فضاء الرأي

العليل: النظام السوري، و"الطبيب" المالكي!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أما العليل، فهو النظام السوري، الذي يواصل قمعه الدموي الهمجي حتى للأطفال؛ وأما "الطبيب" [ المزعوم]، فالمقصود حكومة العراق، بكافة أطيافها وأطرافها، وخصوصا السيد رئيس الوزراء. والعنوان مأخوذ من المثل الرائج " طبيب يداوي الناس وهو عليلُ".

والقصة زيارة وزير الخارجية السوري لبغداد فجأة، ولقائه بوزير الخارجية العراقي ورئيس الوزراء، في مهمة، تقول التقارير الصحفية، [أو بالأحرى تخمن]، إنها مهمة متشعبة الرؤوس: ما بين توسط العراقيين "المقربين" من أميركا لفتح نوافذ اتصالات سورية معها، وما بين الحدس بأن الغرض هو أيضا الضغط على من لسوريا "دالة" عليهم من ساسة العراق، وممن لهم تأثير ما على أكراد سورية، لإقناع قياداتهم بعدم الانضمام إلى الحملة السياسية المنظمة للمعارضة السورية. وربما ثمة مهمات أخرى لا يعرف عنها غير النظام السوري، الذي يعاني من أزمة داخلية كبرى، ومن عزلة دولية متزايدة.

ويذكّرنا العارفون بالعلاقات القديمة بين المخابرات السورية وبين لفيف من ساسة العراق المهيمنين، ووجود مصالح ضخمة لهؤلاء في الشام، وتوفر وسائل ضغط وابتزاز هائلة في يد النظام السوري لإنجاح مهمة وفده الزائر.

ما لفت نظري خاصة هي نصيحة السيد المالكي لقيادة النظام السوري بالتسريع بالإصلاحات المطلوبة. وتأتي هذه النصيحة الذهبية بعد أيام من هجمة عناصر من الأمن العراقي على مظاهرة سلمية في ساحة التحرير، وخطف أربعة طلاب بطريقة مدانة، واستعمال سيارات الإسعاف لخطفهم، لكي تختفي آثارهم، ولا يعرف شيء عن مصيرهم ولحد اليوم. والمرجح انهم يتعرضون لخطر الضغوط والتعذيب لأن حكومة "القانون" قد برهنت مرارا على انتهاجها لأساليب ما فوق القانون، أي دكتاتورية، وكأنما تعيد إنتاج أساليب صدام. وجاءت تلك الهجمة، التي جوبهت بحملة احتجاجات مستمرة، في الوقت الذي سمحت فيه حكومة المالكي لمقتدى الصدر باستعراض جيش المهدي استعراضا عسكريا يلفت النظر، ولغرض الابتزاز واستعراض العضلات؛ وهو نفس الجيش الذي تقترن باسمه، وباسم زعيمه، سلسلة الجرائم الرهيبة منذ الأيام الأولى لسقوط النظام الصدامي، وخصوصا دوره القذر في الحرب الطائفية الدموية في عامي 2006 و2007 والشهور التالية.

إن نصائح حكومة المالكي لأسد الشام يصح عليها المثل المشار إليه. فعراق اليوم هو في مقدمة دول الفساد، والخدمات منهارة تماما، وها هو الحر والغبار يعودان لغزو المواطنين فيما الكهرباء نادرة، والماء يتقطع، وأصحاب المبردات يعانون الأمرين والويلات. وعراق حكومة المالكي منهار أمنيا: ما بين تفجيرات متتالية تقتل العشرات كل مرة، وبين عمليات اغتيال بالكواتم، التي تخطط لها أطراف متشابكة: من قاعدة، وصداميين، ومن أطراف في الحكم نفسه في تصفيات حساب. والوضع السياسي العراقي كله يواصل التخبط رغم مرور حوالي العام على الانتخابات، والوزارات الأمنية لا تزال تحت هيمنة رئيس الوزراء نفسه وهو يرفض كل ترشيح لا يرضيه. واتفاقات أربيل بين المالكي ود.علاوي هي في خبر كان؛ والمالكي يهدد بإسقاط الحكومة وبحل البرلمان وبتشكيل " حكومة أكثرية"ـ أي الأحزاب الدينية الشيعية زائدا الأطراف الكردستانية. والدكتور علاوي يواصل مواقفه المحيرة والمرتبكة، ما بين تهديد وتفاوض، مبرهنا على قلة استيعابه لأبعاد المناورات التي استبعدت قائمة العراقية من تشكيل الحكومة، وأنه كان عليه، منذ البداية، اختيار طريق المعارضة البرلمانية بدلا من الركض وراء وهم " مجلس تخطيط السياسات".

