للفنيين: يا الله يا شباب على الهواء. وانطلق صوتي عبر الإذاعة والتلفزيون معا.
لم أكن أعلم أن وكالات الأنباء كانت تترقب ما أذيع، وتتصيد مني ما عودتها عليه من بيانات مهمة وأخبار. فراحت برقيات الوكالات تتلاحق: (العراق يرفض وقف إطلاق النار). (متحدث رسمي عراقي يعلن عدم القبول بما وافق عليه عبد الناصر).
كنت في مكتبي في قسم المذيعين حين طلبني العميد، وبلهجة الآمر العسكري قال: تفضل إلى مكتبي. دخلت. قال انتظر، عندما يرن هذا الهاتف ارفع أنت سماعته وكلم المتحدث.
لم يطل انتظاري. دق جرس الهاتف، رفعت السماعة: نعم تفضلوا الإذاعة والتلفزيون. وجاءني صوته. إنه هو السيد الرئيس عبد الرحمن عارف. قال: من؟ قلت: تفضل يا سيادة الرئيس. قال: من؟ قلت: أنا إبراهيم الزبيدي. قال: إبراهيم، خذ سيارة وتعال إلى القصر الجمهوري فورا. قلت: أمرك سيادة الرئيس. قال: اسألني لماذا؟ قلت: لماذا يا سيادة الرئيس؟ قال: تعال صير رئيس جمهورية بدالي.
سكتُ لحظة، ثم قلتُ: سيادة الرئيس، أنا واثق من أن كلامي خارج من قلبك. فسكت هو أيضا، وسكت أنا، وساد صمت، ثم قال: وضعتنا في موقف حرج وكبير مع الرئيس عبد الناصر. ثم سكت، وسكت أنا أيضا، وساد صمت جديد، ثم سمعته بصوت فيه ود وحنان: زين يابا زين. وأقفل سماعة التلفون. سألني المدير العام عما حصل؟ قلت: قال: زين يابا زين. عاد وسأل: فقط؟ قلت: فقط لا غير.
التعليقات
ولازالت
عراقي -العقليه التي تتكلم عنها قبل حوالي 50 سنه وهي العقليه العربيه التهريجيه الكاذبه لا زالت موجوده حتى الان والجماهير العربيه تحب سماعها وتقدس اشخاصها، اكثر الناس لا زالت تمجد عبدالناصر قائد الهزائم والغوغائيه وكذلك صدام حسين قائد الامه الذي ظهر بعد هزيمه حرب الكويت يدعي الانتصار،ولكنك لن تجد من يحب العقلاء امثال نوري السعيد في العراق او بورقيبه في تونس ، ولو استمعت الى أستفتاء الجزيره في كل برنامج من الاتجاه المعاكس ستقول ان هذه الامه لا فائده منها ويقودها الجهل فقط.
