أصداء

إصلاحات علی الطريقة الإستبدادية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يکنzwnj; في مخيلة أي رئيس مستبد أن يأتي يوم و يقول الشعب لسيادته "إرحل". کما و لم تکن في أجندة الأنظمة الإستبدادية أي عزم لوضع برامج إصلاحية -ادارية أو سياسية- قبل مطالبة الشعب بها.

إنه زمن الحديث عن مفردتين -الإصلاح و التغيير-. الشعوب المضطهدة تطالب بتغيير الأنظمة المستبدة من أجل الحرية و العدالة و المساواة. و تقر تلك الأنظمة بضرورة الاصلاح -صراحة- للإستجابة لرغبات الشعب، و -ضمنآ- کذريعة من أجل البقاء.

ولکن يبقی "الإصلاح"، في قواميس الأنظمة المستبدة، ذو مدلول مختلف تمامآ عن معنی المصطلح نفسه. ففي وجه نظر تلك الأنظمة "الإصلاح" هو الحل الامثل لتفادي "تفكيك الوحدة الوطنية" و التغلب علی "اللعبة الطائفية" و وضع حد "للهيمنة الخارجية علی البلد". أما مطالبة الشعوب بالحرية و الديمقراطية و العدالة فهي أفکار مستوردة لا تتناسب المجتمعات التي أعتادت علی، و من الوطنية، أن تستهلك الإنتاج المحلي من سلع البطش و العبودية و التسلط.

فإن کانت السلطات جادة في دعواتها الإصلاحية، و إن کانت تعمل من أجل الشعب، الشعب فقط، لما دعت الی تلك البرامج الإصلاحية مؤخرآ، بل لجعلتها مستفعلة داخل أجندة و هيکلة الحکم منذ أمد بعيد. فهذه الأنظمة کانت تعلم بوجود، بل و تخطط، لإضطهاد شعوبها و إستغلال و نهب ثرواتها منذ عقود. و لو کانت هذه الأنظمة تؤمن بالأصلاح لما لجأت الی فوهات البنادق و المدافع و رؤوس الحراب لقتل طالبي الإصلاح.

و يتسائل کل منا؛ هل من المعقول أن يستجيب الدکتاتور، أخيرآ، لمطالب شعب أضطهده لعقود، و يضع نفسه في دوامة إصلاحات خطيرة مهددة لسلطانه، إن لم يکن قد أدرك الأخطر اللاحق به، وهو إزالته من الحکم؟. و هل من المعقول أن يتنازل الحاکم المستبد بکل هذه السهولة عن صلاحياته المطلقة و الإمتيازات التي منحها، مسبقآ، لنفسه و لمن حوله؟.

و رغم کل ذلك فإن تلك الأنظمة قد دعت الی الإصلاح و معالجة الأوضاع، ولکن کل علی طريقتها الخاصة. حيث شاهدنا حلولآ و سيناریوهات متباينة، منها سلمية و أخری دموية مؤلمة. و الغرض من کل هذه الحلول السلمية و "المبارکة" و "الصالحة" و "القذافية" و "الأسدية" کانت لتهدئة الشعوب الثائرة تارة و لقمع الثورات تارة اخری. و کلها محاولات لبقاء الأنظمة، غير الصالحة للحکم البشري، في الحکم. ولکن، و في النهاية، لم تفلح خطط السادة الرؤساء و أزلمتهم في إستعمال العنف ضد الشعوب الثائرة، فمنهم من دخل السجن في إنتظار مطرقة العدالة و منهم من لاذ بالفرار و منهم في إنتظار المصير المحتوم، و الثورات مستمرة.

کان أمل الشعوب أن يستقبل تعبيرهم السلمي، عن سأمهم من أداء الأنظمة الفاسدة، بحلول سلمية مرضية للجميع، ألا و هي؛ إصلاحات جذرية في أنظمة الحکم بعيدآ عن سفك الدماء من أجل تفعيل نهج ديمقراطي حقيقي، و وضع خطط و أجندة منظمة تنعکس رغبات الشعوب في العيش بحرية و کرامة.