وعراق اليوم حائر حول بقاء أو عدم بقاء قسم من القوات الأميركية بعد انتهاء أجل الاتفاقية الأمنية في أواخر العام، وحيث يبدو أن هناك أكثرية سياسية مقتنعة بضرورة هذا البقاء لاعتبارات من أمن العراق داخليا وأمن حدوده، بينما يقود مقتدى الصدر، والقاعديون، والصداميون، حركة الرفض والتهديد. ومليشيات مقتدى الصدر، وغيرها من المليشيات التابعة لإيران في العراق، تقرن التهديدات بالتحرش المتواصل بالقواعد الأميركية في العراق، في تنفيذ صارخ لرغبات وحسابات نظام الفقيه. ويسعى الصدر لاستصدار فتاوى من كبار رجال الدين الشيعة لدعم موقفه، علما بأن هذا الأسلوب يلجأ إليه كل حكام العراق لتزكية هذا الموقف أو ذاك وهذا الإجراء أو ذاك. وكبار رجال الدين والمرجعية يواصلون، منذ سقوط صدام، التدخل في الصغيرة والكبيرة من الشؤون السياسية العراقية في انتهاك صارخ للمبدأ الديمقراطي وفي محاكاة لنظام الفقيه.

وهكذا، لا نعرف كيف يمكن للطبيب العراقي العليل، والذي يمر هو نفسه بأزمات داخلية مزمنة وصراعات متواصلة، أن يكون ذا نفع لنظام سوري يغطي على خوفه وأزمته بتشديد البطش الدموي، وبالوعود المطاطة والمراوغات، وبالبيانات الكاذبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عملية تجميل
Adam* -

لن يصلح الطبيب ما افسده النظام... النظام اختار العذلة بنفسه و انتهج اسلوب الابادات الجماعية و ضد من,,, ضد شعبه المسلوب اصلا ابسط حقوق الحرية و طالب بالقليل,, لكن جوبه بكافة انواع الاسلحة و التي لم تستعمل لقود ضد العدو الاسرائيلي المشترك... المالكي لو كان يملك فانوس علاء الدين لاستعمله لتركيز وضع نظامه المبنى على قاعدة من الفساد الاداري و القمعي للحريات...لذا من يداوي من هنا و سقوط الرئيس اليمني لم يمض عليه يوم ليكن عبرة للاخطبوط الاسدي الذي يحاول ضخ الدم في جثة النظام الهامدة... اكرام الميت دفنه.

عملية تجميل
Adam* -

لن يصلح الطبيب ما افسده النظام... النظام اختار العذلة بنفسه و انتهج اسلوب الابادات الجماعية و ضد من,,, ضد شعبه المسلوب اصلا ابسط حقوق الحرية و طالب بالقليل,, لكن جوبه بكافة انواع الاسلحة و التي لم تستعمل لقود ضد العدو الاسرائيلي المشترك... المالكي لو كان يملك فانوس علاء الدين لاستعمله لتركيز وضع نظامه المبنى على قاعدة من الفساد الاداري و القمعي للحريات...لذا من يداوي من هنا و سقوط الرئيس اليمني لم يمض عليه يوم ليكن عبرة للاخطبوط الاسدي الذي يحاول ضخ الدم في جثة النظام الهامدة... اكرام الميت دفنه.

دليل
الثورة السورية -

ذهابهم لأخذ الاستشارة من بغداد هو دليل على الحالة الضعيفة التي وصل لها النظام.

دليل
الثورة السورية -

ذهابهم لأخذ الاستشارة من بغداد هو دليل على الحالة الضعيفة التي وصل لها النظام.