الروافض
صالخ العوامي -الروافض دمروا العراق ولايعرفون الديمقراطية وعبيد ايران واعداء السعودية لكن اسود السنة سيذيقونهم العذاب الشديد ويرجع العراق بيدهم
الامة التعبانه
احمد الواسطي -نحن في العراق دفعنا الكثير من اجل الامة العربيه قديما وحديثا ففي عهد الدولة السابقه دخلنا الكثير من الحروب بسبب طيش وتسرع الحكومات آنذاك واليوم ندفع نفس الثمن ولكن بيد مؤيدي الحكومات السابقه وهم خارج السلطة وايظا دفاعا عن الامة العربيه فبعد ان كانوا يستخدموننا بالدفاع عن الامة اصبحنا نحن نهدد الامة وفي كلتا الحالتين نحن اول الضحايا فالأخ الزبيدي أذاع بيان لإطالة الحرب بدون موافقة اي احد والرايس يعفو عنه مع ان الزبيدي وامثاله من اهل البيت يجاهدون بالخلفيات في مبني الإذاعه او يحرسون بيت القائد الضرورة وهو مستكثر النوم في الغرف المكيفه ولكن اولاد الخايبه يبقون ستة وسبعة ايام بدون طعام وهم في المتقدم ولكن اذا نطقوا جمله واحده وهي لماذا هذه الحرب سيعدمون بدون حتي محاكمه او سؤال من الضابط وأخذ تعليق رقم ٢ مثلا لذلك وهذه نظرة من دافعنا عنهم لزمن طويل ;مع التحية لكل عراقي يرفض الانضمام الي الامة التعبانه
ناصر عظيم الامة
لبناني ناصري -المعلق العراقي يسخر من شخصية القائد العظيم جمال عبد الناصر ويصفه بالخاسر في المعارك وتناسى ان عبد الناصر هو ابو الثورات العربية التي غيرت الوجوه الكالحة في العراق واليمن والجزائر وسوريا وكان الملهم للثوار في كوبا وجنوب افريقيا وكوبا وباعتراف منديلاولقد حول عبد الناصر مصر الخارجة من حكم ملك دكتاتور لدولة متقدمة صناعيا وزراعيا ووزع الاراضي على الفلاحين وأمن مستقبل الشباب والعجزة وجعل مصر تصدر الصناعات الثقيلة وغيره وغيره ..فيأتي من يعلق عليه بنفس حقد وضغينة فاسدة لا لسبب الا لبواعث طائفية
ناصر عظيم الامة
لبناني ناصري -المعلق العراقي يسخر من شخصية القائد العظيم جمال عبد الناصر ويصفه بالخاسر في المعارك وتناسى ان عبد الناصر هو ابو الثورات العربية التي غيرت الوجوه الكالحة في العراق واليمن والجزائر وسوريا وكان الملهم للثوار في كوبا وجنوب افريقيا وكوبا وباعتراف منديلاولقد حول عبد الناصر مصر الخارجة من حكم ملك دكتاتور لدولة متقدمة صناعيا وزراعيا ووزع الاراضي على الفلاحين وأمن مستقبل الشباب والعجزة وجعل مصر تصدر الصناعات الثقيلة وغيره وغيره ..فيأتي من يعلق عليه بنفس حقد وضغينة فاسدة لا لسبب الا لبواعث طائفية
مذكرات
البصري -نتمنى العمر المديد للاستاذ الزبيدي وان يوثق ما عايشه في تلك المرحلة على شكل مذكرات كى يعلم القاصي والداني كيف كانت هذه الدول او بالاحرى هذه المزارع تدار من قبل الغوغاء.
مذكرات
البصري -نتمنى العمر المديد للاستاذ الزبيدي وان يوثق ما عايشه في تلك المرحلة على شكل مذكرات كى يعلم القاصي والداني كيف كانت هذه الدول او بالاحرى هذه المزارع تدار من قبل الغوغاء.
إلى صالخ العوامي
قارئ -أقترح عليك أن تذهب إلى النوم، طبعاً بعد أن تكون قد غسلت اسنانك، ......
إلى صالخ العوامي
قارئ -أقترح عليك أن تذهب إلى النوم، طبعاً بعد أن تكون قد غسلت اسنانك، ......
الممجوجين
علي البصري -هناك جماعات تنعق بمناسبة وغير مناسبة امثال رقم 2(الروافض) الروافض والطائفية المقيتة والقلوب المريضة التي يآكل قلوبها الحقد فلا يوجد في هذا الموضوع التاريخي دخل لسنة او شيعة فيه وهم الوحيد الفتنة ليس الا الا خاب مسعاهم وخسرة تجارتهم التحية للاذاعياللامع ابراهيم الزبيدي .
الممجوجين
علي البصري -هناك جماعات تنعق بمناسبة وغير مناسبة امثال رقم 2(الروافض) الروافض والطائفية المقيتة والقلوب المريضة التي يآكل قلوبها الحقد فلا يوجد في هذا الموضوع التاريخي دخل لسنة او شيعة فيه وهم الوحيد الفتنة ليس الا الا خاب مسعاهم وخسرة تجارتهم التحية للاذاعياللامع ابراهيم الزبيدي .