و بما أن هذه الأنظمة قد أختارت أسلوب القمع لإسکات شعوبها، لذا يبدو أن قصدها من "الإصلاح"، من البدأ، کان مجرد "تحويلات مؤقتة" و عمليات جراحية تجميلية و حبوب لتهدئة غضب الشارع، و التي کلها أجندة متکررة هدفها إستغفال الشعوب، و لعبة سياسية مکشوفة، و، بصورة غير مباشرة، هي توسل الأنظمة المستبدة بالشعب للبقاء، و محاولة منها لشراء کرسي الحکم بأي ثمن. لذا يبدو أنه لم تکن لهذه الأنظمة أجندة جادة لتغيير النهج الإستبدادي المعمول به في الحکم أو أي عزم علی إصلاحه.

و في المقابل، يبدو أن ثمن مطالبة الشعوب بالتغيير و الإنتقال الی نظام ديمقراطي حقيقي هو أرواح بريئة توضع في صناديق الموت بدل أوراق التصويت في صناديق الاقتراع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليس غريبا
monsef -

رئيس غير دستوري ورث الحكم من ديكتاتور قمعي فكيف يقوم باصلاحات ديموقراطية وخاصة بعد احدى عشرة عاما من تسلمه الوراثة

مقال مهم
د. بسام -

هذا مقال كنا ننتظر مثيلاً له، فالجميع يتكلم عن الإصلاح، ولا أحد يتكلم عن الإصلاح أكثر من ذلك الأبله في سوريا الذي له حتى اليوم الكلمة الوحيدة والعليا، وبالطبع رجوناهم أن يعرفوا ما يعنوه بالإصلاح ولم يأتوا على ذكر جوهره في نظرهم أبداً رغم أن كل وسائل إعلام العصابة الأسدية إستنفرت للكلام عن المؤامرة وعن (الإصلاح)! إلا أنهم يخادعون، ويلفون ويدورون حتى يصوروا للشعب أن الإصلاح هو إصلاح بعض الطرق، وحل بعض المشاكل الشخصية التي لا يستطيع أحد في العالم حلها سوى شخص الرئيس، وقد يصدر من أجل مسألة طلاق أو رسوب في المدرسة مرسوماً جمهورياً رئاسياً في الوقت المناسب. آخر مرسوم صدر حتى اليوم هو مرسوم رئاسي بتخفيض سعر المتة حتى لا تغضب طائفة الرئيس، الشاربة للمتة بشهية، وتقول له: لم تفدنا بشيء من كل مراسيمك حتى اليوم يا سيادة الرئيس والطفل المعجزة، فشبيحتنا لا تعمل بدون جرعة متة مشبعة وشهية!

جنرالات الجزائر
adil -

عينو رئيس مرت 15 عاما من قمع وإرهاب الشعب لدرجة لا يستطيع خروج لتعبير عن نفسه

money
mad -

على أصحاب المصالح التجارية ، و الذين ما زالوا يساندون عصابة الأسد ، أن ينتبهوا إلى أن دورهم في تمويل آلة القتل الأسدية بات قريباً جداً، و في حال تباطئهم في القيام بهذا الواجب الوطني فإنه سيتم تصفيتهم و الإستيلاء على أموالهم

هکذا تتبين الحقائق
احمد البغدادي -

مقال يستحق التمعن فيه .موضوعي و کله حقائق ،نعم الشعوب تريد ((التغيير الحقيقي)) لتلك الانظمة الفاسدة المجرمة .يجب ان يحاکم کل مستبد و کذلك عوائل و اعوان المستبدين.

لا للتغييرنعم لاصلاح
Syryan -

لماذا التغيير ان کان ذلك لا ينفع کثيرا. من مصلحة الشعوب ان تبقی الانظمة ولکن مع ضمانات للاصلاح. شکرآ.

لا للتغييرنعم لاصلاح
Syryan -

لماذا التغيير ان کان ذلك لا ينفع کثيرا. من مصلحة الشعوب ان تبقی الانظمة ولکن مع ضمانات للاصلاح. شکرآ.

Degage
AHMED -

meme ceux qui ont procede aux reformes ce n''est que de la poudre aux yeux; jamais une dictature ne peut de venir democratique une dictature a irradiquer et renouveler tt

Degage
AHMED -

meme ceux qui ont procede aux reformes ce n''est que de la poudre aux yeux; jamais une dictature ne peut de venir democratique une dictature a irradiquer et renouveler tt