و الله زمن !!
بوتان نجيب -

في تصريح سابق قبل اكثر من عام صرح نفس وزير ااخارجية السوري وليد المعلم انه لن يزور العراق الا اذا وجد ان هناك فعلا في العراق حكومة وبالتالي جديرة ان يزورها !! ولم يكن هناك في حينه اية ردة فعل لا من جانب المالكي ولا منقبل وزير الخارجية هوشيار زيباري على تلك الاهانة لان الحكومة العراقية فعلا بلا وزن ولا شخصية! ولان ثورة الشعب السوري اندلعت فهم الان (النظام السوري) يهرولون من موقع الضعف نحو الحكومة العراقية الهزيلة ويتوسلون اليهم لمد العون لهم والله زمن !!..

و الله زمن !!
بوتان نجيب -

في تصريح سابق قبل اكثر من عام صرح نفس وزير ااخارجية السوري وليد المعلم انه لن يزور العراق الا اذا وجد ان هناك فعلا في العراق حكومة وبالتالي جديرة ان يزورها !! ولم يكن هناك في حينه اية ردة فعل لا من جانب المالكي ولا منقبل وزير الخارجية هوشيار زيباري على تلك الاهانة لان الحكومة العراقية فعلا بلا وزن ولا شخصية! ولان ثورة الشعب السوري اندلعت فهم الان (النظام السوري) يهرولون من موقع الضعف نحو الحكومة العراقية الهزيلة ويتوسلون اليهم لمد العون لهم والله زمن !!..

الاعراب اشد نفاقا
احمد الفراتي -

الماكي عندما هاجم النظام السوري فهاجمتم المالكي وعندما لم يهاجم النظام السوري ايضا هاجمتم المالكي يبدو ان لديكم ايها السنه دوده اسمها بغض المالكي وعلى فكره الكالكي اكثر شرعيه من كل الحكام السنه في العراق منذ تاسيس الدوله العراقيه وكذلك هو اكثر شرعية من الحكام العرب فقولوا ماتشاؤون فلن يعود حكم الاقليه الطائفيه

الاعراب اشد نفاقا
احمد الفراتي -

الماكي عندما هاجم النظام السوري فهاجمتم المالكي وعندما لم يهاجم النظام السوري ايضا هاجمتم المالكي يبدو ان لديكم ايها السنه دوده اسمها بغض المالكي وعلى فكره الكالكي اكثر شرعيه من كل الحكام السنه في العراق منذ تاسيس الدوله العراقيه وكذلك هو اكثر شرعية من الحكام العرب فقولوا ماتشاؤون فلن يعود حكم الاقليه الطائفيه

ايها الحاج
عراقي أناااااااااااا -

كنت عزيزا ايها الحاج واليوم انت في دوامة من عدم التفكير فالمقالة تحولت من سوريا والمعلم الذي فقد طلابه ونسي الدرس الى محاربة المالكي الذي بات يورق الجميع فالمالكي وبغض النظر عن السلبيات فهو رجل المرحلة بامتياز

ايها الحاج
عراقي أناااااااااااا -

كنت عزيزا ايها الحاج واليوم انت في دوامة من عدم التفكير فالمقالة تحولت من سوريا والمعلم الذي فقد طلابه ونسي الدرس الى محاربة المالكي الذي بات يورق الجميع فالمالكي وبغض النظر عن السلبيات فهو رجل المرحلة بامتياز

مخاطر الكهولة
عبدالله حمدي -

نفيد الاستاذ الحاج بان حسن ظن البعث السوري بزعامات القيادات الكردية العراقية فرضية لاتحتمل التداول . فلا نظام الاسود العفلقي على يقين ان احزابه الكردية السورية التي جمعها مكرهة في تحالف واحد بغرض توظيفها في حربه على الشعب السوري لايتجاوز تاثيرها على الجماهير الكردية 2% في احسن الاحوال وثورة شعب المنطقة عابرة للزعامات والاحزاب وكل من يحاول تدوير عجلة التاريخ بعقلية الزعيم الاوحد والقائد الضرورة وظل الله على الارض لامحالة، مهزوم امام ارادة الجماهير .