الى رقم ٢
احمد المولى -واين كان هؤلاء الاسود السنه في حرب الايام السته التي ذلت العرب الى اليوم. الم تكن كل حكومات الدول الأعرابيه سنيه في ذلك الوقت وافرادها من الاسود؟ السنه هم نواصب وثنين ولذلك لم ولن يفلحوا اينما ولوا وجوههم وهذا امر الله.
الى رقم ٢
احمد المولى -واين كان هؤلاء الاسود السنه في حرب الايام السته التي ذلت العرب الى اليوم. الم تكن كل حكومات الدول الأعرابيه سنيه في ذلك الوقت وافرادها من الاسود؟ السنه هم نواصب وثنين ولذلك لم ولن يفلحوا اينما ولوا وجوههم وهذا امر الله.
الى رقم 4
عراقي -يبدو انك كنت نائم كأصحاب الكهف في ال50 سنه الماضيه وصحيت من النوم قبل ايام ولا تدري ما حصل في الدنيا، الامثله التي طرحتها تثير الضحك، الثورات التي تتحدث عنها والتي قام عبدالناصر بتأيدها سأتحدث لك عن نموذج العراق الذي اعرفه جيدا وانت لا تفهمه نهائيا،العراق كان في ال58 دوله مستقره وامامه مستقبل كبير ان يصبح احسن دوله في المنطقه وان يكون دبي المنطقه، كان يصدر الحنطه والجلود ومنتجات زراعيه اخرى وكان فيه حياه برلمانيه وقيمه للانسان قبل ان يأتي انقلاب 58 الاسود ثم سلسله الانقلابات والسحل في الشوراع والحروب واصبح الانسان العراقي مستهلك للطعام وفاشل، هذه واحده من انجازات عبدالناصر، اما المثال الاخر وهو كوبا فهي مثال الفشل وانسانها مدمر يحلم في الوصول الى سواحل فلوريدا في امريكا، اما عن وطنك لبنان فقد كان قبله السواح العرب والاجانب قبل ان يدمره العرب والثوريون منهم بشكل خاص في حرب اهليه ، اذا كنت من محبي الحركات الثوريه انصحك للذهاب والعيش في كوبا واخشى ما اخشاه ان تكون ساكن في دوله غربيه وتتمع بحضارتها وتتكلم بهذه اللغه وهو المرض الذي يعاني منه كثير من العرب والمسلمين، اما قولك طائفي فلا اعرف ربطه بالموضوع.
الى رقم 4
عراقي -يبدو انك كنت نائم كأصحاب الكهف في ال50 سنه الماضيه وصحيت من النوم قبل ايام ولا تدري ما حصل في الدنيا، الامثله التي طرحتها تثير الضحك، الثورات التي تتحدث عنها والتي قام عبدالناصر بتأيدها سأتحدث لك عن نموذج العراق الذي اعرفه جيدا وانت لا تفهمه نهائيا،العراق كان في ال58 دوله مستقره وامامه مستقبل كبير ان يصبح احسن دوله في المنطقه وان يكون دبي المنطقه، كان يصدر الحنطه والجلود ومنتجات زراعيه اخرى وكان فيه حياه برلمانيه وقيمه للانسان قبل ان يأتي انقلاب 58 الاسود ثم سلسله الانقلابات والسحل في الشوراع والحروب واصبح الانسان العراقي مستهلك للطعام وفاشل، هذه واحده من انجازات عبدالناصر، اما المثال الاخر وهو كوبا فهي مثال الفشل وانسانها مدمر يحلم في الوصول الى سواحل فلوريدا في امريكا، اما عن وطنك لبنان فقد كان قبله السواح العرب والاجانب قبل ان يدمره العرب والثوريون منهم بشكل خاص في حرب اهليه ، اذا كنت من محبي الحركات الثوريه انصحك للذهاب والعيش في كوبا واخشى ما اخشاه ان تكون ساكن في دوله غربيه وتتمع بحضارتها وتتكلم بهذه اللغه وهو المرض الذي يعاني منه كثير من العرب والمسلمين، اما قولك طائفي فلا اعرف ربطه بالموضوع.