مخاطر الكهولة
عبدالله حمدي -

نفيد الاستاذ الحاج بان حسن ظن البعث السوري بزعامات القيادات الكردية العراقية فرضية لاتحتمل التداول . فلا نظام الاسود العفلقي على يقين ان احزابه الكردية السورية التي جمعها مكرهة في تحالف واحد بغرض توظيفها في حربه على الشعب السوري لايتجاوز تاثيرها على الجماهير الكردية 2% في احسن الاحوال وثورة شعب المنطقة عابرة للزعامات والاحزاب وكل من يحاول تدوير عجلة التاريخ بعقلية الزعيم الاوحد والقائد الضرورة وظل الله على الارض لامحالة، مهزوم امام ارادة الجماهير .

السياسة الحمقاء
emad -

هذه سياسة ذكيةبل غاية في الذكاء وليس كما المعارضة قسم عقد مؤتمر انتاليا وقسم أخر عقد مؤتمر بروكسل وهناك مؤتمر برلين ومؤتمر أخر في باريس وهناك من هم مقاطعين كل المؤتمرات وهناك من دخل في حوار وطني مع الحكومة السورية , وطبعا استجدائهم التدخل الاجنبي بأية وسيلة .

السياسة الحمقاء
emad -

هذه سياسة ذكيةبل غاية في الذكاء وليس كما المعارضة قسم عقد مؤتمر انتاليا وقسم أخر عقد مؤتمر بروكسل وهناك مؤتمر برلين ومؤتمر أخر في باريس وهناك من هم مقاطعين كل المؤتمرات وهناك من دخل في حوار وطني مع الحكومة السورية , وطبعا استجدائهم التدخل الاجنبي بأية وسيلة .

نعم
حسن علي -

صحيح مثلما قالها الفراتي عندهم دوده بسب المالكي الاكثر شرعية في تاريخ العرب الحديث انها دودة فقدان سلطة الاقليه الطائفيه في العراق

نعم
حسن علي -

صحيح مثلما قالها الفراتي عندهم دوده بسب المالكي الاكثر شرعية في تاريخ العرب الحديث انها دودة فقدان سلطة الاقليه الطائفيه في العراق

الحرية للمعتقلين
abud -

ضمن سلسلة الحملات التضامنية التي تطلقها على الفيسبوك تتوجه صفحة آشوريون من أجل الوجود والحرية أو Assyrians for Existence and Freedom الى كل الشرفاء من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في الوطن والمهاجر، وإخوانهم من أبناء وطننا الحبيب سوريا من العرب والأكراد والأرمن، من المسلمين والمسيحيين، ومن كل الأحرار في العالم، للمشاركة الكثيفة في حملة التضامن التي تطلقها الصفحة اعتبارا من مساء اليوم الأحد 5 حزيران الى غاية يوم الأحد 12 حزيران 2011، من أجل الضغط على السلطات السورية لإطلاق سراح أحد أقدم المعتقلين السياسيين في سجون النظام السوري يعقوب حنا شمعون من مواليد عامودا 1963 المعتقل دون جريمة ودون محاكمة منذ 2 /7 / 1985 وذلك من خلال استبدال صورنا على الفيسبوك بصورة المعتقل يعقوب حنا شمعون طيلة الأسبوع القادم معا لنعيد يعقوب إلى عائلته ووالدته التي تنتظره بعد ستة وعشرين عاما

الحرية للمعتقلين
abud -

ضمن سلسلة الحملات التضامنية التي تطلقها على الفيسبوك تتوجه صفحة آشوريون من أجل الوجود والحرية أو Assyrians for Existence and Freedom الى كل الشرفاء من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في الوطن والمهاجر، وإخوانهم من أبناء وطننا الحبيب سوريا من العرب والأكراد والأرمن، من المسلمين والمسيحيين، ومن كل الأحرار في العالم، للمشاركة الكثيفة في حملة التضامن التي تطلقها الصفحة اعتبارا من مساء اليوم الأحد 5 حزيران الى غاية يوم الأحد 12 حزيران 2011، من أجل الضغط على السلطات السورية لإطلاق سراح أحد أقدم المعتقلين السياسيين في سجون النظام السوري يعقوب حنا شمعون من مواليد عامودا 1963 المعتقل دون جريمة ودون محاكمة منذ 2 /7 / 1985 وذلك من خلال استبدال صورنا على الفيسبوك بصورة المعتقل يعقوب حنا شمعون طيلة الأسبوع القادم معا لنعيد يعقوب إلى عائلته ووالدته التي تنتظره بعد ستة وعشرين عاما