أنظمة لاتمثل أحداً
الحسناوي -كان المرحوم اللواء حمودي مهدي رئيساً لأركان الجيش العراقي وكان يسكن الحارثية وفي يوم الهجوم الإسرائيلي لايعلم ماكان يجري فخرج من داره بلباس النوم الساعة التاسعة يسأل البقال المقابل لبيته عن الذي يحدث. المرحوم حمودي مهدي رئيساً لأركان الجيش العراقي ولم يحصل على شارة الأركان الحمراء وهي تساوي درجة الماجستير أكاديميا في العلوم العسكرية.!! أحمد أبو الجبن يؤلف بيانات من عنده ويقصف إسرائيل كما يحلو له. الشيء الغريب في رواية السيد الكاتب أن الرئيس عارف لم يسأل أبو الجبن عن الهجوم على ميناء نتانيا ولكن سأل السيد الكاتب عن رفض قرار إطلاق النار. ماكان يحدث في دار الإذاعة العراقية وكما وصفه السيد الكاتب هو تجسيد حي لفوضى كياناتنا وكيفية إدارتها وهذا يصدق بالتمام والكمال على الكيانات المصرية والسورية والأردنية فالضابط المهرج أحمد أبو الجبن يؤلف البيانات والسيد المذيع يقرر رفض إطلاق النار ورئيس أركان جيش عربي يعتبر نفسه من دول المواجهة مع العدو لايدري مايحدث. نحن الجيل الذي عاش تلك الأيام ولأجل إمتصاص غضب الجماهير والسيطرة على الشباب فقد قامت السلطة آنئذٍ بإستدعاء طلبة الكليات للإلتحاق بتشكيلات سميت بالكتائب وطلبة الثانويات بفرق الجوالة كي يتأهبوا للدفاع عن الوطن في حالة الإعتداء علينا. المثير للشفقة فأنه حين هاجمت إسرائيل قاعدة H3 في غرب العراق لم تواجه أية مقاومة عراقية تذكر. لقد قص علينا أحد الأصدقاء الذين نقلوا الى تلك القاعدة وكيف أنه بمجرد هبوط طائرتهم الأوكرانيا على المدرج جاءت القاصفات الإسرائيلية لتدمر كل شىء وكيف أنهم لاذوا بالفرار ولم يكونوا حتى مسلحين فقد إنتزعت منهم ذخيرتهم قبل ركوبهم الطائرة. شيء آخر أود التذكير به هو أن إذاعة بغداد قد ربطت بإذاعة صوت العرب وكان أحمد سعيد ليس أفضل حالاً من أحمد أبو الجبن فقد كان يسقط الطائرات الإسرائيلية المغيرة كالذباب لغاية عصر ذلك اليوم حين إكتشفنا بأن الأنظمة العربية قد دمرت آلاتها العسكرية وهي على الأرض وأن طائراتها أصبحت كعصف مأكول وأن أراضيها إجتاحها موشي دايان كما لو كان في نزهة. نحن لم ندخل حرباً أو معركة كما يحاول أن يصور البعض ولم يكن ذلك في نيتنا ولكن لأجل الإستهلاك المحلي من قبل القيادة الناصرية لبطولات وتصدي فارغ فقد إستغلت إسرائيل هذا الهراء فكنا فريسة سهلة لأن من يحكمنا ومازال هم أعداؤنا. حين هوجمنا كنا نتمنى أن ننت
أنظمة لاتمثل أحداً
الحسناوي -كان المرحوم اللواء حمودي مهدي رئيساً لأركان الجيش العراقي وكان يسكن الحارثية وفي يوم الهجوم الإسرائيلي لايعلم ماكان يجري فخرج من داره بلباس النوم الساعة التاسعة يسأل البقال المقابل لبيته عن الذي يحدث. المرحوم حمودي مهدي رئيساً لأركان الجيش العراقي ولم يحصل على شارة الأركان الحمراء وهي تساوي درجة الماجستير أكاديميا في العلوم العسكرية.!! أحمد أبو الجبن يؤلف بيانات من عنده ويقصف إسرائيل كما يحلو له. الشيء الغريب في رواية السيد الكاتب أن الرئيس عارف لم يسأل أبو الجبن عن الهجوم على ميناء نتانيا ولكن سأل السيد الكاتب عن رفض قرار إطلاق النار. ماكان يحدث في دار الإذاعة العراقية وكما وصفه السيد الكاتب هو تجسيد حي لفوضى كياناتنا وكيفية إدارتها وهذا يصدق بالتمام والكمال على الكيانات المصرية والسورية والأردنية فالضابط المهرج أحمد أبو الجبن يؤلف البيانات والسيد المذيع يقرر رفض إطلاق النار ورئيس أركان جيش عربي يعتبر نفسه من دول المواجهة مع العدو لايدري مايحدث. نحن الجيل الذي عاش تلك الأيام ولأجل إمتصاص غضب الجماهير والسيطرة على الشباب فقد قامت السلطة آنئذٍ بإستدعاء طلبة الكليات للإلتحاق بتشكيلات سميت بالكتائب وطلبة الثانويات بفرق الجوالة كي يتأهبوا للدفاع عن الوطن في حالة الإعتداء علينا. المثير للشفقة فأنه حين هاجمت إسرائيل قاعدة H3 في غرب العراق لم تواجه أية مقاومة عراقية تذكر. لقد قص علينا أحد الأصدقاء الذين نقلوا الى تلك القاعدة وكيف أنه بمجرد هبوط طائرتهم الأوكرانيا على المدرج جاءت القاصفات الإسرائيلية لتدمر كل شىء وكيف أنهم لاذوا بالفرار ولم يكونوا حتى مسلحين فقد إنتزعت منهم ذخيرتهم قبل ركوبهم الطائرة. شيء آخر أود التذكير به هو أن إذاعة بغداد قد ربطت بإذاعة صوت العرب وكان أحمد سعيد ليس أفضل حالاً من أحمد أبو الجبن فقد كان يسقط الطائرات الإسرائيلية المغيرة كالذباب لغاية عصر ذلك اليوم حين إكتشفنا بأن الأنظمة العربية قد دمرت آلاتها العسكرية وهي على الأرض وأن طائراتها أصبحت كعصف مأكول وأن أراضيها إجتاحها موشي دايان كما لو كان في نزهة. نحن لم ندخل حرباً أو معركة كما يحاول أن يصور البعض ولم يكن ذلك في نيتنا ولكن لأجل الإستهلاك المحلي من قبل القيادة الناصرية لبطولات وتصدي فارغ فقد إستغلت إسرائيل هذا الهراء فكنا فريسة سهلة لأن من يحكمنا ومازال هم أعداؤنا. حين هوجمنا كنا نتمنى أن ننت
Thanks Saeed Zobeedy
Rizgar -فعلي كافة الحكام والملوك والزعماء العرب إن يتبنوا سياسة جديدة في التعامل مع إسرائيل في حال كان خيارهم السلام معها بالبدء منذ ألان بازالة هذا الإرث التعصبي الكبير المبني علي الحقد والكراهية للشعب اليهودي .
Thanks Saeed Zobeedy
Rizgar -فعلي كافة الحكام والملوك والزعماء العرب إن يتبنوا سياسة جديدة في التعامل مع إسرائيل في حال كان خيارهم السلام معها بالبدء منذ ألان بازالة هذا الإرث التعصبي الكبير المبني علي الحقد والكراهية للشعب اليهودي .